الصحة النفسية في الاسلام نقدم لكم فى هذا الموضوع المهم الصحة النفسية في الاسلام وماهو مفهومها الصحيح وماهى اهم مقومات الصحة النفسية.
محتويات المقال
الصحة النفسية في الإسلام
يحقق منهج الإسلام أركان الصحة النفسية في بناء شخصية المسلم بتنمية هذه الصفات الأساسية :
1- قوة الصلة بالله: وهي أمر أساسي في بناء المسلم في المراحل الاولى من عمره حتى تكون حياته خالية من القلق والاضطرابات النفسية .. وتتم تقوية الصلة بالله بتنفيذ ماجاء في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس : “يا غُلامُ إني أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجاهَكَ ، إذَا سَألْتَ فاسألِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فاسْتَعِنْ باللَّهِ , وَاعْلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ على أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا على أنْ يَضُرُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُوكَ إِلا بِشَيءٍ قد كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ “ رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي زيادة “احْفَظِ اللَّهَ تَجدْهُ أمامَكَ ، تَعَرَّفْ إلى اللّه في الرَّخاءِ يَعْرِفْكَ في الشِّدَّةِ ، وَاعْلَمْ أنَّ ما أخْطأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، وَمَا أصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً”.
2- الثبات والتوازن الانفعالي : الإيمان بالله يشيع في القلب الطمأنينة والثبات والاتزان ويقي المسلم من عوامل القلق والخوف والاضطرابقال تعالى :” يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ “ “فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ “ “هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ”.
3- الصبر عند الشدائد : يربي الإسلام في المؤمن روح الصبر عند البلاء عندما يتذكر قوله تعالى : “وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ” وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له”.
4- المرونة في مواجهة الواقع : وهي من أهم مايحصن الإنسان من القلق أو الاضطراب حين يتدبر قوله تعالى: “وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ”.
5- التفاؤل وعدم اليأس : فالمؤمن متفائل دائما لا يتطرق اليأس إلى نفسه فقد قال تعالى :“وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُون” ويطمئن الله المؤمنين بأنه دائماً معهم , إذا سألوه فإنه قريب منهم ويجيبهم إذا دعوه : “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”وهذه قمة الأمن النفسي للإنسان .
6- توافق المسلم مع نفسه : حيث انفرد الإسلام بأن جعل سن التكليف هو سن البلوغ للمسلم وهذه السن تأتي في الغالب مبكرة عن سن الرشد الاجتماعي الذي تقرره النظم الوضعية وبذلك يبدأ المسلم حياته العملية وهو يحمل رصيداً مناسباً من الأسس النفسية السليمة التي تمكنه من التحكم والسيطرة على نزعاته وغرائزه وتمنحه درجة عالية من الرضا عن نفسه بفضل الإيمان والتربية الدينية الصحيحة التي توقظ ضميره وتقوي صلته بالله .
7- توافق المسلم مع الآخرين : الحياة بين المسلمين حياة تعاون على البر والتقوى ,والتسامح هو الطريق الذي يزيد المودة بينهم ويبعد البغضاء , وكظم الغيظ والعفو عن الناس دليل على تقوى الله وقوة التوازن النفسي : “وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيم”
مفهوم الصحة النفسية عند ابن القيم :
أكد ابن القيم على أهمية الصحة النفسية التي يسميها السعادة القلبية أو الحياة الطيبة المتصلة بالإنسان وأنه ينبغي معرفتها تفصيلاً والمحافظة عليها فقال : ( ولما كانت الصحة من أجل نعم الله على عبده ، وأجزل عطاياه ، وأوفر منحه ، بل العافية أجل النعم على الإطلاق فحقيق لمن رزق حظا من التوفيق مراعاتها وحفظها ، وحمايتها عما يضرها )
وقال : ( يحتاج الإنسان لأمرين بهما يتم سعادته وفلاحه :
أحدهما : أن يعرف تفاصيل أسباب الشر والخير ويكون له بصيرة في ذلك بما شهده في العالم وما جربه في نفسه وغيره وما سمعه من أخبار الأمم قديماً وحديثاً .
الأمر الثاني : أن يحذر من مغالطة نفسه على هذه الأسباب )
وهو يطلق على مفهوم الصحة النفسية مفهوم الحياة الطيبة أو السعادة القلبية ، فيقول في الحياة الطيبة : ( فالوحي حياة الروح كما أن الروح حياة البدن ولهذا فمن فقد هذه الروح فقد فقد الحياة النافعة في الدنيا والآخرة .. وقد جعل الله الحياة الطيبة لأهل معرفته ومحبته وعبادته فقال تعالى : ” من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ” وقد فسرت الحياة الطيبة بالقناعة والرضى والرزق الحسن وغير ذلك ، والصواب أنها حياة القلب ونعيمه وبهجته وسروره بالإيمان ومعرفة الله ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه ، فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها ولا نعيم فوق نعيمه إلا نعيم الجنة ، وإذا كانت حياة القلب حياة طيبة تبعته حياة الجوارح فإنه ملكها ، وهذه الحياة تكون في الدور الثلاث أعني الدنيا ، دار البرزخ ، ودار القرار )
وهو يربط الحياة الطيبة بطاعة أوامر الله واجتناب نواهيه، ولذا قال : ( وأنه إذا خولف أمره ونهيه ترتب عليه من النقص والفساد والضعف والذل والمهانة ، والحقارة ، وضيق العيش وتنكد الحياة ما ترتب ، كما قال تعالى : ” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى ” ، وفسرت المعيشة الضنك : بعذاب القبر ، والصحيح أنها في الدنيا ، وفي البرزخ فإن من أعرض عن ذكره الذي أنزل ، فله من ضيق الصدر ونكد العيش وكثرة الخوف وشدة الحرص والتعب على الدنيا والتحسر على فواتها قبل حصولها وبعد حصولها ، والآلام خلال ذلك )
وجعل السعادة القلبية في قمة أنواع السعادة حين قال : ( إن أنواع السعادة التي تؤثر النفس ثلاثة : سعادة خارجية عن ذات الإنسان بل هي مستعارة له من غيره تزول باسترداد العارية ، وهي سعادة المال والحياة . السعادة الثانية : سعادة في جسمه وبدنه كصحته واعتدال مزاجه وتناسب أعضائه وحسن تركيبه وصفاء لونه وقوة أعضائه فهذه ألصق به من الأولى ولكن هي في الحقيقة خارجة عن ذاته
السعادة الثالثة : هي السعادة الحقيقية وهي سعادة نفسانية روحية قلبية ، وهي سعادة العلمُ النافع ثمرتها فإنها هي الباقية على تقلب الأحوال والمصاحبة للعبد في جميع أسفاره وفي دوره الثلاث )
اتضح من خلال كلام ابن القيم معنى السعادة والصحة النفسية ( الحياة الطيبة) وهي حياة القلب التي لا تكون إلا مع الإيمان وطاعة الرحمن ، والبعد عن معصيته وطريق سخطه وغضبه .
مقومات الصحّة النفسيّة في الإسلام
إنّ الإيمان بالله تعالى هو مبدأ أساسيٌّ لأيّ نظامٍ علاجيّ في علم النفس من وجهة النظر الإسلامية، فالإنسان إذا ابتعد عن ربه، وضعفت علاقته به اضطربت فعاليته، وأصبحت لديه الكثير من المشاكل والهموم، والإنسان عادةً إذا خلا بنفسه واجهته أفكاره التخويفيّة، ولا حلّ لمثل تلك الأفكار إلّا بالإيمان، لذلك فإنّ كثيراً من المصابين بالقلق، والخوف، والوسوسة، وأداء السلوك الجبريّ، ونحوها من الأمراض النفسيّة يكون شفاءهم من خلال العلاج النفسيّ الإيمانيّ، فالسعادة الحقيقية المستمرة تكمن في سلوك الإيمان الصحيح، وهو الإيمان العلميّ المنهجيّ اليقينيّ بالله تعالى، ويكون بالتزام تعاليم كتابه الكريم، واتباعه رسوله عليه الصلاة والسلام، وهذا يحلّ عُقَد كثيرٍ من المصابين بالعقد النفسيّة، كعقدة الخوف من الموت، أو عقدة النقص، أو التعالي، أو الخوف على الرزق والمستقبل، أو عقدة حُبّ المال، ونحوها، ويجدر الإشارة إلى أنّ الإيمان بالله تعالى إذا بُث في نفس الإنسان من الصغر، أكسبه مناعةً ضدّ الإصابة بالأمراض النفسيّة، فالإيمان يزيد من ثقة الإنسان بالله سبحانه، ومن قدرته على تحمل مشاقّ وصِعاب الحياة، ويبعث في نفسه الطمأنينة، وراحة البال، والسعادة.
الزكاة والصحة النفسية
ليست الزكاة نظاماً مالياً فقط، بل هي نظامٌ اجتماعي، وخُلقي، واقتصادي، بالإضافة إلى كونها عبادةٌ دينيةٌ مهمّةٌ، والحقيقة أنّ المسلم بأدائه لهذه العبادة يكتسب خصالاً حميدةً كثيرةً، ممّا يجعله يتّمتع بشخصيةٍ ناضجةً سويّةً، مشتملةً على مقوّمات الصحّة النفسيّة، كما أنّها سببٌ في وقايته من أمراض القلق والتوتر، وفيما يأتي ذكر بعض معالم:
– تقي الزكاة مُخرجها من الأنانيّة، وحُبّ التملّك، كما تجلي قلوب المتصدّق عليهم من الأحقاد والأضغان.
– تطهّر الزكاة النفس من معاني البخل والشحّ، ومن دنس القسوة على الفقراء.
– تحمي الزكاة المجتمع من التفكّك، ومن انتشار الفردية والأنانية فيه، كما تزرع فيه معاني التكافل الاجتماعي.
الصيام والصحة النفسية
يعدّ الصيام وقاية من أمراض القلب، والروح، والجسم، فهو علاجٌ روحيٌّ ونفسيٌّ إذا ما رُوعيت مقاصده وأسراره، والصيام مدرسةٌ كبرى لتطهير النفس وتأديبها، ففيه فوائد ومنافع نفسيّة كثيرة، منها: إنماء شخصية الإنسان، حيث يصبح به ناضجاً متحمّلاً للمسؤولية، وهو يعطيه فرصةً للتفكّر في ذاته، ويمكّنه من إيجاد التوازن الذي يساهم في الحفاظ على الصحة النفسية لديه، كما أنّه يدرّب الإنسان ويمكّنه من التحكّم بذاته، ويقوي عزيمته وإرادته، ويُخلّصه من المشاعر السلبية المختلفة التي ترافق الأمراض النفسيّة، كما يعدّ الصبر على الامتناع عن الأكل والشرب، وباقي الممارسات خلال النهار سبباً في رفع مستوى قدرة المريض على مقاومة الأعراض المرضيّة، ممّا يسهم في تحسّن حالته الصحيّة
الصحة النفسية في المنظور الإسلامي
إن المنهج الإسلامي يسعى دوماً في كافة أركانه أن يحقق لدى الفرد توازن نفسي مما ينعكس إيجابياً على شخصية الفرد، ولعل هذا الأمر يتضح لنا من خلال الكثير من الصفات الرئيسية التي يؤكد المنهج الإسلامي على دعمها في الشخصية الإسلامية، ولعلنا نجد أن أولى تلك الصفات هي الحفاظ على علاقة الفرد بربه سبحانه وتعالى وإيجاد نوع من الصلة الدائمة ولعل هذا الأمر يحققه المنهج الإسلامي من خلال الصلوات الخمس.
ومن ناحية أخرى وفي نفس الصدد نجد أن المنج والشريعة الإسلامية دوماً يحرصون على أن يكون الفرد متصالح مع ذاته من جهه ومع الآخرين من جهه أخرى، هذا فضلاً عن بث روح التفاؤل والإنخراط مع الآخرين دوماً في نواحي الحياة المختلفة مما يحقق للفرد حالة من الثقة الداخلية والتوازن والصحة النفسية.
كما يدعم الإسلام فكرة أن الفرد ينبغي أن يكون لديه حالة من المرونة في مواجهه كافة ضوط الحياة فلا ييأس مهما حدث ولا ينَفُر أو ينكر رحمة الله سبحانه وتعالى، ومن هنا نجد أن القرآن والسنة النبوية الشريفة أقرت ضرورة أن يصبر الفرد على الإبتلاءات التي تواجهه على مدار مراحل حياته المختلفة وأن يوقن دوماً أن بعد العسر يسَر.
وقد أكد المنظور الإسلامي على العواقب الوخيمة التي يمكن أن تحدث من جراء الغضب، ومن هنا نجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث من جانبها على عدم الغضب وعدم الإنسياق خلف نوبات الإستفزاز التي يمكن للفرد أن يتعرض لها من كافة الأفراد المحيطين به، وهكذا ومن خلال ما سبق يتضح لنا أن المنهج الإسلامي قد تحقق فيه كافة أركان الصحة النفسية المتعارف عليها الآن والتي قد أشار إليها ديننا الحنيف منذ آلاف السنين.
كيف يحقق الإسلام الصحة النفسية
1- قوة الصلة بالله:
وهي أمر أساسي في بناء المسلم في المراحل الأولى من عمره حتى تكون حياته خالية من القلق والاضطرابات النفسية.. وتتم تقوية الصلة بالله بتنفيذ ما جاء في وصية الرسول – صلى الله عليه وسلم – لعبد الله بن عباس: \”يا غُلامُ إني أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ,: احفَظِ اللَّهَ يَحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدهُ تُجاهَكَ، إذَا سَألتَ فاسألِ اللَّهَ، وَإِذَا استَعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ , وَاعلَم أنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجتَمَعَت على أن يَنفَعُوكَ بِشَيءٍ, لَم يَنفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيءٍ, قَد كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَإِنِ اجتَمَعُوا على أن يَضُرُوكَ بِشَيءٍ, لَم يَضُرُوكَ إِلا بِشَيءٍ, قد كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وَجَفَّتِ الصٌّحُفُ\” رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي زيادة \”احفَظِ اللَّهَ تَجدهُ أمامَكَ، تَعَرَّف إلى اللّه في الرَّخاءِ يَعرِفكَ في الشِّدَّةِ، وَاعلَم أنَّ ما أخطأكَ لَم يَكُن لِيُصِيبَكَ، وَمَا أصَابَكَ لَم يَكُن لِيُخطِئَكَ وَاعلَم أنَّ النَّصرَ مَعَ الصَّبرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وأنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً\”.
2- الثبات والتوازن الانفعالي:
الإيمان بالله يشيع في القلب الطمأنينة والثبات والاتزان ويقي المسلم من عوامل القلق والخوف والاضطراب…
قال – تعالى -: \”يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدٌّنيَا وَفِي الآخِرَةِ\”.
\”فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوفٌ عَلَيهِم وَلاَ هُم يَحزَنُونَ\”.
\”هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ لِيَزدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِم\”.
3- الصبر عند الشدائد:
يربي الإسلام في المؤمن روح الصبر عند البلاء عندما يتذكر قوله – تعالى -: \”وَالصَّابِرِينَ فِي البَأسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ البَأسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ\”.
وقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: \”عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له\”.
4- المرونة في مواجهة الواقع:
وهي من أهم ما يحصن الإنسان من القلق أو الاضطراب حين يتدبر قوله – تعالى -: \”وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَّكُم وَعَسَى أَن تُحِبٌّوا شَيئًا وَهُوَ شَرُّ لَّكُم وَاللّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ\”.
5- التفاؤل وعدم اليأس:
فالمؤمن متفائل دائما لا يتطرق اليأس إلى نفسه فقد قال – تعالى -: \”وَلاَ تَيأَسُوا مِن رَّوحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيأَسُ مِن رَّوحِ اللّهِ إِلاَّ القَومُ الكَافِرُون\”.
ويطمئن الله المؤمنين بأنه دائماً معهم , إذا سألوه فإنه قريب منهم ويجيبهم إذا دعوه: \”وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَليَستَجِيبُوا لِي وَليُؤمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرشُدُونَ\”.
وهذه قمة الأمن النفسي للإنسان.
6- توافق المسلم مع نفسه:
حيث انفرد الإسلام بأن جعل سن التكليف هو سن البلوغ للمسلم وهذه السن تأتي في الغالب مبكرة عن سن الرشد الاجتماعي الذي تقرره النظم الوضعية وبذلك يبدأ المسلم حياته العملية وهو يحمل رصيداً مناسباً من الأسس النفسية السليمة التي تمكنه من التحكم والسيطرة على نزعاته وغرائزه وتمنحه درجة عالية من الرضا عن نفسه بفضل الإيمان والتربية الدينية الصحيحة التي توقظ ضميره وتقوي صلته بالله.
7- توافق المسلم مع الآخرين:
الحياة بين المسلمين حياة تعاون على البر والتقوى, والتسامح هو الطريق الذي يزيد المودة بينهم ويبعد البغضاء, وكظم الغيظ والعفو عن الناس دليل على تقوى الله وقوة التوازن النفسي: \”وَلا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيُّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاّ ذُو حَظٍّ, عَظِيم\”.