الصداقة في الإسلام حقوق وواجبات واداب الصداقة في الاسلام وحدود الصداقة في الاسلام كل ذلك من خلال هذه السطور التالية.
محتويات المقال
الصداقة في الإسلام حقوق وواجبات
الإنسان هو كائن اجتماعي بطبعه، ولا يستطيع العيش مبتعدًا عن الناس، فلن يشعر بسهولة أو متعة العيش إلا في حالة وجود صديق يخفف عنه من مصاعب حياته، ويفضي إليه بأسراره التي تبقى حبيسة نفسه، لأنها لن تجد أذنًا صاغية تسمع لها أو قلبًا حنونًا يحتضنها فيخفف من عبء ثقلها على حاملها.
تتعدد واجبات الصديق على صديقه ومن بينها :
ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ـ المشاركة في الأفراح والأحزان، فيفرح الصديق لفرح صديقه، ويحزن لحزنه ويواسيه.
ـ يحفظ الصديق أسرار صديقه، ويصدقه القول.
ـ يقف الصديق مع صديقه وقت الشدة، ويحاول مساعدته بقدر ما يستطيع.
ـ يعامل صديقه برفق ولين، فلا يسمعه إلا أحسن القول، ولا يريه أحسن الفعل.
كيفية اختيار الصديق الحقيقي
قد يتساءل كثيرون عن كيفية اختيار الصديق المناسب، أو اختيار الصديق الصالح، وهذا أمر سهل، إذا ما اتبعنا أسس الاختيار، التي تؤدي بنا إلى بر الأمان، وإليك عزيزي القارئ، بعض هذه الأسس التي قد تساعدك في اختيار الأصدقاء:
– لكي تختار أصدقاءك عليك أن تتعرف على من هم حولك وتختلط بهم، فإذا كنت طالباً في المدرسة عليك مجالسة تلاميذ المدرسة، أما إذا كنت موظفاً فإن النقاش مع زملائك في العمل يجعلك تتعرف عليهم بصورة أكبر، وتتعرف على سلوكهم وشخصياتهم، وظروفهم ومستواهم الأخلاقي، مما يساعدك على اختيار من يناسبك منهم.
– إن اختيار الأصدقاء يؤثر على حياتنا المستقبلية، فالأصدقاء يدخلون بيوتنا ويدخلون أيضاً معنا في كل تفاصيل حياتنا، ومن هنا فعلينا توخي الحذر عند اختيار الأصدقاء، والابتعاد عن التسرع.
– من أهداف الصداقة أن لا نشعر بالوحدة، وقضاء وقت ممتع ومفيد مع الأصدقاء، ومن هنا من الأولى أن تصادق من يشاركك هواياتك واهتماماتك.
– عليك باختيار أصدقاء أولياء، فكما يقول المثل: “الصديق وقت الضيق”، لذا من المنطق أن يقف معك الصديق في وقت الشدة والمحنة، ولا يتخلى عنك في أول مشكلة تتعرض لها.
– لكي تتعرف على الشخص الذي ترغب في صداقته، عليك بمراقبة تصرفاته مع الآخرين، إذا ما كان يتكلم عنهم في غيابهم بالسوء، فهذه خصلة سيئة. لاحظ أيضاً طريقة كلامه مع الآخرين، إذا كان متعجرفاً أو متعالياً، فإذا راقبت تصرفاته يمكن الوصول إلى نتيجة صحيحة، إذا ما كان هذا الشخص خلوقاً ويمكن الوثوق به أم لا.
– إن العلاقة الناجحة بين الأصدقاء، هي تلك التي تبنى على القبول والاحترام المتبادل، فعليك أن تتقبل الآخر بغض النظر عن العِرقِ والدين والثقافة، وعليك أن تحترم أراءه مهما اختلفت عن آرائك.
– من أفضل الطرق لاختيار الأصدقاء الحقيقيين هو السفر معهم، ففي السفر يقضي الإنسان أوقاتاً وأياماً طويلة برفقة الآخرين، ويتعرف على الطباع والعادات المختلفة لديهم.
– ابتعد عن الجهلاء في الأدب والاحترام والأخلاق وطرق التعامل السليمة مع الآخرين.
حقوق وواجبات الصداقة
نشكرك يا الله يا خالق السماوات والأرض ، بسم الله الرحمن الرحيم ، نبدأ خطبتنا اليوم بالصلاة بصحبة النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، خطبتنا اليوم عن الصداقة وأهميتها في حياة الإنسان.
تعتبر الصداقة من أهم العلاقات الإنسانية في حياتنا ، فالصديق شريك لنا في الحياة نشاركه ويشاركنا الفرح والحزن والقوة والضعف ، في كل الأوقات و المواقف نجده معانا ، له علينا حقوق وواجبات ، كما يجمع بين الأصدقاء أجمل الذكريات التي تظل محفورة في القلب والوجدان ، هذه الذكريات تمثل أجمل أيام العمر، فيها الطفولة ، والمرح، والفكاهة ، أنها ذكريات لا تتكرر .
تعتبر المدرسة هي صاحبة الفضل في التعرف على أصدقاء الحياة الذين أصبحوا لنا أهم شيء في الحياة معهم نتبادل الأحاديث والمقابلات ، فعندما نشعر بالحزن والضيق نذهب إليهم لنتحدث معهم وعندهم نجد الراحة ، فكلماتهم كسحر يقع على القلب ليطيب الجرج.
يجب علينا اختيار الصديق الأمين الصالح لكي يحافظ على الأسرار ، ويكون سند وعون لنا في الشدة ، ومما يؤكد لنا أهمية الصديق مقالة قديمة وهي “الصديق قبل الطريق”، فالصديق يتصف بصفات صاحبه ، الصديق الصالح يقودك إلى النجاح ، فأبتعد عن الصداقة المزيفة ، فالصديق المزيف لا يفرح لنجاحك وتقدمك للأمام ، بل يقودك إلى الوراء.
حقوق الصداقة في الإسلام
وأهم كلام عن الصديق الوفي تم ذكره على لسان الأئمة والصالحين. وكما قال الإمام علي عليه السلام :”إنما سمي الصديق صديقاً لأنه يصدقك في نفسك ومعايبك فمن فعل ذلك فاستنم إليه فإنه الصديق”.
فالأصدقاء الواثقون لا تربكهم لحظات الخصام والقسوة لأنهم يعلمون أنهم سيعودون قريباً فهم يتحملون ويصبرون وقت الشدائد مهما كانت الظروف.
كما أن أكثر الأصدقاء وقوفاً معك في الشدائد هم أقلهم تكلفاً وكلاماً وأن أبخلهم مؤازرةً هم أكثر حديثاً في حقوق الأخوة. فالصداقة والأصدقاء هم صدق وأفعال لا ثرثرة وأقوال.
كل إنسان يصلح للصحبة, وبالمقابل هناك شخصيات لا تصلح للصداقة بحيث يجب أن يكون هذا الجليس الصالح والصديق النافع للمرء في دنياه وأخراه؛ لذلك الصديق يدل دائمًا على شخصيته, لا يماري, ولا ينافق, ولا يواري, ولا يلقاك بوجه ويكون وراءك بوجه آخر.
ولابد أن يكون الصديق على خلق وعلى دين؛ إذ إن الإنسان المجرد من الأخلاق الطيبة التي أمر بها ديننا الحنيف لا تؤمن غائلته, ولا يوثق بصداقته, بل يتغير بتغير الأهواء والأغراض, فضلًا عن أنه قد ينقل عدواه إلى من يصحبه، فيبليه ببلائه, ويرديه بوبائه.
إن صداقة الأصدقاء لا تعرف الحدود والحواجز, فهي ممتدة رغم أنف المسافات ولهذا يجب علينا أن نعرف حقوق الصديق ولا نضيعها, فالأصدقاء أوطان واسعة ودافئة.
بالإضافة إلى ذلك فإن الصديق السوي و الجيد هو من بدل صديقه لتوسيع دائرة أصدقائه فإنهم يشفعون في الآخرة. فحصْر الصداقة في صديق واحد قد يؤذي القلب ووجود غيره يعني أن لا تخيب إذ سخرهم الله للوقوف بجانبك. نعم للصديق حقوق ولكن تبقى الصداقة متنفساً وليس التزاماً.
وبما أن من المستحيل أن يعيش أحدٌ بلا صديقٍ يُؤانسه, وخليل يُصاحبه, كلن لزاماً على كل من اتخذ صديقاً أن يعرف حقوقه والآداب في التعامل معه.
ولنجاح الصداقة هناك صفات الصديق الصالح يجب أن يتحلى بها الأصدقاء وحقوق متبادلة بينهم.