العصر الجاهلي سوف نتطرق في هذا الموضوع بتعريف مفهوم العصر الجاهلي وميزات العصر الجاهلي
محتويات المقال
العصر الجاهلي
يعتبر العصر الجاهليّ أقدم العصور الأدبيّة، ويُطلق عليه بعض الدارسين بعصر ما قبل الإسلام، حيث يُعدّ عصراً قديماً جداً، وبعيداً كلّ البعد عن الزمن والوقت الحالي، ويراد من كلمة الجاهلية الحال التي كان عليها العرب قبل مجيء الإسلام، علماً أنّه عند نزول القرآن الكريم تمّ استحداث لفظة (الجاهلية)، وأطلقت على فترة ما قبل البعثة حتى فتح مكة، وإرساء قواعد الدولة الإسلامية الجديدة، ويُشار إلى أنّ الجاهلية من الجهل أي ضدّ العلم وعدم معرفة القراءة والكتابة، والجهل بالله تعالى وبرسله وبشرائع الدين، حيث تميزوا باتباع الوثنية والعبادة لغير الله تعالى،كما يُلاحظ أنّ التسمية مرتبطة بتوظيف العصبية الجاهلية والجهل، انطلاقاً من قول عمرو بن كلثوم: ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا.
وايضا يعرف بالفترة الممتدّة قبل بعثة سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، والّتي استمرّت قرن ونصف أو مئتان قبل البعثة . سمّي بالعصر الجاهلي لما شاع فيه من الجهل، بسبب جهل الناس بعقيدة إبراهيم عليه السّلام، فسُمّوا جاهليّين، وليس المقصود بالجهل الّذي هو ضد العلم بل الجهل الّذي ضدّ الحلم .
عبد العرب في العصر الجاهلي الأوثان و الأصنام، ومن أشهر أصنامهم في العصر الجاهلي: هبل- الّلات- العزّى- مناة، كما أنّ كثيراً من العرب من عبدوا الشّمس والقمر والنّجوم، وكان هناك فئة لم تعجبهم سخافات الوثنيّة وهدتهم فطرتهم، فعدلوا عن عبادة الأصنام وعبدوا الله على ملّة إبراهيم عليه السّلام، وكانوا يسمون (الحنفاء) .
الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي
كان العرب في هذاالعصر يتمتّعون بصفة الشّجاعة، والكرم، وإغاثة الملهوف، ونصرة الحقّ، وصلة الرّحم، وعندما جاء الإسلام أبقى عليها لكن من جانب آخر عرف العرب في هذا العصر العادات السيّئة مثل: العصبيّة القبليّة، والتّفاخر بأصل القبيلة، ووجود الجواري والعبيد، وشرب الخمر، ولعب القمار، ونتيجة الحياة القبليّة الّتي اتّسموا فيها كانت حياتهم غير مستقرّة وكثيرة التنقّل حيث الكلأ والماء، وانتشرت فيما بينهم الحروب القبليّة مثل: حرب داحس، والغبراء الّتي استمرّت مئة عام. أمّا المرأة في العصر الجاهليّ فكانت منزوعة الحقوق، فكان أيّ شخصٍ يرزق بفتاة يقوم فوراً بوأدها وهي صغيرة، كما كانت الفتاة أيضاً محرومةً من الميراث، وكانت تورّث وكأنّها شيءٌ ماديّ.
ميّزات العصر الجاهلي
امتاز العصر الجاهلي بظهور الشّعراء، وبروز قصائدهم الّتي نالت الاستحسان؛ إذ قاموا بتعليق بعض تلك القصائد على جدران الكعبة لتدلّ على عظمتها، كأمثال معلّقة امرؤ القيس الّّذي كان أبوه ملك أسد وغضفان، وأمّه أخت الزّير سالم. كان لقبه الملك الضّليل، وكان يحبّ الّلهو والّلعب، وتميّز شعره بالغزل، ومن أغراض الشعر الجاهلي الوصف والغزل والهجاء، والرّثاء، والمعلّقات، والفخر، والمدح والامثال والحكم والقصص
أبرز خصائص الشّعر والبيئة الجاهليّة
كان يصوّر البيئة الجاهليّة. – كان الشّعر الجاهلي مميّز بالصّدق في التّعبير. – كان الشعر الجاهلي يكثر التّصوير في اشعاره – يتميّز الشّعر الجاهلي بالواقعيّة والوضوح والبساطة. – كان الشّعر الجاهلي منظّم في الأفعال – كان العصر الجاهلي في شبه جزيرة العرب، ومعظم هذه المنطقة أماكن صحراويّة يسودها الجفاف ، فَطَبَعَتْ الصّحراء طابعها على أهلها، فأصبحوا يتحلّون بالشّهامة، والكرم، والوفاء وحبّ الحريّة . – كان العربُ في العصر الجاهليّ يعيشون على الرعي والتّنقّل، وقلّما عَرَفوا حياةَ الاستقرار. – كان للعرب في العصر الجاهلي أسواقٌ تجاريّة؛ كسوق عكاظ الّذي كان يتوافد إليه الشعراء والتّجار، وكانت الأشعار تُتَداوَل شفويّاً في الأسواق. – كانت الّلغة العربيّة في العصر الجاهلي معروفة جدّاً، وتغنّى بها الشّعراء بأجمل القصائد والأشعار، وكانت الّلغة العربيّة تشغل بالهم، ويفتخرون بها.
الحياة الدينية في العصر الجاهلي
عرف العرب العديد من الآلهة والأصنام والأوثان، وعبدوها كاللات، والعزى، ومنات وغيرها، كما عرفوا ديانات أخرى كالصابئة، والزرداشتية وتعني أنّهم كانوا يؤمنون بقوتين وهما الخير والشر، والحساب بعد الموت، كما عرفوا اليهودية وآمن بها العرب في مناطق اليمن، وخيبر، وتيماء، ويثرب، إضافة إلى هذه الديانات وُجِدت الديانة المسيحية في نجران، واليمن، وآمن بها قبائل تغلب والغساسنة وقضاعة في الشمال.
الحياة العلمية في العصر الجاهلي
تتمثّل الحياة العلميّة عند العرب في العصر الجاهليّ بالعديد من المعارف، وكان من أهمها علم الأنواء، وعلم الآثار، وعلم الأنساب، وعلم الفراسة، كما امتلك العرب معرفة أولية من معارف الطب، حيث كانوا يقومون بمداواة الحروق، بالإضافة إلى مداواة جروح الحروب حيث كانوا يستعينون بالكي حتى يقومون بذلك، ورغم قولهم: إنّ آخر الدواء الكي إلا أنّهم استعانوا بالشعوذة في معارفهم الطبية، وكان الحارث بن كلدة الثقفيّ من أشهر أطبائهم، ويُشار إلى دورهم في تقسيم السنة إلى اثني عشر شهراً حيث كانوا يعتمدون التقويم الميلاديّ في ذلك.