الغبار الأحمر

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 8 مارس, 2022 3:09
الغبار الأحمر

الغبار الأحمر وكذلك من أين يأتي الغبار المريخي؟ كما سنوضح فوائد الغبار في الجو، كما سنقوم بذكر مصادر الغبار، وكذلك سنتحدث عن أضرار الغبار، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعونا.

الغبار الأحمر

كشفت بيانات جمعتها المركبة الفضائية «جونو» التابعة إلى «ناسا» عن فهم أعمق للغلاف الجوي العجيب والعنيف لكوكب المشتري بما في ذلك البقعة الحمراء العظيمة، حيث أظهرت أن تلك العاصفة الهائلة تمتد إلى الأسفل مسافة أطول بكثير مما كان متوقعاً، حسب «رويترز».
وكان باحثون قد قالوا إن الغبار الأحمر يمتد ما بين 350 و500 كيلومتر أسفل السُّحب التي تعلو المشتري وذلك استناداً إلى قياسات للموجات متناهية القصر والجاذبية حصلوا عليها بواسطة «جونو».
وتقدم البيانات إلى العلماء الذين يدرسون أكبر كواكب المجموعة الشمسية، الذي يمكن أن يستوعب ألف كرة أرضية، وصفاً ثلاثي الأبعاد لغلافه الجوي.
وتطغى خطوط وبعض العواصف مثل الغبار الأحمر على المظهر الملون لكوكب المشتري الغازي الضخم، وهو خامس الكواكب بعداً عن الشمس ويبلغ قطره نحو 143 ألف كيلومتر.
والغبار الأحمر عاصفة عاتية يبلغ اتساعها نحو 16 ألف كيلومتر وتتحرك بعنف في النصف الجنوبي للكوكب.
وتعد من عجائب النظام الشمسي، وهي موجودة منذ قرون، لكنّ العلماء لم يكونوا يعرفون الكثير حتى الآن عمّا يحدث أسفل سطحها.
ومكّنت أداة تُعرف بمقياس الإشعاع للموجات متناهية القصر، العلماء من التدقيق فيما يدور أسفل السحب التي تحيط بالمشتري ودراسة هيكل عواصفه العاتية مما بيّن لهم أنها تمتد عميقاً جداً في الغلاف الجوي للكوكب لمسافة أبعد بكثير مما كان متوقعاً.

من أين يأتي الغبار المريخي؟

اكتشف العلماء أن الغبار الذي يغطي سطح المريخ يأتي بشكل رئيسي من تشكّل جيولوجي واحد بطول آلاف الكيلومترات بالقرب من خط استواء الكوكب الأحمر.
نُشرت هذه الدراسة في مجلة Nature Communications حيث اكتُشف تطابق كيميائي بين الغبار في غلاف المريخ الجوي والغبار على سطحه، سُميت هذه الدراسة بـ “تشكّل الحفرة الوسطى Medusae Fossae”.
ويقول المؤلف المساعد كيفن لويس Kevin Lewis وهو أستاذ مشارك في علم الأرض والكواكب في جامعة Johns Hopkins: “لولا هذه الطبقة الضخمة التي تأكل وتلوث الكوكب تدريجيًا لما كان المريخ مليئًا بهذا الكم من الغبار”.
في فيلم المريخي The Martian أدت عاصفة رملية إلى سلسلة أحداث انتهت بهجر رائد فضاء لعب دوره الممثل مات ديمون Matt Damon.
وبشكل مماثل للفيلم، يسبب غبار المريخ مشاكل للمهمات الحقيقية من ضمنها مركبة الاستكشاف المريخية سبيرت Spirit هذا التراب الناعم ويمكن أن يدخل الى المعدات المكلفة ويغطي لوحات الطاقة الشمسية الضرورية لتوليد الطاقة للتجهيزات.

فوائد الغبار في الجو

1- قتل الحشرات والقضاء على الأمراض:
من بين العلماء الذين تنبهوا إلى فوائد الغبار هو العالم ابن خلدون، حيث ذكر في مقدمته المشهورة عن أهمية الغبار، فقال: (إن الأرض بعد تقلب الفصول من فصل إلى فصل، تبدأ بلفظ أمراض وحشرات لو تركت لأهلكت العالم فيرسل الله الغبار، فتقوم هذه الأتربة والغبار بقتلها).
فالأرض بعد الرطوبة تلفظ الكثير من الأمراض خلال فصل الشتاء، فلا يقتلها ويبيدها إلّا الغبار، ويعتبر الغبار بالرغم من أنّه ظاهرة مزعجة هو الخط الدفاعي الأول للإنسان ضد الكائنات الحية من حشرات وميكروبات تضر به أو تسبب له الإزعاج، ويتراوح حجم حبة الغبار حسب حجم الحشرة، فبعضها ذات حجم صغير يدخل في عيون الحشرات، أو يدخل في أنوفها، وفي جوفها، وفي آذانها حتى تميتها، فالحشرات لا يقتلها ويبيدها إلا الغبار.
2- تلقيح النباتات:
يقول الله تعالى في القرآن الكريم :(وَأَرسَلنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنزَلنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسقَيناكُموهُ وَما أَنتُم لَهُ بِخازِنينَ) [الحجر: 22].
وتفسر هذه الآية الكريمة أنّ الرياح المحملة بالغبار وحبوب اللقاح مفيدة في عملية تلقيح النباتات، حيث تنتقل حبوب اللقاح عند هبوب الرياح من العناصر الذكرية للزهرة إلى العناصر الأنثوية في الزهرة، ويتم الإخصاب وتتكون الثمار، ويساهم الغبار في منع تبخر الماء من النبات أثناء عملية النتح.
3- تقليل الغازات السامة:
تساهم موجات الغبار التي تتكون مع هبوب الرياح إلى تنقية أجواء المدن الصناعية، فهي تزيل كماً هائلاً من الغازات السامة والعوادم التي تنطلق من مداخنها، وبهذا يتجدد الهواء من جديد، فالغبار يقلل نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد الغازات التي تزيد الاحتباس الحراري، وبالتالي تقل درجة حرارة الجو.
4- سماد للتربة:
يرى العلماء أيضاً أن الغبار الذي يسقط مع الأمطار هو بمثابة سماد للأرض مما يفيد النباتات التي تتغذى على التربة.
5- مصدر للمعادن:
يعتبر الغبار مصدراً للعناصر المهمة لإمداد مياه المحيطات بمعادن الزنك، والفوسفور، والسيليكون، والحديد، والنحاس، والمنغنيز، فهذه العناصر مفيدة جداً في تغذية الكائنات الحية الدقيقة، والنباتات البحرية في نموها.
6- هطول الأمطار:
تساهم موجات الغبار في التسبب بهطول الأمطار، فهو عبارة عن النواة التي تتجمع عليها جزيئات الماء حتى تتكون قطرات الماء، وبعد أن تصبح ثقيلة يؤدي ذلك إلى هطول الأمطار، ثم تجري السيول على الأرض وتتجمع في المناطق المنخفضة، وبعد أن تتبخر وتجف، تُصبح هذه التربة خصبة جداً، لأنها غنية بالحبيبات الطينية الدقيقة.
7- تعزيز مناعة الأطفال:
يساهم الغبار في تعزيز مناعة جسم الأطفال ضد أمراض الربو، والأزمات الصدرية، فعندما يتعرض الطفل للغبار خاصة في الحدائق أو في الحقول، يزيد قدرة الجسم في مقاومة البكتيريا الضارة.

مصادر الغبار

– عمليات النسف والهدم وعمليات الحفر.
– تحميل البضائع ونقلها.
– عمليات الغربلة والسحق.
– تعبئة الأغراض وتخزينها.
– عمليات التنظيف والصيانة.
– غبار المناجم السام والمليئ بالمركبات الكيميائيّة.
– تآكل التربة والصخور.
– حبوب اللقاح.

أضرار الغبار

1- حساسية العين:
وهي من أكثر أمراض العين انتشاراً، تتسبب الأتربة الناعمة بها وذلك عند دخولها للعين، وتصيب هذه الحساسية منطقة الجفون وملتحمة العين مما يسبب احمرارها وحكة فيها، وقد تتسبب بإدماع العين، وهي من أنواع الحساسية التي تؤثر في سلامة وصحة البصر.
2- حساسية الأنف:
وذلك بسبب استنشاق الأتربة الناعمة التي يحملها الغبار، وقد يسبب ذلك في التهاب الأغشية المخاطيّة وانسداد الأنف وضيق التنفّس، كما يكون تعب في التنفس عند بذل مجهود جسمانيّ، وأيضاً يتسبب ذلك في الشعور بحكة الأنف قد تمتد للعينين والأذنين أيضاً، وقد يسبب أيضاً سيلان الأنف وفي حالة كانت الحساسية شديدة يؤدي ذلك إلى نزيف الأنف.
3- حساسية الأذن:
يسبب الغبار حساسية للأذن والتهابها وأيضاً الحكة الشديدة لها.
4- تهيج نوبات الربو:
يسبب الغبار نوبات الربو خاصةً إذا تم التعرض للغبار أثناء العواصف الشديدة، لأن البكتيريا الموجودة فيه هي التي تسبب الربو.
5- التأثير في نمو المخ:
حيث إن الغبار خاصةً الموجود داخل المنزل يحتوي على مركب متعدد البروم المضاد للاشتعال، والذي قد يؤثر تداخله مع بعض الهرمونات في نمو المخ عند الأطفال.
6- التهاب الجلد:
بعض الأشخاص عند استنشاقهم الغبار يسبب لهم التهابات الجلد خاصةً الأكزيما التي تسبب حكة الجلد والتهابه.



410 Views