الغزل الصريح في العصر العباسي وكذلك شعراء الغزل الصريح في العصر الأموي، كما سنوضح الاختلاف في الغزل في العصر الجاهلي والأموي، وكذلك سنذكر اجمل ما قيل في الغزل في العصر العباسي، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.
محتويات المقال
الغزل الصريح في العصر العباسي
– نتيجة لإكرام الشعراء والأدباء في العصر العباسي، والذي حدث يسبب ازدهار العلم والأدب في هذه الفترة بشكل كبير.
– حيث ازدهر الأدب شعراً ونثراً وكان له انتشاراً واسعاً في تلك الفترة، أدى إلى انتشار الغزل الصريح بشكل كبير.
– حيث إنه طغى على أغرا ض الشعر الأخرى، كما قد شاع بشكل أكبر في هذه الفترة بسبب اختلاط العرب بالأمم الأخرى.
– وازدياد التحلل الخلقي لدى فئة كبيرة من الناس، ومن الجدير بالذكر إن الغزل في العصر العباسي وكان يشمل الغزل العفيف والغزل الصوفي والغزل الصريح.
شعراء الغزل الصريح في العصر الأموي
بدأت جذور هذا النوع من الغزل منذ العصر الأموي، واشتهر امرؤ القيس به، ثم جاء عصر الإسلام ليهذّب النفوس، وما لبث أن عاد مرذة أخرى للظهور في الحجاز بانفتاح الدولة الإسلامية على الحضارات الأخرى، ويُعدّ رائد هذا الغزل في العصر الأموي عمر بن أبي ربعية، وساعد كل من العرجي والأحوص ويزيد بن الطئرية في ترسيخ قواعده.
عمر بن أبي ربيعة: ولُقّب هذا الشاعر بالعاشق، فقد تميّز شعره بالغزل والمجون، كما تميّزت بعض أشعاره بالخلاعة، اشتُهر هذا الشاعر بقصائده الغزلية الصريحة بسبب اختلاطه الكبير بالنساء؛ فقد عاش حياة الترف والغنى، وقد كان يغازل غزلاً صريحاً واصفاً مفاتن المرأة بصورة جريئة، ومن أبرز الإضافات التي أضافها ابن أبي ربيعة لشعر الغزل هو أسلوب الحوار، بالإضافة إلى الليونة والسهولة في الألفاظ التي جعلت من شعره مادة خصبة للغناء بسبب الأوزان الرائعة التي تمتّع بها.
ومن جميل ما قال من الشعر ما يأتي:
صرمتْ حبلكَ البغومُ، وصدتْ
عَنْكَ، في غَيْرِ رِيبَةٍ، أَسْمَاءُ
وَکلْغَواني إذا رأَيْنَكَ كَهْلاً
كانَ فيهنّ عن هواكَ التواء
حبذا أنتِ يا بغومُ وأسماءُ،
وعِيصٌ يَكُنُّنا وَخَلاءُ
وَلَقَدْ قُلْتُ لَيْلَة الجَزْلِ لَمّا
أَخْضَلَتْ رَيْطَتي عَلَيَّ السَّماءُ:
لَيْتَ شِعْرِي وَهَل يَرُدّنّ لَيْتٌ
هلْ لهذا عندَ الربابِ جزاء؟
كلُّ وصلٍ أمسى لديّ لأنثى
غيرها، وصلها إليها أداءُ
كُلُّ أنثى وإنْ دَنَتْ لِوِصالٍ،
أَو نَأَتْ، فَهْي لِلرَّبَابِ فِدَاءُ
فعدي نائلاً، وإن لم تنيلي،
إنَّما يَنْفَعُ المُحِبَّ الرَّجاءُ.
الاختلاف في الغزل في العصر الجاهلي والأموي
– لقد كان هناك اختلافاً وتطوراً كبيراً في الغزل الصريح، من العصر الجاهلي إلى العصر الأموي.
– حيث إن الغزل الصريح في العصر الجاهلي لم يكن الموضوع الوحيد في القصيدة، بل كانت القصيدة تحتوي على عدة أغراض مختلفة.
– كما يتنقل الشاعر من غرض إلى آخر داخل القصيدة، حيث كانت القصيدة تحتوي مثلاً على الغزل والوقوف على الأطلال والمديح.
– وغيرها من الأغراض المتعددة التي يتنقل الشاعر فيما بينها داخل القصيدة، أما بالنسبة إلى الغزل الصريح في العصر الأموي، فكان هو الموضوع الأساسي للقصيدة، فلا يذكر الشاعر أي موضوع آخر في القصيدة عدا الغزل.
اجمل ما قيل في الغزل في العصر العباسي
1- قصيدة ذكر الحبيب فقام فردا:
ذكَرَ الحبيبَ فقام فردا
وجفا الكرى شَغَفاً ووجدا
ذِكَراً تصيب لِوَقْعِهِننَ
على غليل القلب بَرْدا
واستنهضَ البدنَ الكليل
فزاده نَهَكاً وكدّا
لم يضْطَجِعْ إلا لِيَعْفِر
في تراب الأرض خدَّا
يا حسنه يدعو الحبيبَ
إذا رُواق الليل مُدَّا
يا سيدي إني رضيتك
سيداً فَلْأُرْضَ عبدا
ولقد أَحَبَّك معشر
لِتثِيبهم مُلْكاً وخُلدا
2- قصيدة ألا فاسقني خمرا:
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ،
ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ
فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد سكرة ٍ،
فإن طال هذا عندَهُ قَصُرَ الدهرُ
وما الغَبْنُ إلاّ أن ترَانيَ صاحِيا
و ما الغُنْمُ إلا أن يُتَعْتعني السكْرُ
فَبُحْ باسْمِ من تهوى ، ودعني من الكنى
فلا خيرَ في اللذّاتِ من دونها سِتْر
ولا خيرَ في فتكٍ بدونِ مجانة ؛
ولا في مجونٍ ليس يتبعُه كفرُ
بكلّ أخي فتكٍ كأنّ جبينَه
هِلالٌ، وقد حَفّتْ به الأنجمُ الزُّهرُ
و خَمّارَة ٍ نَبّهْتُها بعد هجْعَة ٍ ،
و قد غابت الجوزاءُ ، وارتفعَ النّسرُ
فقالت: من الطُّرّاق ؟ قلنا : عصابة
خفافُ الأداوَى يُبْتَغَى لهُم خمرُ
ولا بدّ أن يزنوا، فقالت: أو الفِدا
بأبْلَجَ كالدّينَارِ في طرفهِ فَتْرُ
فقلنا لها: هاتِيهِ، ما إن لمِثْلِنا
فديناك بالأهْلينَ عن مثل ذا صَبرُ
فجاءَتْ بهِ كالبَدْرِ ليلَة َ تمّهِ ،
تخالُ به سحراً، وليس به سحْرُ
فقُمنا إليه واحداً بعدَ واحِدٍ،
فكان بهِ من صَومِ غُربتنا الفِطرُ
فبِتنا يرانا الله شَرَّ عِصابة ٍ،
نُجَرّرُ أذْيالَ الفُسوقِ ولا فَخْرُ
3- قصيدة يا قلب يا خائن الحبيب:
يا قَلبُ يا خائِنَ الحَبيبِ
ما أَنتَ إِلّا مِنَ القُلوبِ
قُرَّةُ عَيني وَبَردُ عَيشي
بانَ وَرَيحانَتي وَطيبي
وَلَم تُقَطِّع وَلَم تُضَمِّن
أَثوابَكَ البيضَ في الجَنوبِ
غَدَرتَ لا شَكُّ بِالحَبيبِ
أَحلِفُ بِالسامِعِ المُجيبِ
فَقالَ ذَنبٌ عَزايَ عَنهُ
فَقُلتُ مِن أَعظَمِ الذُنوبِ
أَو يُقرَنُ القَلبُ بِالوَجيبِ
وَتُغمَرَ الأُذنُ بِالنَحيبِ
وَتُرسِلُ العَينُ ماقِيَيها
بِالفَيضِ مِن مائِها السَكوبِ
فَثَمَّ أَدري أَشَرَّ قَلبٍ
أَنَّكَ تَأسى عَلى الحَبيبِ