الفرق بين الصداقة والحب في علم النفس وماهو مفهوم الحب الحقيقي واهمية الحب في حياتنا كل ذلك في هذا المقال.
محتويات المقال
الفرق بين الصداقة والحب في علم النفس
أشار خبراء علم النفس إلى حقيقة هامة وهي وجود فروقات عديدة بين الحب والصداقة، فالحب أعمق من الصداقة، فالحب هو شعور بالميل لشخص آخر ورغبة في التقرب منه أكثر بل والميل له بدنيا والرغبة في إستكمال الحياة معه كشريك له في حياته، فالحب بمعناه العاطفي الرومانسي يجمع بين شخصين، أما الصداقة فهي عبارة عن علاقة إجتماعية قد تربط بين إثنين أو أكثر وتقوم على أساس واضح وصريح من الصدق والثقة، وهي علاقة ضرورية فقد لا يستطيع الإنسان الحياة بدون صديق يدعمه ويشعر بالإرتياح معه بينما قد لا يجد الشخص شريك الحياة الذي لا يبادله مشاعر الحب بمعناه المفهوم والذي يختلف عن الصداقة في كثير من التفاصيل الهامة
الصداقة تكون أكثر إستقرار من الحب فمتطلبات الصداقة تختلف كثيرا عن الحب، كمان أن الحب قد يتعرض لهزات عنيفة من الملل، أما الصداقة فلا لأن أساسها قد يكون أقوى لأنه قائم على أمور أخرى أكثر أهمية بين الأصدقاء هي الثقة والأمان وتوافر الشروط التي تساعد في تحقيق التواصل والتفاعل بصورة إيجابية وفعالة
الفرق بين الحب والصداقة
الصداقة علاقة ذات تاريخ
أول ما يمكن الحديث عنه في الفرق بين الحب والصداقة أن الصداقة غالباً ما تبنى على مدى زمني أطول ومن خلال مجموعة أكبر من التجارب والمواقف المشتركة بين الصديقين، فالانجذاب نحو شخص آخر لا يكفي لنقول عنه صديقاً، لكنه قد يكون مقدمة سريعة وقصير للوقوع في الحب.
هذا لا يعني بطبيعة الحال عدم وجود علاقات حب تبنى ببطء وروية وعلى مدى طويل، لكنها في هذه الحالة ستمر بمرحلة الصداقة قبل أن تصبح حباً!.
الحب له أعراض واضحة
فيما تبدو الصداقة اعتيادية بالنسبة لمعظمنا، تعارف وإعجاب متبادل ثم نشاطات مشتركة وعلاقة أعمق فأعمق، يبدو الحب صادماً أكثر ومفاجئاً، حيث تظهر للحب علامات جسدية لا يمكن تجاهلها مثل تغير نظام دقات القلب والشعور بالتوتر وربما التعرق وغيرها من العلامات التي تنتج عن التفاعلات الكيميائية المصاحبة للحب، فضلاً عن شعور الغيرة على الحبيب ومشاعر الشوق واللهفة التي تعتبر أعراضاً مميِّزة للغرام.
الصداقة أكثر عقلانية من الحب
يتميز الحب بمشاعر قوية تجعل الإنسان أكثر اندفاعاً وأحياناً تجعله يقوم بأفعال مجنونة وحمقاء في سبيل الحب، فيما تتميز الصداقة بمنح الإنسان فرصة أكبر للتفكير قبل القيام بأفعال تتعلق بالصداقة، بغض النظر إن كان هذا التفكير سينتهي بأفعال عقلانية أم مجنونة!.
من جهة أخرى يجعلنا الحب نتخذ مواقف غريبة وغير مفهومة حتى بالنسبة لنا، في علاقات الصداقة نستطيع معرفة أسباب ما نقوم به بشكل واضح، فإذا وقع شجار بين صديقين يستطيع كل منهما غالباً تحديد موقفه ودوافعه، فيما تبدو شجارات الأحبة بلا أهداف وبلا دوافع خاصة في المرحلة الأولى، لنقل أن الدبلوماسية الإيجابية تطغى على علاقات الصداقة السوية، فيما يعتبر الحب حرباً باردة!.
الحب له مستقبل
الصداقة تنشأ بين شخصين بصفتهما شخصين مستقلين، مشاريعهما المشتركة قد تكون نزهة أو مشروع تجاري أو نقاش ما، أما الحب فهو ما يجعلنا نفكر بمستقبل مشترك، ونضع خطة للأيام المقبلة، فالأصدقاء لا يسألون أنفسهم عن مستقبل الصداقة لأنها ستكون على ما هي عليه الآن إن لم يحصل ما يعكر صفوها أو يجعلها أعمق، وأما العشاق فسؤالهم الدائم “ماذا بعد؟”.
الصداقة حب بلا شهوة
التشابه بين مشاعر الحب والصداقة يجعل البعض يقول أن الجنس والشهوة هو أقصى ما يفصل الصداقة عن الحب، لذلك يمكن القول أن الصداقة حب بلا شهوة وبلا جنس، فالشهوة الجنسية الكامنة وراء الانجذاب العاطفي تلعب دوراً كبيراً في تكوين علاقة الحب وتغذية هذه المشاعر.
الحب أقل أريحية في بدايته
معظمنا لا يهتم كثيراً كيف سيبدو أمام أصدقائه، من جهة لأنهم يعرفونه حق المعرفة ولن يضطر للتصنع أمامهم، ومن جهة أخرى فهو لا يعمل على لفت انتباههم لأنهم أصدقاء على أية حال، الحب في بدايته يدفعنا إلى الاهتمام أكثر بمظهرنا وبطريقة كلامنا وصورتنا العامة لنلفت انتباه الطرف الآخر، ربما يقل اهتمامنا لاحقاً بهذه الأمور مع تطور العلاقة، لكن هذا الاهتمام يترجم فرقاً من الفروق بين الحب والصداقة.
كيفية بناء علاقات ناجحة مع الآخرين
يمكن لبعض النصائح البسيطة أن تساعدك في بناء شبكة علاقات صحيّة ومتينة أو تقوية الصداقات الحالية، ومن هذه النصائح ما يلي:
الاستماع الجيّد:
من المهم تعلّم الإنصات الجيد إلى جميع الناس وخصوصًا الأصدقاء، فيجب عليك تجاهل ما تريد قوله لبعض الوقت مقابل الإنصات جيدًا إلى شكوى أو حديث صديقك المقرّب، فعادةً ما يتعاطف الإنسان مع الشخص الذي يستمع إليه جيدًا، الأمر الذي يقوي الثقة ويجعل الآخرين أكثر رغبةً بقضاء وقت أكبر معه.
طرح الأسئلة المناسبة:
إن طرح الأسئلة الصحيحة وفي الوقت المناسب توحي للآخرين بأنك منصت لهم وتفكر بكلماتهم جيدًا، فعندما يشعر الآخرون بأنك مخلص لهم وبأنك تفهمهم يشاركونك المزيد، وبالتالي هذا يؤدي إلى تقوية العلاقة أكثر.
الانتباه إلى لغة الجسد:
بجانب الانتباه إلى الكلام ومضمون الحديث فإن الانتباه إلى تعابير الوجه ولغة الجسد سيؤدي إلى انفتاح أبواب محادثات أكثر وأعمق بين الأصدقاء، مما يؤدي إلى تطوير العلاقة أكثر.
المشاركة والانفتاح على الآخرين:
لا يجب مشاركة الآخرين بقصص حياتك أو خصوصياتك في بداية التعارف، فيمكن أن يكونوا غير مهتمين لسماعها، ولكن يمكنك مشاركة هذه الأمور مع الأصدقاء المقربين وفي الوقت المناسب لذلك.
الخيط الرفيع بين الحب والصداقة
معظمنا يدرك ضمنياً الفرق بين الحب والصداقة ويعلم تماماً من هم أصدقاؤه ومن هو الشخص الذي يحبه ويمتلك نحوه مشاعر رومانسية، لماذا إذاً نتحدث عن شيء ندركه جميعاً دون الحاجة لكل هذا الشرح والبيان؟!
في الواقع يظهر السؤال الغريب “ما الفرق بين الحب والصداقة؟” عندما تتطور علاقتنا بأحد الأشخاص بشكل ما، عندما نشعر أن صديقاً يبدو لنا أكثر من مجرد صديق، أو أن حبيباً يبدو لنا أقل من حبيب، وعندما نريد أن ننتقل بعلاقتنا مع صديق إلى مرحلة الحب، أو ننهي علاقة الحب دون أن نخسر الصداقة.
ولنفهم أكثر هذه الجدلية بين الحب والصداقة لا بد أن نعود إلى مفهوم الصداقة بين الجنسين، حيث لم يكن الحديث عن تطور الصداقة إلى حب أو عن تراجع الحبيب إلى مرتبة الصديق وارداً قبل عقود قليلة، فكان الأصدقاء من نفس الجنس وفي مكانهم الواضح، والحبيب أو العشيق في مكانه المعروف والمعلوم، لكن مع ظهور مفهوم الصداقة بين الجنسين كاستجابة اجتماعية لتحديات العصر الحديث بدأت الحيرة في التمييز بين المشاعر تجاه الجنس الآخر.
لتعرف أكثر عن هذه النقطة بالتحديد يمكنك قراءة مقالنا عن تحليل مفهوم الصداقة بين الجنسين وتطوره، حيث أظهرت الأبحاث أن معظم الرجال لا يدركون مفهوم الصداقة بين الجنسين، وينظرون إلى الصديقة أنها حبيبة محتملة، فيما تكون النساء أكثر ميلاً إلى التمسك بمنطقة الصداقة مع الرجال لتضمن أمانها الاجتماعي عموماً وفي مكان العمل على وجه الخصوص.