الفهد الثلجي، وأين يعيش الفهد الثلجي؟، ولماذا نمر الثلج مهدد بالانقراض، والتزاوج بين الفهود الثلجية، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.
محتويات المقال
الفهد الثلجي
فهد أو نمر الثُّلُوجِ (الاسم العلمي: Panthera uncia) هو نوعٌ ضخمٌ من السنوريَّات يستوطنُ السلاسل الجبليَّة المُمتدَّة عبر آسيا الوُسطى والجنوبيَّة. تُصنَّفُ هذه الحيوانات من قِبل الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة على أنَّها مُهدَّدةٌ بالانقراض بدرجةٍ وُسطى، بعد أن أظهرت بعضُ الأبحاث التي أُجريت سنة 2003م أنَّ عدد الجُمهرة العالميَّة يتراوح بين 4,080 و6,590 سنوّرٍ بالغ، منها أقل من 2,500 فرد قادرٌ على التكاثر والإنجاب في البريَّة.
– تقطُنُ فهود أو نُمورُ الثُلوج المناطق الجبليَّة وشبه الجبليَّة على ارتفاعاتٍ تتراوح بين 3,000 و 4,500 (بين 9,800 و14,800 قدم)، وفي موطنها الشماليّ يُمكنُ العُثور عليها على ارتفاعاتٍ أكثر انخفاضًا. وفي المناطق حيثُ تقطن الارتفاعات الشاهقة، تنحدرُ إلى الأماكن المُنخفضة التي تتوفَّر الفرائس فيها، وتشمل هذه أنواع الماعز الجبلي كالمارخور والطُهر، والقوَّاعات، والغزلان، والأيائل، وطُيورُ التًدْرُج، والمواشي المُستأنسة كالماعز والقُطاس والبغال والحُمر، وعلى نقيضِ أفرادِ فصيلتها التي تعيشُ في المناطق الاستوائيَّة، فإنَّ توالُد هذه النُمور يتمُّ في أوقاتٍ مُعيَّنةٍ من السنة، إذ تلدُ الأُنثى في شهر نيسان (أبريل) من صغيرين إلى أربعةٍ بعد حملٍ يستمرُّ ثلاثةً وتسعين يومًا كما هي الحالُ في النمر.
– أُطلق على هذه الفهوة أو النُمور تسمية «Uncia uncia» العلميَّة مُنذ عقد الثلاثينيَّات من القرن العشرين، فكانت وفق هذا المُمثلة الوحيدة لِجنسها. وفي سنة 2008م اقترح بعضُ العُلماء نقلها إلى جنس النُمور (باللاتينية: Panthera) بناءً على دراساتٍ مورثيَّة تنميطيَّة اقترحت توحُدها مع سائر أعضاء الجنس سالف الذِكر. كذلك، حدَّد العُلماء نوعيتين منها، لكنَّ أيُّ اختلافاتٍ موروثية بينها لم تؤكَّد بعد، تتخذُ كُلًا من أفغانستان وپاكستان فهد أو نمر الثُلوجِ حيوانًا وطنيًا.
أين يعيش الفهد الثلجي؟
– يعيش الفهد الثلجي في مناطق جبال الألب القاسية والثلجية في وسط وجنوب آسيا، ويمكن العثور عليه على ارتفاعات تتراوح بين 3000 إلى 5000 متر عبر ما مجموعه 12 دولة مختلفة، وموطن الفهد الثلجي المثالي منعزل وخطير وبارد ومقفر، ليس فكرة معظم الناس عن مكان جميل للعيش فيه.
– الصين هي موطن ربما 60 في المائة من سكان العالم من الفهد الثلجي مع أكثر من مليون كيلومتر مربع من موطن الأنواع المنتشرة في أقصى الغرب وحول هضبة التبت، ومنذ عام 2009، عملت المؤسسة الخيرية بانثيرا مع شركاء، بما في ذلك المنظمة غير الحكومية الصينية شان شوي، وإدارة الفهد الثلجي على البحوث وأنشطة الحفظ المجتمعية في تشينغهاي وسيشوان وشينجيانغ.
– منتزه هيميز الوطني ووادي يولي وجبال الهيمالايا الهندية تنظم عدد من الشركات التجارية جولات إلى لاداك مع أدلة ومتعقبات خبراء، مدعية أن معدلات نجاح المشاهدة تصل إلى 50 في المائة من الفهد الثلجي، وهناك شركات تشغيل المملكة المتحدة التي تقدم رحلات مخصصة لرؤية الفهد الثلجي تشمل رحلة إلى ناتورتريك، ورحلة السهوب والحياة البرية في جميع أنحاء العالم.
– يعيش ما يقدر ما بين 350-590 من الفهد الثلجي في نيبال، وهي واحدة من أكبر التجمعات ضمن نطاق الأنواع، وشبكة من لجان الحفاظ على الفهد الثلجي التي أُنشئت بالإشتراك مع الصندوق العالمي للطبيعة تضع مصائد الكاميرات في المواقع النائية وتعمل على الحد من الصراع بين الإنسان والحيوان من خلال خطط التأمين على الماشية وحظائر الحماية، وتعمل كعلماء مواطنين يقومون بتقييم السكان من الفهد الثلجي.
– يعيش ثاني أكبر عدد من الفهد الثلجي يقدر بنحو 500-1000 فهد في الغالب في غرب منغوليا، ويقوم صندوق إدارة الفهد الثلجي بتنسيق برامج الحفظ والبحوث، بما في ذلك خطط تأمين الثروة الحيوانية التي يديرها المجتمع، وقامت دراسة طويلة الأمد في منطقة جنوب جوبي بتجميع 21 قطا حتى الآن، وكشفت عن رؤى قيمة في السلوك وكذلك حجم مداه.
– منتزه وانجتشوك سينتينيال الوطني ، بوتان، أكثر من نصف مساحة أراضي هذه المملكة الصغيرة الواقعة في جبال الهيمالايا محمية، وربما تستضيف أقل من 200 من الفهد الثلجي، ولكن يتم رؤيته أحيانا أثناء الرحلات على ارتفاعات عالية، وكشفت استطلاعات مصيدة الكاميرا التابعة للصندوق العالمي للطبيعة في حديقة وانجتشوك المئوية الوطنية عن وجود عدد من الفهد الثلجي وكذلك الذئاب التبتية وسير الهيمالايا وأعدادًا صحية من الأغنام الزرقاء.
لماذا نمر الثلج مهدد بالانقراض
يُعتبر الفهد الثلجي أحد الحيوانات المُهددة بالإنقراض، حيثُ يعيش منهم نحو 6500 فقط على وجه الأرض كاملةً، وذلاك لأن الناس تسعى إلى اصطياد نمور الثلوج للحصول على جلودها التي تُستخدم في ديكورات المنازل وتحنيط الحيوانات والأزياء. وتعد فرائسها أيضًا – التي تكون عادةً من الخراف والماعز البرية – من ضحايا الصيد غير الشرعي وتجريد الأراضي؛ مما يهدد قدرة نمر الثلوج على العثور على غذائه.
وبالإضافة إلى تعرض نمور الثلوج للتهديد بسبب التجارة غير المشروعة في الحياة البرية، تواجه هذه الحيوانات عمليات قتل انتقامية على يد المزارعين الذين تفترس هذه النمور ماشيتها. ونمور الثلوج مهددة أيضًا بفقدان موئلها وتدهوره (غالبًا ما يكون ذلك نتيجة للصناعات الاستخراجية أو البنية التحتية) بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة الناتج عن تغير المناخ.
التزاوج بين الفهود الثلجية
– التزاوج لم يحدد وقت عندما ينوي الفهد الثلجي الزواج، كما إنهم مثل الأسود التي تتزاوج على مدار السنة، لذلك بعد ما يتم بلوغها سن الثالثة، يختار الفهد الثلجي أنثته ويختار المكان المناسب، حيث يمكنها إيواء الجراء بعد حمل من تسعين إلى مائة يوم، ثم يضع ثلاثة إلى خمسة صغار الجراء، يتراوح وزنها عند الولادة من مائة إلى خمسين إلى ثلاثمائة جرام، وهي صغيرة مغطاة بفراء ناعم كثيف، ملونة حسب السلالة التي صنفت منها، حتى تلد أنثى النمر شابة سوداء مرقطة وتحتفظ بلونها طوال حياتها.
– تبقى الأم في حماية أطفالها لمدة تصل إلى عام ونصف، تبدأ خلالها في تعليمهم كل شيء مثل الصيد، حيث تخرج مع الجراء الصغيرة في البرية وتختار لهم فريسة حية مثل الأرانب الصغيرة للصيد وتعليمهم القتل لسوء الحظ، فإن الفهود حساسة للغاية وتمرض بسرعة بمجرد أن يصابوا بمرض معدي، ينقلون المرض إلى بقية الجراء ويموتون على الفور، مما يعرض سلالة النمر لخطر الانقراض المستمر.