القهوة زمن الرسول

كتابة رويدا الشامسي - تاريخ الكتابة: 16 مارس, 2021 4:36 - آخر تحديث : 3 فبراير, 2023 4:53
القهوة زمن الرسول

القهوة زمن الرسول هل كان في عهد الرسول شاي القهوة في الحديث النبوي القهوة في الجاهلية كل ذلك في هذه السطور التالية.

القهوة زمن الرسول

القهوة لم تكن معروفة أصلاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي لم تعرف إلا قبل القرن العاشر الهجري بقليل، أي قبيل سنة 900 للهجرة، ولما اكتشفت القهوة اختلف الفقهاء في حكمها فكثير منهم في البداية حرّمها واعتبرها من المفترات والمسكرات، فكيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن فضلها أو ذكرَها

هل كان صلى الله عليه وسلم يشرب القهوة صباح يوم العيد

فإنا لم نطلع على ما يدل على صحة هذا الأمر، ولكن الثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل التمر في صباح يوم الفطر قبل الصلاة، وكان لا يأكل يوم الأضحى حتى يضحي فيأكل من أضحيته…
ففي الحديث عن بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح. رواه خزيمة.
وفي حديث أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم تمرات. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

هل القهوة كانت موجودة ايام الرسول صلى الله عليه وسلم

لم تكن معروفة وقتها وإلا كانت حسمت الجدل حولها، فقد ألف الجزيري الحنبلي (القرن 10 هجري)
كتاب اسمه عمدة الصفوة في حل القهوة وناقش القهوة من منظور فقهـي إسلامي، حيث قال:«فمن قايل بحلها
يرى أنها الشراب الطهور المباركة على أربابها الموجبة للنشاط والإعانة على ذكر الله تعالى وفعل العبادة لطلبها
ومن قايل بحرمتها مفرط في ذمها والتشنيع على شربها.» وذكر الجزيري أن القهوة سببت فتنــاً في مكة ومصـر
والحجاز وغيرها من بلاد المسلمين، حتى أنه روي أن بعض الأمـــــراء أمر بهدم المقاهي وتكسير أواني الشــرب
وإتلاف حبوب البن ومعاقبة من يشربونها. هذا والله أعلم .

قصة تحريم القهوة

عن قصة تحريم القهوة يقول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن القهوة حُرمت نحو 400 عام ظنًا من الفقهاء أنها مُسكرة، موضحًا أن القهوة في اللغة العربية اسم من أسماء الخمر، وعندما سألوا بعض المشايخ عن رأيهم فيها أكدوا حرمانيتها باعتبارها مُسكرة.
وأضاف «جمعة»، في فتوى له،، أن أحد علماء الأزهر جعل 10 طلاب يشربون القهوة، فوجدهم في قمة التركيز وعكس ما يقال عنها أنها مسكرة، ما جعله يطلق فتواه بأنها حلال.

كلام باطل عن شرب القهوة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشراب البن أو المعروف بالقهوة إنما نشأ أخيرًا قبل القرن العاشر الهجري، ومن ثم اختلف في حلها أوان ظهورها وانتشارها، ثم آل الأمر إلى الاتفاق على إباحتها، قال القاسمي -رحمه الله- في رسالته في الشاي والقهوة والدخان: الفصل الخامس: في القطع بحل شربها. قال الشهاب ابن حجر في الإيعاب: حدث قبيل هذا القرن العاشر شراب يتخذ من قشر البن يسمى ذلك القهوة، وطال الاختلاف فيه، والحق أن ذاتها مباحة ما لم يقترن بها عارض يقتضي التحريم، وأطال في ذلك وأطاب -رحمه الله-. وقال العلامة الخليلي في فتاويه: وأما القهوة: فخلاصة القول فيها: أنها من الجائز تناوله، المباح شربه، كسائر المباحات؛ مثل: اللبن، والعسل، ونحوهما، لدخولها في قوله تعالى: قل لا أجد فيما أُوحي إلي محرما على طاعم يطعمه.. الآية. ولا التفات إلى من ادعى تحريمها؛ فدعواه في ذلك أوهن من بيت العنكبوت. ثم أطال القاسمي في إيراد النقول عن العلماء في إثبات حلها.
وبما قدمناه يعلم أن القهوة لم تكن -قطعًا- على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنه ليس عنه ولا عن أحد من الصحابة ولا التابعين نص في مدحها أو ذمها؛ فما ذكر من أن الملائكة تستغفر لشاربها كلام باطل مقطوع ببطلانه ونكارته، وكذا ما يذكر من أن من يكره شربها ممسوس فهو من الأقوال المنكرة الباطلة، التي لا أصل لها، وكم من الفضلاء ممن يكرهون شرب القهوة، وكم منهم من يتعاطاها، والخلاصة: أنها من الشراب المباح الذي لا يمدح ولا يذم.

قصة دخول القهوة مصر

كانت مصر متحكمة تمامًا في طرق الذهاب والعودة إلى رحلة الحج، يقوم على رأس الرحلات أمير وذلك في العصر المملوكي، وفي أثناء عودة الأمير “خاير بك” حاكم مكة إلى القاهرة في عهد السلطان قنصوة الغوري، شاهد جمعًا من الناس قد انتحوا جانبًا من المسجد الحرام مستغرقين في كؤوس الشراب، وما إن شاهدوه حتى قاموا بإطفاء الفوانيس مما زاد من شكوكه.
بدأ الأمير في السؤال عن شرابهم أجيب بأنها القهوة التي جلبت حبوبها من اليمن والتي انتشر تناولها في مكة المكرمة في أماكن يرتادها الرجال وأحيانًا النساء، وحينها قرر خاير بك اللجوء إلى ممارسة سلطاته التي كان من ضمنها الحسبة، فأمر بجمع كبار فقهاء مكة، وبعد أن شرح لهم تكرر اجتماع الناس في أماكن شرب القهوة مع ضرب العود والدف أحيانًا فأفتوا بأن حب البن حكمه حب بقية النباتات. أما اجتماع الناس على شرب القهوة، فإنه حرام وعلى هذا فيجب أن يحرم شربها.
دخلت القهوة مصر من بلاد اليمن عن طريق البحر إلى السويس ثم إلى القاهرة، وانقسم حينها شيوخ الأزهر بين مؤيد ومعارض، ولم يتقبلها المجتمع المصري إلا بعد جدال عنيف بين العلماء، حيث شنّ أحد فقهاء المذهب الشافعي حملة عنيفة ضدها، بعد أن طرح عليه أحد السائلين سؤالا بشأن جواز شربها، وفقا لما نشرته مجلة التحرير في العام 1953.
في أوائل القرن الثامن عشر، أفتى الشيخ علي أحمد السنباطي بتحريم شرب القهوة باعتبارها “مادة مُسكرة مُخدرة للعقل”، الأمر الذي لاقى ردود فعل سلبية كثيرة، وأدى إلى مهاجمة رئيس الشرطة لمستهلكي القهوة وحبس بعضهم، كما هاجم الأهالي بعض المقاهي وحطموها واعتدوا على روادها، وأغلقوا أماكن تقديمها وكسروا أوانيها، ومنع استعمالها أو الجهر بشربها.
على ذلك الحال استمر الجدل حول القوة ويذكر الكاتب الكبير جمال الغيطاني في كتابة «ملامح القاهرة في ألف سنة» :«اهتدى أبو بكر بن عبد الله المعروف بالعيدروس، للقهوة عندما كان يمر في سياحته بشجر البن فاقتات من ثمرة حين رآه متروكا فوجد فيه تنشيطا للعباده فاتخذه طعامًا وشرابًا وعندما جاء إلى مصر 905 هـ أحضر منه، وهكذا أدخل الصوفية القهوة إلى مصر يستمر جدل التحريم».
ويضيف الغيطاني: «حرم البعض القهوة بحجة ضررها وخالفهم أخرون واستمر الحال من جديد حتى ظهرت المقاهي في الشوارع ودخلت مشروبات أخرى مثل الكركدية والقرفة والزنجبيل ولم يكن الدخان معروفًا فبدأ البعض يعرفه وصارت القاهرة مركزًا لكل ذلك».



2192 Views