امراض الاذن واعراضها

كتابة إسلام منير - تاريخ الكتابة: 26 يوليو, 2018 2:10
امراض الاذن واعراضها

امراض الاذن واعراضها وكيفية معالجة هذه الامراض سريعا وطرق الوقاية الصحيحة في هذه السطور التالية.

الأذن

تُعتبر الأذن عضواً مُهمّاً في جسم الإنسان، فهي مسؤولة عن القيام بوظيفتين هما السّمع والاتّزان. تتكوّن الأذن من ثلاثة أقسام: الأذن الدّاخليّة المتكوّنة من جزئين هما الصّيوان (الجزء الخارجيّ البارز من الأذن والمسؤول عن تجميع الأصوات)، والقناة السمعيّة التي تحتوي على غُدد تُفرز الصّمغ. القسم الثّاني وهو الأذن الوسطى (المفصولة عن الخارجيّة بواسطة طبلة الأذن) التي تتكوّن من ثلاث عُظيمات: المِطرقة والسّندان والرّكاب، يعملْنَ على نقل الذّبذبات الصوتيّة من الطّبلة إلى الأذن الداخليّة، وتحتوي كذلك على قناة استاكيوس التي تقوم بموازنة الضّغط بين جانبَي طبلة الأذن الداخليّ والخارجيّ، وتُعتبر الأذن الوسطى أبرز الأقسام عند التحدُّث عن ألم الأذن لاحتوائها على فراغات هوائيّة عدّة ممّا يُعرّضها بشكل أكبر للالتهاب. أمّا القسم الثّالث من أقسام الأذن فهو الأذن الداخليّة التي تُسمّى عادةً بتجويف الأذن، وتحتوي على جُزئين: عَظميّ وغشائيّ، وتتكوّن كذلك من القوقعة التي تحتوي بدورها على العضو الرّئيس المسؤول عن السمع ويدعى بعضو كورتي الذي يستقبل الذّبذبات الصوتيّة ويُوصلها إلى الدّماغ عن طريق العصب السمعيّ، ويوجد في الأذن الداخليّة كذلك القنوات النّصف هلاليّة التي تقوم على حفظ توازن الإنسان، فهي تعمل كمُستشعر للحركة عن طريق تسجيل أيّ حركة للرّأس ونقلها مُباشرةً إلى الدّماغ.

أسباب ألم الأذن

يُعتبر ألم الأذن عَرَضاً شائعاً يُصاحب الإصابة بالعديد من الحالات المرضيّة، فقد ينتج من أيّ التهاب أو تهيُّح يُصيب الأذن بأقسامها الثّلاث؛ الخارجيّة والوسطى والدّاخليّة، أو قد يكون مصدره الأعضاء والأنسجة المُحيطة بالأذن.

أمّا أسباب ألم الأذن فتقسّم حسب الجزء المُصاب كالآتي:

-الأذن الخارجيّة: فإذا كان مصدر الألم من الصّيوان فقد يكون جرّاء الإصابة بالتهاب الجلد الحاد، أو حرق الشّمس، أو التهاب الجلد المُزمن أو التّاتبّي، أو التعرُّض لكدمة أو ضربة عليه أدّت إلى إلحاق الضّرر بالجزء الغضروفيّ منه. أمّا التهاب القناة السمعيّة فقد ينتج من تهيُّج الجلد المُبطِّن لها، إذ ينشأ عادةً من عمليّة تنظيف الأذن فيتمّ جرحها وبالتّالي التهاب هذا الجرح، أو من احتباس الماء في القناة السمعيّة إذ إنّ البيئة الرّطبة تكون خصبةً لحدوث الالتهاب، ويلاحَظ بشكل أكبر عند السبّاحين، وكذلك من تجمّع صمغ الأذن المسؤول عن حمايتها من الأوساخ خصوصاً إذا ما أحدث ضغطاً على طبلة الأذن، وقد ينتج التهاب القناة السمعيّة أيضاً من إدخال جسم غريب في الأذن؛ كقطن التّنظيف أو أيّ أداة مُستخدمة لحكّ الأذن أو تنظيفها، ويُعتبر هذا الأمر خطيراً إذ قد يُحدِث ثقباً في طبلة الأذن في بعض الحالات.
-طبلة الأذن: التي تفصل بين الأذن الخارجيّة والوسطى، وتهتزّ عند استقبالها للموجات الصوتيّة لنقلها بعد ذلك لأعضاء السّمع. ويُعتبر التهاب طبلة الأذن سبباً شائعاً للإحساس بالألم، أمّا أنواعه فهي على النّحو الآتي:
-التهاب الطّبلة الفقاعيّ: الذي قد ينشأ من الإصابة بعدوى بكتيريّة أو فيروسيّة أو فطريّة، ويُسبّب تهيُّج طبلة الأذن وظهور تقرُّحات فيها، بالإضافة إلى الشّعور بألم شديد.
التهاب الطّبلة النّاتج عن إصابتها بجرح بواسطة أداة حادّة أو حدوث اضطراب مُعيّن أدّى إلى ازدياد الضّغط داخل الأذن بشكل كبير، كالرّكوب في الطّائرة، أو التعرُّض لضربة قويّة مباشرة بباطن اليد، أو سماع أصوات مُرتفعة كانفجار مثلاً، أو التعرُّض لصدمات كهربائيّة أدّت إلى ثقب طبلة الأذن.
التهاب طبلة الأذن المُمتدّ من التهاب الأذن الخارجيّة أو الوسطى.
-الأذن الوسطى: وباعتبارها مُساحة مغلقة، فوجود أيّ عامل يُساهم في رفع الضّغط داخلها يُسبّب الإحساس بالألم. وأهم هذه العوامل التهاب الأذن الوسطى الناتج عن الإصابة بعدوى بكتيريّة أو فيروسيّة خصوصاً عند الأطفال، وينشأ عادةً عند حدوث اضطراب في قناة استاكيوس، ممّا يُؤدّي إلى تجمّع السّوائل في الأذن الوسطى، وهذا بحدّ ذاته يُعتبر سبباً شائعاً للإحساس بالألم، عدا عن امكانيّة إصابة هذه السّوائل بالالتهاب كونها أصبحت بيئةً مُحبّبةً لتكاثر البكتيريا والفيروسات، وبالتّالي المُعاناة من ارتفاع درجة حرارة الجسم، والشّعور بضغط في الأذن وبآلام شديدة فيها.
-الأذن الداخليّة: ولا يُصاحب التهاب الأذن الداخليّة أو تهيُّجها الإحساس بالألم عادةً، بل يكون الدّوار هو العَرَض الشّائع في هذه الحالة لاحتوائها على الأعضاء المسؤولة عن التّوازن.
-أسباب أخرى لألم الأذن: كالتهاب الجيوب الأنفيّة، أو وجود مشاكل في الأسنان، أو حدوث أيّ خلل يُصيب المِفصل الفكّي الصدغيّ كالتهاب المفاصل، أو التعرّض لضربة عليه، أو التهاب الحلق، أو الإصابة بالتهاب عظمة الخشاء الموجودة أسفل الأذن، أو قد يشعر الشّخص بألم الأذن عند مُعاناته من التهاب الغدّة الدرقيّة، أو تهيُّج العصب القحافيّ الخامس.

حالات ألم الأذن التي يجب عندها مراجعة الطبيب

يتمّ علاج مُسبّبات ألم الأذن عادةً باتّباع إجراءات منزليّة أو باستخدام الأدوية المصروفة دون وصفة طبيّة، كمُسكّنات الألم مثلاً. ويَلزم مُراجعة الطّبيب عموماً عند استمرار الإحساس بألم الأذن وذلك لتحديد السّبب الكامن ورائه وأخذ العلاج المُناسب له مثل المُضادّات الحيويّة. ويجب أيضاً الذّهاب إلى الطّبيب فوراً في الحالات الآتية:
-إذا عانى المريض من ألمٍ شديدٍ في الأذن لم يتحسّن حتى بعد ساعتين من تناول المُسكّنات.
-إذا أصاب المريض تشنُّجاً في الرّقبة ولم يستطع لمس صدره بذقنه.
-إذا كان هنالك انتفاخاً أحمر اللّون خلف الأذن.
-إذا تمّ إدخال أداة حادّة في الأذن (كسلك مثلاً أو قلم رصاص).
-إذا صاحب ألم الأذن ارتفاعاً في درجة حرارة الجسم لما يزيد عن 40°.
-إذا كان المريض يُعاني أصلاً من نقصٍ في المناعة؛ كإصابته بفيروس العوز المناعيّ البشريّ HIV، أو بالسّرطان، أو بمرض الأنيميا المنجليّة، أو يتناول الأدوية المُحتوية على السّتيرويد.
-إذا ظهرت إفرازات قِيحيّة من الأذن

الأذن والسّمع

تقوم الأذن بمهمة السّمع وتجميع الأصوات وإرسالها للدماغ لتفسير هذه الأصوات، ولكنها أيضاً تلعب دوراً مهمّاً في عملية حفظ التوازن عند الإنسان. تتكوّن الأذن من ثلاثة أجزاء رئيسة هي: الأذن الخارجية والتي تقوم بتجميع الأصوات من خلال صيوان الأذن، والأذن الوسطى والتي تقوم بنقل الأصوات من الأذن الخارجيّة على شكل ذبذبات إلى الداخل، والأذن الداخليّة والتي تقوم بتوصيل الذبذبات الصوتية من الأذن الوسطى لتوصلها إلى الدماغ عن طريق الأعصاب.

الأذن الوسطى

الأذن الوسطى هي الجزء الأوسط من الأذن حيث تبدأ بطبلة الأذن وتنتهي عند النافذة البيضوية. وتتكون بشكل رئيسي من ثلاث عظيمات هنّ؛ المطرقة، والسندان، والركاب، بالإضافة إلى النافذة الدائرية، والنافذة البيضوية، وقناة استاكيوس، وتشكّل هذه العظيمات جسراً يربط بين طبلة الأذن وبين النافذة البيضوية والتي بدورها تغطّي مدخل القوقعة (جزء من الأذن الداخلية) فحين تصل الموجات الصوتية إلى عظيمة المطرقة المرتبطة بطبلة الأذن تنتقل من عظيمة لأخرى وبالتالي تتضاعف قوّة هذه الموجات لتصل حتى 20 ضعفاً أقوى عند النافذة البيضوية ممّا كانت عليه عند الطبلة.

أنواع التهاب الأذن الوسطى

يعتبر التهاب الأذن الوسطى ثاني أكثر مرض انتشاراً في مرحلة الطفولة، بعد التهاب المجاري التنفسيّة العليا، وله عدّة أنواع وهي:
التهاب الأذن الوسطى الحادّ: وهو مرض ذو وتيرة سريعة، ويصاحبه كثير من الأعراض التالي ذكرها، ويمتاز بأنّه مرض مُتكرر حيث يُصاب فيه أكثر من ثلث الأطفال ستّ مرّات فأكثر قبل بلوغهم سنّ السّابعة.
التهاب الأذن الوسطى الإفرازي: وهو عبارة عن تجمّع سوائل في الأذن الوسطى مع افتقاده لأعراض الالتهاب (الحرارة، وألم الأذن، والتهيّج)، ويحدث عادةً بعد تعرّض المريض لالتهاب الأذن الوسطى الحاد.
التهاب الأذن الوسطى المزمن: ويستمرّ هذا النوع لستة أسابيع على الأقلّ ويصاحبه عادةً سيلان أُذني، وينتج عنه شقّ أو ثقب في طبلة الأذن.

أسباب الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى

يُعتبر التهاب الأذن الوسطى مرضاً متعدد الأسباب، وتعمل هذه الأسباب بشكل أو بآخر على إغلاق قناة ستاكيوس ممّا يؤدّي إلى تجمّع السوائل في الأذن الوسطى وبالتالي التهابها، وأهمّ هذه الأسباب:
أسباب متعلقة بالمُضيف (الشخص المحتملة إصابته بالمرض): منها أسباب مناعية حيث تكون مناعة الأطفال حديثي الولادة ضعيفة، أو أسباب وراثية، أو خلل في بروتين الميوسين، أو خلل تشريحي في قناة استاكيوس وغيرها.
الإصابة بالعدوى: حيث تسبّب العدوى البكتيرية معظم الالتهابات وأكثرها شيوعاً البكتيريا العقدية الرئوية ثمّ المستديمة النزلية، أيضاً يمكن أن تنتج هذه الالتهابات من عدوى فيروسيّة أهمّها الفيروس المخلوي التنفّسي.
أسباب متعلّقة بالحساسيّة: حيث أظهرت الدراسات وجود ارتباط ما بين التهاب الأذن الوسطى والحساسيّة التنفسيّة.

أسباب زيادة فرص الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى

تزيد العوامل الآتية من الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، وهي:
التدخين والهواء الملوّث بدخان السيارات والمصانع.
العمر، فالأطفال هم الأكثر عرضة في الإصابة بالتهاب الأذن نظراً لعدم اكتمال جهاز المناعة لديهم.
الإصابة المتكررة بالرشح والإنفولونزا والتهاب اللوز.
المعاناة من الحساسيّة.
التغذية: إذ أظهرت الدراسات أنّ الأطفال الذين يتلقّون رضاعةً طبيعيّةً يكونون أقلّ عُرضةً للمرض.

أعراض الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى

تتعدّد أعراض التهاب الأذن الوسطى ومنها:
ضعف في القدرة على السمع.
فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام.
الشعور بألم في الأذن وخاصة عن الاستلقاء على الظهر.
ارتفاع في درجة الحرارة.
يرافق الالتهاب أحياناً الإسهال.
الإصابة بحكة في الأذن.
زيادة كمية شمع الأذن المفروزة.
وجود الاضطرابات في النوم.
يلاحظ عند الأطفال الرضع البكاء المستمرّ مع عدم القدرة على الرضاعة.
خروج بعض الإفرازات الصديدية وتكون ذات رائحة كريهة
الشعور بالصداع الشديد.
الإصابة بالدوار والدوخة والغثيان وفقدان التوازن.

دواعي مراجعة الطبيب

تُشير علامات وأعراض التهاب الأذن بشكل عام إلى حالات مرضيّة عدّة وبالتالي فإنّه من الضروري الوصول إلى تشخيص دقيق حتى يتم العلاج بصورة حسنة، ولذلك يُنصح بمراجعة الطبيب في الحالات الآتية:
إذا استمرت الأعراض لأكثر من يوم كامل.
إذا وُجدت هذه الأعراض عند طفل عمره أقلّ من 6 أشهر.
إذا كان ألم الأذن حادّاً وشديداً.
إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات في النوم أو كان مُتهيّجاً بعد تعرضّه لنزلة برد أو لأي التهاب للمجاري التنفسيّة العليا.
إذا لاحظت خروج سوائل أو قيح أو دم من الأذن.
عند البالغين؛ في حالة وجود ألم في الأذن مهما كانت شدّته أو خروج أيّة إفرازات يجب الذهاب إلى الطبيب فوراً.

تشخيص التهاب الأذن الوسطى

يتم تشخيص التهاب الأذن الوسطى بشكل أساسيّ اعتماداً على الأعراض وعلى الفحص السريري ولكن هنالك طرق تساعد على التشخيص أهمّها:
منظار الأذن: حيث يلاحظ الطبيب عن طريقه أيّة تغيّرات على طبلة الأذن.
مقياس الطّبل: يُستخدم لقياس الضغط داخل الأذن.
مقياس الانعكاس: حيث يقوم الطبيب بإحداث صوت قريب من أذن المريض وبسماعه للصوت المنعكس يستطيع تحديد إذا ما كانت الأذن تحتوي على سوائل أم لا.
فحص السمع.

علاج التهاب الأذن الوسطى

يجب الإسراع في أخذ العلاج المناسب للتخلّص من الالتهابات حتى لا تصيب الشخص المضاعفات التي قد تصل إلى ثقب طبلة الأذن وبالتالي فقدان السمع بشكل كليّ أو جزئيّ، كما أنّ الالتهاب يمكن أن ينتقل إلى خلايا الدماغ المجاورة للأذن، ومن طرق العلاج:
تناول المضادات الحيويّة من أجل القضاء على البكتيريا المسبّبة للالتهاب.
تخفيف الألم: إمّا بتناول المسكّنات أو بوضع قطعة قماش مبلولة بماء ساخن على الأذن المصابة.
القيام بشفط السوائل الموجودة داخل الأذن، أو تركيب ما يسمّى بأنابيب الأذن لترشيح السوائل بشكل مستمرّ.
في الحالات الحرجة قد يتمّ اللجوء إلى العمليات الجراحيّة.



605 Views