امراض القولون المزمنة وماهى اسباب الاصابة بامراض القولون المزمنة وكيفية تفادى هذا المرض.
محتويات المقال
أين يقع القولون في جسم الإنسان؟
الأمعاء الغليظة (القولون) هو الجزء الأخير من الجهاز الهضمي و الذي يحيط بتفريعات الامعاء الدقيقة في منطقتي وسط وأسفل البطن. بالإضافة إلى ذلك يتم تقسيم الأمعاء الغليظة إلى أقسام مختلفة:-
• يقع الجزء الأول من الامعاء الغليظة في الجزء السفلي الأيمن من البطن حيث تتدفق الامعاء الدقيقة الي هذا الجزء لدرجة أن طول هذه القطعة من الامعاء يبلغ عدة سنتميترات؛ وهذه القطعة تنتهي بلا مخرج ولها ذيل رقيق ويطلق عليها الزائدة الدودية.
• فوق هذا التدفق للامعاء الدقيقة يبدأ الجزء الصاعد للقولون( القولون الصاعد)، حيث ينسحب هذا الجزء متصاعدا إلي أعلي، ويصل تقريبا إلي الكبد، ثم يبدأ في الانحناء (الانثناء الأيمن للقولون).
• ثم بعد ذلك يعقب هذا الجزء الجزء الأفقي من القولون الساري في أعلي البطن من اليمين إلي اليسار( يسمي القولون المستعرض). ثم يبدأ هذا الجزء المستعرض من القولون في التوقف عن الامتداد نظرا لاصطدامه بساحة من الدهون، والتي تلتصق بالقولون، ويطلق عليها الشبكة الكبيرة. ثم يقوم القولون بعمل انثناء اخر، وذلك عند وصوله تحت الطحال يسار الجزء العلوي من البطن( الانثناء الأيسر للقولون).
• أما الجزء النازل من القولون فينسحب في اتجاه الجزء الأيسر السفلي من البطن( القولون النازل).
• ثم بعد ذلك يقوم القولون بعمل منحني يسمي بمنحني اس، ويسمي هذا المنحني بالقولون السيني، أو سيجما القصيرة. وهنا ينتهي القولون بالجزء الأخير وهو المستقيم.
• يبلغ طول المستقيم 16 سنتيميتر ويمتد حتي فتحة الشرج ليشغل منها مكانا. في إطار منطقة وسط القولون-وأدني الامعاء الدقيقة- تتواجد كثير من الاوعية الدموية الكبيرة السارية في غشاء نسيجي واقي، حيث تنبع هذه الأوعية الدموية من مركز الشريان الأورطي، والتي تتحرك في شكل شعاعي باتجاه القولون والمستقيم. والجدير بالذكر أن الجراح يتوجب عليه معرفة علاقة الأوعية بالأمعاء ومعرفة أي الأوعية الدموية يعتني بأي من أجزاء الأمعاء؛ وهذه المعرفة ضرورية جدا إذا ما أريد إجراء جراحة حميدة للأمعاء الغليظة. كما أن هذا الأمر يجب الالمام به جيدا في حالة اجراء العمليات الجراحية المعقدة الخاصة بالأمعاء الغليظة
ما طبيعة عمل القولون؟
للأمعاء بأكملها مهام مناعية وحركية مهمة، بالإضافة إلى وظيفتها كعضو فعال لعملية الهضم. حتى في حالة الصيام/خلو المعدة من الطعام تسري موجات دورية علي العضلات الملساء للأمعاء من المرئ الي المستقيم، والتي من شأنها تحريك الامعاء الدقيقة والغليظة بشكل مستمر، والذي يسهم بدوره في استمرار نقل الكيموس. حيث تتحكم في حركتها بشكل مستمر. وتتحرك التفافات الامعاء الدقيقة بشكل أسرع- مقارنة بالقولون- لدرجة ان الوقت الذي يتطلبه الطعام المهضوم للمرور من خلال الامعاء الدقيقة هو وقت قصير نسبيا. ولكن في الوقت ذاته يكون لهذا النقل السريع للطعام المهضوم عبر الامعاء الغليظة دور سلبي يتمثل في تشجيع البكتيريا علي اتكون بأعداد كبيرة، وهذا التكون للبكتريا يحدث بطريقة طبيعية في الامعاء. يظل الطعام المهضوم في القولون فترة طويلة، لدرجة أن عملية تخزينه ومنع الماء عنه تتم في هدوء. وتتم هذه العملية بحركات أمامية وخلفية للامعاء. ويتصاعد عدد البكتريا في الأمعاء كما هو مرغوب فيه وبشكل طبيعي جدا. تظهر بالامعاء السليمة حواجز آلية مختلفة ضد هذه البكتريا، وتقوم الامعاء بانتاج مواد بروتينية فعالة ومضادة للبكتريا، حيث تتواجد هذه المواد علي الغشاء المخاطي في الوقت ذاته تتخلل مجموعات من العقد الليمفاوية مناطق معينة من الأمعاء، حيث تأخذ هذه الأمعاء علي عاتقها مهاما أخري تتمثل في الدفاع المناعي ضد الجراثيم؛ إلا أن التخلات الجراحية وكذلك الامراض الاخري التي تصيب الأمعاء من شأنهما أن يدمرا هذا النظام المناعي القوي، مما يؤدي إلي عواقب وخيمة ومشاكل كلاسيكية عند اجراء جراحات الأمعاء. بعد التدخلات الجراحية تتوقف الأمعاء عن الحركة ، حيث تصاب بالشلل التام كرد فعل للتخل الجراحي. وبدوره يتوقف كلا من الكيموس والهواء الذي تحتوي عليه الأمعاء عن المرور. وهذا يعني أن الأمعاء قد أصيبت بالشلل. لذلك نلفت انتباهكم إلي اجراء عملية جراحية للأمعاء للقضاء علي الشلل، والذي يجب التغلب عليه بتدابير خاصة.
ما هو التهاب القولون المزمن؟
التهاب القولون هو مرض التهابي مزمن يصيب الغشاء المخاطي للقولون ، والذي عادة مايظهر أولا في نهايات الأمعاء (المستقيم). بتقدم المرض ينتشر الالتهاب عادة ويمتد ليشمل القولون بأكمله. فيما يتعلق بأسباب التهاب القولون فهناك حدثا متعدد الأوجه يسبب هذا الالتهاب، حيث يتعلق الأمر بالإصابة الوراثية، كما أن هناك إشارات علي وجود نظام مناعة مضطرب. وعلاوة على ذلك فإن هناك تكهنات بأن الفيروسات والبكتيريا من العوامل التي تسبب المرض. ويصاب النساء بالمرض بصورة أكثر من الرجال. بشكل عام يسري هذا المرض في شكل نوبات ، مما يعني أن المريض يمكن أن يظل خاليا من المرض لمدة سنوات ، ثم تظهر اعراض الالتهاب مرة اخري عليه. عند فحص الغشاء المخاطي خلال نوبات المرض نجد أن المريض يكون مصابا بمساحات كبيرة من الالتهاب الحاد، وهذا الالتهاب يكون مصحوبا بتقرحات. عندما تسمع أصوات الالتهابات يتأثر الغشاء المخاطي، حيث يصاب بالقرح التي تتعدي لتتكون في شكل خلية، مما يؤدي إلي ظهور ما يسمي بأورام الأغشية المخاطية(البوليبات). تتم معالجة هذه القرح علي أنها ندبات، مما يؤدي إلي تحجر جدار المعدة(ليصبح مثل أنبوب) وبالتالي يصبح غير صالح لأداء وظائفه. وبالنسبة للجانب الجراحي لهذا المرض فإنه من المهم أن نأخذ في الاعتبار احتمالية تطور مرض التهاب القولون ليتحول إلي سرطان القولون؛ وعند زيادة فترة المرض، كأن يستمر لعشر سنوات مثلا، وكذلك عند اصابة القولون بأكمله، فإن هناك تدابير جراحية خاصة يجب أن يتم اتخاذها. وبعد هذه الإطلالة السريعة علي المرض ينبغي علينا الانتقال والاشارة الي الاجراء الجراحي المتعلق بمرض التهاب القولون المزمن.
كيف يمكنني التعرف على مرض التهاب القولون المزمن؟
يعتبر الاسهال الدموي المخاطي من العلامات التي تشير الي الاصابة بمرض التهاب القولون المزمن، حيث أن المريض قد يصاب بالإسهال عدد مرات تصل إلي 20 مرة يوميا. وبذلك تظهر آلام ومتاعب تشنجية في اطار منطقة القولون والمستقيم وكذلك في منطقة العجز. وهذه الالام غالبا ما تكون مصحوبة بأعراض أخري كالشعور بالانتفاخ وتكون غازات شديدة في الامعاء، بالإضافة الي ظهور اعراض الحمي وارتفاع نسبة الالتهابات في الدم والتي تعرف من خلال مؤشرات تظهر علي المريض، وكذلك فقدان الوزن والبروتين بشكل كبير. إن البداية الحادة في الاصابة بمرض التهاب الأمعاء المزمن، وكذلك الأعراض والانتكاسات التي تطرأ علي المريض مجددا، يمكن أن يؤيدا الي مزيد من المضاعفات بالجسم، حيث يمكن ان يؤديا الي تمدد القولون( ما يسمي بالتضخم السام للقولون)، بالإضافة الي حدوث نزيف متزايد في المناطق التي يحدث بها تقرحات، بالإضافة الي الخرّاجات و/أو حدوث ثقب في جدار الأمعاء؛ وفي ظل هذه الظروف والأعراض يجب علي الطبيب التدخل الجراحي الفوري.
التهاب القولون المزمن
يتكون القولون من أغشية مخاطية. وتصاب هذه الأغشية بعض الأحيان بالتهابات قد تكون مرضية أو وراثية. وقد تتطور الالتهابات لتتكون قرحات أو أورام الأغشية المخاطية. القرحات يمكن أن تسبب ندبات في المعدة ويجب إزالتها لأنها قد تحول المعدة إلى جدار متحجر وتجعلها غير صالحة لأداء وظائفها. أما مرض القولون المتهيج فيسبب عمل غير طبيعي لوظائف القولون وحركة سريعة للغذاء في المعدة، ما يجعل عملية الاستفادة من المواد الغذائية لا تتم بصورة صحيحة.
وبعض الالتهابات في القولون يمكنها أن تتطور إلى سرطان القولون الخطير إذا لم تتم معالجتها بسرعة. ويسبب التهاب القولون المزمن أعراض جانبية كثيرة، مثل الناسور أي اتصال غير طبيعي بين نسيجيين طلائيين لعضوين غير متصلين طبيعيا، ويسبب المرض كذلك بعض الخراجات غير الطبيعية التي تنتج عن الأنسجة المصابة بالمرض.
تشخيص المرض
هنالك بعض العلامات التي تشير إلى وجود المرض في الجسم مثل الآلآم وتقلصات البطن والانتفاخ والشعور المستمر بالإمساك وبالإسهال. بالإضافة إلى وجود دم أو مخاط في البراز. وعلى المريض التوجه إلى طبيب مختص في الفور للكشف عليه عند وجود مثل هذه الأعراض. ويتم الكشف عن المرض بصورة موضعية وأخذ عينات من الدم أو عن طريق الأشعة السينية للأمعاء عن طريق استخدام مادة قابلة للذوبان في الماء يتناولها المريض وتظهر التغييرات الجارية في المعدة وجدارها.
العلاج
يعتمد العلاج أولا على حجم المرض وانتشاره في الجسم، وثانيا على قابلية المريض على التجاوب مع المرض. والحالات الطارئة من مرض التهاب القولون، والتي من أعراضها الغائط المليء بالدم، تعالج عن طريق أدوية وعقاقير مضادة للالتهاب، كما أشار موقع “أوبوتيكين أومشاو” الألماني المختص في تقديم النصائح الطبية. وقد يعطى المريض جرعات صغيرة من الكورتيزون في المراحل الأولى للمرض.
أما في حالات المرض المتطورة والصعبة والتي تصاحبها في العادة موجة من الحمى وفقدان الوزن فينصح بنقل المرضى للمستشفى ومعالجتهم تحت إشراف طبي مختص. ويعطى للمرضى في هذه الحالة حقنات من الكورتيزون وبعض المضادات الحيوية. وفي حالة انتشار المرض أو تطوره إلى سرطان القولون ينصح باستئصال القولون والمستقيم. يذكر أن النساء هم أكثر عرضة للإصابة للمرض من الرجال. وقد تتكرر نوبات المرض وتتوقف بصورة مفاجئة لعدة سنوات ومن ثم تعود من جديد بعد ذلك.