انواع الامراض النفسية والعصبية

كتابة إسلام منير - تاريخ الكتابة: 28 يوليو, 2018 1:27
انواع الامراض النفسية والعصبية

انواع الامراض النفسية والعصبية نقدم لكم فى هذا الطرح المميز ماتودون معرفته عن انواع الامراض النفسية والعصبية.

الأمراض النفسية

تُعرف أيضاً بالاضطرابات العقليّة، وهي الأمراض والاضطرابات التي تؤدّي إلى إحداث تغيّر غير طبيعيّ في سلوكيّات الإنسان ونفسيّته ووظائفه المعرفيّة وتصرفاته، إضافة إلى حدوث خلل في قدرة سيطرة الشخص على مشاعره، مما يؤدي إلى ظهور أعراض نفسيّة وسلوكيّة غريبة تؤثّر سلباً في حياته، وعمله، ودراسته، وعلاقته بالناس.
والاضطرابات النفسية عديدة وكثيرة في أنواعها، ويمكن أن يعاني الكبار والصغار منها، مع احتمالية إصابة كل مرحلة عمريّة معينة بمرض معيّن، والأعراض التي يسبّبها كل مرض نفسي تختلف عن الأعراض التي يسبّبها مرض نفسيّ آخر، أما عن تشخيص الاضطرابات النفسية فيتم ذلك من قبل الطبيب، عن طريق معرفة الأعراض التي يعاني منها المريض، لمعرفة المرض الذي يعني منه المريض.

أنواع الأمراض النفسية وأعراضها

هناك طيف واسع من الاضطرابات النفسية التي يمكن أن يعاني منها الجنس البشريّ، ويمكن تقسيمها إلى الاضطرابات التي تصيب البالغين والأمراض التي تصيب الصغار، أما عن الأمراض النفسية التي تصيب البالغين فهي:

الاكتئاب وأعراضه

ويعدّ الاكتئاب من أكثر أنواع اضطراب المزاج شيوعاً إلى جانب اضطراب المزاج ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar disorder )،حيث يفقد المصاب به اهتمامه بالأنشطة اليومية، ويؤثّر في تفكيره وعواطفه، وتصل نسبة المصابين به إلى 12%، ويمكن أن يصاب به الشخص في أي عمر، لكن غالباً ما تكون ذروة الإصابة به في عشرينيات عمر الشخص، وعندما يصاب الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب والجلطات الدماغية بالاكتئاب؛تزداد نسب الوفيات في هذه الفئة، ومن الجدير بالذكر أنه لا بد من الاهتمام بهذا الاضطراب؛ حيث تزداد الأفكار الانتحارية لدى المصابين بالاكتئاب،أو قد تخطر لديهم أيضاً أفكار لقتل الآخرين.
لتشخيص فرد بأنه مصاب بالاكتئاب؛ لا بد أن يعاني الشخص على الأقل من خمسة أعراض من الأعراض الآتية لمدة لا تقل عن أسبوعين، وبشرط أن تشتمل الأعراض التي يعاني منها على العرض الأول أو الثاني من الخمسة أعراض من ضمن الآتي:
-أن يعاني الشخص من مزاج اكتئابيّ في معظم وقته.
-فقدان الاستمتاع بالأنشطة المفرِحة والسعيدة.
-تغيّر في الشهيّة والوزن (إما نزولاً وإما صعوداً).
-الإحساس بانعدام الأهمية أو الشعور بالذنب الزائد.
-الأرق أو زيادة عدد ساعات النوم.
-انخفاض التركيز.
-الإحساس بالخمول والتعب.
-الانفعال.
-أن تخطر على بال الشخص أفكار انتحارية متكررة.
-كما يجب ألا تكون هذه الأعراض نتيجة إدمان الشخص على مادة معينة أو دواء معيّن، وليست نتيجة مرض جسديّ آخر؛كالجلطات الدماغية، أو زيادة إفرازات الغدة الدرقية،ويجب أن تؤثّر هذه الأعراض في حياة الشخص الاجتماعية والعملية.
-إذا حدثت أعراض الاكتئاب عند المريض على الأقل لمرة واحدة ولم تخالطها أعراض الهوس المتمثّلة بهوس العظمة، وزيادة الثقة بالنفس إلى جانب زيادة نشاط الشخص،وعدم حاجته لساعات نوم طبيعية، بالإضافة إلى زيادة كلام الشخص وتسارع أفكاره بشكل غير مترابط، واتخاذه لقرارات سريعة وحاسمة بشكل متسرّع؛فيتم تشخيص الشخص بالاضطراب الاكتئابيّ.

الهوس وأعراضه

-وهو ارتفاع غير طبيعيّ في المزاج أو اضطرابه، إضافة إلى زيادة اهتمام الشخص بالأنشطة ذات الأهداف العالية، وارتفاع في طاقة الشخص، وتستمر هذه الاعراض بالظهور لمدة أسبوع عند الشخص.وحتى يتم تشخيص الشخص بالهوس، يجب أن يعاني من ثلاثة أعراض على الأقل من ضمن الآتي، أو أربعة أعراض إذا كان الشخص يعاني فقط من اضطراب في المزاج:
-التشتّت.
-الشعور بالعظمة.
-ارتفاع الأنشطة ذات الأهداف العالية، ويمكن أن تكون هذه الأنشطة اجتماعية، أو متعلّقة بالعمل، أو -متعلّقة بالجنس.
-انخفاض حاجة الشخص للنوم.
-حدوث تطاير في الأفكار.
-الثرثرة الزائدة والسريعة.
-كثرة المشاركة بالأنشطة التي تجلب السعادة حتى لو كانت عواقبها وخيمة، إضافة إلى القيام بتصرفات، وأخذ قرارات متهوّرة.

انفصام الشخصية وأعراضه

هو أحد أنواع الاضطرابات النفسية المزمنة، حيث يعاني بسببه الشخص من تغيّرات في التفكير والشعور والعواطف والتصرّفات، ومن الجدير بالذكر أنّ من الممكن أن يسبّب الانفصام عواقب اجتماعية وطبيّة تؤثّر سلباً في المريض،وقد يعاني مريض الانفصام من الذهان؛ الذي يعني انفصال الشخص عن الواقع،وتشكّل نسبة المصابين بالانفصام 0.3%-0.7%.
يمكن تقسيم أعراض انفصام الشخصية إلى ثلاث مجموعات، وهي:
الأعراض الإيجابيّة: تشتمل الأعراض الإيجابية التي يمكن أن يعاني منها مريض الانفصام: الهلوسة؛ كأن يرى أو يشم أموراً غريبة وغير موجودة أو مألوفة، ولا يشاركه رؤيتها أو شمها أحد غيره، كما يمكن أن يسمع المريض أصواتاً تأمره بالقيام بأمور أو تحذّره من مكروه أو خطر يمكن أن يصيبه، ويمكن أن يعاني مريض الشيزوفرينيا من التوهّم، كأن يتوهّم ويعتقد اعتقادات خاطئة، أو أنّ هناك شخصاً ما يتحكّم بعقله، أو يعتقد الشخص نفسه بأنه شخص آخر، ويمكن أيضاً أن يقوم المريض بتصرّفات غريبة، ويتحدث بطريقة غير مفهومة، وإن كانت هذه الأعراض هي ما يعاني منها مريض الفصام، فستكون فرصة استجابته للأدوية المضادّة للذهان أفضل.
الأعراض السلبيّة: تتضمن الأعراض السلبية التي يمكن أن يعاني منها مريض انفصام الشخصية: عدم مبالاة المريض، وفقدان التلذّذ بالأشياء الجميلة،وعدم شعوره بالسعادة عند قيامه بالأنشطة التي يمكن أن يستمتع بها الشخص الطبيعي،وقلة أو ندرة التحدّث، وعدم التأثر بالأشياء الحزينة التي يتأثر بها الآخرون، كأن يضحك على الأمور الحزينة أو يبدو مستاءً عند سماع أمور جيدة، كما يشعر المريض أنه فارغ أو مجوّف، بالإضافة إلى انعدام أو قلة الاهتمام بالحياة الاجتماعية، وهذه الأعراض إذا ظهرت على المريض تدل على أن حالة المريض أسوأ، ويمكن ألا يستجيب المريض الذي يعاني منها لأدوية الذهان، حيث إنّ المريض يميل إلى الانعزال اجتماعياً.
الأعراض الإدراكيّة: يمكن أن تكون الأعراض الإدراكية عند بعض مرضى الفصام غير ملحوظة، لكن عند آخرين تكون هذه الأعراض حادة وملحوظة بشكل أكبر،وتؤثّر في أعمالهم ومهنهم وتعليمهم، وتشتمل هذه الأعراض على ضعف في الانتباه والتركيز، وضعف في الوظائف التنفيذية والذاكرة العملية.

الأمراض النفسية التي تصيب الصغار

الإعاقة الذهنية وأعراضها
تم مؤخّراً استبدال مصطلح التخلّف العقليّ بالإعاقة الذهنية، وتتّصف هذه المشكلة بالضعف الشديد في أداء الوظائف المعرفية والاجتماعية والتكيفية، ويتم تحديد شدة الإعاقة عن طريق شدّة ضعف القدرات التكيفيّة عند الطفل، فقد كان الأطباء قديماً يعتمدون على معدل الذكاء في تحديد شدّة الإعاقة الذهنية، وتم استبدالها حديثاً بقدرة الطفل على التكيّف، ويُعنى بالتكيّف بقدرة الإنسان على التفاعل مع المجتمع بفاعلية على جميع المستويات، وقدرته على الاعتناء بنفسه.
-يعاني مريض الإعاقة الذهنية من الآتي:
-عجز في الوظائف الفكريّة؛ مثل حلّ المشاكل، والمنطق، والتخطيط، والحكم، والتعلّم.
-عجز في الوظائف التكيّفية؛ كالتواصل والمشاركة الاجتماعية، وقدرة الطفل على الاعتناء بنفسه.
-يجب أن تبدأ الأعراض في مرحلة نمو وتطوّر الطفل.
-يجب أن يؤثّر العجز في عدة أنطقة في حياة الطفل، وهي الأنطقة المفاهيمية، والاجتماعية، والعمليّة.
-عجز ذهني (تفكيري)، ويتم تحديده باختبارات موحّدة.
-يحتاج مساعدة دائماً للقيام بالوظائف الحياتيّة.
-تقسّم الإعاقة الذهنية إلى: خفيفة، ومتوسطة، وشديدة وعميقة.
-اضطراب التعلّم المحدّد وأعراضه
-ويعني تأخّر في التطور المعرفيّ في مجال أكاديميّ معيّن، ويعاني الطفل من تحديّات وصعوبات في تعلّم القراءة والكتابة وعلم الحساب، وغالباً يحدث ذلك مع الأطفال الذين يعانون من قصور الانتباه وفرط الحركة، كما أنه يصيب الأولاد أكثر من البنات.
يعاني الأطفال في هذا الاضطراب من:
ضعف كبير وملحوظ في المهارات الأكاديمية، حيث تكون أقل من المتوقّع من المهارات التي يمتلكها الأطفال الذين هم في عمر الطفل نفسه.
يبدأ هذا الاضطراب عند دخول الطفل للمدرسة، ويزداد كلما تقدّم الطفل في العمر، وزادت المهارات الأكاديمية المطلوب منه تحقيقها.
-المناطق المتأثّرة هي: القراءة، والكتابة، أو علم الحساب.
اضطرابات التواصل وأعراضها
ويشمل اضطرابات الحديث واللغة، أو القدرة على التواصل الاجتماعيّ أقل مما هو متوقّع من القدرات الاجتماعية في سن الطفل، مما يؤدي إلى مشاكل في تحصيل الطفل الأكاديميّ أو قدرته على التكيّف.
يعاني الطفل من الآتي:
-مشاكل في اللغة، حيث يعاني الطفل من استخدام اللغة إما لنقص في المفردات التي يعرفها، أو انخفاض قدرته على صنع جمل، أو ضعف في قدرته على الحوار.
-خلل في أصوات الكلام، حيث يعاني الطفل من مشكلة في صنع الأصوات، أو في وضوح صوت الكلام عند -الطفل.
-التلعثم.
-مشاكل في قدرة الطفل على التواصل الاجتماعيّ.
-قصور الانتباه وفرط الحركة وأعراضه
-ويتّصف بانخفاض قدرة الطفل على التركيز وفرط الحركة والاندفاعية في مرحلة تطور ونمو الطفل،وهناك طيفان من الأعراض التي يمكن أن تظهر على مريض قصور الانتباه وفرط النشاط؛ وهي:
وجود ستة أعراض على الأقل من أعراض قصور الانتباه عند الطفل؛ وهي:
-فشل في التركيز عن قرب على التفاصيل أو القيام بأخطاء لامبالية.
-صعوبة في إبقاء تركيزه على شيء معين.
-عدم حب الاستماع.
-مشاكل في اتباع التعليمات.
-صعوبة في التنظيم.
-تجنّب المهام التي تتطلب التفكير.
-فقد أشيائه بسهولة.
-يتم تشتيته بسهولة.
وجود ستة أعراض على الأقل من أعراض الاندفاعية وفرط الحركة دون وجود أعراض قصور الانتباه، أو وجودهما معاً، أما أعراض الاندفاعية وفرط الحركة فهي:
-صعوبة في البقاء على مقعده.
-صعوبة البقاء في الأنشطة الهادئة.
-صعوبة في إبقاء الأيدي والأقدام في مكانها، والتلوّي في المقعد أثناء الجلوس عليه.
-الجري الدائم وتسلّق السلالم حيث يجد صعوبة في البقاء هادئاً في مكانه.
-فرط التحدّث.
-الإجابة قبل إكمال السؤال.
-صعوبة في الانتظار.
-مقاطعة الآخرين.
يجب أن تستمر الأعراض لأكثر من ستة أشهر، وأن تظهر في مكانين مختلفين كالمدرسة والبيت على سبيل المثال، كما أنه يجب أن تظهر الأعراض قبل عمر الثانية عشر، ويجب ألا تكون الأعراض نتيجة مرض عقليّ آخر.
اضطراب الطيف التوحديّ وأعراضه
يتّصف الطفل المصاب بضعف التفاعلية الاجتماعية، وضعف قدرته على التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى القيام بسلوكيات مقيّدة متكرّرة،ويعاني مريض اضطراب الطيف التوحديّ من الآتي:
مشاكل مع التفاعل والتواصل الاجتماعي؛ بحيث يعاني الطفل من عدم قدرته على إجراء حوار، أو عدم قدرته على التواصل بالمهارات التواصلية الأخرى كالتواصل بالعين، وعدم اهتمام الطفل بأقرانه.
القيام بسلوكيات محدّدة بشكل متكرّر، كالتصفيق بشكل متكرر أو يكون مولعاً بالقيام بشيء غير مألوف.
تبدأ هذه السلوكيات الغريبة في مرحلة النمو والتطوّر المبكرة.
كما أنه يجب أن تعيق هذه الأعراض حياة الطفل الاجتماعية والعملية.

أسباب الأمراض النفسية

تُقسَّم أسباب الأمراض النفسية إلى ما يلي:
الأسباب المُهيِّئة: وهي العوامل المُحيطة بالفرد سواء كانت داخليّة أو خارجيّة، فهي تُمهّد الظروف لحدوث المرض، وبالتالي يصبح الفرد عرضةً للإصابة به، ومن أمثلة هذه المُسببات: الخبرات المُؤلمة التي من الممكن أن يكون تعرّض لها الفرد خاصّة في مرحلة الطفولة، والعوامل الوراثية، وتردي الوضع الاجتماعي، بالإضافة إلى بعض الاعتلالات الجسديّة.
الأسباب المُساعدة: وهي الأحداث والمُثيرات التي تحدُث في الوقت الذي يسبق لظهور المرض بشكلٍ مباشر، والتي تقود بدورها إلى تسارُع عملية ظهور المرض النفسي، ويستلزم ظهورها وجود قابليّة الفرد للإصابة به، أي أنّها بمثابة الأزمة التي فجَّرت المشكلات النفسيّة، لتُحوّلها إلى أمراض واضطرابات تُصيب الفرد في حال وجود الاستعداد الكامن لظهورها، كتعرّض الفرد لأزمات ماليّة يسبقها تعرّضه لضغوط نفسية شديدة، أو المراحل العمريّة الحرجة التي يمر بها الفرد.
الأسباب البيولوجيّة: وهي جُملة الاضطرابات أو الاعتلالات الجسميّة التي يكون مصدرها بيولوجيّاً كالأمراض الوراثيّة، والتشوّهات الخَلقيّة، والاختلال في العمليّات الفسيولوجيّة أثناء مراحل النمو المختلفة، واضطرابات الهيئة العامة لبُنية الفرد من العاهات والعيوب الخلقية، مما يجعلها تُؤثر في التوافق النفسي والجسمي للفرد.
الأسباب النفسية: وهي الأسباب التي يكون مصدرها نفسيّاً ذاتيّاً مرتبطاً بشكل مباشر بسلامة النمو النفسيّ خلال المراحل العمريّة النمائيّة المختلقة، والتفاعل الشخصيّ للفرد مع كافة الظروف النفسية والاجتماعية التي يواجهها، ومن أمثلتها: عدم إشباع حاجات الطفل حسب متطلباته المرحلية وحرمانه منها، والإحباط وسوء التكيف الاجتماعي، والحيل الدفاعية التي يلجأ لها الفرد في حال عدم شعوره بالأمان.
الأسباب الخارجية: وهي الأسباب البيئية المتعلقة بالمحيط الاجتماعي، والتنشئة غير السوية وغير المتوازنة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع.

أنواع الأمراض النفسية

تختلف أنواع الأمراض النفسيّة باختلاف منشأها وأسبابها، فبعض الأمراض النفسيّة قد يكون أساسها عضويّاً، مثل الضمور الدماغي، وبعض الحالات المتقدّمة من الصرع، والأورام الدماغية، أو الخلل في إفراز الهرمونات، وقد تكون هذه الأمراض نفسيّة المنشأ مثل حالات العصاب الذي يشمل القلق المرضيّ، وتوّهم المرض، والاكتئاب، والهستيريا، والخوف، والوسواس القهري. وقد تكون ذهانيّة كانفصام الشخصية، وذهان الهوس، والهذاء، كما توجد أمراض جسميّة نفسيّة، أو ما يُسمّى بالسيكوسوماتيّة، وتظهر في أجهزة الجسم التي يُسيطر عليها الجهاز العصبيّ التلقائيّ، كالجهاز البولي، والجهاز التناسليّ، والجهاز التنفسيّ وغيرها. أما علم الطب النفسي فقد قسّم الأمراض النفسيّة إلى ما يلي على سبيل الذكر وليس الحصر:

القلق النفسي

القلق هو سلوك طبيعيّ يظهر عند الفرد في حال تعرضه إلى أي ضغوط حياتيّة، ويُعتبر هذا السلوك مؤثّراً ومُحفّزاً يدفعه إلى الإنجاز والعطاء بكل ما يملك، فهو لا يُعيق سير حياته، بل يقوده إلى النجاح وبالتالي الشعور بالراحة، أما القلق المرضيّ فهو حالة مزعجة غير مرغوبة غامضة غير مفهومة لصاحبها، وتُعيق استمراريّة حياته بشكل طبيعي، فهي الشعور بالضيق وعدم الارتياح، وهي في الأصل الخوف المستمر والخوف من المجهول، أو توقّع حدوث مصيبة أو كارثة، وانتظار حدوثها، والعيش في إطار الذعر والرعب من وقوعها، إذاً فهي مُؤثر داخلي يستمر مع الفرد في أغلب أحيانه، ويحرمه من التركيز والاسترخاء والراحة والاستمتاع بحياته، وتُصاحب حالات مرض القلق النفسي الكثير من الأعراض الجسميّة التي يُسببها الاضطراب في الجهاز العصبيّ اللاإرادي، وزيادة إفراز الأدرينالين في الدم، ممّا يُؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة التعرّق، وارتعاد الأطراف، وشحوب الجلد، كما يؤثر هذا القلق في كافة أعضاء الجسم، كالقلب فتزيد نبضاته، وقد يشعر الفرد بالألم بالجانب الأيسر من منطقة الصدر، بالإضافة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي والشعور بالقيء، والغثيان، وحالات الإسهال، والإمساك، والتشنجات العضليّة، والشد العضلي نتيجة للشعور المُبالغ فيه بالتوتر والخوف، وغيرها الكثير من الأعراض الجسميّة التي قد تُصبح خطيرة على حياة الفرد إذا تُركت دون علاج.

الوسواس القهري

يُصيب الوسواس القهري في أغلب الأحيان الشخصيات التي تمتاز بالدقة الشديدة، وحب النظام، واتباع القوانين بشكل حذر، وغالباً ما تكون هذه الشخصيّة تتسم بالعناد، والتصلُّب، والابتعاد عن المرونة في التعامل، فهذه السمات الشخصية قد تكون سمات مُهيِّئة لتعرض الفرد لهذا المرض، ومن أهم أعراضه أن تُلازم الفرد أفكار سيئة قد تتعلّق بالدين أو الجنس، ومن المستحيل وقوعها أو ملاحظتها، وفي أغلب الأحيان يعي الفرد مدى خطأ هذه الأفكار أو استحالتها، إلا أنها تُلازمه وتُسيطر على تفكيره وانفعالاته، وتُنشئ الكثير من النقاشات الداخليّة والتساؤلات اللانهائية التي تجُرُّه إلى دائرة مُغلقة من الأفكار والتساؤلات، وقد تكون هذه الأعراض على هيئة أفعال كالخوف من تراكم الأوساخ، والرغبة المستمرة في غسل اليدين لأكثر من خمسين مرة متتالية، أو الاستحمام عشر مرات يومياً، أو التأكد المستمر من إغلاق الباب أو إحكام إغلاق أنبوبة الغاز، بالإضافة إلى الكثير من الأعراض التي تقود صاحبها إلى الإحساس بالجنون.

الهستيريا

غالباً ما يُصاحب هذا المرض الشخصيات الهستيريّة القابلة للانفصال التام عن الواقع، وعيش دور معيّن يفصلها عن واقعها، بالإضافة إلى الشخصيات التي تعاني من قلة النضج الوجدانيّ، والشخصيات المُحبة للمبالغة والتهويل في وصف الوقائع، فالهستيريا هي عبارة رفض العقل اللاواعي التغاضي عن بعض الأفكار التي يتجاهلها العقل الواعي وينبذها، وهي في الأصل تكون أفكاراً وغرائز وشهوات مذمومة وفي بعض الأحيان محرمة يتلقاها العقل اللاواعي بعد رفض العقل الواعي لها ومقاومة هذا الرفض، فيكون هذا المرض نتيجة للصراع الداخليّ بين الواعي واللاواعي، وتظهر أعراضه على هيئة اختلال حركة الأطراف، أو فقدان مؤقت للذاكرة والغياب عن الوعي وغيرها من الأعراض الجسدية، ومثال ذلك شعور المريض بالكراهية تجاه شخص معين ولكن عقله الواعي يضبط هذا الشعور ويتحكم به ليجعله يتقبل هذا الشخص ويتقبل التعامل معه ولو بشكلٍ مؤقت، فيتلقى اللاواعي هذا السلوك ويحتفظ به بصورته الأصلية الممتلئة بالكراهية ويُخرجه على هيئة انفعال جسدي، مثل أن يُصاب المريض بالقيء حالما مصادفته لهذا الشخص.

الاكتئاب

يظهر الاكتئاب عادة عند الأشخاص الذين يُظهرون استجابات نفسيّة غير تكيفيّة، وميّالة للاكتئاب في حال تعرضها للخبرات غير المرغوب فيها، وهي تعاني أيضاً من القصور في النضج الانفعالي، وتغيّر المزاج بشكل سريع يتبع الظروف البيئيّة المحيطة، إذاً فالاكتئاب هو الإحساس الدائم بالحزن والتعاسة وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة، والشعور المستمر بالإحباط وفُقدان الأمل، بالإضافة إلى المحاولة للوصول للسعادة والفشل في ذلك، وبالتالي ارتفاع شدة الإحباط والجزع لديه، كما أنّ الفرد الذي يعاني من هذا المرض تظهر عليه حالات من اختلال النوم والطعام، والخمول والثقل في حركة الجسم، والخوف والرعب الداخليّ، بالإضافة إلى عدم القدرة على التركيز والتردد المستمر وعدم الإقدام على اتخاذ القرارات، وأحياناً يصل إلى تمني الموت، وانتهاء حياته التي يعتقد أن لا جدوى منها، إذا فالاكتئاب يحدث نتيجة للضغوط التي يتعرض لها الفرد ويتفاعل معها بشكل سلبيّ، والوصول به إلى حاله من الاكتئاب.



539 Views