اهمية التسامح في حياتنا ماهي اهمية التسامح في حياتنا وكيفية تحقيق التسامح بكل سهولة من خلال هذه السطور التالية.
محتويات المقال
التسامح
التسامح من الاشياء الجميلة التي يجب انت نتعامل بها وهناك الكثير من التعريفات التقليدية للتسامح والتي تركز على حزئية التغاضي عن الخطأ، لكن من وجهة نظرنا أن التسامح المنطقي والذي يجب أن نتمسك به هو عملية داخلية بالمطلق، هو قدرة الفرد على التصالح مع آثار الإساءة التي يتعرض لها من الآخرين، وقدرته على التصالح مع الأخطاء التي يرتكبها بحق نفسه أو بحق من حوله.
أهمية التسامح في حياتنا
التسامح في اللغة: مأخوذة من لفظة سَمَحَ، ومنها السماح والسماحة؛ أي الجود فيقال رجل سمح، وامرأة سمحة، ويقال أيضًا أَسْمَحَتْ قَرِينتُه بمعنى ذلَّ واستقام، وسَمَحَتِ الناقة إذا انقادت وأَسرعت، وتقول العرب: عليك بالحق فإِن فيه مَسْمَحًا أَي مُتَّسَعًا.
التسامح في الاصطلاح: هو خلق حسن يحمل الكثير من الرحمة واللطف ولين الجانب في العبارة والسلوك، فهو يدل على السلوكيات الإنسانية التي تنبذ التطرف والعنف والفظاظة، وتتحلى بالرحمة والتقارب والتعايش، وقبول الآخر على اختلافه، سواء في الدين أو العرق أو الجنس.
التسامح في القرآن: جاء الدين الإسلامي الحنيف بباقة من أجمل الأخلاق والصفات الإنسانية التي بها تستقيم الحياة وتقام الحضارات وتنهض الأمم، ومن بين هذه الأخلاق الحسنة التي حث عليها القرآن الكريم في محكم آياته؛ فإن للتسامح حصة كبيرة من الآيات القرآنية التي تدعو إلى التسامح والرحمة واللين والتلطف مع العباد في كل الأمور، ومن هذه الآيات قوله تعالى:{إدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]، فقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بمخاطبة الآخر وهم الكفار وأهل قريش بحسن القول وجدالهم بالتي هي أحسن بعيدًا عن التسفيه أو الشتم والذم، فهو خلق يحفظ للناس حقوقهم وكرامتهم الإنسانية.
التسامح في السنة النبوية: المتأمل في سيرة النبي عليه السلام يرى هذا الخلق جليًا واضحًا في كافة أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم مع المسلمين وغير المسلمين، فقد حمل النبي الكريم عليه الصلاة والسلام راية الإسلام والسلام والرحمة والهداية للعالم أجمع، فكان حسن الحديث ولين الجانب حتى مع من خالفه من الناس.
المفهوم العام للتسامح: معنى التسامح لا يقتصر على الجانب الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية فقط، بل يتعداه إلى كافة جوانب الحياة؛ فيشمل التسامح الحياة السياسية والاقتصادية، ويتسع خلق التسامح ويمتد ليصل إلى حقول المعرفة والعلم والتربية والدعوة إلى الله.
أهمية التسامح
التسامح قيمة أخلاقية تساعد على بناء المجتمع لذلك فإن له أهمية واضحة تتمثل في:
يعتبر الشخص المتسامح من أقوى الأشخاص في مجتمعه لأن هذه الخصلة النبيلة تحتاج إنسانًا واثقًا من نفسه ولديه قدرة على استيعاب اختلاف الآخرين.
يستطيع الإنسان أن يتفهم معنى التعاون المشترك في المجتمع فيصل معها إلى الراحة النفسية والاستقرار الداخلي.
الإنسان المتسامح إنسان محبوب في مجتمعه ويجعل كل من حوله يهتمون لرأيه ويستمعون له، وبعدها تصبح حياته خالية من المشاكل والصراعات المزعجة.
ينال المسلم رضا الله عز وجل ويكسب الثواب والجزاء من خلال الصفح عن الناس.
العفو عن الناس يعطيهم فرصة للتغير والقدرة على إصلاح أخطائهم.
يستبدل مشاعر الحقد والكراهية والانتقام والحزن بمشاعر أخرى مثل السعادة والفرح والتي تجعل الفرد يتعامل مع المواقف بإيجابية أكبر.
يشحن الإنسان بالطاقة الإيجابية حيث أن الطاقة السلبية تقوض قدرة الإنسان على التفاعل مع مجتمعه وأفراده.
يساعد على حفظ الذات البشرية وحقن الدماء من خلال مجموعة من التعاليم الإسلامية التي يسعى إلى تحقيقها.
يسهم في نشر الدين الإسلامي وتعريف غير المسلمين بروح الإسلام الحقيقية بعيدًا عن الشوائب والأفكار الهدامة التي التصقت به.
قواعد التسامح
ما هي قواعد التسامح؟ هي خطوات التسامح التي تحتاج للمرور بها قبل أن تصل إلى مرحلة التسامح الحقيقية، وهي:
إدراك التسامح: إن إدراك أهمية التسامح وقميته بمثابة نصف الطريق، فما أن تؤمن بأهمية التسامح ستجد نفسك أكثر قدرة على اتخاذ إجراءات حقيقية في سبيل التسامح.
التجارب والمهارات: لكل تجربة نمر بها مهما كانت سلبية جوانب إيجابية، وبما أن التجربة قد وقعت ولا يمكن العودة بالزمن فالاستفادة من الإيجابيات أهم من الوقوف على الأطلال والنبش في سلبيات الماضي.
التنازل عن رغبات الانتقام: المقولة الشهرية التي يجب أن تؤمن بها أن من يسعى للانتقام يجب أن يحفر قبرين أحدهما له!.
ماذا يمكن أن نكسب بالتسامح؟
الكثير.
إنّنا، إذا امتلكنا روح التسامح، أشعنا جوّاً من الصفاء والمودة بيننا وبين الآخرين، ولسنا بحاجة إلى استعراض ما تُسبِّبه العداوة والبغضاء والشنآن بين الناس من خسائر لا يمكن إحصاؤها.
إنّنا، قد نقلب الطاولة للذين كانوا يناصبوننا العداء، فإذا هم أولياء أو أقرب إلينا ممّا كنّا نتصوّر، وسيبيّن كيف أنّ ردّ الإساءة بالإحسان، قد قلبَ موازين القوى، وغيّر الكثير ممّا كان يعتبر حالات صعبة، أو مستحيلة التحوّل والانقلاب.
إنّنا، بتسامحنا، نرتفع، ونرتقي، ونتسامى إلى الحالة (اليوسفيّة) أو (المحمديّة) التي تعضُّ على الجراح، وتتعالى على موقف (التشفِّي)، وتنطلق لتتخلّق بأخلاق الله: العفو، الغفور، اللطيف، الرؤوف، الرحمن، الرحيم.
إنّ مَن يستطيع أن يُسامح يصلح أن يكون قائداً ربّانيّاً، نبيّاً، أو وليّاً، أو مُعلِّماً، أو أباً صالحاً، أو مُصْلَحاً مؤثِّراً، أو حاكِماً رحيماً.
قُل لي: هل تستطيع أن تُسامح؟ وهل فعلتها مرّة أو مراراً، أقُل لك مَن أنتَ!
إنّ العفو والصفح والمسامحة من شِيَم النبلاء وأخلاق الكبار، وكبار القوم – عادةً – في مواقفهم لا في أعمارهم. يقول الشاعر:
من صور التسامح في الإسلام
وضع الإسلام القواعد الأساسية للتسامح بين الناس جميعًا، وبين الله تعالى لنبيه عليه السلام أنه لا إكراه في الدين، بل أمره أن يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فكان أمر اعتناق الإسلام متروكًا للقناعة الشخصية، بعيدًا عن تأثير القوة والإجبار.
حفظ الإسلام حقوق غير المسلمين وأمنهم في ظل دولة الإسلام وخارجها فصان أعراضهم وأموالهم وأبنائهم وحقق لهم الحياة الكريمة، فكانت لهم حقوق واضحة في ذمة كل مسلم، ولا يجوز لأحد الاعتداء عليهم.
نهى الإسلام عن قتال غير المسلمين إذا لم يكونوا من المقاتلين في صفوف أعداء الإسلام، ولم يُحرّم الإحسان لهم والبر بهم.
المساواة بين المسلم وغير المسلم في القضاء والحكم، وخير دليل على هذا قصة الأشعث مع اليهودي، ففي الحديث:(عن الأشعَثُ قال: كانَ ذلِكَ كانَ بَيني وبينَ رجلٍ منَ اليَهودِ أرضٌ، فجَحدَني فقدَّمتُهُ إلى النَّبيِّ صلىَّ اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقالَ لي النَّبيُّ صلىَّ اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ألَكَ بيِّنةٌ ؟ قلتُ: لا، قالَ لليَهوديِّ : احلف قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ، إذًا يحلِفَ ويذهبَ بمالي، فأنزلَ اللَّهُ تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا إلى آخرِ الآيةِ) [عبدالله بن مسعود| خلاصة حكم المحدث: صحيح].