اين وقعت معركة ذي قار ومن اطرافها

كتابة سالي - تاريخ الكتابة: 6 سبتمبر, 2018 7:18
اين وقعت معركة ذي قار ومن اطرافها

اين وقعت معركة ذي قار ومن اطرافها واهم المعلومات عن معركة ذي قار ومن اطرافها في هذه السطور التالية.

محافظة ذي قار هي إحدى المحافظات العراقية وسميت نسبة لمعركة ذي قار الشهيرة بين الفرس والعرب قبل الإسلام التي وقعت فيها. يقدر عدد سكان المحافظة بأكثر من مليونين نسمة وهم ذو غالبية شيعية إضافة إلى أقليات من السنة والصابئة، كما تضم العديد من القبائل العربية من البدو والحضر إضافة إلى تواجد عرب الاهوار في منطقة الأهوار وأقلية كردية.
في بداية تأسيسها عرفت باسم لواء المنتفك ( المنتفج باللهجة الجنوبية ) ثم في العهد الجمهوري أصبح اسمها لواء الناصرية، وفي سنة 1969 بدل اسمها إلى محافظة ذي قار عندما قام حزب البعث في تلك الفترة بتغيير أسماء المحافظات العراقية فصار اسم محافظة الناصرية هو محافظة ذي قار نسبة إلى الواقعة التاريخية التي حدثت بين العرب والفرس قبل الإسلام في هذه البقعة الجغرافية والتي كان فيها عيون ماء عذبة تسمى عيون ذي قار. والدلائل التاريخية تشير إلى أن هذا الاسم موجود لهذه المنطقة منذ القدم. وفي بداية التأسيس كانت الصحراء الجنوبية للعراق تقع ضمن هذه المحافظة إلا أنه في سنة 1970 أضيفت الصحراء إلى محافظة المثنى – ومركزها السماوة – التي تأسست حديثاً. تضم المحافظة تجمعات ومواقع أثرية تعود إلى (5000) سنة مضت وتوجد فيها مدينة أور القديمة، وهي الأرض التي كانت يسكنها السومريون والاكديون وغيرهم والتي ولد فيها إبراهيم الخليل، والناصرية من المحافظات العراقية التي أخرجت أدباء ووزراء والعديد من المطربين.ويعتبر ابناءها مصدر نشأة الافكار القومية والشيوعية . ومن مدنها الشطرة، البطحاء (والتي حدثت فيها معركة ذي قار وتسمى ببطحاء ذي قار) والرفاعي، سوق الشيوخ، الغراف، قلعة سكر،الجبايش،ناحية الفجر.

معركة ذي قار

وجاءت الفرس معها الجنود والفيلة عليها الأساورة، فالتحموا بأرض ذي قار، فلما كان اليوم الأول، استظهر الفرس على العرب، ثم جزعت الفرس في اليوم الثاني من العطش، فصارت إلى الجبابات، فتبعتهم بكر وباقي العربان، فعطش الأعاجم، ومالوا إلى بطحاء ذي قار وبها اشتدت الحرب، وانهزمت الفرس، وكسرت كسرة هائلة، وقتل أكثرهم وفيهم الهامرز وجلابزين، وانتصر العرب على الفرس انتصارًا عظيمًا، وانتصفت فيه العرب من العجم.
ويوم ذي قار لم يكن إذن يومًا واحدًا، أي معركة واحدة وقعت في ذي قار وانتهى أمرها بانتصار العرب على الفرس، بل هو جملة معارك وقعت قبلها ثم ختمت بـ “ذي قار”، حيث كانت المعركة الفاصلة فنسبت المعارك من ثم إلى هذا المكان. ومن هذه الأيام: يوم قراقر، ويوم الحنو. حنو ذي قار، ويوم حنو قراقر، ويوم الجبابات، ويوم ذي العجرم، ويوم الغذوان، ويوم البطحاء: بطحاء ذي قار، وكلهن حول ذي قار.

متى وقع يوم ذي قار؟

أما متى وقع يوم ذي قار، فالمؤرخون مختلفون في ذلك، منهم من جعله في يوم ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنهم من جعله عند منصرف الرسول صلى الله عليه وسلم من وقعة بدر الكبرى، ومنهم من جعله قبل الهجرة. وقد ذهب “روتشتاين” إلى أنه كان حوالي سنة “604م”، وذهب نولدكه إلى أنه بين “604” و”610م”. وأكثر أهل الأخبار أنه وقع بعد المبعث ورووا في ذلك حديثًا قالوا إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما بلغه من هزيمة ربيعة جيش كسرى، قال: “هذا أول يوم انتصف العرب من العجم، وبي نصروا”.

قادة العرب في ذي قار

ويذكر الطبري في رواية من رواياته عن “ذي قار” أن الناس توامروا فسولوا أمرهم حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي، وكانوا يتيمنون به، فقال لهم: لا أرى إلا القتال، فتبعوا أمره، وهو الذي تولى إدارة القتال، فكان له شأن كبير فيه، وقد قاد قومه من “بني عجل” في ذلك القتال، فله النصيب الأكبر منه. وقد احتل “حنظلة” مسيرة “هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود” رئيس بكر في القتال الذي جرى في ذي قار في موضع الجب.
وكان “هانئ بن قبيصة” رئيس بكر يشغل القلب في أثناء الهجوم على الفرس يوم الجب في ذي قار، وكان على ميمنته “يزيد بن مسهر الشيباني”، و”حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي” على ميسرته يحميه من كل هجوم جانبي يقع عليه من الميسرة، كما ذكرت.
وكان “يزيد بن حمار السكوني” وهو حليف لبني شيبان، قد كمن مع قومه من بني شيبان في مكان من ذي قار هو الجب، فلما جاء إياس بن قبيصة مع الفرس إلى هذا المكان، خرج مع كمينه، فباغت إياسًا ومن معه، وولت إياد منهزمة، فساعد بذلك كثيرًا في هزيمة الفرس.
فهؤلاء المذكورون إذن هم الذين قادوا نصر العرب على الفرس، وقد ذهب بعض الأخباريين إلى أن الحرب الرئيسية دارت على بني شيبان، ورئيس الحرب هو “هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود”. أما “حنظلة” فكان صاحب الرأي. ولكن الذي يظهر من دراسة مختلف الروايات أن شأن حنظلة في القتال كان أهم وأعظم من شأن هانئ فيه، حتى لقد ذكرت بعض الروايات أنه هو الذي ولي أمر القتال بعد هانئ، وأن القوم صيروا الأمر إليه بعد هانئ في معركة “جب ذي قار” وأنه هو الذي قتل “جلابزين”، وأن كتيبته “كتيبة عجل” قامت بأمر عظيم في هذه المعركة التي انتهت بهزيمة الفرس.
وكان حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي من سادات قومه، وهو صاحب قبة، ضربت له يوم ذي قار ويوم فلج، ولا تضرب قبة إلا لملك أو سيد. وكانت له بنت يقال لها “مارية”، كانت معه في هذه المعركة، وهي أم عشرة نفر أحدهم جابر بن أبجر. وأورد الطبري شعرًا في يوم ذي قار نسبه إلى “يزيد بن المكسر بن حنظلة بن ثعلبة بن سيار”، وإذا كان يزيد هذا هو حفيد حنظلة كما يظهر من سياق النسب، يكون حنظلة إذ ذاك كبيرًا في السن. وقد نسب الطبري إلى حنظلة شعرًا ذكر أنه قاله في يوم ذي قار.
وذكر أن “النعمان بن زرعة التغلبي” هو الذي أشار على كسرى بمهاجمة “هانئ بن مسعود الشيباني” في ذي قار، وكان يحب هلاك بكر بن وائل، وأن إيادًا وهي في الحرب اتفقت سرًّا مع بكر على الهرب، فهربت حين كان إياس بن قبيصة والفرس يقاتلون بكرًا، فاضطرب صف العجم، وولوا الأدبار، فقتل منهم من قتل، وأسر عدد كبير. وأسر “النعمان بن زرعة التغلبي”.
وكان هانئ بن قبيصة، من أشراف قومه، وكان نصرانيًّا، وأدرك الإسلام فلم يسلم، ومات بالكوفة. أما “قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن ذي الجدين”، فكان سيد قومه في أيامه، وذلك قبل الإسلام. وكان كسرى استعمله على “طف سفوان”

نتائج المعركة

عزل كسرى أبرويز بعد خسارة المعركة إياس بن قبيصة عن حكم الحيرة وعين عليها حاكما فارسيا هو آزاذبه بن ماهان الهمذاني، إلا أنه لم يتمكن من إعادة الثقة التي كانت بين المناذرة والأكاسرة، ومن تحسين العلاقة التي ساءت بين العرب والفرس، فتمردت بكر بن وائل التي استقلت بالبحرين فتبعها قبائل في أواسط الجزيرة العربية. مما اضطر الفرس أن يعيدوا حكم الحيرة إلى أحد أبناء النعمان وهو المنذر المغرور في محاولة لعودة الأوضاع إلى ماقبل المعركة ولكن الأمور تغيرت بظهور دولة الخلافة وبدء حروب الردة.

ما روى عن الرسول عن المعركة

ذكر الإصفهاني في كتابه الأغاني بأن وقعة ذي قار كانت بعد وقعة بدر بأشهر، ورسول الله بالمدينة، فلما بلغه ذلك قال: هذا يوم انتصفت فيه العرب من العجم، وبي نصروا. ولم يؤكد أحد من المؤرخين ذلك حيث ان وقعة بدر كانت سنة 624 م وواقعة ذي قار كانت 609م (احتمال أواخر سنة 609م و بداية سنة 610م، وهو سن بلوغ الرسول صلى الله عليه وسلم سن 40)، وهذا الحديث ضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة برقم 579.



1741 Views