بر الوالدين في الإسلام نتحدث عنه من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم ثمرات بر الوالدين هذا بالإضافة إلى مجموعةت متنوعة أخرى من الفقرات مثل طرق بر الوالدين بعد الوفاة وبر الوالدين في القرآن الكريم
محتويات المقال
بر الوالدين في الإسلام
-يمكن تعريف مفهوم بر الوالدين في الإسلام على أنَّه الإحسان وفعل الخير للوالدين، والبرُّ في اللغة هو الإحسان ذاته، وهو أن يقوم الإنسان المسلم معاملة والديه بصورة حسنة، فلا يرفع صوته فوق صوتهما ولا يوجه لهما أي إساءة بالقول أو بالفعل أو بالإشارة، وقد جاءتْ في كتاب الله -عزَّ وجلَّ- بعض الآيات القرآنية التي تحثُّ على ضرورة برِّ الوالدين، ومنها ما يشرح مفهوم بر الوالدين في الإسلام أو يشرح بعضه:
-قال تعالى في سورة الإسراء: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”.
-وقال تعالى في سورة النساء: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” ويتجسَّد مفهوم بر الوالدين في الإسلام من خلال القيام بأعمال عديدة فيها من صور برِّ الوالدين ما فيها، وهي أعمال من شأنها أن تزيد من أجر الإنسان ومن شأنها أن ترفع من درجاته، كأن يلتزم الإنسان بالدعاء إلى والديه بالرزق والعافية والقوَّة إذا كانا على قيد الحياة، وأنْ يدعو بالمغفرة والرحمة والجنة، وخير الدعاء للوالدين هو ما جاء في قوله تعالى: “وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” ويتجسَّد مفهوم بر الوالدين في الإسلام أيضًا من خلال التصدق عنهما وطلب ودِّهما وعونهما عند شيخوختهما، والله تعالى أعلم.
ثمرات بر الوالدين
تكمن مكانة برّ الوالدين في الإسلام في الأهميّة التي بيّنتها التعاليم والأحكام الشرعيّة التي نزلت على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفيما يأتي بعض أهمّ الشواهد من القرآن والسنّة التي تدلّ على مكانة برّ الوالدين في الإسلام:
1-إنّ طاعة الوالدين من طاعة الله سبحانه وطاعة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وذلك ما سلف توضيحه في قوله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، وقد ورد في الحديث الصّحيح الذي رُوي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: “سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي”.
2-إنّ برّ الوالدين سببًا من الأسباب التي تدفع المرء ليكون من الوارثين لجنّات النّعيم في الحياة الآخرة، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ”.
3-إنّ برّ الوالدين والاحترام والطّاعة والشكر لهما يورثان المحبّة والألفة ويفتحان أبواب الخير في وجه المرء، فهما السبب الرئيس في وجوده في الحياة الدّنيا.
4-إنّ برّ الوالدين وطاعتهما في حياتهما قد يكون سببًا رئيسًا لأن يُرزق المرء برًّا بأولاده، وذلك انطلاقًا من المبدأ التشريعيّ العظيم الذي أوجبه الله -تعالى- في الحياة الدّنيا، حيث قال -تعالى- في سورة الرحمن: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.
طرق بر الوالدين بعد الوفاة
-بر الوالدين كما يكون بحياتهما يكون أيضا بعد مماتهما فقد أتى رجل من بني سلمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: «نعم، الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما».
-بالاستغفار والدعاء تبر والديك بعد وفاتهما كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك».
-وكذلك الصدقة عنهما، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي توفيت، أينفعها إن تصدقت عنها؟ قال: نعم، قال: فإن لي مخرفاً (فستان) فأنا أشهدك أني قد تصدقت به عنها.
-إنفاذ الوصية وإحسان التجهيز والكفن والصلاة والدفن والدعاء، والحج عنهما إذا لم يحجا والعمرة عنهما إذا لم يعتمرا، كل ذلك من برك والديك بعد وفاتهما، ومن أعظم ما يقدمه الأبناء لآبائهم وأمهاتهم، أن يبادروا إلى قضاء ديونهم، ومن البر كذلك صلة أصدقاء الأبوين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد وفاة الأب»، وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده»، فإذا أردت صلة لأبيك المتوفى فصل أقرباءه أو صل أصحابه وأصدقاءه، زرهم وتفقدهم ولو بهدية، وعن أبي بردة قال: قدمت المدينة، فأتاني عبد الله بن عمر فقال: أتدري لِمَ أتيتك؟ قلت: لا. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده، وإنه كان بين أبي عمر وأبيك إخاء وود، فأحببت أن أصل ذلك.
بر الوالدين في القرآن الكريم
من خلال تعريف بر الوالدين فقد تبيّن بأنّ الله تعالى وتعظيمًا لشأن البرّ، فقد أعطاه في القرآن الكريم حيّزًا واسعًا وممّا جاء في كتاب الله تعالى عن بر الوالدين:
-قال تعالى في سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.
1-قال تعالى في سورة لقمان: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}.
2-قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}.
3-قال تعالى في سورة النّساء: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.
4-قال تعالى في سورة العنكبوت: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
5-قال تعالى في سورة الأحقاف: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ}.