تأثير الكوارث الطبيعية على الاقتصاد

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 27 فبراير, 2022 1:01
تأثير الكوارث الطبيعية على الاقتصاد

تأثير الكوارث الطبيعية على الاقتصاد نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل مفهوم الكوارث الطبيعية و أنواع الكوارث الطبيعية والختام اضرار الكوارث الطبيعية تابعوا السطور القادمة.

تأثير الكوارث الطبيعية على الاقتصاد

-بعد حدوث كارثة طبيعية يتقلص الناتج الاقتصادي ويتدهور عجز المالية العامة في الأجل القصير، وتتضرر إمكانات التصدير لدى الدول أيضا، ما يزيد العجز في التجارة والخدمات مع بقية العالم. ويمكن تخفيف حدة هذا الأثر من خلال المعونة والاستثمار الأجنبيين، لكن بعد الكوارث الكبيرة، فإن الآثار تظل عادة قائمة على النمو والدخل. فينخفض النمو لدى البلد بمتوسط 0.7 في المائة في العام الأول بعد وقوع الكارثة، وتكون خسائر الناتج المتراكمة بعد ثلاثة أعوام من وقوعها أعلى بنحو 1.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي من الخسائر المباشرة الفورية. ويتراجع نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنحو 0.6 في المائة في المتوسط و1 في المائة في الدول منخفضة الدخل. ويكون الجفاف هو الأوسع تأثيرا، عدا في الدول الجزرية الصغيرة “مثل دول الكاريبي.
-وبعد وقوع كارثة كبيرة، يتعين على صناع السياسات أن يقرروا ما إذا كان ينبغي تمويل الإنفاق في حالات الطوارئ بخفض الإنفاق القائم أو تحويل مساره أو الاقتراض. فإذا ارتئي أن الصدمة مؤقتة، أي أن التعافي المادي سيستغرق أقل من عام، يكون من المنطقي الاقتراض لدعم الاقتصاد المحلي وموازنة الآثار العكسية للصدمات. ويساعد ذلك أيضا على الحفاظ على دخول الأشخاص الأكثر تضررا ودعم الفئات الأكثر ضعفا. أما إذا كانت آثار الكارثة الطبيعية طويلة الأمد، فيجب أن يقوم الاقتصاد ببطء بتعديل أوضاعه ليتواءم مع التوازن الجديد، ويتعين أن تقوم الحكومة بتمهيد المرحلة الانتقالية والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الكلى.
-وفي الدول الجزرية الصغيرة والدول منخفضة الدخل، غالبا ما تؤدي الكوارث الطبيعية إلى زيادة الدين العام. حتى مع وجود مساعدة خارجية وتدفقات من تحويلات العاملين في الخارج، يميل الدين العام إلى الارتفاع غالبا. وفي شرق منطقة البحر الكاريبي، كانت هذه الزيادة المتصلة بالكوارث كبيرة. ولنأخذ على سبيل المثال الإعصار إيفان، الذي ضرب جرينادا عام 2004. فقد تسبب هذا الإعصار في مصرع 39 شخصا وتشريد 60 ألفا وأضرار قدرت بنحو 890 مليون دولار، “150 في المائة من إجمالي الناتج المحلي”. وانهار الناتج وارتفعت نسبة الدين إلى إجمالي الناتج المحلي بمقدار 15 نقطة مئوية في عام واحد فقط، لتصل إلى 95 في المائة. وقامت جرينادا عام 2005 بإعادة هيكلة ديونها ولا تزال تواجه صعوبات في التعامل مع مشكلة الدين المرتفع اليوم.
-ويعتمد تأثير الكوارث الطبيعية على عوامل كثيرة، منها حجم الاقتصاد وهيكله، وتركيز الأشخاص في المناطق المعرضة للخطر، ونصيب الفرد من الدخل، ومدى تطور النظام المالي. وتخلص دراسات حديثة إلى أن ارتفاع مستوى المهارات وتحسن المؤسسات “مثل الحكومات المحلية والخدمات الصحية والشرطة وسيادة القانون” وزيادة الانفتاح التجاري والإنفاق الحكومي كلها عوامل تساعد على خفض التكاليف الاقتصادية المترتبة على وقوع كارثة طبيعية، فوجود مؤسسات أفضل ومستويات تعليمية أرفع لدى السكان يساعد على ضمان الفعالية والكفاءة في الاستجابة للكارثة، وجودة تخصيص المعونة الأجنبية، وسلامة إنفاذ تدابير هيكلية مثل قوانين البناء والقوانين المتعلقة بتحديد المناطق، وهو ما يساعد على خفض الأضرار لدى وقوع الكارثة. إضافة إلى ذلك، فإن الدول التي تتوافر لها مستويات مناسبة من احتياطيات النقد الأجنبي وتطبق قيودا على تدفقات رأس المال إلى الخارج يمكنها أن تتحمل بشكل أفضل مسألة هروب رأس المال الذي غالبا ما يعقب حدوث كارثة طبيعية.

مفهوم الكوارث الطبيعية

الكوارث الطبيعية :هي دمار كبير يحدث بسبب حدث طبيعي منطوي على خطورة و هناك تعريفات متعددة للكارثة حددتها المنظمات والهيئات الدولية والوطنية المتخصصة، ويشترط في التعريف الوضوح والشمولية والإيجاز ودقة اختيار الكلمات، ومن هذه التعريفات:
-هيئة الأمم المتحدة:
الكارثة هي حالة مفجعة يتأثر من جرائها نمط الحياة اليومية فجأة ويصبح الناس يعانون من ويلاتها ويصيرون في حاجة إلى حماية، وملابس، وملجأ، وعناية طبية واجتماعية واحتياجات الحياة الضرورية الأخرى.
-المنظمة الدولية للحماية المدنية:
الكارثة هي حوادث غير متوقعة ناجمة عن قوى الطبيعة، أو بسبب فعل الإنسان ويترتب عليها خسائر في الأرواح وتدمير في الممتلكات، وتكون ذات تأثير شديد على الاقتصاد الوطني والحياة الاجتماعية وتفوق إمكانيات مواجهتها قدرة الموارد الوطنية وتتطلب مساعدة دولية.
-دليل الدفاع المدني الصناعي:
الكارثة هي حادثة كبيرة ينجم عنها خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات وقد تكون كارثة طبيعية مردها فعل الطبيعة (سيول، زلازل، عواصف.. الخ) وقد تكون كارثة فنية سببتها يد الإنسان المخربة سواء كان إرادياً (عمداً) أم لا إرادياً (بالإهمال) وتتطلب مواجهتها معونة الأجهزة الوطنية كافة (حكومية وأهلية) أو الدولية إذا كانت قدرة مواجهتها تفوق القدرات الوطنية.
-المنظمة الأمريكية لمهندسي السلامة:
(التحوّل المفاجئ غير المتوقع في أسلوب الحياة العادية بسبب ظواهر طبيعية أو من فعل إنسان تتسبب في العديد من الإصابات والوفيات أو الخسائر المادية الكبيرة) وعُرّفت أيضاً بأنها (واقعة مفاجئة تسبب أضراراً فادحة في الأرواح والممتلكات وتمتد آثارها إلى خارج نطاق المنطقة أو الجماعة المنكوبة).

أنواع الكوارث الطبيعية

توجد عدة أنواع للكوارث الطبيعية ونذكر منها ما يلي
– الأعاصير وهي حركة الهواء العاصف القوي. الجفاف: سبب حدوث الجفاف هو عدم تساقط الأمطار لفترات طويلة، وهذه الكارثة تضر كثيرًا بالإنسان والنبات والحيوان.
– احتراق الغابات وهذا بسبب ارتفاع نسبة الأوكسجين في الجو، ويؤدي إلى حدوث الحرائق المفاجئة في الغابات.
-الزلازل وهي تشققات تحدث في القشرة الأرضية، سببها الحركات السريعة في طبقات الأرض، تؤدي إلى وفاة الكثير من الأرواح البشرية، وتؤدي إلى دمار الممتلكات.
-البراكين وهي تشققات تحدث في القشرة الداخلية للأرض، وهي سائلة وشديدة الحرارة، تدمر وتحرق كل شيء، فتعد البراكين خطرًا كبيرًصا يهدد الإنسان والبيئة.
– انهيارات الثلج وهي حركات مفاجئة للثلج، تحدث من غير سابق إنذار، وتسبب موت الكثير من البشر.

اضرار الكوارث الطبيعية

-شُح الموارد الغذائية
تتسبب الكوارث الطبيعية بتدمير للمحاصيل الزراعية وفقدان الإمدادات الزراعية؛ مما يقلل من حجم الموارد الغذائية ومعانات الناس من الجوع، علاوةً على أن أسعار السلع الغذائية سوف تبدأ بالارتفاع وعجز الناس عن شرائها مما يعرضهم للإصابة بسوء التغذية.
-الإصابة بالصدمة العاطفية
تخلف الكوارث الطبيعية حالة نفسية سيئة خصوصاً عند الأطفال الذين يُشاهدون بأم أعينهم الدمار الذي يلحق بممتلكات أهاليهم وحالات الموت للقريب والصديق، وقد تُخلف تلك الأمور اضطرابات نفسية ما بعد الصدمة يتوجب علاجها.
-نزوح السكان
تشريد السكان هو نتيجة مباشرة من النتائج التي تتسبب بها الكوارث الطبيعية لأنّ الناس يُضطرون لترك منازلهم بحثاً عن مكان يكون أكثر أماناً، والنتيجة المُتوقعة التي ستحل بالمأوى الجديد هو الافتقار لشكولية الرعاية الصحية والتعليم وباقي الخدمات الأساسية.
-المَخاطر الصحية
عندما تحدث الفيضانات باعتبارها أحد الكوارث الطبيعية وتتسبب بتشكل المياه الراكدة فذلك يُعد فرصة لتكاثر أنواع من البكتيريا والبعوض اللذين يحملان مرض الملاريا الذي قد يتسبب بمقتل أعداد كبيرة من الناس في حال لم تكن الإغاثة الطبية حاضرة بالوقت اللازم.



429 Views