تبسيط تاريخ مصر الحديث

كتابة سالي - تاريخ الكتابة: 5 سبتمبر, 2018 3:41
تبسيط تاريخ مصر الحديث

تبسيط تاريخ مصر الحديث مع عرض ملخص متكامل عن تاريخ مصر الحديث بالتواريخ الهامة.

تاريخ مصر

تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانية حيث أبدع الإنسان المصري وقدًّم حضارة عريقة سبقت حضارات شعوب العالم.
حضارة رائدة في ابتكاراتها وعمائرها وفنونها حيث أذهلت العالم والعلماء بفكرها وعلمها، فهي حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصري وتركت في عقله ووجدانه بصماتها. لقد كانت مصر أول دولة في العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، وكان المصريون القدماء حريصين على تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث التي صنعوها وعاشوها، وبهذه الخطوة الحضارية العظيمة انتقلت مصر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة في العالم لها تاريخ مكتوب، ولها نظم ثابتة ولذلك اعتبرت بكافة المعايير أُما للحضارات الإنسانية. إن لمصر دورها الحضاري والتاريخي والديني حيث كانت المكان الذي احتضن الأنبياء، والأرض التي سارت خطواتهم عليها، فجاء إليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وتزوج من السيدة هاجر، وجاء إليها يوسف عليه السلام وأصبح فيها وزيرا وتبعه إليها أبوه يعقوب، ودار أعظم حوار بين الله عز وجل وموسى عليه السلام على أرضها، وإلى مصر لجأت العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح طفلاً ويوسف النجار وقاموا برحلة تاريخية مباركة في أرضها، وقد اختار الله سبحانه وتعالى مصر بالذات لتكون الملجأ الحصين الذي شاءت السماء أن يكون واحة السلام والأمان على الدوام وملتقى الأديان السماوية. لقد تتابعت على أرض مصر حضارات متعددة فكانت مصر مهدا للحضارة الفرعونية، وحاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية، وحامية للحضارة الإسلامية.
ولقد اتسم شعب مصر على طول التاريخ بالحب والتسامح والود والكرم الذي تميز به هذا الشعب حيث امتزج أبناء مصر في نسيج واحد متين.

الدولة الحديثة ومصر الملكية:

يعتبر “محمد علي” بحق مؤسس مصر الحديثة لما قام به من إصلاحات شملت جميع نواحي الحياة بما يتفق مع روح العصر الحديث، فبدأ ببناء جيش مصر القوي وأنشأ المدرسة الحربية، ونشأت صناعة السفن في بولاق والترسانة البحرية في الإسكندرية، وأصلح أحوال الزراعة والري وأنشأ القناطر والسدود والترع، وأنشأ المصانع والمعامل لسد حاجة الجيش وبيع الفائض للأهالي، وفي مجال التجارة عمل “محمد علي” على نشر الأمن لطرق التجارة الداخلية وقام بإنشاء أسطول للتجارة الخارجية حيث ازدهرت حركة التجارة في مصر.
ونشر التعليم لسد حاجة دواوين الحكومة فأنشأ المدارس على اختلاف مستوياتها وتخصصاتها وأرسل البعثات إلى أوروبا لتبادل العلوم الحديثة.
وحاول أبناء محمد علي أن يسلكوا مسلكه في محاولة اللحاق بالحضارة الأوروبية، فقد شهدت البلاد في عهد الخديوي إسماعيل باشا نهضة تمثلت في الإصلاح الإداري كما شهدت الصناعة والزراعة نهضة وازدهارا كبيرا في عهده واهتم بالبناء والعمارة، وأنشأ دار الأوبرا القديمة، ومد خطوط السكك الحديدية، وفي عام 1869م افتتحت قناة السويس للملاحة الدولية.

الاستعمار والمقاومة:

وقد شهدت مصر عدة ثورات ضد التدخل الأجنبي حيث اشتدت الحركة الوطنية فكانت ثورة عرابي عام 1882م التي انتهت باحتلال بريطانيا لمصر والتي أعلنت الحماية على مصر عام 1914م وانتهت تبعيتها الرسمية للدولة العثمانية. دخلت مصر إلى القرن العشرين وهى مُثقلة بأعباء الاستعمار البريطاني بضغوطه لنهب ثرواتها، وتصاعدت المقاومة الشعبية والحركة الوطنية ضد الاحتلال بقيادة مصطفى كامل ومحمد فريد وظهر الشعور الوطني بقوة مع ثورة 1919م للمطالبة بالاستقلال وكان للزعيم الوطني سعد زغلول دور بارز فيها، ثم تم إلغاء الحماية البريطانية على مصر في عام 1922م والاعتراف باستقلالها وصدر أول دستور مصري عام 1923م.

الثورة ومصر الجمهورية :

قاد جمال عبد الناصر ثورة 23 يوليو 1952م والتي ساهمت بالعديد من الإنجازات من أهمها إصدار قانون الإصلاح الزراعي، ووضع أول خطة خمسيه للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في تاريخ مصر عام 1960م وحققت أهدافها في تطوير الصناعة والإنتاج وتم إنشاء السد العالي 1960-1970م ونهضت البلاد في مجال التعليم والصحة والإنشاء والتعمير والزراعة. وفي مجال السياسة الخارجية عملت ثورة يوليو على تشجيع حركات التحرر من الاستعمار كما اتخذت سياسة الحياد الإيجابي مبدآً أساسيا في سياساتها الخارجية.

الصراع المصري الإسرائيلي :

وأدركت إسرائيل منذ نشأتها الدور القيادي لمصر في العالم العربي فقامت في 5 يونيو 1967م بشن هجوم غادر على مصر وسوريا والأردن واحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية للأردن.
واستطاع جيش مصر برغم فداحة الخسارة أن يعبر هذه المحنة في صموده أمام القوات الإسرائيلية ودخوله حرب الاستنزاف، وفي ذلك الوقت توفى قائد ثورة يوليو الزعيم “جمال عبد الناصر” في سبتمبر 1970م.
وتولى الحكم الرئيس أنور السادات وبدأ سياسة إعداد الدولة لحرب التحرير ووضع كافة إمكانات الدولة استعدادا للحرب حتى كان يوم السادس من أكتوبر 1973م، حيث قام الجيشان المصري والسوري في وقت واحد ببدء معركة تحرير الأرض العربية من الاحتلال الإسرائيلي وانتصر الجيش المصري ورفعت أعلام مصر على الضفة الشرقية لقناة السويس بعد ساعات من الهجوم.

السلام والاستقرار :

وقد حققت القوات المصرية انتصارا باهرا في حرب أكتوبر 1973م مما جعل الرئيس أنور السادات يفكر في حل النزاع العربي الإسرائيلي حلا جذريا وإقامة سلام دائم وعادل في منطقة الشرق الأوسط فوقَّعت مصر على معاهدة السلام مع إسرائيل (كامب ديفيد) في 26 مارس 1979م بمشاركة الولايات المتحدة بعد أن مهدت لذلك زيارة الرئيس السادات لإسرائيل في 1977م.
وفي 14 أكتوبر 1981م تولى الرئيس محمد حسني مبارك رئاسة مصر بعد اغتيال الرئيس السادات في أكتوبر 1981م أثناء العرض العسكري السنوي، وذلك بعد ترشيح أعضاء مجلس الشعب له واستفتاء الشعب عليه، ووفقا لمعاهدة السلام، تم استرجاع أغلب الأراضي في شبه جزيرة سيناء من إسرائيل، فيما عدا منطقة طابا، وفيها لجأت مصر إلى التحكيم الدولي لاسترجاع المنطقة من الاحتلال الإسرائيلي، وتم استرجاعها بالفعل ورفع العلم المصري على أراضيها في عهد مبارك عام 1989.

ثورة 25 يناير 2011 :

في 25 يناير 2011، قامت ثورة الشعب المصري العظيم، مطالبة بالعيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية، واستمرت 18 يوما، قدَّم فيها الشعب المصري ملحمة ثورية عظيمة، نتج على إثرها إعلان مبارك تنحيه عن الحكم في 11 فبراير 2011، وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مقاليد الأمور، وإدارة الفترة الانتقالية التي استمرت حتى 30 يونيو 2012.
انتخب بعدها الرئيس محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية في 24/6/2012 بعد حصوله على نسبة 51.73% من إجمالي الأصوات في أول انتخابات رئاسية تجرى بعد ثورة 25 يناير المجيدة ليكون أول رئيس مدني للبلاد، حيث أدَّى الرئيس محمد مرسي اليمين الدستورية في 30/6/2012 أمام المحكمة الدستورية العليا كأول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية بعد ثورة 25 يناير.

ثورة 30 يونيو 2013 :

فى 30 يونيو 2013 خرجت جماهير مصر فى كافة المحافظات لتعبر عن غضبها فى الذكرى السنوية الأولى لتولى الرئيس محمد مرسى، وطالبت الجماهير بسحب الثقة منه، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، لينحاز الجيش إلى الجماهير ويصدر بيانه الأول ويمهل كافة القوى السياسية بالبلاد 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن الذي لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر في تحمل مسؤولياتها.
وفى 3 يوليو 2013، صدر بيان القيادة العامة للقوات المسلحة عقب الاجتماع بعدد من الرموز الدينية والوطنية والشباب، بعد الاتفاق على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك لا يقصى أحداً من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام وتشمل على : تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، كما يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليـا اليميـن أمام الجمعية العامة للمحكمة، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد، ولرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية، كما نصت الخارطة على تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، تشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتاً، ومناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية، ووضع ميثاق شرف إعلامى يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن، واتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكاً فى القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة، وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.



614 Views