نقدم لكم تعريف الأدب عند الفقهاء وماهو الادب الفقهي ومامفهومة الشامل من خلال السطور التالية .
علم الأدب
علم الأدب هو علم يحترز به عن الخطأ في كلام العرب لفظا وخطا
الأدب
الأدب أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف و أفكار و خواطر و هواجس الإنسان بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر إلى النثر المنظوم إلى الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر . يرتبط الأدب ارتباطا وثيقا باللغة فالنتاج الحقيقي للغة المدونة و الثقافة المدونة بهذه اللغة يكون محفوظا ضمن أشكال الأدب و تجلياته و التي تتنوع باختلاف المناطق و العصور و تشهد دوما تنوعات و تطورات مع مر العصور و الأزمنة .
أما الأدب بمعناه الضيق، فله أنماطه المختلفة. فقد تقرأ أدبًا كُتب بلغة ما، مثل الأدب الفرنسي . وقد ندرس كتابات تتناول شعبًا، مثل أدب الهنود الأمريكيين . وقد نتحدث في كثير من الأحيان عن أدب حقبة معينة من الزمن، مثل أدب القرن التاسع عشر الميلادي مثلاً، هذا ويمكن أن نشير إلى أدب يتناول موضوعًا معينًا مثل أدب الرحلات، أو قصص الخيال العلمي أو أدب المقاومة.
فالأدب هو أحد الفنون الجميلة، أو ما يمكن أن يشار إليه بالكتابة الجميلة. وإننا لنميز بين الأدب والكتب الهزلية تمامًا، كما نميز بين لعبة كرة القدم التي يمارسها لاعبون محترفون وأخرى لا تعدو أن تكون لعبة في الكرة يمارسها اللاعبون في حديقة المنزل أو في فناء الدار. وحين نصف قطعة مكتوبة بأنها أدب فإننا نمتدحها بإطلاق هذا الوصف عليها.
يُقسّم الأدب إلى نمطين رئيسيين: الأدب الخيالي والأدب غير الخيالي. فالأدب الخيالي يعني الكتابة التي يبتدعها الفنان من مُخيِّلته. وقد يُضمِّن المؤلفون كتاباتهم حقائق تتناول أشخاصًا أو أحداثًا حقيقية، غير أنهم يمزجون هذه الحقائق بوضعيات خيالية. وجدير بالذكر أن معظم الأدب الخيالي هو كتابات سردية شأن الروايات والقصص القصيرة، كما يشمل ذلك الكتابات المسرحية والشعر أيضًا. أما الأدب غير الخيالي فهو الكتابات التي تقدم حقائق تتناول مواضيع تدور حول الحياة الواقعية. وتشمل الأنماط الرئيسية للأدب غير الخيالي المقالة والتاريخ والتراجم والسير واليوميات.
نبذة تاريخية
باكورة الآداب. ربما كان السومريُّون الذين عاشوا فيما يعرف بالعراق الآن، هم أقدم من كتب الأدب. ويقدِّر العلماء أن السومريين كتبوا قطعًا أدبية بسيطة منذ حوالي 5,500 سنة. وبحلول نهاية الألف الثالث قبل الميلاد، كانوا يكتبون أدبًا.
كما أنتجت شعوب أخرى من الشعوب القديمة في الشرق الأوسط أنواعًا من الأدب، من هؤلاء الآشوريون والكنعانيون والبابليون والمصريون والعبرانيون. وتشمل كتاباتهم القصص التي تُروى على لسان الحيوانات، والملاحم والكتابات التاريخية، والتراتيل وأغاني الحب، والأساطير، والمقالات الفلسفية. ويعد بعض العلماء العهد القديم أو التوراة عملاً متميزًا من أوائل الأعمال الأدبية.
وأما الصينيون والهنود والفرس فقد أبدعوا أعمالاً أدبية متميزة. وقد أثرت بعض كتاباتهم في الأدب الغربي الذي تتناوله هذه المقالة. فالكثير من حكايات أيسوب إنما هي في الأصل مستقاة من مصادر شرقية. وللمزيد من المعلومات حول الآداب الشرقية من أقدم العهود حتى الآن يمكن مراجعة فقرة الفنون في المقالات التي تتحدث عن مختلف أقطار آسيا،
الأدب القديم
تطورت في اليونان فيما بين 900 – 300ق.م حضارة قديمة قلما شهد التاريخ لها مثيلاً. وتُسمَّى الحقبة الأولى من الأدب اليوناني العصر الملحمي. وقد بلغت ذروتها بأشعار نسبت لهوميروس، الذي ربما كان قد عاش في القرن الثامن ق.م. وتُظهر ملحمتا هوميروس السرديتَّان الطويلتان وهما الإلياذة والأوديسة، الأسلوب الموسيقي لدى الشاعر ومهارته في تقديم شخصيات فاعلة. أما الشعراء الرئيسيون في عصر الشعر الغنائي (فيما بين عامي 800 و 475ق.م) فهم يشملون الشاعرة سافو التي تغنت بالحب، وبندار الذي تغنت مدائحه بالانتصارات اليونانية.
ولقد ازدهر النثر والشعر خلال العصر الأثيني (حوالي 475-300ق.م) ووصلت المسرحيات إلى قمتها بمآسي إيسخيلوس وسوفوكليس ويوربيدس وملاهي أريسطوفانيس. وقد كتب هيرودوت، أبو التاريخ عن الحروب الفارسية، بينما عالج ثيوسيديديس التاريخ بوصفه علْمًا في سرده لتاريخ الحرب البيلوبونيزية. وربما كان أفلاطون وأرسطو من أهم الكتاب اليونانيين فيما خلّفاه من أثر في الحضارة الغربية.
أما ثيوقراط فقد ابتدع الشعر الرعوي الذي يصور الحياة في الريف، ووضع أسس الكثير من السمات التي ميزت الحقبة الإسكندرانية (حوالي 300 – 146ق.م). وقد بدأت الحقبة الإغريقية ـ الرومانية (146ق.م – 529م) بعد فتح الرومان لبلاد اليونان، وكان أهم ما أنتجته حياة بلوتارك ومجموعات شعرية سميت المقتطفات الأدبية الإغريقية.
قلّد الفاتحون الرومان الأساليب الأدبية الإغريقية. وقد وضع كل من تيطس بلوتس وتيرنس أكبر كتّاب الملهاة اللاتينية، مسرحياتهما على أسس المسرحيات الإغريقية. أما أشهر الشعراء الرومان، وهو فيرجيل فقد كتب ملحمته الوطنية الإنيادة على الأسس نفسها التي كُتبت بها الإلياذة والأوديسة، أما أوفيد فقد أعاد رواية الأساطير اليونانية في مجموعته المسوخ، وهي مجموعة من 250 قصة.
وتم تأليف خطب وكتابات شيشرون ويوليوس قيصر فيما بين الستينيات والأربعينيات قبل الميلاد، وهذان يعكسان في كتاباتهما الحضارة الرومانية بوضوح أكبر مما تعكسه المسرحيات والأشعار التي كتبت في الفترة نفسها. أما أشهر أعمال شيشرون فهي فيليبكس، وهي سلسلة من الخطب التي هاجم فيها عدوه السياسي مارك أنطوني. أما يوليوس قيصر فأكثر ما يُذكر له هو أنه مؤلف التعليقات على الحرب الغالية.
ما هو الأدب الإسلامي ؟
1 – الأدب الإسلامي هــو التعبير الفني الهادف عن الإنسان والحياة والكون وفق التصور الإسلامي.
2 – الأدب الإسلامي ريادة للأمة، ومسؤولية أمام الله – عز وجل -.
3 – الأدب الإسلامي أدب ملتزم، والتزام الأديب فيه التزام عفوي نابع من التزامه بالعقيدة الإسلامية، ورسالته جزء من رسالة الإسلام العظيم.
4 – الأدب طـريق مهـم من طرق بناء الإنسان الصالح والمجتمع الصالح، وأداة من أدوات الدعوة إلى الله – عز وجل – والدفاع عن الشخصية الإسلامية.
5 – الأدب الإسلامي مسؤول عن الإسهـام في إنقاذ الأمة الإسلامية من محنتها المعاصرة، والأدباء الإسلاميون أصحاب ريادة في ذلك.
6 – الأدب الإسلامي حقيقة منذ انبلج فجر الإسلام، وهو يستمد عطاءه من مشكاة الوحي وهَدي النبوة، ويمتد عبر العصور إلى عصرنا الحاضر ليسهم في الدعوة إلى الله – عز وجل -، ومحاربة أعداء الإسلام والمنحرفين عنه.
7 – الأدب الإسلامي هو أدب الشعوب الإسلامية على اختـلاف أجناسها ولغاتها، وخصائصه هي الخصائص الفنية المشتركة بين آداب الشعوب الإسلامية كلها.
8 – يقــدم التصـور الإسلامي للإنسان والحياة والكون كمـا نجده في الأدب الإسلامــي- أصولا لنظرية متكاملة في الأدب والنقد، وملامح هذه النظرية موجودة في النتاج الأدبي الإسلامي الممتد عبر القرون المتوالية.
9 – يـرفض الأدب الإســلامي أية محاولة لقطع الصلة بين الأدب القديم والأدب الحديث بدعوى التطور أو الحداثة أو المعاصَرة، ويرى أن الحديث مرتبط بجذوره القديمة.
10- يرفـض الأدب الإسلامي النظريات والمذاهب الأدبية المنحرفة، والأدب العربي الـمزوّر، والنقد الأدبي المبني على المجاملة المشبوهة، أو الحقد الشخصي، كما يرفض لغـــة النقد التي يشوّهها الغموض وتفشو فيها المصطلحات الدخيلة والرموز المشبوهة، ويدعو إلى نقد واضح بنّاء، يعمل على ترشيد مسيرة الأدب، وترسيخ أصوله.
11- الأدب الإسلامي أدب متكامل، ولا يتحقق تكامله إلا بتآزر المضمون مع الشكل.
12- الأدب الإسلامي يفتح صدره للفنون الأدبية الحديثة، ويحرص على أن يقدمهـا للناس وقد برئت من كل ما يخالف دين الله – عز وجل -، وغَنِيَت بما في الإسلام من قيم سامية وتوجيهات سديدة.
13- اللغة العربية الفصحى هي اللغة الأولى للأدب الإسلامي الذي يرفض العامية، ويحارب الدعوة إليها.
14- الأديب الإسلامي مؤتمن على فكر الأمة ومشاعرها، ولا يستطيع أن ينهض بهذه الأمانة إلا إذا كان تصوره العقدي صحيحاً، ومعارفه الإسلامية كافية.
15- الأدباء الإسلاميون متقيدون بالإسلام وقيمه، وملتزمون في أدبهم بمبادئه ومثله.
الفقه والأدب..صنوان لا يفترقان
تمّيزت المدرسةُ المالكية باهتمامها البالغ بالأدب الرباني اهتماماً لا يقلُّ عن الفقه الإيماني وربَّما فاقه، إيماناً من مؤسّسها الإمام مالك بن أنس.
إنّ الفقه والأدب أخوان لا يفترقان بل إن الأدب ثمرةُ الفقه فكلّما ازداد العبد فقهاً ازداد أدباً فإن افترقا أصبح العلم عديم الطعم والرائحة كالشجرة التي لا ظل لها ولا ثمر.
لقد تمثّل الأدب الإيماني بحقيقته ومعناه في سمت الإمام مالك وسلوكه وراثة عملية عن التابعين من خلال معايشتهم ومصاحبتهم الذين ورثوا هذا الأدب عن الصحابة الذين تلَقَّوْه عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كتلقيهم الفقه والحديث.
ولم يكن طلاب العلم يقصدونه لتلقي العلم فحسب بل لتلّقي الأدب والعلم معاً.. فها هو الإمام عبد الرحمن بن القاسم يلازم الإمام مالكا عشرين سنة معايشةً ومرافقة يجني من أدبه ويقتبس من سمته وهيبته ووقاره ويُرَوِّضُ نفسه عليها … وعندما عاد ابن القاسم من المدينة إلى وطنه صعيد مصر بهر الألباب وسحر العيون لعلمه الفيَّاض ولسمته وسلوكه الإيماني وتأدُّبه بأدب القرآن في كل حركاته وسكناته..
ثم شدَّ الإمام سَحنون شيخ المالكية في القيروان رحاله إلى ابن القاسم ليرث عنه السّمت المالكي ويحقّقَ معه كتاب المُدَوّنة التي رواها عن أسد بن الفرات. ولماّ رجع سحنون إلى القيروان أقبل عليه اثنان من أئمة المذهب المالكي في المغرب وهما : محمد بن عبدوس ومحمد بن سحنون يُلازمانه في حلّه وترحاله مقتبسين من أدب مالك وسمته ثم ورث هذا السّمت الإمامان أبو العرب التميمي ومحمدّ بن اللبّاد ومعهم ثالث وهو الإمام أبو الفضل الممسي، واستمرت هذه السلسلة النورانية إلى أن آل الأمر إلى شيخ المدرسة المالكية في المغرب أبن أبي زيد القيرواني الذي كان يُسمَّى بمالك الأصغر لتشبّهه بالإمام مالك في سمته وأدبه رواية عملية علمية لا قولية شفوية.
إنَّ قرب عهد الإمام مالك بزمن النبوة وحياته الدائمة في رحاب المدينة المنَّورة جعلته يستشعر شخصيَّة النبي – صلى الله عليه وسلم – ويستحضره وكأنه ماثل أمام عينه في غُدُوّه ورواحه وحضره وسفره يتلمس آثار خطواته وأنوار ممشاه ولم يقتصر وراثة الأدب الإيماني متمثلاً في سمت مالك على مدرسة القيروان وإنما تلّقى عنه هذه الهيئة وهذا السمت النوراني اثنان : أحدهما من أقصى المشرق والآخر من أقصى المغرب :
أما الأوَّل وهو الإمام : يحيى بن يحيى بن بكير الخرساني إمام أهل المشرق أخذ الموطّأ عن مالك، ولماّ سُئل لماذا ضربت أكباد الإبل وقطعت المفاوز والتلال؟
فأجاب : إنما جئت لآخذ من سمت مالك.
أما الآخر فهو الإمام يحيى بن يحيى الليثي إمام أهل الأندلس
لقد ربطت هذه المدرسة بين الفقه والأدب لأنّ القرآن الكريم قد قرن بينهما وجعل سبحانه وتعالى مهمَّة الأنبياء ودورهم يتلخص فيهما استجابة من الله لدعاء سيدنا إبراهيم – عليه السلام – حين ناجى ربَّه قائلاً: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ …. ﴾ (129سورة البقرة).
ومرة أخرى يجمع القرآن بين التزكية والعلم مذكراً الأمة بهذه النعمة العظيمة فيقول تعالى ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ …. ﴾ (60 سورة الجمعة).
الأدب الإيماني
عرض القرآن الكريم مشهداً من مشاهد الأدب الإيماني ثم أعقب ذلك بكونه ثمرة من ثمار العلم الرباني كما في سورة المجادلة : ﴿…. إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ *وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ …. ﴾ (11سورة المجادلة). إنَّ هذا السمت الإيماني لا يُنال إلا بملازمة الرجال والعيش في كنفِ أولئك السالكين الذين نالوا قدراً عظيماً من أنوار شمس النبوة المحمدَّية.