تعريف الاجتهاد في العمل كما سنتحدث كذلك عن تعريف الاجتهاد في الدراسة أيضًا سنذكر أمثلة على الاجتهاد وما هو حكم الاجتهاد كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
محتويات المقال
تعريف الاجتهاد في العمل
إن الإسلام حرص على الأهمية الكبيرة للجد والاجتهاد في العمل، كما جاء الحديث النبوي الشريف “ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه”، كما جاء في القراَن الكريم “قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، فيعتبر الجد والاجتهاد في العمل من مراتب العبادة والتي بها يتقرب الإنسان إلى ربة، ويرزقه الله تعالى الصلاح في حياته واخرته، لا يوجد شيء أفضل من أن يخلص الإنسان ويجتهد في الأعمال التي يقوم بها، لأن هذا الأمر من أفضل الأخلاق والفضائل، لابد من أن يصمت الإنسان، ويحسن الاستماع إلى الآخرين حتى يتمكن من إتقان االأعمال، السرعة في العمل من الأمور الغير مطلوبة، وإنما الأمور المطلوبة هي الجودة وإتقان العمل، نبي الله عليه أفضل الصلاة والسلام قال إن الشخص الذي يعمل بما علم ورثه الله علم لا يعلمه.
العمل الشاق هو الذي يؤدي إلى تغيير الشعوب، أما بالنسبة إلى تبديل الحكومات فإنه من الأمور االسهلة.
تعريف الاجتهاد في الدراسة
عتبر الاجتهاد في الدراسة من أحد أهمّ الوسائل التي تضمن القيام على إنجاز تحقيق المستقبل الأكاديمي المتميز للشخص المتعلم، بشكل إيجابي في جميع الجوانب الحياتية المتعلقة بهم، حيث أن ذلك ينعكس على مستقبل الأمم بشكل إيجابي وسليم. يعبر مفهوم الجد والاجتهاد في الدراسة عن قيام الشخص المتعلم ببذل مستوى عالي من الجهد، من أجل تحقيق النجاح في جميع المراحل التعليمية، بدايةً من المرحلة الأولى من التعليم وهي المرحلة الابتدائية وصولاً إلى مراحل التعليم العالي وهي المرحلة الجامعية.
أمثلة على الاجتهاد
1-صلاة التراويح
كانت صلاة النوافل في زمن النبي صلى الله عليه وآله يصليها الناس على شكل فرادى، وفي زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب دخل الخليفة الى المسجد ورأى الناس بين قائم وراكع وساجد، فلم يحبذ هذا المنظر، فأمر الناس بأن يصلوا هذه النوافل جماعة، وطبعا هذا أمر حادث لم يكن في زمن الرسول صلى الله عليه وآله.
وقد حاول أمير المؤمنين عليه السلام إعادة كيفية صلاة النوافل الى ما كانت عليه في زمن النبي صلى الله عليه وآله في مسجد الكوفة ومنع اقامتها جماعة في زمن خلافته، لكن الناس رفضوا ذلك وقالوا انها سنة سنها عمر ولا نتركها.
2- متعة الحج
أمر النبي صلى الله عليه وآله الناس في العام الذي حج فيه وبعد أن أدوا العمرة أن يحلوا من احرامهم انتظارا الى أيام الحج، وقد اعترض بعض الصحابة على ذلك، لأنهم لم يعتادوا على ذلك في زمن الجاهلية فأنهم في الجاهلية كانوا لا يحلون من احرامهم الا بعد ان ينهوا الحج.
فمما روي في تلك الحادثة: (فلما فرغ – أي النبي صلى الله عليه وآله – من سعيه وهو على المروة أقبل على الناس بوجهه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (إن هذا جبرئيل ـ وأومأ بيده الى خلفه ـ يأمرني أن آمر من لم يسق هدياً أن يحل ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثلما أمرتكم ولكني سقت الهدي ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله.
فقال له رجل من القوم: لنخرجن حجاجاً ورؤوسنا وشعورنا تقطر، فقال له رسول الله: أما إنك لن تؤمن بهذا أبداً.
فقال له سراقة بن مالك بن جعشم الكناني: يا رسول الله علمنا ديننا كأننا خلقنا اليوم فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل؟
فقال له رسول الله: بل هو للأبد الى يوم القيامة ثم شبك أصابعه وقال: دخلت العمرة بالحج الى يوم القيامة).
وقد منع الخليفة الثاني متعة الحج هذه ومتعة النساء التي شرعهما القرآن وكان معمولا بهما في زمن النبي صلى الله عليه وآله وقال: متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أنهى وأعاقب عنهما.
3- الطلاق
من الاحكام الشرعية القرآنية أن الذي يطلق زوجته ثلاثا فلا يجوز ان ترجع الى زوجها الأول الا ان تنكح زوجا آخر، فان طلقها زوجها جاز ان ترجع الى زوجها بعقد جديد.
وبعض الناس قد يطلقون نسائهم في مجلس واحد ثلاث مرات، فهل يعد هذا طلاقا واحدا ام أنه ثلاث طلقات فلا يجوز ان ترجع الى زوجها مالم تنكح زوجا آخر ويطلقها.
كان الحكم في زمن النبي صلى الله عليه وآله أن الطلاق ثلاث مرات في مجلس واحد هو بمثابة طلاق واحد، ولكن الخليفة الثاني رأى أن الطلاق قد كثر في المجتمع فحكم أن من طلق زوجته ثلاث مرات ولو في مجلس واحد فلا ترجع الى زوجها ما لم تنكح زوجا آخر.
فهذا اجتهاد من الخليفة الثاني في مقابل قول النبي صلى الله عليه وآله، ومثل هذا الاجتهاد مقبول عند العامة ومرفوض عند مدرسة أهل البيت عليهم السلام أئمة وفقهاء.
حكم الاجتهاد
الاجتهاد في الإسلام هو بذل الجهد لإدراك حكم شرعي من أدلته الشرعية ، وهو واجب على من كان قادراً عليه ؛ لأن الله عز وجل يقول : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النحل/43 ، الأنبياء/7 ، والقادر على الاجتهاد يمكنه معرفة الحق بنفسه ، ولكن لابد أن يكون ذا سعة في العلم واطلاع على النصوص الشرعية ، وعلى الأصول المرعية ، وعلى أقوال أهل العلم ؛ لئلا يقع فيما يخالف ذلك ، فإن من الناس طلبة علم ، الذين لم يدركوا من العلوم إلا الشيء اليسير من ينصب نفسه مجتهداً ، فتجده يعمل بأحاديث عامة لها ما يخصصها ، أو يعمل بأحاديث منسوخة لا يعلم ناسخها ، أو يعمل بأحاديث أجمع العلماء على أنها على خلاف ظاهرها ، ولا يدري عن إجماع العلماء .
ومثل هذا على خطر عظيم ، فالمجتهد لابد أن يكون عنده علم بالأدلة الشرعية ، وعنده علم بالأصول التي إذا عرفها استطاع أن يستنبط الأحكام من أدلتها ، وعلم بما عليه العلماء ، بأن لا يخالف الإجماع وهو لا يدري ؛ فإذا كانت هذه الشروط في حقه موجودة متوافرة فإنه يجتهد .
ويمكن أن يتجزأ الاجتهاد بأن يجتهد الإنسان في مسألة من مسائل العلم فيبحثها ويحققها ويكون مجتهداً فيها ، أو في باب من أبواب العلم كأبواب الطهارة مثلاً يبحثه ويحققه ويكون مجتهداً فيه.