تعريف الحج

كتابة رضا المصري - تاريخ الكتابة: 17 نوفمبر, 2019 8:21
تعريف الحج

سنتعرف في هذا المقالة على المفهوم الشامل للحج وماهو تعريف الحج لغة واصطلاحاً من خلال هذه السطور.

الحج في الإسلام
الحج في الإسلام هو حج المسلمين إلى مدينة مكة في موسم محدد من كل عام، وله شعائر معينة تسمى مناسك الحج، وهو واجب لمرة واحدة في العمر لكل بالغ قادر من المسلمين. وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا»، والحج فرض عين على كل مسلم بالغ قادر لما ذكر في القرآن:( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )، تبدأ مناسك الحج في الثامن من شهر ذي الحجة بأن يقوم الحاج بالإحرام من مواقيت الحج المحددة، ثم التوجه إلى مكة ليقوم بطواف القدوم، ثم التوجه إلى منى لقضاء يوم التروية ثم التوجه إلى عرفة لقضاء يوم عرفة، بعد ذلك يرمي الحاج الجمرات في جمرة العقبة الكبرى، ويعود الحاج إلى مكة ليقوم بـ طواف الإفاضة، ثم يعود إلى منى لقضاء أيام التشريق، ويعود الحاج مرة أخرى إلى مكة ليقوم بطواف الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة.
مفهوم الحج والعمرة:
الحج لغة: القصد مطلقاً، وعن الخليل قال: الحج: كثرة القصد إلى من تعظمه.
وشرعاً: قصد الكعبة لأداء أفعال مخصوصة، أو هو زيارة مكان مخصوص في زمن مخصوص بفعل مخصوص.
والزيارة: هي الذهاب.
والمكان المخصوص: الكعبة وعرفة.
والزمن المخصوص: هو أشهر الحج: وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة، والعشر الأوائل من ذي الحجة، ولكل فعل زمن خاص، فالطواف مثلاً عند الجمهور: من فجر النحر إلى آخر العمر، والوقوف بعرفة: من زوال الشمس يوم عرفة لطلوع فجر يوم النحر.
والفعل المخصوص: أن يأتي مُحرماً بنية الحج إلى أماكن معينة.
من فضائل الحج:
ويبشر النبي صلى الله عليه وسلم الحجاج فيقول: “مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ” متفق عليه، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
والحج المبرور من أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله والجهاد في سبيله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: “إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: “حَجٌّ مَبْرُورٌ” متفق عليه.
والحج يمحو الذنوب، ويقي من الفقر ويكفير السيئات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ” (رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وحسنه الألباني).
والحجاج هو ضيوف ووفود الله تعالى يغفر لهم ذنوبهم فهو أكرم من يكرم ضيفه فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: “وَفْدُ اللَّهِ ثَلَاثَةٌ الْغَازِي وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ”(رواه النسائي وغيره، وصححه الألباني)
ماذا يجب على الحاج قبل توجهه إلى حج بيت الله الحرام؟
ينبغي للحاج أن يخلص النية لله سبحانه وتعالى فلا يقبل الله تعالى العمل إلا إذا كان خالصا لوجه الكريم وأن يكون موافقا لشرعه سبحانه كما قال الله تعالى في كتابه:( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف.
وعليه أن يحرص أيضا على المال الحلال فالله لا يقبل إلا طيبا، ويجب عليه أيضا أن يتعلم مناسك الحج حتى يستطيع أن يؤديها دون خطأ وحتى لا يقع في محظور من محظورات الحج، وعليه أيضا أن يبادر بالتوبة ورد المظالم إلى أهلها ومسامحة الأخرين.
ما هو فضل الحج؟
الحج هو نسك الفضل والبركة فمن حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه فهو هبة من الله عز وجل للمسلمين فهو استغفار من الله عز وجل لكل عباده المسلمين. فمن أدى الحج كامل بلا نواقض وأدى ما عليه من مظالم وحقوق للعباد من أموال وحقوق معنوية فلقد بشره الله المغفرة التامة لذنوبه.
ما هي أركان الحج؟
للحج أركان لا بد من استيفائها كاملة لكي يكون الحج صحيحاً وتلك الشروط هي
أن يكون الحاج مسلما فلا يجب الحج على غير المسلم.
لا بد أن يكون المسلم قد بلغ سن البلوغ أو الاحتلام.
على الحاج أن يكون عاق مميز فلا يجب على المجنون أو من لا يستطيع التمييز.
الحج واجب مرة في العمر على كل مسلم قادر على ثمنه ومشقته.
ما هي مواقيت الحج؟
للحج ميقاتان لا ثالث لهما وقد حددها الشرع حيث أن الحج يجب في أشهر محددة فقط منها ذي القعدة وذي الحجة، ومحدد بأماكن محددة وهي مكة وعرفات حيث إن الحج عرفة.
ما هي مناسك الحج؟
للحج نسك محددة لا بد أن يقوم بها الحاج وتلك انسك هي
الإحرام ويكون في القلب كون الإنسان ينوي الحج والواجب أن يكون اٌحرام من الميقات الذي يمر عليه.
الوقوف بعرفة.
طواف الإفاضة وهو طواف الزيارة.
السعي بين الصفا والمروة.
مواقيت الحج
إنّ للحج مواقيتَ زمانيّةً لا ينعقد إلا فيها، وله مواقيت مكانيّة أيضاً يجب على من أراد الحجّ أن يُحرم منها، ولا يجوز له أن يتجاوزها إلا مُحرِماً. أمّا الميقات الزّماني فهو شوّال، وذو القعدة، وعشر ليال من ذي الحجة، آخرها طلوع الفجر يوم العيد، وبالتّالي فإنّ الإحرام للحجّ في غير هذه المدّة لا ينعقد حجّاً. وأمّا الميقات المكاني ففيه قسمان: أولهما أنّ من كان بمكة من أهلها أو غريباً فإنّ ميقاته بالحجّ نفس مكّة، وقيل مكّة وسائر الحرم.
وهناك قولان للشافعي: الأوّل أنّه يُحرِم من باب داره، والثّاني من المسجد القريب من البيت، ومن المُستحبّ أن يكون الإحرام بمكّة للمقيم في يوم التّروية، وهو اليوم الثّامن من ذي الحجّة.
وأمّا غير المُقيم بمكّة فله خمس مواقيت، وهي:
ذو الحليفة: وهو ميقات من توجّه من المدينة المنوّرة، وهو بعيد عن المدينة نحو ستّة أميال.
الجحفة: وهو ميقات من توجّه من الشّام على طريق تبوك، ومن توجّه من مصر والمغرب.
قَرن: وتسمّى أيضاً بقَرْن المنازل، وهذا ميقات من توجّه من نجد الحجاز ونجد اليمن.
يلملم: وهو ميقات من توجّه من تهامة، وهي بعض من اليمن.
ذات عرق: وهي ميقات من توجّه من المشرق، مثل خراسان والعراق.
شروط الحج
إنّ الحجّ يجب بتوافر خمسة شروط، وهي على النّحو الآتي:
الإسلام: وذلك لقوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا)، ولأنّه لا يصحّ من غير المسلمين ذلك، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (بعثني أبو بكرٍ الصديقُ في الحجةِ التي أمَّرَه عليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قبلَ حجةِ الوداعِ في رهطٍ يؤذّنون في الناسِ يومَ النحرِ: لا يحجُّ بعد العامِ مشركٌ، ولا يطوفُ بالبيتِ عريانٌ. قال ابنُ شهابٍ: فكان حميدُ بنُ عبدِ الرحمنِ يقول: يومَ النحرِ يومَ الحجِّ الأكبرِ من أجلِ حديثِ أبي هريرةَ).
تمام العقل: فإنّه لا حجّ ولا عمرة على مجنون، وذلك كسائر العبادات إلى أن يعود إلى رشده، وذلك للحديث الشّريف عن الرّسول عليه السّلام: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ المجنونِ المغلوبِ على عقلِهِ حتَّى يُفيقَ، وعنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ قالَ: صدقتَ قالَ: فخلَّى عنها).
وصول البلوغ: فإنّه لا يجب الحجّ على الصّبي الذي لم يحتلم حتى يتمّ ذلك، وذلك للحديث السّابق، ولو أنّ الصّبي حجّ فحجّه صحيح، ولكنّ ذلك لا يجزئه عن حجّة الإسلام، وذلك للحديث الشّريف عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (رفعتِ امرأةٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صبيّاً، فقالتْ: ألهذا حجُّ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: نعمْ، ولكِ أجرٌ).
الحريّة الكاملة: فإنّ الحجّ لا يجب على المملوك، ولكن إن حجّ فإنّ حجّه صحيح، ولا يجزئه ذلك عن حجّة الإسلام، وذلك للحديث الشّريف عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (وأيُّما عبدٍ حجَّ ثم عُتِقَ فعليهِ حجَّةٌ أُخرى).
الاستطاعة على الحجّ: وذلك لقول الله تعالى:” (وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً).
وجود المحرم: وهذا شرط خاصّ بالمرأة فقط، وذلك للحديث الشّريف عن الرّسول عليه السّلام: (لا يخلوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا ومعها ذو محرمٍ، ولا تسافرُ المرأةُ إلا مع ذي محرمٍ فقام رجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ ! إنَّ امرأتي خرجت حاجةً، وإني اكتتبتُ في غزوةِ كذا وكذا. قال: انطلِقْ فحُجَّ مع امرأتكَ)، وبالتّالي فإنّه لا يجوز للمرأة أن تحجّ إلا مع زوج أو محرم لها.



649 Views