تعريف الزكاة في الاسلام

كتابة مصطفى محمود - تاريخ الكتابة: 26 أغسطس, 2018 10:02
تعريف الزكاة في الاسلام

تعريف الزكاة في الاسلام وماهو مفهوم الزكاة وانواع من تجب عليهم الزكاة في ذه السطور التالية.

تعتبر الزكاة واحدة من أبرز الفرائض التي أكدت العديد من الآيات القرآنية على ضرورة التمسك بها وذلك لما لها فوائد ،و آثار عظيمة ،و هي أيضاً ركن من أركان الإسلام الخمس ،و نتذكر قول المولى عزوجل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) صدق الله العظيم .. ،و في آية آخرى يقول المولى سبحانه و تعالى بسم الله الرحمن الرحيم .. ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) صدق الله العظيم .. ،و يتضح لنا من هذه الآيات الكريمة منزلة الزكاة ،و ضرورة الحرص على أدائها كونها تمنح العبد ثواب عظيم ،و تقربه من الرحمن ،و تزرع بداخله حب الخير ،و الحرص على مساعدة الآخرين ،و بالطبع كلما كان الفرد محباً للخير ،و مقبلاً على فعله سيجني خيراً ،و بذلك تتحقق المساواة بين أفراد المجتمع ،و يشعر الكثير منهم بالراحة ،و الإطمئنان ،و هذا ما يسهم في القضاء على العديد من المشكلات التي تنشأ بسبب الفقر ،و الحرمان ،و عدم قدرة بعض الأفراد على الوفاء بأحتياجاتهم حيث أوضح المولى عزوجل الأشخاص الذين يستحقون الزكاة ،و يأتي على رأس القائمة الفقراء ،و المساكين ثم بعد ذلك العاملية عليها ،و المؤلفة قلوبهم ،و في الرقاب ،و الغارمين في سبيل الله و ابن السبيل .

تعريف الزكاة

الزكاة في اللغة بمعنى: النماء والزيادة والبركة والمدح والثناء والصلاح وصفوة الشيء، والطهارة حسية أو معنوية، وبمعنى: زكاة المال.وتطلق الزكاة على ما ينفقه المتصدق من مال، وتستعمل في ديانات التوحيد بهذا المعنى الذي يقصد منه العبادة التي هي بمعنى: التصدق بالمال. والزَّكاةُ في الإسلام: المال اللازم إنفاقه في مصارفه الثمانية وفق شروط مخصوصة، وهي حق معلوم من المال، مقدر بقدر معلوم، يجب على المسلم بشروط مخصوصة، في أشياء مخصوصة هي: الأموال الزكوية، وزكاة الفطر. فهي في الشرع الإسلامي نوع من العبادات بمعنى: إنفاق المال على جهة الفرض، حيث تعد أحد أركان الإسلام الخمسة، وتطلق الصدقة على الإنفاق المفروض وغيره.
وأما في الديانات الأخرى فيوجد ما يفيد معنى إنفاق المال، أو دفع قدر من المال إلى ذوي الاحتياجات، على اختلاف في تفاصيل الأحكام، وكذلك الاختلاف في مصطلحات التسمية، ففي المسيحية مثلا توجد كلمة صدقة. ويتفق الدين الإسلامي مع المسيحية واليهودية في المفهوم العام للصدقة، من حيث أنها عبادة وقربة يتقرب بها الإنسان لله، وأنها باب من أبواب الخير، وأن على الأغنياء بذل قسط من مالهم للفقراء والمحتاجين وسد حاجاتهم، مع اختلافهم في تفاصيل الأحكام. والزَّكاةُ في الشرع الإسلامي: «حِصّةٌ من المال ونحوه يوجب الشرعُ بذلها للفقراءِ ونحوهم بشروط خاصة».أو هي: «اسم لمال مخصوص، يجب دفعه للمستحقين، بشروط مخصوصة». سميت زكاة؛ لأنها شرعت في الأموال الزكوية لتطهير المال، وفي زكاة الفطر لتطهير النفس، كما أن دفع الزكاة سبب لزيادة المال ونمائه، وسبب لزيادة الثواب في الآخرة بمضاعفته للمتصدق. وتسمى الزكاة صدقة، إلا أن الصدقة تشمل: الفرض والنفل، بخلاف الزكاة فإنها تختص بالفرض.
وإيتاء الزكاة في الإسلام عبادة متعلقة بالمال، تعد ثالث أركان الإسلام الخمسة، وهي مفروضة بإجماع المسلمين، وفرضها بأدلة من الكتاب والسنة، وإجماع المسلمين، فمن القرآن ﴿وآتوا الزكاة﴾،( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ) ، والأحاديث المستفيضة، مثل حديث: بُني الإسلام على خمس وذكر منها: إيتاء الزكاة. واقترنت الزكاة بالصلاة في القرآن في اثنين وثمانين آية، وهذا يدل على أن التعاقب بينهما في غاية الوكادة والنهاية كما في المناقب البزازية. وفرضت في مكة على سبيل الإجمال، وبينت أحكامها في المدينة في السنة الثانية للهجرة. وتجب الزكاة في مال، أو بدن، على الأغنياء بقدر معلوم تدفع في مصارف الزكاة الثمانية.
والزكاة في الفقه الإسلامي تتضمن دراسة زكاة المال، وزكاة الفطر، والأموال الزكوية ومقاديرها وأحكامها، وتجب في النعم والذهب والفضة وفي أجناس من الزروع والثمار، وفي عروض التجارة والركاز والمعدن. والزكاة فريضة شرعية ذات نظام متكامل، يهدف لتحقيق مصالح العباد والبلاد والتكافل الاجتماعي، وسد حاجة المحتاجين، وإغناء الفقير. والزكاة هي الصدقة المفروضة، بقدر معلوم في المال، وهي إلزامية، وليست مساهمة خيرية، ولا تعتبر ضريبة، بل تختلف عنها، ولا خلاف في مقاديرها، وأحكامها إلا في مسائل فرعية قليلة، ويدفعها المزكي، أو من ينوبه للمستحقين، وإذا طلبها السلطان؛ لزم دفعها إليه، وتصرف في مصارف الزكاة. ولا تصرف للجمعيات الخيرية، ولا لبناء المساجد، وغير ذلك من الأعمال الخيرية. ومنع الزكاة سبب لتلف المال، والعقوبة في الآخرة، ومانعها مع اعتقاد وجوبها يأخذها السلطان منه، وإن كان بذلك خارجا عن قبضة الإمام؛ قاتله بحق الإسلام، ولا يخرجه ذلك عن الإسلام.

بالمعنى الشرعي

الزَّكاةُ بالمعنى الشرعي هي: المال المؤدى، أي: الذي يخرجه المزكي، ليصرف في مصارف الزكاة، ويدل على هذا المعنى: نصوص الشرع مثل قوله تعالى: ﴿ويؤتون الزكاة﴾ أي: يؤدونها لمستحقيها، فهي: المال المؤدى؛ لأنه تعالى قال: ﴿وآتوا الزكاة﴾، ولا يصح الإيتاء إلا للعين. أو هي: «حق يجبى في مال خاص، لطائفة مخصوصة، في وقت مخصوص»، وتسمى صدقة؛ لأنها دليل لصحة إيمان مؤديها وتصديقه. والزكاة في اصطلاح علماء الفقه هي: «حصة من المال يجب دفعه للمستحقين»، أو «الجزء المخصص للفقير والمحتاج من أموال الغني»، أو هي: «تمليك المال من فقير مسلم غير هاشمي، ولا مولاه بشرط قطع المنفعة عن المملك من كل وجه لله تعالى»؛ لقوله تعالى ﴿وآتوا الزكاة﴾ والإيتاء هو التمليك ومراده تمليك جزء من ماله، وهو ربع العشر أو ما يقوم مقامه.
ما هي شروط وجوب الزكاة ..؟ هناك مجموعة من الشروط التي يجب توافرها حتى تصبح الزكاة واجبة ،و قد أوضح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ،و هي أن يكون من يؤدي الزكاة مسلم ،و أن يكون متمتعاً بحريته ،و أيضاً أن يكون ملك النصاب ،و مرور عام على المال الذي يملكه فيما عدا المعشرات .
* أولاً أن يكون مسلم .. الزكاة غير واجبة على الكافرين ،و غير مقبولة منهم .
* ثانياً التمتع بالحرية .. يجب أن يكون من يؤدي الزكاة متمتعاً بحريته كاملاً آي ليس مملوكاً ،و ذلك لأن العبد أو المملوك لا يملك المال .
* ثالثاً يملك النصاب .. ،و المقصود بالنصاب أن يكون الشخص الذي يؤدي الزكاة لديه مال بما يعادل ما حدده الشرع من نصاب ، يندرك تحت النصاب ( الذهب ،و الفضة ،و المواشي ،و غير ذلك … )
رابعاً مرور الحول .. و الحول يعني العام أو السنة ،و بالنسبة للزكاة يعني أنه من الضروري أن يمر حول أو عام بأكمله على ما يملكه من أموال و لكن هناك مجموعة من الإستثناءات من بينها .. ما يتم حصاده من الأرض ،و ما تنتجه الماشية ،و الأرباح التي يتم كسبها من التجارة ،و بالتأكيد تزيد عن رأس المال الأساسي للتاجر أو المسئول عن التجارة .

أنواع من تجب عليهم الزكاة:

أجمع الفقهاء على أن الزكاة المفروضة تجب في مال المسلم البالغ العاقل الحر إذا بلغ ماله النصاب -أي المقدار- المحدد شرعًا لإخراج الزكاة المفروضة وحال عليه الحول، وكانت ملكيته لهذا المال ملكية تامة. لكن هل تجب الزكاة في مال الصبي والمجنون إذا بلغ مال أي منهما النصاب؟ والذي أملى هذا السؤال كون الصبي والمجنون غير مكلفين لأنهما غير كاملين من حيث أهلية التكليف، لكن كما قلنا سابقًا فإن الزكاة متعلقة بالمال، فهي فرض الله في المال الذي بلغ مقدارًا حدده الشرع تحديدًا دقيقًا؛ فالزكاة مرتبطة بالغنى لأنها حق المحتاجين..
وقد ورد في الحديث المتفق عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم وترد في فقرائهم»، وبالتالي إذا بلغ مال الصبي أو المجنون النصاب وجب على ولي كل منهما المتولي شأنهما أن يخرج زكاة هذا المال، بالضبط كما يدفعون ثمن الأشياء التي يستهلكها الصبي أو المجنون، أو كما يدفعون ديونهما المستحقة عليهما.

منزلة الزكاة في الإسلام:

كما رأينا في السطور السابقة فإن الزكاة فريضة واجبة وجوبًا عينيًا في مال كل مسلم إذا توفرت فيه الشروط التي ستأتي تفصيلاً فيما بعد، لكن ما هو إثم من امتنع عن أداء هذه الفريضة؟
روى مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا جعلت له يوم القيامة صفائح ثم أحمى عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبهته وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين الناس فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، وما من صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي حقها إلا أتى بها يوم القيامة تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها كلما مضى عليه أخرها ردت عليه أولاها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار».
وروى البخاري عنه أيضًا عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتين يطوقه يوم القيامة، ثم تلا النبى صلى الله عليه وآله وسلم الأية: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران من الآية:180]»، هذا عن العقوبة الأخروية فماذا عن العقوبة الدنيوية فيكفي، أن نتذكر معًا أن أبا بكر الصديق ومعه جميع الصحابة رضوان الله عليهم قد قاتلوا مانعي الزكاة، وقال أبو بكر رضي الله عنه كلمته المشهورة: “والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة”، ليس هذا وفقط بل هناك عقوبات قدرية تجري على مانعي الزكاة منها ماورد في الحديث الصحيح -صححه الألبانى في الصحيحة:107-: «ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين»، أي المجاعات والأزمات الاقتصادية.



657 Views