تعريف الشريعة الاسلامية

كتابة رضا المصري - تاريخ الكتابة: 25 أكتوبر, 2019 7:02
تعريف الشريعة الاسلامية

سنتعرف من خلال مقالتنا اليوم على تعريف الشريعة الاسلامية وماهو مفهوم الشريعة الاسلامية واقسامها.

شريعة إسلامية
الشريعة الإسلامية هي ما شرعه الله لعباده المسلمين من أحكام وقواعد ونظم لإقامة الحياة العادلة وتصريف مصالح الناس وأمنهم في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات ونظم الحياة، في شعبها المختلفة لتنظيم علاقة الناس بربهم وعلاقاتهم بعضهم ببعض وتحقيق سعادتهم في الدنيا والآخرة. فمن يحقق هذه الكليات أو يقترب منها فهو على شريعة الله بصرف النظر عن هويته ونوع انتمائه فالله يحاسب الناس على الأعمال والنيات، والشريعة الإسلامية ذات دلالة موسوعية تتسع لكل جهد إيجابي يبذل لعمارة الأرض ويستثمر مكنوناتها لصالح حياة الإنسان وكرامته، وتتسع لكل ما يحقق للإنسان صحته وغذاءه وأمنه واستقراره، وتتسع لكل ما يعزز تنمية آمنة وتقدم علمي نافع وارتقاء حضاري راشد.
والشريعة الإسلامية مع كل جهد بشري يبذل لبناء المجتعات وتنظيم شؤون الناس وتصريف مصالحهم وتشجيع طموحاتهم ويحقق آمال أجيالهم، الشريعة الإسلامية لا تبخس جهود الآخرين ومهاراتهم وارتقائهم في بناء مجتمعاتهم، وليست هي ناسخة – كما يظن البعض – لإبداعاتهم ومهاراتهم الحضارية بل الشريعة الإسلامية تشجع الآخر وتبارك جهود الآخر وتتعاون مع الآخر في كل عمل يحقق الخير والأمن والأمان والسلام للمجتمعات، الشريعة الإسلامية تدعو إلى عمل بشري جماعي للنهوض معاً بمهمة التكليف الرباني المشترك لعمارة الأرض بل لعمارة الكون وإقامة حياة إنسانية كريمة راشدة.
مقاصد الشريعة


إنْ كانت الشريعة هي الطريقة التي يتبعها الإنسان في حياته، مستندًا إلى الأحكام الشرعية، فلا بد أنْ تكون لهذه الأحكام مقاصد مبتغاة من اتباعها والاستناد إليها، سنبينها في الآتي:
-أهم مقاصد الشريعة الإسلامية هو حفظ الدين، فالرجوع إلى الأحكام والبحث في الأدلة التفصيلية عمّا يُمكن الاستناد إليه، يضمن استمرار الدين والتعمق بتفاصيله.
-حفظ النفس وتكريمها، فحرّم الإسلام الانتحار وشرع الزواج لما فيه من استمرار للبشرية وحفظها من الزوال.
التفكّر وإعمال العقل، فما استكان الفرد وتوقف عن البحث والتفكير إلا وأصبح كل ما لديه من معارف واعتقادات من المسلمات واستمر عليها دون دافع حقيقيّ ودون فهم عميق لماهيّتها، وفي سبيل حفظ العقل نجد في الشرع ما يحرّم كل ما يضر بالعقل ووظائفه.
-خلق نظام اجتماعيّ تكافليّ، وتطبيقُ أحكامها يُغني الفقير عن السؤال، ويحفظ للمحتاج كرامته، ولتحقيق هذه الغاية جاءت الشريعة بنظام الإرث والزكاة وحثّت على الصدقات، ولا يقتصر الأمر على الاكتفاء الماديّ فقط، فنجد أنّ لكافل اليتيم الأجر العظيم عند الله ودورًا كبيرًا في تحقيق التكافؤ لليتيم مع غيره من أفراد مجتمعه وإحساسه بالتساوي معهم، ويعزّز لديه الشعور بالانتماء والأمان كجزء من كيان ووحدة اجتماعية واحدة وفرد لا ينتقص من قيمته شيء.
-حفظ النظام في المجتمع وتحقيق العدالة بين أفراده، فاتّباع أحكام الشريعة من شأنه أن يحدّ من انتشار الفوضى وما ينتج عنها من جرائم وظلم وانعدام الإحساس بالأمان، وفي تطبيقها ردع وترهيب، من أمثلتها ما جاء في عقوبة السرقة والقتل وغيرها.
ولم تكن ضروريات الحياة هي الوحيدة التي سعت الشريعة إلى تنظيمها، بل واهتمت أيضًا بالجوانب التي قد تعتبر من المكملات للحياة، منها حُسن الملبس والاعتناء بالجسد والاهتمام بمظهره ونظافته وترتيبه، وغيرها من الأمور التي قد لا تكون أساسية في سير الحياة ولكنها مكملة لها. نجد في كل مجتمع نظامًا يضبطه، إلا أنّ الشريعة الإسلامية تتميز عن باقي الشرائع بأنها شاملة لجميع جوانب الحياة؛ فهي تشمل العلاقات والسلوكيات والأخلاق والعبادات، وبالرغم من تعدد الأحكام والقوانين فيها إلا أنها مكملة لبعضها ومنسجمة فلا نجد فيها تعارضًا، ومن أهم أوجه اختلاف الشريعة الإسلامية عن غيرها أنها من الله تعالى وليست نِتاج اجتهادات البشر، وبذلك لا يكون هناك اختلاف في مدى صلاحها أو إمكانية تطبيقها.
تعريفات الشريعة الإسلامية
الشريعة في اللغة: إن كلمة الشريعة لغوية أو في اللغة مشتقة من الفعل شَرَعَ أي أمر وحدد وأحل أو أمر وحدد ومنع، وقد أُطلق هذا الاسم على مورد المياه أي الماء الجاري الظاهر للناس، ويُشير بشكل دقيق إلى المكان الذي انساب وانحدر منه الماء، وشرعتْ الإبل أي جاءت أو حضرت إلى مكان الماء أو مورده، كما سُميت الأرض الواضحة أو الطريق الواضح والمستقيم بهذا الاسم، أي أن هذا المصطلح يدل على كل ما هو محدد وواضح خالِ من الغموض.
الشريعة اصطلاحاً: هوكل ما شرعه الله عز وجل لعباده على الأرض من أحكام وقواعد ونظم وأوامر أخرجهم بها من ظلمات الجهل والضلال إلى نور العلم والمعرفة والدراية سعياً لتحقيق الغاية المتمثلة في الحياة بأفضل صورة، أو إقامة الحياة على أساس متين، وتحديد الطريق الصحيح لتمكين الناس من تحقيق مصالحهم بصورة سليمة.
أحكام الشريعة الإسلامية


وتضم الشريعة مجموعة من الأحكام تتمثل في الأحكام الاعتقادية والأحكام الوجدانية والأحكام العملية، وهناك خلط كبير لدى معظم الناس بين الشريعة ومبادىء الشريعة، حيث يعتبرونها وجهيْن لعملة واحدة، إلا أن الشريعة تعتبر أوسع من مبادئها، حيث تتمثل مبادئها في مجموعة الأحكام الشرعية المثبتة قطعياً والتي لا اجتهاد فيها.
حيث ثبت ورودها في القرآن أو السنة النبوية، ولا علاقة لها بأية مصادر أخرى من مصادر الفقه، حيث جاءت من عند المولى عز وجل وقطعت أي شكوك اتجاه ما ورد فيها، حيث تقسم أحكام الشريعة إلى أحكام شرعية قطعية وغير قطعية، أي لم يثبت صحتها ودلالتها، وهي كالتالي:
الأمر الواجب: ويتمثل في جملة الفرائض التي أمر عباده بالقيام بها، وإذا عارضوا هذه الأحكام توعدهم الله عز وجل بعذاب أليم، كالصلاة والصيام والزكاة.
الأمر المستحب: و هو ما أحب الله أن يقوم به العبد ولكن دون أن يفرضه عليه ودون أن يفرض عليه أي عقوبات بسبب عدم قيامه بذلك.
الأمورالمباحة: وهي الأمور المباحة ولا يعاقب الشخص إذا قام بها ولا يعاقب على تركها.
الأمر المكروه: وهو كل شيء لا يندرج تحت خانة الحرام، ولكن غير محبب ومن المكروه القيام به، كالطلاق وغيرها.
الأمور المحرمة: قائمة بكل ما ورد فيه نصوص واضحة وصريحة وتم تحريمه، وفي حال قام الفرد بأحد المحرمات فيتوعده الله بعقوبات شديدة في الدنيا والآخرة.
القانون الإسلامي
هناك نوعان من القوانين في الإسلام :
القوانين الربانية، مقدسة وثابتة.
والقوانين الاجتهادية، ما يسمى بقانون وضعي فهي عرضة للتغيير والانتقاد وفقاً لمصالح الناس وتطورات الحياة.. وبناء على ذلك فان القوانين االاجتهادية.. ينبغي أن تكون منسجمة مع القوانين الإلهية ولا تتناقض مع مقاصد الشريعة الإسلامية.
مفهوم الشريعة الإسلامية
الشريعة الإسلامية مع كل جهد بشري يبذل لبناء المجتعات وتنظيم شؤون الناس وتصريف مصالحهم وتشجيع طموحاتهم ويحقق آمال أجيالهم، الشريعة الإسلامية لا تبخس جهود الآخرين ومهاراتهم وارتقائهم في بناء مجتمعاتهم، وليست هي ناسخة – كما يظن البعض – لإبداعاتهم ومهاراتهم الحضارية بل الشريعة الإسلامية تشجع الآخر وتبارك جهود الآخر وتتعاون مع الآخر في كل عمل يحقق الخير والأمن والأمان والسلام للمجتمعات، الشريعة الإسلامية تدعو إلى عمل بشري جماعي للنهوض معاً بمهمة التكليف الرباني المشترك لعمارة الأرض بل لعمارة الكون وإقامة حياة إنسانية كريمة راشدة. والشريعة الإسلامية ترفض وتنكر الإساءة إلى الآخر وانتهاك حرمة الآخر والعزلة عن الآخر. ‘والخلاصة’ : إن مفهوم التربية الإسلامية أو الشريعة الإسلامية يمكن أن تتضح في كونها : علمٌ تربوي يتميز في الغاية والمصدر، ويهتم ببناء الشخصية المسلمة المتكاملة والمجتمع المسلم المثالي وإعداده، ويقوم على نظام تربوي مستقل ومُستمد من الأصول الشرعية الإسلامية،ويعتمد اعتماداً كبيراً على معرقة الواقع وظروفه ، ولابُد له من متخصصين يجمعون بين علوم الشريعة الإسلامية وعلوم التربية،حتى تتم معالجة القضايا التربوية من خلاله معالجة إسلامية صحيحةً ومناسبةً لظروف الزمان والمكان.
أحكام الشريعة
تستمد الشريعة الإسلامية أحكامها من القرآن، ومن السنة النبوية، ومن إجماع العلماء على حكم من الأحكام في عصر من العصور بعد وفاة النبى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) مثل الإجماع على مبايعة أبى بكر بالخلافة، ومن القياس في إثباته حكم فرعى قياسا على حكم أصلى لعلة جامعة بينهما؛ مثل إثبات جريمة إتلاف مال اليتيم بالحرق قياسا على جريمة إتلافه بالأكل، الثابت بالقرآن ؛ بجامع الإتلاف في كل. بالإضافة إلى مجموعة من الأدلة المختلف فيها مثل: الاستحسان، والمصالح المرسلة، وسد الذرائع، والبراءة الأصلية، والعرف المستقر، وقول الصحابى ؛ حيث لم يخالف نصا شرعيا، ولم يوجد ما يخالفه من قول صحابي آخر.
إقامة الحدود
أحد الإشكاليات القائمة هي حصر بعض الفقهاء وطلبة العلم وغيرهم لمفهوم عبارة «تطيق الشريعة» بإقامة الحدود
فالحدود عقوبات قررها الشارع بشأن جنايات محددة ثم طلب من المسلمين التماس الشبهات لدرء تطبيقها والحيلولة دون تنفيذها. فعندما يقرر أحدهم أن تطبيق الشريعة الإسلامية هو إقامة الحدود، فهو بذلك يحشر نفسه في مسألة جزئية نحن مطالبون قدر الإمكان بعدم تطبيقها.
وعليه فان المفهوم الصحيح لعبارة (تطيق الشريعة) هو إقامة الحياة وتصريف مصالح الناس بالعدل والقسط..
فالطائرة التي يستخدمها الناس في سفرهم هي من الشريعة، والمطار الذي اقلعت منه الطائرة، والمطار الذي هبطت إليه، وما يستمتع به من خدمات وهواء بارد نظيف هو من تطبيق الشريعة، والسيارة ، والشوارع الممهدة التي يستخدمها الناس وما يحفها من خدمات هي من الشريعة، والجسور والأنفاق أيضا هي من الشريعة، ورجال المرور والإشارات الضوئية التي تنظم سير الناس وسلامتهم هو من الشريعة، ورجال الأمن الذين يحرسون على أمن الناس هو من الشريعة، والجامعات والمعاهد والمدارس هو من تطبيق الشريعة، وكل ما ييسر حياة الناس ويؤمن حاجاتهم ويصرف مصالحهم هو من الشريعة، فالشريعة يا سادة هي إقامة الحياة.
من خصائص الشريعة الإسلامية
الإسلام هو دين الدولة في المجتمع المسلم، والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما المصدر الأساس والوحيد لمنطلقات وثوابت الشريعة الإسلامية، ومن خصائص الشريعة الإسلامية :
الوسطية والعدل.
شاملة لكل شئون الحياة، حيث أنها تتعايش الإنسان جنينا، وطفلا، وشابا، وشيخا، وتكرمه ميتا.
حاكمة على كل تصرف من تصرفات الإنسان في هذه المراحل كلها، بالوجوب، أو الحرمة، أو الكراهة، أو الندب، أو الاباحة، وفي كل مجالات الحياة من عملية، وعقائدية، وأخلاقية.
واقعية، حيث أنها راعت كل جوانب الإنسان البدنية، والروحية الفردية، والجماعية، كما أنها راعت التدرج في مجال التربية.
الجزاء في الشريعة الإسلامية في الحياة الدنيا، والحياة الآخرة.. حيث أن الجزاء من جنس العمل.
وفي نهاية الأمر تبقى الشريعة الإسلامية ناسخة لجميع الشرائع من قبل وهي محفوظة بأمر الله لا يعتريها النقص ولا التحريف أو التعديل أو غيره حيث قال الله تعالى : ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾ المائدة الآية (3). وقال عز وجل في محكم كتابه الكريم : ﴿ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾ الآية (85) آل عمران.



773 Views