تعريف المصطلح العلمي

كتابة بدر العتيبي - تاريخ الكتابة: 18 نوفمبر, 2018 10:39
تعريف المصطلح العلمي

تعريف المصطلح العلمي سنتعرف الان على تعريف المصطلح العلمي وماهو المفهوم الحقيقى للمطلح العلمى وماهى اهم خصائص المصطلح العلمى.

الاصطلاح

الاصطلاح هو اتفاق قوم ما على تسمية الشيء باسم ما ينقل عن موضوعه الأول، وإخراج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر، لمناسبة بينهما. وقيل اتفاق طائفة على وضع اللفظ بإزاء المعنى. وقيل إخراج الشيء عن معنى لغوي إلى معنى آخر، لبيان المراد. وقيل لفظ معين بين قوم معينين.

المصطلح العلمي العربي

لم يكن للعرب في الجاهلية مصطلحات علمية، إذ كانوا لا يزالون في طور البداوة والحياة الفطرية، فلما نزل الإسلام في ديارهم رأوا فيه شريعة إلهية ذات فروض لا عهد لهم بها مثل الصلاةِ الفريضة المكتوبة على المسلم، وأصل معناها الدعاء،
وانتقلـت إلـى الفريضة المعروفة شرعًا ومثلها الصوم ومعناه اللغوي الإمساك، فدل شرعًا على الإمساك عن الطعام من مطلع الفجر إلى غروب الشمس، والزكاة وكانت دالة على النماء فأصبحت دالة شرعًا على ما يعطيه من المال صاحبه للفقراء والمساكين، ومثل الحج كان دالاً على معنى القصد، فأصبح دالاً في الشرع على قصد الكعبة في أشهر معلومات بإحرام وطواف ونسك معروف. وتَبِع هذه الفرائض فروضٌ وضعت لها مصطلحات مثل ما يتبع الصلاة من الوضوء والتيمم والركوع والقيام والسجود. ولم يحدث ذلك في العبادات وحدها، فقد حدث في المعاملات وفي كثير من فروع الشريعة والفقه. وأخذت علوم كثيرة تنشأ حول القرآن مثل علم القراءات ومصطلحاته، ومثـل علوم

الفروق بين المفهوم والمصطلح والتعريف

1- المفهوم فكرة أو صورة عقلية تتكون من خلال الخبرات المتتابعة التي يمر بها الفرد؛ سواء كانت هذه الخبرات مباشرة، أم غير مباشرة، فعلى سبيل المثال:يتكون المفهوم الصحيح “للصلاة” من خلال خبرة المتعلم التي يكتسبها في المراحل التعليمية المختلفة، ومن خلال أدائه للصلاة على الوجه الصحيح، وكذلك يتكون مفهوم “الإنفاق في سبيل الله” لدى المتعلم من خلال المعرفة التي تقدم له في محتوى مناهج التربية الإسلامية، ومن خلال مواقف الحياة المختلفة، ويتسم كل مفهوم بمجموعة من الصفات والخصائص التي تميزه عن غيره، فمفهوم”الزكاة” يختلف مثلاً عن مفهوم “الحج”.
كما يشترك جميع أفراد المفهوم في الصفات والخصائص التي تميزه عن غيره من المفاهيم الأخرى، “فالركوع” مثلاً أحد أفراد مفهوم الصلاة يختلف عن أحد أفراد مفهوم الحج كالطواف مثلاً،وهكذا.
وتعتبر خاصيتا التجريد والتعميم من أهم خصائص المفهوم، فمفهوم “الإنفاق” مثلاً من المفاهيم غير المحسوسة، ويتجسد فيما يبذل من مال في سبيل الله، وهو في الوقت نفسه مفهوم عام يشمل: الإنفاق بالمال، أو الجهد، أو الوقت.
2- يختلف المفهوم عن المصطلح في أن المفهوم يركز على الصورة الذهنية، أما المصطلح فإنه يركز على الدلالة اللفظية للمفهوم، كما أن المفهوم أسبق من المصطلح، فكل مفهوم مصطلح، وليس العكس، وينبغي التأكيد على أن المفهوم ليس هو المصطلح، وإنما هو مضمون هذه الكلمة، ودلالة هذا المصطلح في ذهن المتعلم؛ ولهذا يعتبر التعريف بالكلمة أو المصطلح هو “الدلالة اللفظية للمفهوم”، وعلى ذلك يمكن القول بأن كلمة الصلاة مثلاً ما هي إلا مصطلح لمفهوم معين ينتج عن إدراك العناصر المشتركة بين الحقائق التي يوجد فيها التكبير وقراءة القرآن، والقيام والركوع والسجود، والتشهد والسلام، وكلمة “الحج “مصطلح لمفهوم معين ينتج عن إدراكنا للعناصر المشتركة بين المواقف؛كالإحرام، والطواف حول الكعبة المشرفة، والسعي بين الصفا والمرة، والوقوف بعرفات، والنزول بالمزدلفة، والرجم، والحلق أو التقصير…، فالملاحظ مع كلمتي (الصلاة، والحج) أنه تم أولاً التعرف على أوجه الشبه والاختلاف في خصائص كل كلمة، ثم تحديد الخصائص أو العناصر المتشابهة، ووضعها في مجموعات أو فئات أُطلق عليها اسم المفهوم (الصلاة – الحج).
3- تترادف كلمة “مصطلح” و”اصطلاح” في اللغة العربيّة، وهما مشتقتان من “اصطلح” (وجذره صلح) بمعنى: “اتفق”؛ لأنّ المصطلح أو الاصطلاح يدلُّ على اتفاق أصحاب تخصص ما على استخدامه للتعبير عن مفهوم علميّ محدد، ومَن يدقق النظر في المؤلَّفات العربيّة التراثية، يجد أنها تشتمل على لفظَي: “مصطلح”، و”اصطلاح” بوصفهما مترادفين، و”الاصطلاح هو اتفاق القوم على وضع الشيء، وقيل: إخراج الشيء عن المعنى اللغوي إلى معنى آخر لبيان المراد”. والمصطلحات هي مفاتيح العلوم على حد تعبير الخوارزمي، وقد قيل: إن فَهم المصطلحات نصف العِلم؛ لأن المصطلح هو لفظ يعبر عن مفهوم، والمعرفة مجموعة من المفاهيم التي يرتبط بعضها ببعض في شكل منظومة، وقد ازدادت أهميّة المصطلح وتعاظَم دوره في المجتمع المعاصر الذي أصبح يوصف بأنه “مجتمع المعلومات”، أو “مجتمع المعرفة “، حتى إن الشبكة العالمية للمصطلحات في فيينا بالنمسا اتَّخذت شعار “لا معرفة بلا مصطلح”؛ (علي القاسمي).
4- التعريف في اللغة: من عرف الشيء؛ أي: علِمه، وعرَّف الأمر؛ أي: أعلَم به غيره، وعرف اللسان: ما يفهم من اللفظ بحسب وضعه اللغوي، وعرف الشارع: ما جعله علماء الشرع مبني الأحكام.

توحيد المصطلحات العلمية العربية

كان من أهم الأسباب في ازدهار حركتنا العلمية قديمًا توحيد المصطلحات العلمية في أوطاننا العربية، مما هيأ لقيام وحدة علمية بين علماء العرب في جميع ديارهم وأقطارهم من أقاصي إيران إلى أقاصي الأندلس، ولنضرب مثلاً بعلم الطب، فمصطلحاته عند ابن سينا في بخارى أو غيرها من مدن إيران التي نزلها هي نفسها مصطلحات الأطباء في جميع بلدان العالم العربي لا فرق فيها بين بلد في الشرق وبلد في الغرب ولا بين عالم في الأندلس وعالم في مصر أو في العراق. وأتاح ذلك للعلوم العربية نهضة كبرى؛ إذ تعاون في كل بلد عربي علماؤه مع جميع العلماء من العرب في كل مكان، والعلم يخطو دائمًا إلى الأمام بجهود العلماء المشتركة، وكثيرًا ما كان يحدث رحيلُ عالم من وطن إلى وطن عالم عربي آخر سمع به ليحاوره في آرائه العلمية على نحو ما نعرف عن ابن بطلان العراقي الطبيب ورحيله إلى مصر، ليلقى طبيبها ابنَ رضوان، ويحاورَه في بعض آرائه الطبية وظل بالقاهرة ثلاث سنوات يحاوره فيها ويناقشه في مشاكل الطب وأمراضه وأدوائه. ولو أن مصطلحات علم الطب لم تكن موحدة في زمنهما ما استطاع هذان الطبيبان العراقي والمصري التفاهم، وهو ـ دون ريب ـ ثمرة الوحدة العلمية في الطب التي كانت قائمة حينذاك بين علماء العرب في الطب وغير الطب.



1164 Views