تعريف النظافة في الإسلام

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 15 سبتمبر, 2021 11:48
تعريف النظافة في الإسلام

تعريف النظافة في الإسلام نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم أنواع النظافة في الإسلام هذا بالإضاغة إلى المحافظة على البيئة في الإسلام كل هذا وأكثر تجدونه في ذلك الموضوع والختام طريقة التعود على سلوك النظافة.

تعريف النظافة في الإسلام

يتجسَّد مفهوم النظافة في الإسلام بفكرةِ الطهارة، الطهارة التي دَعَت إليها النصوص الإسلاميّة في كثير من المواضع في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويمكن القول إنَّ مفهوم النظافة في الإسلام يتضمّن الحديث عن النظافة في الروح والنظافة في الجسد، ونظافة البيئة المحيطة بالإنسان المسلم، وقد اتخذ الإسلام وسائلَ كثيرة للحفاظ على النظافة عند المسلمين، مثل: الوضوء والغسل، فقد كثُرت الأحكام في الغسل والوضوء، وقد جسَّدتِ العبادات المفروضة في الإسلام النظافة بأحلى صورها، فالصلاة على سبيل المثال والتي هي أهمّ عبادة يمارسها الإنسان المسلم والصلاة تجمع النظافة الجسدية؛ لأنَّها تحتاج للطهارة حتَّى تصح، والنظافة المعنوية لأنَّها تنظف الإنسان من الذنوب والآثام، قال تعالى في سورة العنكبوت: “اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ” والزكاة أيضًا فيها من الطهارة للنفس ما فيها، وهذا ما بيَّنه الله تعالى في محكم التنزيل: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” وقد دعتِ الآيات القرآنية في كثير من المواضع إلى ضرورة النظافة الجسدية للإنسان، فالتطيب والزينة والطهارة من أساسات هذا الدين، قال تعالى: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”

أنواع النظافة في الإسلام

1- قص الأظافر:
وهي من سنن الفطرة وقد حافظ النبي عليه الصلاة والسلام على إبقائها قصيرة. فقد أخرج البزار والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإِيمان بسند حسن عن أبي هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقلم أظفاره ويقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يخرج إلى الصلاة).
2-حلق العانة ونتف الإبط:
وهما من سنن الفطرة كما ورد في عدد من الروايات فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (خمس من الفطرة الختان وحلق العانة ونتف الإبط وتقليم الأظفار وأخذ الشارب) صححه الألباني. وينبغي للمسلم أن يداوم على تطبيق هذه السنة ولا يتركها لوقت طويل. فعن أنس بن مالك قال: وقَّت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قص الشارب وتقليم الأظفار وحلق العانة ونتف الإبط أن لا نترك أكثر من أربعين يوما وقال مرة أخرى أربعين ليلة.
3-التطيب:
أي استخدام الطيب (العطر) وخاصة عند ملاقاة الناس كالاجتماع لصلاة الجمعة. فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يروح إلى المسجد ولا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت للإمام إذا تكلم إلا غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة الأخرى)رواه البخاري.
4-إكرام الشعر:
أي يحرص على مظهره بترجيله والمحافظة عليه. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الشعر بترجيله ودهنه ويوجه أصحابه لذلك فعن جابر، قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرا في منزلنا، فرأى رجلا شعثا، فقال: (أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره).
5- نظافة الأسنان:
إذ كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يظهر حرصا خاصا بنظافتها فقد روى أَبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ) صحيح البخاري.. في هذا الحديث إباحة السواك في كل الأوقات لقوله مع كل وضوء ومع كل صلاة والصلاة قد تجب في أكثر الساعات.
6-نظافة الجسم:
وذلك بالحرص على سلامته من الأقذار والنجاسات، والمبادرة إلى إزالتها إذا أصيب الجسم بشيء منها، ولأن البعض قد لا يعطي الاهتمام الكافي لنظافة الجسم فقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة الاغتسال ولو مرة في الأسبوع بقوله (حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فِيهِ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ)رواه البخاري. والحديث تأييد لقوله تعالى “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ” (الأعراف:31) فلا ينبغي أن يمر على المسلم أسبوع دون غسل ولهذا ذهب بعض الفقهاء إلى إيجاب غسل الجمعة على كل من وجبت عليه، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (من جاء منكم الجمعة فليغتسل) رواه البخاري ومسلم.. والأمر في الحديث لبيان الأهمية وبيان الفضيلة العظيمة.

المحافظة على البيئة في الإسلام

-الإسلام دين المحافظة على البيئة ، دين الإيمان بالقيم الإنسانية الرفيعة ، وعدم تلويث المحيط الفيزيائي أو المعنوي بأي آثار ضارة . وقد سبق الإسلام جميع الأديان إلى مكافحة تلوث البيئة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغتسل فيه ” ، كما قال عليه الصلاة والسلام : (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثال ذرة من كبر ، قالوا يارسول الله : الرجل يحب أن يكون نعله حسناً وثوبه حسناً . قال : ليس ذاك ، إن الله جميل يحب الجمال . الكبر بطر الحق ، وغمط الناس )) .
-وقد جعل الإسلام المحافظة على البيئة جزءاً من إيمان الفرد المسلم ، مما يدل على الاهتمام الكبير الذي يوليه ديننا الحنيف لحماية البيئة من أي شيء يؤدي إلى تلوثها أو تدهورها . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ” وفي حديث آخر : ” إماطة الأذى عن الطريق صدقة ” وهذان الحديثان يدلان على رعاية الإسلام واهتمامه بالبيئة ، حيث إن الإسلام ربط بين الإيمان وإبعاد الضرر عن المسلمين .
-وهناك قاعدة شرعية تقول ” لاضرر ولا ضرار ” وهذا يدل على حرص الإسلام على منع الضرر ويعده أكثر أهمية من جلب المصالح ، وخاصة إذا كانت هذه المصالح يتبعها أذى أو حسب القاعدة الشرعية ” درء المفاسد أولى من جلب المصالح” .
-وقد حث الدين الإسلامي على النظافة ، فالنظافة من الإيمان . إن الوضوء وهو من متطلبات وشروط الصلاة لا يصح إلا بوجود ماء نظيف لم يتغير لونه أو طعمه أو رائحته أي أنه ماء غير ملوث . كما أن الاستحمام لا يتم إلا عند توفر ماء نقي من الأوساخ والتلوث . ومن شروط أداء الصلاة نظافة التربة أو الأرض التي يصلي عليها المسلم ، فإذا تلوثت الأرض فإن الصلاة لا تصح عليها .
-وإن الله جعل الإنسان خليفة في الأرض وهذا يعني أن الإنسان مسؤول ووصي على الأرض ، وليس مالكاً لها يتصرف فيها بأنانية ويدمرها من أجل مصالحه الذاتية المؤقتة .
-وإن الإنسان في الإسلام مستخلف على الأرض واستثمار خيراتها والمحافظة عليها، وهذا يفرض عليه أن يتصرف فيها تصرف الأمين والمسؤول عنها ، وأن يتعامل معها برفق وأسلوب رشيد من أجل مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة بإذن الله تعالى .

طريقة التعود على سلوك النظافة

تبدأ العملية من خلال الأسرة، أيّ داخل المنازل وخصوصًا لفئة الاطفال، وتعويدهم على ممارسة سلوكات مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالنظافة من خلال مشاهدتهم لآبائهم يمارسون هذه السلوكات؛ كعدم إلقاء النفايات في الشوارع، والبحث عن سلّات المهملات وإلقائها فيها، وكذلك الاهتمام بنظافة الآباء لأنفسهم أمام أطفالهم، من ارتداء الملابس النظيفة، والمحافظة على نظافة أجسامهم، فالأم يُلقى على عاتقها دائمًا أن تهتم بنظافة البيت وممارسة هذه الأعمال أمام أبنائها، حتى يرتبط مفهوم النظافة بسلوكهم شيئًا فشيئًا، فالنظافة هي سلوك مكتسب ينتقل للطفل إما من بيته أو مجتمعة أو مكان دراسته وغيرها، ولكن الأولى أن ينتقل إليه من خلال بيته، ويجب على الآباء أن يرشدوا أبناءهم إلى كيفية النظافة وطرقها، وليس مجرد تعليمات غير مرتبطة بتوضيح الآلية التي من خلالها يُنظف الطفل نفسه أو غرفته أو ألعابه.



799 Views