تعلم كتابة الشعر الحر وماهو مفهوم الشعر الحر وماهي اهم طرق كتابة الشعر الحر بطريقة سهلة كل ذلك سنتعرف عليه في هذه السطور التالية.
الشعر الحر أحد انواع الشعر العربي الأكثر أنتشارا، بدأ يأخذ شكله منذ الثلاثينيات و كان له عدة تسميات منها ” الشعر المرسل” أو “النظم المرسل المنطلق” أو “الشعر الجديد” أو “شعر التفعيلة”، أما بعد الخمسينيات فقد أطلق عليه مسمى “الشعر الحر”.
محتويات المقال
أبرز شعراء الشعر الحر
يوجد العديد من شعراء الشعر الحر والذين لا يمكن حصرهم في عددٍ معين، ومن أبرز شعرائه ما يلي:
-بدر شاكر السياب.
-نازك الملائكة.
-عبد الباسط الصوفي.
-أمل دنقل.
-نزار قباني.
-حسين مردان.
-محمود درويش.
خصائص الشعر الحر
-يتميز بامتلاكه إيقاع موسيقي واحد، أي يلتزم بتفعيلة واحدة.
-التزامه بضع قوافٍ كي يتم التقليل من حدة الإيقاع الواحد، لمنع شعور السامع أو القارئ بالملل.
-استحدام المحسنات البديعية فيه قليل، بالإضافة إلى قلة استخدام المقاطع الساكنة أيضاً.
-خلوه من المظاهر التي تغص بالفزلكة والفخامة سواء من الناحية الفلسفية أو الفكرية.
-وجود المقاطع الساكنة في أواخره في معظم الأحيان، أما في بقية المقاطع الموجودة في القصيدة ففي العادة تخلو من التسكين.
-عدم تحديد هدف واحد في قصائده، إذ أن القارئ في معظم الأحيان لا يستطيع أن يفهم المغزى من قصيدة الشعر الحر من مجرد قراءة واحدة أو استماع أولي.
-احتواؤه على كم كبير من الغموض والإشارات التي يمكن تأويلها بأكثر من معنى.
-عدم قابلية قصائده للاختزال بسرعة أو ببساطة، إذ أن حذف بعض الأبيات أو المقاطع من القصيدة يؤثر بشكلٍ كامل على معنى القصيدة وبنائها الكلي من ناحية المعنى والناحية الشكلية والفنية.
-فقدان القدرة على فهمه وتفسيره، وتخلخل الذوق الجمالي فيه في حال تم حذف أحد مقاطعه.
-احتواؤه على العديد من الواقعية التي تُمزج بالرمزية.
-يدخل في مواضيعه الدفاع عن الوطن والإنسانية بشكلٍ كبير، حتى ولو كانت القصيدة تتحدث عن المرأة مثلاً.
-خلوه من الطوابق والشرفات والزوايا، بحيث تلتزم قصائده بالثبات والبساطة.
-لا يقيد الشاعر بعدد محصور من التفعيلات، ويحدد هذا حجم الأبيات، والجوم العام للقصيدة، وظروف الشاعر ونفسيته.
-إمكانية التمدد في أبيات القصيدة بشكلٍ عامودي أو أفقي “مكاني”، أو التمدد في الفرغات، وذلك حسب رؤية الشاعر ورغبته، أي أن قصائده رشيقه وخفيفة.
خطوات كتابة الشعر الحر
لكتابة الشعر -بما في ذلك الشعر الحر- يجب اتّباع ما يلي:
-اختيار موضوع الشعر مما يجول في الفكر أو الشعور، والكتابة عمّا يعرفه الشخص؛ فالكتابة تُصبح أكثر صعوبة عندما تكون عن أمر مجهول للشاعر أو ليس لديه العلم الكافي به.
-الصبر وصفاء الذهن عند البدء بالكتابة؛ وذلك للتمكن من إيجاد اللغة والعبارات المناسبة التي تُعطي الشعرك الجمال المطلوب.
-اختيار أفضل أسلوب أو أفضل كلمات أثناء الكتابة؛ فاللغة العربية مليئة بالمرادفات (الكلمات ذات المعنى الواحد)، ويجب اختيار ما يتناسب مع موضوع الشعر.
-تعلّم حبّ الشعر، وذلك عن طريقة الاطّلاع على أكبر عدد من القصائد خصوصاً القصائد التي تندرج تحت النوع الذي يرغب الشاعر في كتابته -وهو هنا الشعر الحر-.
-التجربة، وعدم الخوف من الفشل؛ فالخوف يُعيق عن كتابة الشعر وعرضه على الآخرين خصوصاً المقرّبين كالأهل والأصدقاء.
خصوصية كتابة الشعر الحر
يعتقد البعض أنّهم بكتابتهم للشعر الحرّ غير مطالبين بالالتزام بأي قيد، والحقيقة أنّ على كاتب الشعر الحر أن يُراعي التقنيات الأدبية المتمثلة في الصور الجمالية والإيقاع الموسيقي وغيرها من الأمور التي تجعل القصيدة أفضل وأكثر جمالاً، ويجدر الذكر أنّ الشعر الحرّ غالباً يحتوي على القافية، إلّا أنّه ليس بالإمكان إضافة القافية إذا ما كتب الشخص نصاً نثرياً غير موزون؛ فالقافية لا تأتي إلّا مع النصوص الموزونة، ويُشار إلى أنّ كتابة الشعر الحر تُمكن من كتابة قصيدة طويلة، إلّا أنّ القصيدة الطويلة ستفشل إن لم تكن بصياغة متمكّنة؛ لذلك يجب معرفة الوقت الذي يجب أن التوقف فيه عن الكتابة وإنهاء القصيدة.
تسميات الشعر الحر
للشعر الحرّ العديد من التسميات، منها: الشعر الحر، والشعر الجديد، والشعر المنطلق، وشعر التفعيلة، والشعر الحديث؛وقد سمّي بالشعر الحر لأنّه حرٌّ من الوزن، وسمي بشعر التفعيلة لأنّه يقوم على تفعيلة واحدة، وبإمكان الشاعر أن يكرّرها في السطر الواحد أو أن يجعل السطر من تفعيلة واحدة.كانت بداية الشعر الحر وفقاً لرأي أكثرية الشعراء والنقّاد العرب في بغداد بعد الحرب العالمية الثانية أي في الثلث الأخير من أربعينيات القرن العشرين، وقد اعتمد على التفعيلة كوحدة موسيقية له دون التقيّد بعدد التفعيلات في كل سطر، وكانت قصيدة “الكوليرا” لنازك الملائكة هي أوّل قصيدة حرّة الوزن، وقد صوّرت فيها مشاعرها عندما داهم مرض الكوليرا مصر،وترى نازك الملائكة أنّ من الأفضل الالتزام بالقافية في بعض الأبيات
كيفيّة تعلّم الشعر الحرّ
تنمية الموهبة
موهبة كتابة الشعر تبدأ من الرغبة في التعبير عن الأفكار والمشاعر بكلمات رقيقة وعذبة، ويمكن تنمية تلك الموهبة كأيّ موهبة أخرى، بتدريب النفس على امتلاك المقوّمات اللّازمة لكتابة الشعر بصورة جيدة، وذلك بامتلاك قاموس لُغويّ كبير يساعد الشاعر على اختيار الألفاظ واستخدامها في مواضعها المثالية، ويُنمّى ذلك بالقراءة المستمرّة في كافة مجالات الأدب خاصّة الشعر، كذلك الحصول على أفكار جديدة دائماً من واقع الحياة والخوض في التجارب والتأمّل، وعلى الشاعر أن يوازن بين الاندماج في التجارب المختلفة، والحفاظ على وقت خاصّ للعزلة والتفكير، وأخيراً التدريب المستمرّ على الكتابة، والذي يمثّل التنفيذَ العمليّ لتنميةِ الموهبة.
تعلّم التقنيات الأساسيّة
على الرّغم من اعتبار الشعر موهبةً يمنحها الله لمن يشاء، إلّا أن امتلاك ناصية اللغة يتطلّبُ دراسة وافية للأدب والبلاغة، وكتابة الشعر الحر تستدعي اهتمام الشاعر بالتقنيات المختلفة التي تساعده على التعبير عن مشاعره وتصوّراته عن الحياة، وذلك بتعلّم البحور الشعريّة، وكيفية استخدام الأوزان والقوافي، والتدريب على أمثلة منها يوميّاً، واستخدام المحسّنات البديعية والبلاغية في البيت الشعريّ والنص بصفة عامّة، كالمغالاة في الوصف أو الاستعارة والتشبيهات، واستخدام السجع والجناس والتضادّ؛ للتركيز على إيصال المعنى للقارئ بقوّة أكبر، وفي المراحل الأولى من الكتابة قد يبدو تأثّر الشاعر بأحدِ الشعراء الكبار، وهنا يجب الحرص على أن يجدَ الشاعر صوتَه الخاصّ، من خلال التركيز على القراءة والكتابة اليوميّة.
ممارسة الإلقاء
لا يمكنُ لشاعر ألّا يشارك كتاباتِه مع غيره، سواء كانوا قرّاءً أو مستمعمن، والشعر العربيّ في الأصل كان يعتمدُ على السماع، لذا يجب على الشاعر أن يدرّبَ نفسه على إلقاء شعرِه أمام الآخرين، بالحرص على تحسين مخارج الحروف، واستخدام طبقات الصوت المختلفة؛ لإيصال المعاني المقصودة.