حديث عن بر الوالدين للاذاعه، وآية قرآنية عن بر الْوَالِدَيْنِ، وحقوق الوالدين على أبنائهم، وأهمية بر الوالدين، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.
محتويات المقال
حديث عن بر الوالدين للاذاعه
1. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي.) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
2. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ. وفي حَديثِ قُتَيْبَةَ: مَن أَحَقُّ بحُسْنِ صَحَابَتي وَلَمْ يَذْكُرِ النَّاسَ.) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
3. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ.) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
4. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: (أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أُبَايِعُكَ علَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ، قالَ: فَهلْ مِن وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قالَ: فَتَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا.) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
5. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (جاءَ أعْرابِيٌّ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما الكَبائِرُ؟ قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ عُقُوقُ الوالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: اليَمِينُ الغَمُوسُ قُلتُ: وما اليَمِينُ الغَمُوسُ؟ قالَ: الذي يَقْتَطِعُ مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هو فيها كاذِبٌ.) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
آية قرآنية عن بر الْوَالِدَيْنِ
1. قوله: «وقضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا»، [الإسراء:23].
2. قوله سبحانه: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذلكم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» [الأنعام:151].
3. قوله: «قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا» (مريم: 30-32).
4. قوله تعالى: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا»، (نوح: 28).
5. قول الله تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، [الأحقاف:15].
6. قوله جل شأنه: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ (البقرة: 83).
حقوق الوالدين على أبنائهم
1. الطاعة
وتكون طاعتهما في غير معصية الله سبحانه وتعالى، وبتلبية أوامرهما، والإنفاق عليهما إذا كانا في حاجة.
2. خفض الصوت عند الحيث معهما
التحدّث إليهما بصوت منخفض، ونبرّة تخلو من الغضب أو الاستنكار، فقد وضّح الإسلام أنّ مجرّد قول أف يعد عقوقًا لهما، والـ”أفّ” صوت يخرجه الإنسان للتعبير عن غضبه وعدم موافقته على أمر ما.
3. عدم مجادلتهما
وذلك بتجنّب إكثار نقاشهما، لأنّه مع تقدّم الزمن تختلف المعايير وتصبح الأمور مستجدّة لا يعلمانها أو لا يقتنعان بها، والأوْلى ترك مجادلتهما وتجنّب الكذب عليهما، والاكتفاء بالإصغاء مع بشاشة الوجه، ولين الحديث.
4. التذلّل لهما
اقترن خفض الجناح بالإحسان للوالدين لما فيه من تذلّل وتواضع لهما، ويكون هذا التذلّل بلين الحديث معهما، وتقديمهما في الطعام والمشي احترامًا لهما.
5. إكرامهما عند الكبرّ
أكثر ما يحتاجه الوالدان للعناية من أبنائهم يكون في مرحلة العجز والشيخوخة، إذ يضعف جسدهما، وتذبل زهرة شبابهما، ويصبحان كالأطفال يحتاجان إلى عناية خاصّة نفسيًّا وجسديًّا.
6. بذل الوسع في طلب رضاهما
إذ يجب أن يقدّم المرء رضا والديه على رضا زوجته وأولاده، وأن يفوق اهتمامه بهما اهتمامه بنفسه وزوجته وأولاده.
أهمية بر الوالدين
1. طاعة لله جل وعلا كونه أمر عباده بالبر وخص هذا الأمر في حالة الكبر؛ لأن الوالدين يكونان أكثر ضعفًا وحاجة.
2. الاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي حث في أحاديثه النبوية الشريفة على بر الوالدين، حتى أنه سئل ذات مرة عن أحب الأعمال إلى الله فقدم البر على الجهاد في سبيل الله؛ لأنه الجهاد فرض كفاية أي إذا قاموا به جماعة سقط عن البقية، وأما البر فهو فرض عين يتوجب على كل ابن، فإذا تعيّن الجهاد أي أصبح فرض عين فلا إذن في هذه الحالة من الوالدين.
3. سبب بر الأبناء في المستقبل من باب أن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدين، وإنما الأيام دول نداولها، فمَن أحسن لوالديه أكرمه الله جل وعلا وجزاه بأبناءً بارين غير عاقين، مطيعين غير مذعنين.
4. البركة في العمر والسعة في الرزق، وقيل في هذا المقام توفيق العبد للطاعة، وعمارة وقته بما هو نافع في الدنيا والآخرة بعيدًا عن الضياع فيما لا طائل منه، وقيل بقاء ذكر العبد الجميل بعد موته كأنه لم يمت.