حوار بين الكتاب والانترنت وكذلك حوار بين الكتاب والهاتف، كما سنقوم بذكر أهمية الكتاب، وكذلك سنوضح حوار بين الكتاب والحاسوب قصير، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.
محتويات المقال
حوار بين الكتاب والانترنت
مضى الكتاب بخطوات حثيثة إلى الحاسوب الموضوع بجواره ليراقب ما يحدث بداخله، وفجأة اصطدم بأيقونات تتحرك يمينًا ويسارًا ضاغطة على عناوين بالشاشة؛ فصاح قائلًا: ما هذا؟!
لم يتوقع الكتاب أن يجد من يرد عليه؛ إنه الإنترنت الذي تحدث قائلًا: إنني أنا الذي أمتلك العالم من حولي.
تعجب الكتاب متسائلًا: وهل يمكن لأي شيء أن يمتلك العالم؛ فالعالم بيد الله وحده
أجاب الإنترنت: ألم تسمع أيها الكتاب البالي عن أهمية الإنترنت في هذا العالم، وكيف غيّر مجرى الحياة الإنسانية.
ابتسم الكتاب: نعم لقد غيّرت أيها الإنترنت مجرى الحياة، ولكن لا تعتقد أن كل أفعالك إيجابية ومفيدة للبشرية.
امتعض الإنترنت قائلًا في غضب: كيف هذا؟ إنني أقدم لهم كل شيء؛ فقط مع ضغطة زرٍ واحدة قد تجد العالم أمامك دون عناء.
اهتز الكتاب يمينًا ويسارًا ثم قال: حقًا.. لقد قلت أنك تقدم كل شيء، ألم تسأل نفسك أن كل شيء يندرج تحتها كل الخطوط سواءًا السلبية أو الإيجابية.
تنهد الإنترنت متسائلًا: وما شأنك أنت أيها الكتاب؟ وما هي فائدتك في الحياة؟ إن مكانك الآن بين الأتربة وليس البشر.
تماسك الكتاب قائلًا: أنا الذي أقدم العلم والمعرفة، أنا النور الذي يضيء الطرقات، أنا الحياة الأخرى التي يعيشها البشر من خلال التاريخ والخبرات، وإن كنت تراني ما بين الأتربة؛ فإنني أسمو إلى المعالي بما أحتويه، وإن كانت لديك معرفة حقًا فستعرف كيف تحولت البشرية في وجودي إلى أفضل حال.
قال الإنترنت متحديًا: أعلم كل ذلك، ولكن ما لا تعلمه أنت أن محتوياتك التي تتحدث عنها؛ إنما هي جزء بسيط من محتوياتي، ألم أخبرك بأن ضغطة زر واحدة تأتيك بكل شيء.
ابتسم الكتاب مجددًا : عندك حق أيها الإنترنت، أعلم جيدًا أن العديد من محتوياتي لديك ولكن ليس جميعها كما تدعي، كما أنني لا أغفل أهميتك في الحياة الآن، ولكن لا أعترف أيضًا بأنك الأهم، وعليك أن تعلم أن الكتاب برائحة أوراقه هو خير جليس يستريح معه الإنسان؛ حيث أنه راحة للروح والجسد والعين بخلاف أضوائك المرهقة، كما أنك قد تنقطع عن العمل لأسباب فنية في أي وقت بينما يظل عملي دائم بلا انقطاع، هلا فهمت الآن؟
أجاب الإنترنت في استسلام: حقًا أيها الكتاب أنت مهم للغاية، وكلانا لا يمكن الإستغناء عنه في الوقت الحاضر.
وفجأة انقطع التيار الكهربائي وانطفأت شاشة الحاسوب اجباريًا، وجلس الكتاب مبتسمًا بين يدي صاحبه يشعر بالانتصار.
حوار بين الكتاب والهاتف
كان الكتاب يقبع في ركن بمكتبة أحد البيوت بائسًا كاد أن يختفي تحت الأتربة، وفجأة شعر بخيط نور يقبل عليه؛ فشعر بالفرح متسائلًا: ما هذا النور؟ ربما يكون زائر، وفي ذلك الوقت ظهر النور أوضح حتى تمكن الكتاب من التعرف على مصدره؛ فقال: آه .. إنه الهاتف، ولكن لماذا وضعه صاحبه بجواري وتركه؟!
نظر إليه الهاتف في كبرياء قائلًا : لا أعلم لماذا جئت هنا إلى هذا المكان المظلم!
ابتسم الكتاب قائلًا: إنه المكان الأكثر نورًا في هذه الحياة أيها الهاتف الضعيف المتكبر.
استشاط الهاتف غضبًا، ثم قال: أنا لستُ ضعيفًا، ألم تنظر إلى شكلي الجميل المضيء، وعن أي نور تتحدث وأنت هنا في مكان لا يرى النور؟!
تحرك الكتاب قليلًا وهو يتنهد قائلًا: إن فتحت هذه الصفحات التي أحتفظ بها في أحضاني منذ آلاف السنين؛ فستعلم من أين يأتي النور؛ إنه نور العلم الذي لا يتحقق إلا من خلال القراءة.
ضحك الهاتف قائلًا بصوت ساخر: من الواضح أنك لا تعلم أن البشر قد استغنوا عنك أيها الأحمق، لقد أصبحت الهواتف مليئة بكل ما يرغبون به حتى القراءة.
تماسك الكتاب متسائلًا: وهل كل المعلومات الموجودة بكل الكتب لديك أيها الهاتف؟
أجاب الهاتف في لهفة: نعم .. من المؤكد أن كل المعلومات لدي.
قال الكتاب : لا أظن ذلك، وستتأكد من ذلك بنفسك بعد قليل، ولكن أخبرني هل لديك القدرة على الاحتفاظ بكل شيء دون أن يتم فقدانه في أي وقت؟
أجاب الهاتف بصوت متردد: نعم .. لا يمكن لأي شيء أن يختفي من عندي.
وفجأة اهتز الهاتف قائلًا في خوف: يا إلهي! ما الذي يحدث بداخلي!
ضحك الكتاب قائلًا: فيما يبدو أنك تفقد جميع ملفاتك الآن أيها الهاتف الجاهل؛ فمن السهل أن تمحو التكنولوجيا ما وضعته في لحظة، كما أنك لست الوسيلة السهلة أو الممتعة للقراءة؛ بل إنك تتسبب في ضعف بالبصر.
بدأت حركة الهاتف تهدأ رويدًا رويدًا، ثم قال: عندك حق أيها الكتاب، لقد حدث إعادة تأهيل اجبارية لكل ما كنت أحمله من محتويات
وفي غضون ذلك الحوار؛ مدّ صاحب الهاتف يده فأخذ الكتاب؛ ثم مسح الأتربة من فوقه وفتحه ليستفيد من بعض محتوياته في أحد الأبحاث المطلوبة منه؛ فابتسم الكتاب في سعادة وهو ينظر إلى الهاتف، حينها نظر الهاتف إلى نفسه وهو يكاد ينفصل عن الحياة نتيجة لضعف البطارية: ها أنا ضعيف الآن وسأُظلم بعد قليل، حقًا لقد انتصر الكتاب.
أهمية الكتاب
1- أداة لحفظ التاريخ:
تُعدُّ الكتب كنزاً ثميناً بما تحويه من معلومات، لا سيما تلك المعلومات التي كان مصدرها الأوائل من العلماء والمؤرخين واللغويّين الذين لم نعاصرهم، إذ إنّ علومهم تلك هي أساس علومنا القائمة الآن، فلولا ما وضعوه في هذه الكتب من خلاصة علمهم وفهمهم وتجاربهم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن من ازدهار وتطوّر، ولما علمنا أحداث التاريخ القديمة.
2- بنكٌ للكلمات:
الكتاب يمدّ القارئ بكمّيّة هائلة من الكلمات والمصطلحات، فهو يثري الملكات اللّغوية، فكلّما قرأ الشخص كتب أكثرحصل على مصطلحات وتعابير وجمل جديدة.
3- عالم من الأفكار:
سُيثري القارئ بقراءة الكتب عالمه الفكريّ، وسيرى الأمور بوجهات نظر مختلفة، كما سيجد أنّ الكتب الفكريّة أو حتّى الأدبّية تعرض له الكثير من الأفكار المتناقضة التي لن يقرّها بالضرورة، لكنه مع الوقت سيصل إلى مرحلة يتقبل فيها الاختلاف بصدر رحب، وسيرتفع بالضرورة وعيه بالعالم المحيط به، وسيقرّر الجانب الفكري الذي يتبنّاه، فيما قد يُغيّر الكتاب من نظرة الإنسان إللى بعض الأمور بشكل إيجابي.
4- مُحَّفِز للخيال:
يُعدّ الكتاب مُحفزاً لخيال الفرد من خلال ما يقرأه القارئ من جمل ستتشكل في دماغه كصور حيّة في النهاية لا ككلمات، والتي ستصير مع مرور الوقت أكثر إبهاراً، فحتّى أروع الأفلام لن تكون قادرة على مجاراة الخيال بشريّ، ولطالما قال الناس جملة: الرواية أجمل من الفيلم، وهذا لأنّهم يترجمون كلمات الكتب كلاً بشكل مختلف وأجمل وأكثر ابتكاراً، والكلمات التي يحصل عليها القارئ من الكتب لن تقرأ ككلمات في الدماغ، فالدماغ أكثر معامل الصُور إبهاراً.
5- أداة المعرفة والثقافة:
يحصل القارئ بالقراءة على ما يجهله، فهو مصدر التعليم الأول لأيٍ كان، فلا أفضل من الكتاب لتعلم العلوم على اختلافها، فأنت بالكتب تستطيع تعلّم كل شيءٍ عن مكان ما أو عن علوم الطبيعة، والبيولوجيا، واللغة، والعلاقات العامّة، والتاريخ، والأديان أو أيّ أمرٍ كان، كما أن الكتاب خير وسيلة لتنمية ثقافة الإنسان وزيادة وعيه بالأمور من حوله.
6- فرصة للقاء المشاهير من شتى العصور:
في الكتب يستطيع القارئ لقاء من يرغب من شخصيات في شتى العلوم من شتى الأماكن والأزمنة، فيتعرف إلى حياتهم الشخصية وأبرز ما تبنوه من أفكار، وما جرى على لسانهم من أقوال، وأهم ما قاموا به من إنجازات فلا يُحسُّ ببعد المسافات والأزمنة.
دليل الثقافات المختلفة: سيجد القارئ في الكتب تفاصيل ثقافات دول مختلفة، بواسطة الوصف أو الصور والرسومات المرفقة والتي تدعم الرؤية الواضحة لأقوام ربما لن يستطيع رؤيتهم في أي مكان آخر.
7- سبيل للتعاطف وجمع التأييد:
تمتصّ بعض الكتب كالروايات مثلاً، أو حتّى الكتب الفلسفيّة والتوثيقيّة والتأريخيّة من القارئ قدرته على الرفض، وتجعله يقتنع بوجهة نظر كاتبها، لذلك غالباً ما يلجأ السياسيّون مثلاً إلى كتابة تاريخهم النضاليّ ليطّلع الجمهورعليه، ويقتنعون بهم وبرؤاهم، فالكتاب قادر على جعل القارئ يتبنّى شخص كأحد العظماء من قراءة سيرته، كما فعل كلٌّ من أوباما، وبيل جيتس، وكلنتون، وأردوجان، كأمثلة على هذه الفائدة، حتى أنّ بعض القضايا كالقضيّة الفلسطينيّة كان من أهمّ ما أبرزها الأدب العربيّ في عدّة كتب وربما أبرزها دواوين درويش، ورضوى عاشور، وزوجها الشاعر الكبير مريد البرغوثي.
8- القوة:
تستطيع الكتب منح الفرد القوة ليستمر، فكتب تعزيز الذات، والثقة بالنفس تعتبر هدفاً لكل من يشعر بصعوبة الحياة والاستمرار فيها، وبعض الكتّاب اتّخذ هذا النوع من الكتابة هدفاً له، فالكاتبة الأمريكيّة دانيا ستيل تصنّف كأحد أهمّ كتّاب من هذا النوع (القيام بعد النكسة)، فهي تتخصّص بهذا النوع من القصص التي تبدأ بكارثة كوفاة زوج أو حبيب أو أمّ، أو فقدان أحد الحواس المهمّة كالنظر أو الطلاق بعد فترة زواج ليس بقصير، لتصدم في النهاية أنّ أبطالها وجدوا السعادة أخيراً رغم كلّ ما مرّ بهم.
9- موجّه سلوكيّ أخلاقيّ:
بالكتب تغزّز القيم الجّيدة، وتُنبذ القيم السيّئة، وتحارب الشرور، ويُدعم الخير، فالكتب طريقة سهلة لنبذ الكذب، وتعنيف من يفكّر بالأذيّة، فالكتاب هو المعلّم الأوّل للأطفال والكبار.
10- حياة أخرى:
بالكتب سيتعرّف القارئ على تجارب الآخرين، فيتعلّم منها ما لم يتعرّض له في الحياة الواقعية، فهي بديل جيّد لتلقّي الدروس، وهي وسيلة يتّقي القارئ من خلالها التجارب الفاشلة، فهي تعلّمه حلّ المشاكل بنفسه عند المرور بها بعد ذلك، فكما يُقال” الغبي لا يتعلم إلّا من كيسه، أمّا الذكي فيتعلّم من تجارب الآخرين”.
11- أفضل صديق:
مع مرور الوقت سيجد القارئ أنّ الكتاب أفضل صديق قادر على ان يصاحبه في كل مكان وزمان، ولن يندم على وقت قضاه في قراءة كتاب مهما كان رأيه به.
حوار بين الكتاب والحاسوب قصير
الكتاب: من هناك من أنت !
الحاسوب: أنا الحاسوب صغير الحجم، ولكنني كثير المميزات ومفاجأة هذا الزمان.
الكتاب: بسخرية أنت عبارة عن مجموعة من الأزرار، والقوائم، وأيقونات لا تفيد ولا تضر كأنها لا شيء.
الحاسوب: ضاحكا كيف أكون لا شيء وأنا إذا نظر إلي الأعمى أعجبته، وأستطيع أن أسمع الشخص الأصم.
الكتاب: هل أنت لا تعرف من أكون؟
الحاسوب: أعرف من تكون أنت المتروك على المكاتب، والأرفف دون أي استخدام حتى غطتك الأتربة من الخارج والداخل، وأعدوا بك الطعام وأشعلوا بك النيران.
الكتاب: أنا الذي من خلاله تعرفت البلدان والشعوب ثقافات بعضها البعض، وأنا رفيق الوحدة، وأنيس المسافر في الوحدة والسفر بي ارتقى العالم، ولى كثير من الفضل في الآداب والعلوم.
الحاسوب: أنا من امتلك جميع سبل المعرفة، أعرف جميع اللغات والثقافات يرجع إلى كل الناس لمعرفة المعلومات، فأنا أسطورة من أساطير التي يحكي عني الزمن.
الكتاب: أنا حامل المعرفة حافظ الأسرار والعهود لا أخطأ أبدا أنقل الأخبار بين الأشخاص وبعضها بكل سهولة ومتعة.
الحاسوب: أنا صديق ومعين للباحثين لدي جميع المعلومات التي تهم كل باحث في شتي المجالات، أنا من أقدم له خلاصة المعلومة والمفيد منها، أنا أمتلك الكثير والكثير مما لا تستطيع أنت وقلمك القيام بذلك.
الكتاب: أنا من يعرفني الصغير والكبير، جاء أسمي من عند المولى عز وجل وهذا يكفيني فخرا، أحافظ على صحة القارئ فلا أتعب له عيناه ولا جسده، كما تفعل أنت أمنحه القوة والنشاط أحمية من الضعف والكسل.
الحاسوب: أنا بحر من المعلومات في كل مجال امتلك خزائن كبيرة من العلم والمعرفة، يستطيع المستخدم الحصول عليها بضغطة إصبع واحدة، فأنا لست مثلك متروك على الأرفف بين الغبار.
الكتاب: أنا أشبه النخلة التي تعطي أفضل الثمار لكل الناس، فأنا أعطي المعلومات دون مقابل أو شكر للجميع يعرف قيمتي كل صغير وكبير يأتي إليه العلماء والنبغاء حتى يستفيدوا مني، لا يستطيع أحد أن يطفئني مثلك بضغط زر واحدة كما يستطيع أي طفل أن ينهي حياتك تمام.
الحاسوب: بضحكة بسيطة أنا أمتلك الشكل الوسيم والأنيق ، لست مثلك أتهالك بكل سهولة الحبر وبقايا الأقلام عليه في كل مكان.
الكتاب: أنا من حضرت أكبر الاجتماعات والمؤتمرات أمام الحكام والزعماء، استفاد مني الأغنياء وأيضا الفقراء فأنا رخيص الثمن متاح لكل إنسان حتى يتعلم المعرفة وهذا فخرا.
الحاسوب: كيف تتباهي بنفسك وقد قام أصحابك بعد ذلك بإلقائك في كل مكان وإشعال النيران بك، فأصبحت لا تنفع في شيء أبدا غير تنظيف الأخشاب والزجاج.
الكتاب: أنا دائما أصيل لا أترك أصدقائي أبدا دائما بجوارهم، لست مثلك مجرد انقطاع التيار عنك تترك أصدقاءك في وحدة وضجر كما أنك تضعف بصر القارئ كثيرا.
الحاسوب: أنا أوفر عليه كثيرا من المعلومات التي توجد في ملايين الكتب أنا الحاضر والمستقبل الذي لن يختفي أبدا.