حوار بين الكتاب والتلفاز

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 25 أبريل, 2022 4:41
حوار بين الكتاب والتلفاز

حوار بين الكتاب والتلفاز نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل حوار بين الكتاب والهاتف وحوار بين شخصين عن الكتاب قصير ثم الختام حوار بين الكتاب والانترنت تابعوا السطور القادمة لتفاصيل أكثر.

حوار بين الكتاب والتلفاز

-الكتاب كان صديق الإنسان قبل ظهور التكنولوجيا، وترجع بداية معرفة الإنسان للأجهزة إلى الراديو والتلفزيون، وذلك بعد أن كان يعتمد على الكتاب في أوقات فراغه، وفيما يلي سنعرض لكم حوار بين الكتاب والتلفاز:
-التلفاز: أشعر بالسعادة عندما أجد أفراد الأسرة مجتمعين حولي وقلوبهم مليئة بالفرحة، فأنا اليوم جليس الأسرة.
-الكتاب: نعم فإذا كنت أنت أنيس الأسرة وجليسها، فأنا صديق العلماء والمفكرين وجليسهم.
-التلفاز: بالطبع لأنك اجتماعيًا أكثر مني، لكن أنا موجود كل منزل لأني مسلي ولست ممل مثلك.
-الكتاب: هل تراني مملًا؟ ربما ولكن كل من لديه حكمة وفكر وعلم استحالة أن يمل مني، يمكنك أن تنظر إلى الكثير من المكاتب وترى إن كان بها تلفاز أم يوجد بها الكثير من الكتب للمعرفة والاستفادة منها.
-التلفاز: أنا أيضًا لدي القدرة على تقديم الكثير من الأشياء العلمية المفيدة.
-الكتاب: ما الذي تعرفه عن الثقافات الدخيلة التي تملأ شاشتك في أوقات كثيرة؟
-التلفاز: إني أقدم الثقافة والمعرفة والعلم بشكل مبتكر وحديث.
-الكتاب: بل أنت تقدمه بشكل غير لائق أخلاقيًا.
-التلفاز: أنت تريد أن تقول بأني غير مفيد وأنت وحدك المفيد.
-الكتاب: لكل شيء إيجابيات وسلبيات، لكن يجب علينا التركيز على الإيجابيات فقط بقدر المستطاع.
-التلفاز: بالطبع أنت محق، شكرًا لك صديقي الكتاب.

حوار بين الكتاب والهاتف

-كان الكتاب يقبع في ركن بمكتبة أحد البيوت بائسًا كاد أن يختفي تحت الأتربة ، وفجأة شعر بخيط نور يقبل عليه ؛ فشعر بالفرح متسائلًا : ما هذا النور؟ ربما يكون زائر ، وفي ذلك الوقت ظهر النور أوضح حتى تمكن الكتاب من التعرف على مصدره ؛ فقال : آه .. إنه الجوال ، ولكن لماذا وضعه صاحبه بجواري وتركه؟!
-نظر إليه الجوال في كبرياء قائلًا : لا أعلم لماذا جئت هنا إلى هذا المكان المظلم!
-ابتسم الكتاب قائلًا : إنه المكان الأكثر نورًا في هذه الحياة أيها الهاتف الضعيف المتكبر
-استشاط الجوال غضبًا ، ثم قال : أنا لستُ ضعيفًا ، ألم تنظر إلى شكلي الجميل المضيء ، وعن أي نور تتحدث وأنت هنا في مكان لا يرى النور؟!
-تحرك الكتاب قليلًا وهو يتنهد قائلًا : إن فتحت هذه الصفحات التي أحتفظ بها في أحضاني منذ آلاف السنين ؛ فستعلم من أين يأتي النور ؛ إنه نور العلم الذي لا يتحقق إلا من خلال القراءة
-ضحك الجوال قائلًا بصوت ساخر : من الواضح أنك لا تعلم أن البشر قد استغنوا عنك أيها الأحمق ، لقد أصبحت الهواتف مليئة بكل ما يرغبون به حتى القراءة
-تماسك الكتاب متسائلًا : وهل كل المعلومات الموجودة بكل الكتب لديك أيها الهاتف؟
-أجاب الهاتف في لهفة : نعم .. من المؤكد أن كل المعلومات لدي
-قال الكتاب : لا أظن ذلك ، وستتأكد من ذلك بنفسك بعد قليل ، ولكن أخبرني هل لديك القدرة على الاحتفاظ بكل شيء دون أن يتم فقدانه في أي وقت؟
-أجاب الجوال بصوت متردد : نعم .. لا يمكن لأي شيء أن يختفي من عندي
-وفجأة اهتز الهاتف قائلًا في خوف : يا إلهي! ما الذي يحدث بداخلي!
-ضحك الكتاب قائلًا : فيما يبدو أنك تفقد جميع ملفاتك الآن أيها الجوال الجاهل ؛ فمن السهل أن تمحو التكنولوجيا ما وضعته في لحظة ، كما أنك لست الوسيلة السهلة أو الممتعة للقراءة ؛ بل إنك تتسبب في ضعف بالبصر
-بدأت حركة الجوال تهدأ رويدًا رويدًا ، ثم قال : عندك حق أيها الكتاب ، لقد حدث إعادة تأهيل اجبارية لكل ما كنت أحمله من محتويات
-وفي غضون ذلك الحوار ؛ مدّ صاحب الجوال يده فأخذ الكتاب ؛ ثم مسح الأتربة من فوقه وفتحه ليستفيد من بعض محتوياته في أحد الأبحاث المطلوبة منه ؛ فابتسم -الكتاب في سعادة وهو ينظر إلى الجوال ، حينها نظر الهاتف إلى نفسه وهو يكاد ينفصل عن الحياة نتيجة لضعف البطارية : ها أنا ضعيف الآن وسأُظلم بعد قليل ، حقًا لقد انتصر الكتاب.

حوار بين شخصين عن الكتاب قصير

-أحمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف حالك يا صديقي أدعو الله عز وجل أن تكون على ما يرام.
-محمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بك يا أحمد، الحمد لله أنا بخير.. نحمد الله على سائر نعمه.
-أحمد: أعلم جيداً إنك من روادي المكتبة ومن محبي القراءة منذ كنا معاً بالمدرسة، فأحببت أن أتناقش معك عن أهمية القراءة ومزايا اقتناء الكتب لعلي اقتنع و أخطو أولى خطواتي في عالم القراءة.
-محمد: نعم يا أحمد أنا أحب القراءة كثيراً، فهي بوابة لعوالم أخرى لم نعلم عنها شيء، فالمرء يعيش حياة واحدة والقارئ يعيش ألف حياة، فكل كتاب تقرأه يأخذك إلى عالم جديد ورحلة فريدة من الأفكار والمعتقدات ووجهات النظر لتجد نفسك ترى الأمر بأكثر من منظور، فيتسع أفقك وتنتقل إلى مرحلة الشخص المستنير الذي يقبل اختلاف الآراء دون تعصب عرقي أو فكري أو عقائدي.
-أحمد: وما هي أنواع الكتب الموجودة بالمكتبة؟
-محمد: الكتب أنواع عدة منها الكتيبات الصغيرة والمراجع الضخمة والكتب المتخصصة والمجلات والكتب المصورة والكتب الإلكترونية وغيرها الكثير، ولكن السؤال الأهم والذي كنت أنتظره ما هي المجالات التي يمكنك القراءة بها؟
-أحمد: حقاً، لقد راودني هذا السؤال وكنت سأطرحه عليك أثناء الحديث.
-محمد: يوجد عدد كبير من المجالات التي يمكنك أن تقرأ بها، وهذا يتوقف على هواياتك وميولك الفكرية، فالقراء يتفقون في حبهم في القراءة ويختلفون في أنواع الكتب التي يتهافتون عليها ويحبونها، فالبعض يحب قراءة الأدب فتجد هؤلاء يميلون لقراءة الدواوين الشعرية وكتب الأدب النثرية والقصص والروايات والمقامات ويميلون إلى القراءة في تاريخ الأدب والمعلقات وغيرها.
وتجد البعض الأخر يميل إلى العلوم التطبيقية فيقرأ عن الاكتشافات العلمية ويميل إلى المجلات العلمية المصورة ودوريات الجامعات العالمية، فيقرأ عن الفضاء واكتشافاته وعن تطبيقات الفيزياء وتكنولوجيا النانو وعن الرياضيات ومعادلاتها وتطبيقاتها الحياتية، والكيمياء المميزة بالألوان الشيقة والتفاعلات الرائعة، والبعض يحب مجالات تبسيط العلوم للأطفال وآليات تنفيذ التجارب العلمية بسبل مبسطة وآمنة في معامل تعليمية خاصة بالأطفال، فتجد هؤلاء مهتمون بالكتب التي تتعلق بذلك المجال.
-أحمد: إذاً علي الاختيار بين الأدب والعلوم.
-محمد: لا يا صديقي فهناك عدد كبير من المجالات التي يمكنك أن تقرأ بها غير الأدب والعلوم، فإذا زرت المكتبة ستجد كتب عن علوم السياسة والاجتماع، وعن الاقتصاد وريادة الأعمال وكتب عن الفلسفة والمنطق وعلم النفس وفي التربية وطرق التدريس والصحة النفسية، هذا بجانب طبعاً ركن الكتب التاريخية الذي يضم عدد لا حصر له من الكتب التي تحكي حضارات الأمم على مر العصور، ولا تنسى أن تلقي نظرة على كتب الجيولوجيا وعلوم الأرض والجغرافيا.
-أحمد: ياااا يا صديقي لقد ازددت شوقاً لزيارة المكتبة للاطلاع على هذا الكم الهائل من الكتب، سأقوم بزيارة المكتبة العامة بإذن الله في عطلة نهاية الأسبوع.
-محمد: وهذا أفضل قرار يا أحمد، ولا تنسى إذا اصطحبت أخيك الأصغر فالتلقي نظرة على ركن الأطفال فهناك عدد كبير من كتب الأطفال المصورة والشيقة بكل المجالات المعرفية.
_أحمد: شكراً يا صديقي على النصيحة، وسأخبرك بما توصلت إليه في زيارتي بإذن الله.. طابت ليلتك.
_محمد: لا شكر على واجب، وفقك الله.

حوار بين الكتاب والانترنت

-مضى الكتاب بخطوات حثيثة إلى الحاسوب الموضوع بجواره ليراقب ما يحدث بداخله ، وفجأة اصطدم بأيقونات تتحرك يمينًا ويسارًا ضاغطة على عناوين بالشاشة ؛ فصاح قائلًا : ما هذا؟!
-لم يتوقع الكتاب أن يجد من يرد عليه ؛ إنه الإنترنت الذي تحدث قائلًا : إنني أنا الذي أمتلك العالم من حولي..
-تعجب الكتاب متسائلًا : وهل يمكن لأي شيء أن يمتلك العالم ؛ فالعالم بيد الله وحده
-أجاب الإنترنت : ألم تسمع أيها الكتاب البالي عن أهمية الإنترنت في هذا العالم ، وكيف غيّر مجرى الحياة الإنسانية
-ابتسم الكتاب : نعم لقد غيّرت أيها الإنترنت مجرى الحياة ، ولكن لا تعتقد أن كل أفعالك إيجابية ومفيدة للبشرية
-امتعض الإنترنت قائلًا في غضب : كيف هذا؟ إنني أقدم لهم كل شيء ؛ فقط مع ضغطة زرٍ واحدة قد تجد العالم أمامك دون عناء
-اهتز الكتاب يمينًا ويسارًا ثم قال : حقًا.. لقد قلت أنك تقدم كل شيء ، ألم تسأل نفسك أن كل شيء يندرج تحتها كل الخطوط سواءًا السلبية أو الإيجابية
-تنهد الإنترنت متسائلًا : وما شأنك أنت أيها الكتاب؟ وما هي فائدتك في الحياة؟ إن مكانك الآن بين الأتربة وليس البشر
-تماسك الكتاب قائلًا : أنا الذي أقدم العلم والمعرفة ، أنا النور الذي يضيء الطرقات ، أنا الحياة الأخرى التي يعيشها البشر من خلال التاريخ والخبرات ، وإن كنت تراني ما بين الأتربة ؛ فإنني أسمو إلى المعالي بما أحتويه ، وإن كانت لديك معرفة حقًا فستعرف كيف تحولت البشرية في وجودي إلى أفضل حال
-قال الإنترنت متحديًا : أعلم كل ذلك ، ولكن ما لا تعلمه أنت أن محتوياتك التي تتحدث عنها ؛ إنما هي جزء بسيط من محتوياتي ، ألم أخبرك بأن ضغطة زر واحدة تأتيك بكل شيء
-ابتسم الكتاب مجددًا : عندك حق أيها الإنترنت ، أعلم جيدًا أن العديد من محتوياتي لديك ولكن ليس جميعها كما تدعي ، كما أنني لا أغفل أهميتك في الحياة الآن ، ولكن لا أعترف أيضًا بأنك الأهم ، وعليك أن تعلم أن الكتاب برائحة أوراقه هو خير جليس يستريح معه الإنسان ؛ حيث أنه راحة للروح والجسد والعين بخلاف أضوائك المرهقة ، كما أنك قد تنقطع عن العمل لأسباب فنية في أي وقت بينما يظل عملي دائم بلا انقطاع ، هلا فهمت الآن؟
-أجاب الإنترنت في استسلام : حقًا أيها الكتاب أنت مهم للغاية ، وكلانا لا يمكن الإستغناء عنه في الوقت الحاضر
-وفجأة انقطع التيار الكهربائي وانطفأت شاشة الحاسوب اجباريًا ، وجلس الكتاب مبتسمًا بين يدي صاحبه يشعر بالانتصار.



351 Views