خصائص الأدب المهجري شكلا ومضمونا كما سنتعرف من أبرز سمات الأدب المهجري؟ وأغراض شعر المهجر والكثير من التفاصيل حول هذا المقال في هذه السطور التالية.
محتويات المقال
خصائص الأدب المهجري شكلا ومضمونا
الأدب المهجري هو الأدب الذي أبدعه الشعراء والكتّاب العرب الذين هاجروا من بلادهم إلى العالم الجديد، وخاصة إلى الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية، في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. يتميز هذا الأدب بخصائص فنية ومضمونية مميزة تميزته عن الأدب التقليدي. وفيما يلي أبرز خصائصه:
الخصائص الشكلية للأدب المهجري:
- التحرر من الأوزان والقوافي التقليدية: على الرغم من أن الشعراء المهجريين استخدموا الشعر العمودي التقليدي في بعض الأحيان، إلا أنهم طوروا الشعر إلى أشكال جديدة مثل الشعر الحر وشعر التفعيلة.
- التجديد في الصور الفنية: استخدموا صوراً مجازية مبتكرة تعكس مشاعرهم ومعاناتهم في الغربة، وأدخلوا رموزاً جديدة مستوحاة من الطبيعة والأحداث الاجتماعية والسياسية التي عاشوها.
- التبسيط اللغوي: مال الأدباء المهجريون إلى استخدام لغة سهلة وبسيطة مقارنة باللغة التقليدية الثقيلة، مما جعل أعمالهم أكثر قرباً إلى عامة الناس.
- الأسلوب السردي: انتشر في الأدب المهجري أسلوب السرد في الشعر والنثر، حيث كانوا يعبرون عن تجاربهم ومشاعرهم في شكل قصص وأحداث.
الخصائص المضمونية للأدب المهجري:
- الغربة والحنين للوطن: كان الشعور بالغربة والحنين إلى الوطن من أبرز المواضيع في الأدب المهجري. عبّر الأدباء عن اشتياقهم لأوطانهم وثقافاتهم وتراثهم.
- الحرية والاستقلال: ارتبط الأدب المهجري بفكرة الحرية سواء كانت حرية فكرية أو اجتماعية أو سياسية، وعبّر الشعراء عن تطلعاتهم نحو استقلال أوطانهم من الاستعمار.
- التأمل الفلسفي: كان للأدب المهجري طابع تأملي عميق، حيث تساءل الأدباء عن معنى الحياة والموت، والوجود، والمصير.
- الدعوة إلى الوحدة والتسامح: دعا الأدباء المهجريون إلى التسامح والتعايش بين مختلف الأعراق والأديان، وكان ذلك نتيجة لتجاربهم في المجتمع الغربي المتعدد الثقافات.
- الطبيعة: الطبيعة كانت مصدراً للإلهام للكثير من الأدباء المهجريين، حيث اعتبروها رمزاً للجمال والنقاء، واستخدموها للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم.
- من أشهر أدباء المهجر: جبران خليل جبران، إيليا أبو ماضي، ميخائيل نعيمة، ومي زيادة.
أغراض شعر المهجر
شعر المهجر يتميز بتنوع أغراضه نتيجة لتأثر الشعراء المهجريين ببيئاتهم الجديدة وتجاربهم في الغربة. وفيما يلي أبرز أغراض شعر المهجر:
1. الغربة والحنين إلى الوطن:
يعتبر هذا الغرض من أشهر أغراض شعر المهجر، حيث عبر الشعراء عن مشاعرهم تجاه الوطن الذي تركوه خلفهم، وما يعانونه من حنين واشتياق له. مثلًا، يعبر جبران خليل جبران عن هذا الحنين العميق إلى وطنه لبنان.
2. الحرية والاستقلال:
تأثر الشعراء المهجريون بالأجواء السياسية في أوطانهم الأصلية، التي كانت تعاني من الاستعمار والاحتلال. فدعوا إلى التحرر والاستقلال، وعبّروا عن تطلعهم إلى الحرية، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع.
3. التأمل الفلسفي والوجودي:
تطغى على شعر المهجر التأملات العميقة في الحياة، والموت، والوجود، والمعنى الحقيقي للإنسان. تأثروا بالفكر الفلسفي الغربي والشرقي، وانعكس ذلك في أشعارهم التي تناولت الأسئلة الوجودية والبحث عن الحقيقة.
4. الطبيعة:
كانت الطبيعة مصدراً كبيراً للإلهام في شعر المهجر، حيث استخدمها الشعراء كرمز للجمال والنقاء، وأحياناً كملاذ من تعقيدات الحياة. وصفوا جمال الطبيعة وارتباطهم بها بشكل مؤثر ومميز.
5. الحب:
الحب في شعر المهجر لم يكن مجرد حب رومانسي، بل امتد ليشمل الحب الإنساني الشامل. تناول الشعراء الحب بين الإنسان والطبيعة، وبين الإنسان والإنسان، وكان للحب عندهم طابع إنساني عميق يتجاوز العلاقات العاطفية التقليدية.
6. الدين والروحانية:
امتاز شعر المهجر بنزعة روحانية قوية، حيث عبر الشعراء عن ارتباطهم بالله وبالدين، ولكن ليس على مستوى الطقوس التقليدية فقط، بل كانوا أكثر اهتماماً بالجانب الروحي الداخلي والتأمل في العلاقة بين الإنسان والخالق.
7. الدعوة إلى التسامح والتعايش:
نتيجة لتجاربهم في مجتمعات متعددة الثقافات في الغرب، كان للشعراء المهجريين دور بارز في الدعوة إلى التسامح الديني والتعايش بين مختلف الشعوب والثقافات. نادوا بالمحبة والسلام بين البشر بعيداً عن التعصب والتمييز.
8. الاجتماع والإصلاح:
تناول الشعراء المهجريون في أشعارهم بعض القضايا الاجتماعية وأهمية الإصلاح والتغيير في المجتمع. كانوا يسعون لتحسين الأوضاع الاجتماعية والسياسية في أوطانهم الأصلية، ودعوا إلى الإصلاح والتقدم.
9. الموت والفناء:
تناول الشعراء المهجريون فكرة الموت بشكل فلسفي وعميق، واعتبروه جزءًا من دورة الحياة الطبيعية. كانوا يتأملون في معنى الحياة والموت بشكل يتجاوز الرؤية التقليدية لهما.
تأثرت هذه الأغراض بالتجارب الشخصية والمعاناة التي مر بها الشعراء في غربتهم، إضافة إلى ما حملوه من قيم وأفكار من بيئاتهم الأصلية.
تعريف شعر المهجر
شعر المهجر هو نوع من الأدب العربي الذي أبدعه الشعراء العرب الذين هاجروا من بلادهم إلى الدول الغربية، خاصة إلى الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. هؤلاء الشعراء كانوا جزءًا من “الرابطة القلمية” و”العصبة الأندلسية”، وهما حركتان أدبيتان بارزتان ظهرتا بين أدباء المهجر في الشمال والجنوب الأمريكي.
خصائص شعر المهجر:
- التجديد الفني: يتميز شعر المهجر بالتحرر من القيود التقليدية للشعر العربي الكلاسيكي، مثل الالتزام الصارم بالأوزان والقوافي، ما سمح للشعراء بتطوير الشعر الحر وشعر التفعيلة.
- الاهتمام بالقضايا الإنسانية: تناول شعراء المهجر قضايا إنسانية مثل الحرية، السلام، التسامح، ومعاناة الإنسان في ظل الاضطهاد والاستعمار.
- النزعة التأملية: كان لشعر المهجر طابع تأملي وفلسفي عميق، حيث اهتم الشعراء بالتأمل في قضايا الوجود، الحياة، الموت، والمصير.
- التعبير عن الغربة والحنين: أحد المواضيع الأساسية في شعر المهجر هو التعبير عن الشعور بالغربة والحنين إلى الوطن والثقافة الأصلية، وذلك بسبب تجربة الهجرة التي عاشها هؤلاء الشعراء.
- من أبرز شعراء المهجر: جبران خليل جبران، إيليا أبو ماضي، ميخائيل نعيمة، رشيد أيوب، وغيرهم.
مظاهر التجديد في الشعر المهجري شكلا ومضمونا
شعر المهجر يُعَدّ من أبرز مدارس الشعر التي ساهمت في التجديد والتطوير في الأدب العربي الحديث. وقد ظهر هذا التجديد في جوانب متعددة من حيث الشكل والمضمون، نتيجة لاحتكاك شعراء المهجر بالثقافات الغربية وتأثرهم بالتغيرات الاجتماعية والسياسية التي عاشوها في غربتهم. وفيما يلي مظاهر التجديد في شعر المهجر:
- أولاً: مظاهر التجديد في الشكل:
التحرر من الأوزان والقوافي التقليدية:
تأثر شعراء المهجر بالشعر الغربي وبدأوا في الابتعاد عن الأشكال الشعرية التقليدية التي تعتمد على البحور العروضية. قاموا بتجربة الشعر الحر وشعر التفعيلة الذي يعتمد على الوحدة الموضوعية أكثر من الوزن.
التنويع في الأساليب الشعرية:
استخدموا أساليب شعرية متعددة مثل السرد القصصي، الحوار الشعري، والمناجاة الذاتية، مما أكسب الشعر حيوية وتجديدًا على مستوى الأسلوب.
التوسع في استخدام الصور الشعرية والمجازات:
تميز شعر المهجر بتوظيف الصور الشعرية الغنية والمجازات المبتكرة، متأثرين بالثقافات الغربية والطبيعة المحيطة بهم، وهذا أدى إلى تجديد في التصوير الشعري.
التخلص من الأسلوب البلاغي التقليدي:
قلل شعراء المهجر من استخدام المحسنات البديعية والتراكيب البلاغية الثقيلة التي كانت سائدة في الشعر العربي القديم، واستبدلوها بأسلوب بسيط وسلس، يعبر عن مشاعرهم بشكل مباشر.
التنوع في القافية:
بالرغم من أن القافية كانت جزءًا من التقاليد الشعرية، إلا أن شعراء المهجر استخدموا تنوعًا في استخدام القافية ولم يلتزموا بالتوحيد الصارم لقافية واحدة، ما أضفى حرية أكبر على التعبير الشعري. - ثانياً: مظاهر التجديد في المضمون:
التأمل الفلسفي والروحاني:
طغت على أشعار المهجر نزعة فلسفية وتأملية عميقة، حيث ركز الشعراء على أسئلة الحياة والموت والوجود، متأثرين بالفكر الغربي والروحانية الشرقية. على سبيل المثال، نجد هذا في أعمال جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي.
الغربة والحنين:
موضوع الغربة والحنين إلى الوطن كان أحد المواضيع البارزة في شعر المهجر، حيث عبّر الشعراء عن مشاعرهم العميقة تجاه الوطن الذي تركوه وراءهم، وعن المعاناة النفسية التي عاشوها في المهجر.
الدعوة إلى الحرية والسلام:
دعا شعراء المهجر إلى الحرية والتحرر، سواء على المستوى الفردي أو الوطني. كما كانوا من دعاة السلام والتسامح بين الأديان والثقافات، نتيجة لتجاربهم في المجتمعات المتعددة الثقافات التي عاشوا فيها.
النزعة الإنسانية:
اتسم شعر المهجر بالنزعة الإنسانية الشاملة، حيث ركز الشعراء على قضايا الإنسان بعيدًا عن الاختلافات الدينية أو العرقية، ودعوا إلى الحب والسلام والتعايش.
الاهتمام بالطبيعة:
الطبيعة كانت ملاذًا ومصدر إلهام لشعراء المهجر. استخدموها كرمز للجمال والنقاء وأحيانًا للتعبير عن مشاعرهم الداخلية والتأملات الفلسفية. وصوروا الطبيعة بأسلوب فني مبتكر ومتميز.
نقد المجتمع والدعوة إلى الإصلاح:
بعض شعراء المهجر، مثل ميخائيل نعيمة، تناولوا في أشعارهم قضايا اجتماعية وانتقدوا الفساد والتخلف الذي كان يعاني منه المجتمع العربي، ودعوا إلى الإصلاح والتغيير.