سبب تأليف كتاب كليلة ودمنة

كتابة حنان الشهري - تاريخ الكتابة: 8 يونيو, 2022 4:31
سبب تأليف كتاب كليلة ودمنة

سبب تأليف كتاب كليلة ودمنة سوف نتحدث كذلك عن تعريف كتاب كليلة ودمنة والمغزى من كتاب كليلة ودمنة وسبب تأليف كتاب كليلة ودمنة كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

سبب تأليف كتاب كليلة ودمنة

-يرجع السبب في تأليف كتاب كليلة ودمنة إلى ظلم حاكم الهند لشعبه في ذلك الوقت الملك دبشليم؛ لذا قرر “بيديا” أن يوقفه عند حده، ويهديه إلى طريق العدل، وأن يتوقف عن ظلمه لرعيته.
-ليقوم بالذهاب إلى ذلك الحاكم ويروي له بعضًا من القصص التي تتحدث عن الإنصاف والعدل حتى يتعظ ويهتدي، ولكن على عكس المتوقع تمامًا فقد قام بوضعه في السجن، ولم يقوم الفيلسوف بإجراء أي تصرف أحمق وحافظ على هدوئه واتزانه وتصرف بحكمة، الأمر الذي جعل ذلك “دبشليم” يتعجب من حكمته وفطنته؛ ليأمر بعد ذلك بإخراجه من السجن.
-ساعده على ذلك الاستعانة بـ “بيديا”؛ حيث طلب منه أن يرشح له أحد الكتب البليغة التي تجعل القارئ يسبح بفكره في بحر العلم ويأخذ منه الكثير، وحرص على أن يكون مضمون ذلك الكتاب يتحدث عن السياسة العامة وكيفية تأديبها، بالإضافة إلى ذلك فقد اشترط أن يشتمل محتواه على طبيعة العلاقة بين الحاكم ورعيته، وما الأخلاق الواجب توافرها بلك الحاكم، حتى لا يكون بذلك يظلم أحد رعاياه، وأمر “دبشليم” بأن يتم حفظ ذلك الكتاب عقب وفاته حتى يكون بمثابة مرجعًا لكل حاكم يأتي من بعده.
-تغير “دبشليم” تمامًا بعد تلك الواقعة؛ حيث قام برد المظالم إلى أهلها، كما أصبح يساعد رعيته في حل المشاكل الخاصة بهم؛ ليساهم بذلك الفيلسوف في تغيير مصير شعب بأكمله، ويتفرغ بعدها إلى كتابة عدد من الكتب الأخرى التي تختص بقواعد الحكم والسياسة، أما بالنسبة لـ “دبشليم” فقد نفرغ بدوره هو الآخر إلى الاهتمام بعدد من الأمور الثقافية والفلسفية.

تعريف كتاب كليلة ودمنة

كَليلة و دِمنة هي : مجموعةٌ من الحكاياتِ تعود إلى القرنِ الرابع الميلادي، حيث كان يروريها الفيلسوف الهندِّيُ (بيدبا ) لِملكهِ (دبشليم)، وهي خلاصة من الحِّكم مروِّية بأسلوبٍ مسلٍ على ألسن الحيوانات، و ذاتِ طابعٍ يرتبطُ بالحكمةِ والأخلاقِ والسياسةِ ومنهجِ الحكم .
ومما كتبه ابن المقَّفع في( باب عرض الكتاب ) : ” هذا كتاب كليلة ودمنة، وهو مما وضعه علماء الهند من الأمثال والأحاديث التي أُلهموا أن يُدخِلوا فيها أبلغ ما وجدوا من القول في النحو الذي أرادوا. ولم يزل العلماء من أهل كل ملةٍ يلتمسون أن يعقل عنهم، ويحتالون في ذلك بصنوف الحيل؛ ويبتغون إخراج ما عندهم من العلل، حتى كان من تلك العلل وضع هذا الكتاب على أفواه البهائم والطير.
وقد ترجمت هذه الحكايات من الهندِّية الى الفارسِّية على يد طبيب فارسِّيٍ يدعى (بَرْزَوَيْه) ثم ترجمها ابن المقفَّع الى العربيَّة فكانت من أوائل الكتب التي نقلت الى العربيِّة في تلك الفترة.

المغزى من كتاب كليلة ودمنة

شغف الإنسان بإنطاق ما لا ينطق من الكائنات الأخرى، قديم قدم التخفي والتشكي والتشفي، وجاءت “كليلة ودمنة” لتتوج هذا التوق إلى تقصي الحكمة من خلال سلوك الحيوان الذي لن يطالب الحيوان يوما بحقوق التأليف، ولن يقاضيه عما نسب له زورا أو تدليسا.

سبب تأليف كتاب كليلة ودمنة

قال علي بن الشاه الفارسي: كان السبب الذي من أجله وضع بيدبا الفيلسوف لدبشليم ملك الهند كتاب كليلة ودمنة، أن الإسكندر ذا القرنين الرومي لما فرغ من أمر الملوك الذين كانوا بناحية المغرب، سار يريد ملوك الشرق من الفرس وغيرهم؛ فلم يزل يحارب من نازعه ويواقع من واقعه، ويسالم من وادعه من ملوك الفرس، وهم الطبقة الأولى، حتى ظهر عليهم وقهر من ناوأه وتغلب على من حاربه؛ فتفرقوا طرائق وتمزقوا حزائق ، فتوجه بالجنود نحو بلاد الصين؛ فبدأ في طريقه بملك الهند ليدعوه إلى طاعته والدخول في ملته وولايته. وكان على الهند في ذلك الزمان ملك ذو سطوة وبأس وقوة ومراس، يقال له فورٌ.
فلما بلغه إقبال ذي القرنين نحوه تأهب لمحاربته، واستعد لمجاذبته؛ وشم إليه أطرافه، وجد في التألب عليه؛ وجمع له العدة في أسرع مدة من الفيلة المعدة للحروب، والسباع المضراة بالوثوب؛ مع الخيول المسرجة والسيوف القواطع، والحراب اللوامع.
فلما قرب ذو القرنين من فور الهندي وبلغه ما أعد له من الخيل التي كأنها قطع الليل مما لم يلقه بمثله أحد من الملوك الذين كانوا في الأقاليم، تخوف ذو القرنين من تقصير يقع به إن عجل المبارزة. وكان ذو القرنين رجلاً ذا حيل ومكايد، مع حسن تدبير وتجربة، فرأى إعمال الحيلة والتمهل، واحتفر خندقاً على عسكره؛ وأقام بمكانه لاستنباط الحيلة والتدبير لأمره؛ وكيف ينبغي له أي يقدم على الإيقاع به، فاستدعى بالمنجمين.
وأمرهم بالاختيار ليوم موافق تكون له فيه سعادة لمحاربة ملك الهند والنصرة عليه.
فاشتغلوا بذلك. وكان ذو القرنين لا يمر بمدينة إلا أخذ الصناع المشهورين من صناعها بالحذق من كل صنف. فأنتجت له همته ودلته فطنته أن يتقدم إلى الصناع الذين معه في أن يصنعوا خيلاً من نحاس مجوفة، عليها تماثيل من الرجال، على بكرٍ تجري، إذا دفعت مرت سراعا.
وأمر إذا فرغوا منها أن تحشى أجوافها بالنفط والكبريت؛ وتلبس وتقدم أمام الصف في القلب.
ووقت ما يلتقي الجمعان تضرم فيها النيران. فإن الفيلة إذا لفت خراطيمها على الفرسان وهي حامية، ولت هاربة، وأوعز إلى الصناع بالتشمير والانكماش والفراغ منها.
فجدوا في ذلك وعجلوا.
وقرب أيضاً وقت اختيار المنجمين. فأعاد ذو القرنين رسله إلى فور يدعوه إليه من طاعته والإذعان لدولته.
فأجاب جواب مصر على مصرٍ على مخالفته، مقيمٍ على محاربته. فلما رأى ذو القرنين عزيمته سار إليه بأهبته؛ وقدم فور الفيلة أمامه، ودفعت الرجال تلك الخيل وتماثيل الفرسان؛ فأقبلت الفيلة نحوها، ولفت خراطيمها عليها. فلما أحست بالحرارة ألقت من كان عليها، وداستهم تحت أرجلها، ومضت مهزومة هاربة، لا تلوي على شيءٍ ولا تمر بأحدٍ إلا وطئته. وتقطع فورٍ وجمعه، وتبعهم أصحاب الإسكندر؛ وأثخنوا فيهم الجراح.



590 Views