سبب تسمية صلاة الجماعه بهذا الإسم وماهو مفهوم صلاة الجماعة كل ذلك في هذا المقال ومن خلال السطور التالية.
محتويات المقال
مفهوم و تعريف صلاة الجماعة
بيّن العلماء المقصود بصلاة الجماعة لغةً واصطلاحاً.
تعريف صلاة الجماعة لغةً:
هي الطائفة والمجموعة والزُّمرة والعدد الكثير.
تعريف صلاة الجماعة اصطلاحاً:
هي العدد والمجموعة من النّاس، وأُخذت من كلمة الاجتماع، والاجتماع المقصود هو الصّلاة،
وسمّيت صلاة الجماعة بهذا الاسم
لاجتماع المُصلّين معاً في فعل الصّلاة زماناً ومكاناً وفعلاً. تعريف صلاة الجماعة: هي صلاة المرء مع غيره من المصلّين ولو كانا اثنين فقط، والدّليل على ذلك قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-لاثنين من الصّحابة رضي الله عنهما: (إذا حضَرَتِ الصلاةُ فأذِّنا وأَقيما، ثمّ لْيَؤمَّكما أكبرُكما).
الحِكمة من صلاة الجماعة
شرع الله -تعالى- صلوات الجماعة في عدّة ظروف، منها ما يتكرّر كلّ يوم كالصّلوات الخمس المفروضة، ومنها ما يتكرّر كلّ عام كصلوات الأعياد، والصّلوات التي تؤدّى جماعةً شُرعت لعدّة حِكم:
1-التعبّد لله -تعالى- وطاعته بالإقبال على الأفعال التي تُرضيه، ومن الأفعال التي تُرضيه الاجتماع للصّلاة.
2- ظهور التودّد والتّحابب بين المسلمين؛ إذ إنّ المحبة تزيد عند التقاء المسّلمين مع بعضهم البعض في الصّلاة.
3- إظهار شعائر الإسلام؛ فلو أنّ كلّ مسلمٍ صلّى في بيته ولم تكن صلوات الجماعة مشروعة لما أحسّ النّاس بهذه الشعائر وعِظمها.
4- تعليم الجاهلين أحكام الإسلام من المسّلمين، فلو أنّ المسلم تعلّم من أخيه حرفاً واحداً أو حُكماً واحداً كلّما التقيا كان لهذا التعليم أثراً ظاهراً في تعليم النّاس أمور دينهم.
5- تشجيع المسّلمين بعضهم البعض على أداء الواجبات والفرائض، والتّواصي بالحقّ فيما بينهم.
6- استشعار المسّلم الوقوف في صفّ الجهاد في سبيل الله -تعالى- الذي يُشابه الوقوف في صفوف الصّلاة. تعويد الإنسان على ضبط نفسه وحركاته، فالمسّلم في صلاة الجماعة مُلزم بأن يبقى منضبطاً خلف الإمام وألّا يسبقه بقيامٍ أو جلوسٍ.
7- تعويد أمّة المسلمين على الاتّحاد وعدم التفرّق، والالتزام بأمر إمامٍ واحدٍ.
8- شعور المسّلمين بالمساواة فيما بينهم، فلا فضل لأحدٍ منهم على أحد، فجميع المسّلمين سواسية في الصفوف والحركات ولا يتقدّم أحد على أحد.
9- تفقّد أحوال المرضى والفقراء في الصّلاة؛ فالذي اعتاد على الصّلاة ثمّ غاب عن صلاة الجماعة لفترة يجعل المصلّين يسألوا عن حاله وعن سبب عدم حضوره الصّلاة.
10- تذكير النّاس بأنّ حالهم واجتماعهم لصلاة الجماعة كان حال أوائل الصّحابة رضي الله عنهم، فالإمام في مقام الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، والمصلّون خلفه في مقام الصّحابة رضي الله عنهم؛ ممّا يحثّ المصلّين على الاقتداء بمن سبقهم.
11- تُضاعف الحسنات والأجور في صلاة الجماعة.
12- تربية المسّلمين على احترام الوقت وتقديره؛ فالصّلاة لها وقت محدّد تُقام فيه، فعلى المسّلم أن ينظّم وقته حتّى لا تفوته صلاته.
13- الدّعوة إلى الله -تعالى- باستغلال وقت اجتماع المصلّين بنصحهم وتوجيههم وإرشادهم.
فضل صلاة الجماعة
– وردت عدّة أحاديث نبويّة تحثّ على صلاة الجماعة وتَذْكر فضلها، وذهب كثير من العلماء إلى أنّ صلاة الجماعة واجبة على الرّجال، واستدلّوا على ذلك بآيات صلاة الخوف التي تبيّن للمسّلمين أنّ صلاة الجماعة واجبة حتى وقت الخوف والحرب، ولو أنّها كانت سنّة لسقطت حال الخوف والحرب، وقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه الإمام البخاريّ في صحيحه: (والذي نفسي بيدِه، لقد هَمَمْتُ أن آمرَ بحَطَبٍ فيُحطَبَ، ثمّ آمُرَ بالصلاةِ فيؤذَّنَ لها، ثمّ آمُرَ رجلاً فيؤمَ الناسَ، ثمّ أخالفَ إلى رجالٍ فأُحَرِّقَ عليهم بُيوتَهم)، وذلك لأهميّة صلاة الجماعة، ولِعِظم ذنب مَن تخلّف عنها، والشّرع لا يُعاقب إلّا على تَرك الواجب أو فعل المحرّم.
-وردت أيضا عدّة أحاديث نبويّة تبيّن فَضْل صلاة الجماعة؛ منها قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (صلاةُ الجماعةِ تَفضُلُ صلاةَ الفَذِّ بسبعٍ وعشرين دَرَجَةً)، وقال أيضاً: (مَن غَدا إلى المَسجدِ وراح، أَعدَّ اللهُ لَه نُزُلَه مِنَ الجنَّةِ، كلَّما غَدا أو راحَ)،
وجعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- براءة من نار جهنّم ومن النّفاق لِمَن صلّى جماعةً وأدرك أوّل تكبيرة فيها؛ أي تكبيرة الإحرام، واستمرّ على ذلك لمدّة أربعين يوماً، وخصّت صلاتي الفجر والعِشاء بالفَضْل والأجر؛ فمَن صلّى صلاة العِشاء في جماعةٍ كان كمَن قام نصف الليل، ومن صلّى صلاة الفجر في جماعةٍ كان كمَن قام كلّ الليل؛ لعظيم فَضْلهما ولتشجيع المسلمين على أدائهما في المسجد.
