سلبيات العدل و أثر العدل على الفرد و مقدمة العدل و مفهوم العدل في الإسلام، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.
محتويات المقال
سلبيات العدل
-التمييز والعنصرية ، سواء على أساس ديني أو عرقي أو جنسي ، معظم الدول لديها تاريخ من التمييز العنصري والتحامل على مجموعة عرقية .
-الفجوة في الأجور بين الطبقات وبعضها .
-فرص التعليم غير المتكافئة ، وخاصًة عدم تلقي المرأة في بعض الشعوب أساسيات التعليم .
-عدم المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات .
-عدم تطبيق القانون ، من خلال عدم تنفيذ الأحكام القضائية .
أثر العدل على الفرد
-العدل يحقق الطمأنينة والهدوء في نفوس الأفراد، ويعزز من توكلهم على الله؛ فالفرد الذي يعيش في المجتمع العادل يطمئن بأن حقه سيأتيه دون انتقاص ودون مساس، مما يحقق له القناعة والراحة.
– نمو المجتمع وتقدمه ومساهمة الأفراد في ذلك؛ فعند تحقق العدل لن يكون هناك أي حقد، أو نقم، وغضب من الأفراد تجاه أوطانهم، وسيكون هناك قابلية للنمو والتقدم.
-تحقيق الأمن والأمان؛ فعند تحقق العدل لن يضطر أحد الأفراد للتخوف على أنفسهم وأموالهم لقناعتهم بأن القوانين ستأخذ مجراها، مما يقلل أيضًا من حدوث اعتداءات السرقة وغيرها.
– تحقيق الخير والبركة، وزيادة الرزق وسعة العيش، فإذا كان العدل متحققًا بين الولاة والأفراد، نزلت عليهم بركات الله ورضوانهم، وزاد في رزقهم.
– كسب محبة الله تعالى والقرب منه، ووتحقيق علو المنزلة عنده، فالله تعالى يحب المقسطين ولا يحب الظالمين.
مقدمة العدل
يمكن للإنسان أن يتحلّى بالعديد من الصفات التي تجعله يبدو شخصاً مميزاً وموضع تقدير واحترام، وتختلف تلك الصفات وأهميتها باختلاف القيم والمعايير المنتشرة في المجتمع، ولكن هنالك أخلاق ثابتة لا يمكن لأي مجتمع أن يتخّلى عنها نظراً لأهميتها وخطورة عدم التقيد بها، والعدل هو إحدى تلك الصفات المهمّة والتي تحقق الأمن والاستقرار في المجتمع وتمنع تفشي الظلم والضعف، العدل هو أن يتم إعطاء الحق لصاحبه دون التفرقة بين الناس، ويعدّ العدل أمراً في غاية الأهمية لتحقيق الصلاح للمجتمع وأفراده، وهو من أهم عوامل السعادة التي يتمناها كافة البشر في حياتهم، وهو ما يجعلهم يطمئنوا على كافة حقوقهم وممتلكاتهم وكذلك أرواحهم وأعراضهم، ويبعدهم عن الشقاء والدمار وضياع الحقوق. للعدل أهمية كبيرة بالإسلام حيث إنّه قيمة من قيم الإسلام والتي يجب أن يتحلّى بها كافة البشر، حيث إن الله تعالى حرم الظلم على نفسه وعلى عباده، وامتثلت به كافة تشريعاته ونظمه، كالتعاملات بين الناس، والقضاء، وكتابة العقود والمواثيق، والسلوك، ولتارك العدل عقاب شديد وإثم عظيم نظراً لخطورة هذا الأمر على وحدة المجتمع الإسلامي وعلى الهدف من وجود الإنسان على الأرض. يوجد أشكال مختلفة للعدل فهنالك عدل الدنيا الذي يشمل حياة البشر، وعلاقاتهم ببعضهم البعض، وعلاقاتهم بالطبيعة والحياة وهنالك العديد من القواعد والأنظمة التي تحقق العدل عند الالتزام بها، وعدل الآخرة الذي يتمثل بالثواب والعقاب الذي يناله الإنسان نتيجةً لأفعاله في الحياة الدنيا وهذا هو العدل المطلق الذي يختص به الله سبحانه وتعالى وحده، ويمكن تقسيم العدل كذلك على اعتبار تعلّقه بالإنسان كالعدل الفردي من خلال أن يعدل الفرد بين جسده، وروحه، وعقله، ويعمل الأعمال التي تحقّق له السعادة والخير ويبتعد عن الأعمال التي تزيد من شقائه وتعبه، والعدل الجماعي الذي يتمثل باحترام الإنسان لأخيه الإنسان وعدم التعدّي على حقوق الآخرين في كافة التعاملات بين البشر.
مفهوم العدل في الإسلام
يعد العدل من الفضائل الكبرى لدى كل الشعوب وفي مختلف الحضارات، ومن هنا فإن إرساء دعائم هذه القيمة وتطبيقها في المجتمع ينبغي أن يكون هدفا أساسيا يسعى الإنسان لتحقيقه وإقراره من أجل خير الأفراد والجماعات .
والعدل هو إعطاء كل ذي حق حقه، وهو فضيلة فردية وفي الوقت نفسه فضيلة اجتماعية لأنه يتعدى إلى الغير، والإنسان في أصل فطرته الصافية يميل إلى العدل وينفر من الظلم، ولا نعدو قول الحق إذا قلنا إن العدل يعد ضرورة حياتية، إذ لا يستطيع الإنسان أن يحيا حياة حقيقية من دونه، ومن أجل ذلك يشير القرآن الكريم إلى أن قيام الناس بالقسط أو بتحقيق مبدأ العدل كان من الأهداف الأساسية لإرسال الرسل، وذلك في قوله تعالى: لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط .
والإسلام عندما يدعو إلى العدل ويأمر به كما جاء ذلك في وضوح في قوله تعالى: إن الله يأمر بالعدل فإن ذلك يعد في الوقت نفسه دعوة إلى حرية الإنسان وكرامته وتأكيد حقوقه الإنسانية العامة، ولذلك يعد الكفاح من أجل رفع الظلم عن المظلومين وتحقيق العدل بين الناس من الواجبات الإنسانية والدينية على السواء، ويشير القرآن الكريم إلى هذه المسؤولية بقوله: وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان .
إن الإنسان، إذاً، مسؤول مسؤولية دينية وأخلاقية عن إقامة العدل الذي هو أساس العمران في هذا الوجود، وهذا يعني ضرورة التغلب على نوازع الأنانية، وتغليب جانب العقل، وهذا بدوره يعني بقاء الأمل في تحقيق العدل حيا في النفوس .
وهذا الأمل يشكل دافعا قويا للتصميم على السعي نحو تحقيق العدل، الأمر الذي يمكن أن يؤدي في نهاية الأمر إلى أن يصبح العدل في حياتنا حقيقة واقعة، وأن يوجه سلوكنا ويحدد تصرفاتنا .
وعند التأمل في مفهوم العدل يتضح لنا أن للعدل جانبين لا يجوز أن ينفصل أحدهما عن الآخر، فالإنسان من ناحية في حاجة إلى العدل يطلبه ويسعى إلى تحقيقه ولكن العدل من ناحية أخرى في حاجة إلى الإنسان من أجل تحقيقه والعمل على إقراره، فالإنسان من دون العدل لا يستطيع أن يحيا حياة حقيقية لها معنى، والعدل قيمة مثالية، ليست شيئا وتظل شعارا فارغا من أي مضمون إذا لم يكن هناك إنسان يعمل على تحقيقها في عالم الواقع، فالعدل ضروري للإنسان مثلما أن الإنسان ضروري لتحقيق العدل .