شرح مصطلح المجال الجغرافي

كتابة محمد الخالدي - تاريخ الكتابة: 13 يوليو, 2020 5:07
شرح مصطلح المجال الجغرافي

شرح مصطلح المجال الجغرافي وماهو مفهوم المجال الجغرافي واهميتة الجغرافية سنتعرف على ذلك من خلال هذه المقالة.

جغرافيا

كلمة جغرافيا في اللغة العربية تعدّ حديثة بعض الشيء، حيث كان العرب والمسلمون يستعملون صورة الأرض أو قطع الأرض أو خريطة العالم والأقاليم أو المسالك والممالك أو تقويم البلدان أو علم الطرق.
اُتُّفِقَ على تقسيم علم الجغرافيا عبر العصور إلى الأقسام التالية وهي:
الجغرافيا الطبيعية وهي التي تهتم بدراسة طبيعة الأرض من حيث البنية الجيولوجية والظواهر الجوية والنبات والحيوان الطبيعي أو البري. ومنها أيضاً الجغرافيا الفلكية وتهتم بدراسة شكل الأرض وحجمها وحركتها وكرويتها وعلاقاتها بالكواكب الأخرى.
الجغرافيا البشرية وتنقسم إلى جغرافية السكان والجغرافيا الاقتصادية والجغرافيا السياسية وتبحث في أقطار الأرض وحدودها السياسية ومشكلاتها وسكانها
علم الخرائط: وهو علم يهتم بالخرائط وطرق إنشاءها
وأخيراً انضم فرع جديد هو نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.

مجالات البحث الجغرافي

حتى تكون الجغرافيا قادرة على تشخيص المشاكل التي تنحصر في إقليم ما، فإنها تقوم بتحديد المجال، وتشرح العلاقات القائمة بين مختلف العناصر الطبيعية والبشرية مهما تداخلت فيما بينها. و نتيجة لذلك تعدّ الجغرافيا ذات خاصية متميزة إذ نجدها تضع قدماً على العلوم الطبيعية وقدماً على العلوم البشرية. فإذا كانت التصنيفات الحديثة لمواقع العلوم المختلفة قد تمت سنة 1972 وقسمتها إلى ثلاث فئات هي: العلوم التحليلية التجريبية، والعلوم التفسيرية التأويلية والعلوم النقدية فالجغرافيا من بين العلوم التي تمتلك خواص كل هذه الفئات. فدراسة المجال الجغرافي تؤكد وجود مكونات كثيرة طبيعية وبشرية مترابطة تتميز بتفاعلات كثيرة تحصل بين هذه المكونات. وهو ما يجعل دور عالم الجغرافيا فيها حساسا ومهما ولذلك نجد دراسة المجال الجغرافي لا تقتصر على موضوع في حد ذاته أو على ظاهرة دون الأخرى ومع أن المجال الجغرافي يشمل كل الظواهر مجتمعة، فإن دراسة هذه الظواهر تبحث منفصلة مع قياس درجات التفاعل والتعليل والتحليل دون إهمال أي عنصر من عناصر المجال. و نظرا لأهمية المجال الجغرافي أقرت اليونسكو منهجية تدريسه في أوروبا على تلامذة المستوى الابتدائي في حالته التطبيقية اعتمادا على فهم أو إدراك خمسة أسئلة كما هو موضح فيما يلي: المجال المنتج: إن مجرد اقتراحنا للتلاميذ الاستفسار عن الخطوات التي تتعلق بمفهوم المجال المنتج يعدّ مسلكا نحو إدراك الواقع أي الانتباه إلى أن كل مجال ما هو إلا حالة من أحوال الحركية (أي أنه في حالة إنتاج) وبالتالي هو نتاج لقرارات بشرية (تأثير التدخل البشري) , و قد دخل علي الجغرافيا حديثًا علم الجيومورفولوجيا الذي اهتم بدراسة بعض العوامل كالتجوية والتعرية ولكن بشكل مختلف عن علم الجيولوجيا حيث أن الجيومورفولوجيا درس تلك الظواهر من حيث سبب نشأتها والعوامل المؤثرة عليها.

المجال الجغرافي

هو الحيّز الجغرافي الذي يقوم – بمفهومه الواسع – على فكرة الاحتواء، أي إنه محتوى الأشخاص والأشياء. والحيّز هو المكان، والمكان هو «الوعاء الفكري للمحتوى المكاني» container view of space، وهذا الإطار الفكري يمكن من وصف الأشياء وتوزعها في المكان.
وعلى الرغم من أن المكان مفهوم مجرد لاوجود له في الحقيقة، فإننا لانستطيع أن ندرك الأشياء إلا متحيزة في المكان ومتعاقبة في الزمان؛ لأن كل ظاهرة تحدث في المكان تحدث أيضاً في الزمان.
والمكان، في ذاته، يرتبط بالظاهرات التي يشتمل عليها، ولكن ارتباطه بها هو فقط من حيث إنه يحتويها ويحدد مواقعها. ولفظ المكان يعني الامتداد الذي يأخذ الشيء فيه مداه. وكل ألفاظ المكان والتمكّن تتجه إلى امتداد الشيء وأخذه مداه.

أنواع المجال الجُغرافي

يُصنف المجال الجُغرافي إلى ثلاثة أقسام رئيسية، بحيث تعتمد هذه التصنيفات على عدة أسس وقواعد يمكن من خلالها تحديد المناطق وأنواعها، وفيما يلي تلك التصنيفات:

المناطق الرسمية

تشترك المناطق الرسمية بحيز جُغرافي يحتوي على العديد من الصفات المُشتركة مثل المُناخ، التضاريس والحدود السياسة، ومثال عليها الدول والبلدان.
المناطق الوظيفية
يعتمد هذا التصنيف على حيز جُغرافي معين والأماكن التي تحيط به، مثل مركز المدينة والأماكن القريبة منه والتي تتأثر بالمركز كخدمات وقوانين.
المناطق الإدراكية
هي حيز جُغرافي يجمع الكثير من الصِفات لكن بعيده عن المناخ أو الحدود السياسية، فمن الممكن أن تكون منطقة إدراكية تجمع الكثير من الدول في آن واحد، حيث من الممكن أن يعتمد التصنيف الإدراكي على عقيدة أو ثقافة أو آراء معينة تتشابه بين مجموعات كبيرة من السكان

خصائص المجال الجغرافي

المجال الجغرافي أو المكان الجغرافي يشمل خصائص الموضع وعلاقات الموقع، وإذا أردنا أن نختزل هذا التعريف، ونعبّر عن مضمونه باختصار شديد نعرّفه: بهندسة المكان، ونقصد بذلك «الهندسة المعمارية للبنية المكانية». والهندسة تعني هنا خصائص المكان والعلاقات بين الأشكال التي تشغله، ولايخفى أن المكان يشمل هندسة الطبيعة وماصنعته يد الإنسان على حد سواء. وهندسة المكان تعني الوصول إلى النمط الأمثل لتوزيع الظاهرات في المكان، وهذا النمط الأمثل لايتسنى إلا بالوصول إلى أفضل العلاقات بين الطبيعة والإنسان، وهناك مدرسة مورفولوجية تُعرف بمدرسة اللاندسكيب Landscape الإنكليزية، ترى أن الجزء المنظور من المكان يعرف بالمظهر الطبيعي العام (اللاندسكيب) وهو ما يمكن إدراكه (بالحواس) من المكان بصورة مباشرة، والذي يتمثل في نمط خاص من تنظيم المكان، وهو وليد العلاقات بين الطبيعة والإنسان.
وكلمة اللاندسكيب يقابلها اللاندشافت Landschaft في اللغة الألمانية، «وتعني المنظر الطبيعي المنظور من أرض أو سماء، في مجال رؤية الإنسان الواقف في نقطة ما على سطح الأرض». ويمثل الامتداد المكاني أحد الضوابط المهمة في تمييز الظاهرة الجغرافية، مادام كان المكان هو الناظم الفكري لكل مقياس.
يمكن استخدام طريقتين في تحديد المجال الجغرافي، أو قياس المدى الذي يصل إليه نفوذ آهلة أو مستوطنة بشرية معينة:
-الطريقة الأولى: تختص بدراسة قوى الجاذبية بين المراكز المختلفة، فقد برهن ريلي Reilly وستيورات Stewart على أن قوة الجاذبية بين مركزين تتناسب طرداً مع حاصل ضرب الكتلتين وعكساً مع المسافة الفاصلة بينهما. وتكمن أهمية هذه النظرية في صورتها المعدّلة المعروفة بـ«نظرية نقطة الانقطاع» the breaking point theory.
-الطريقة الثانية: تختص بتحديد مدى نفوذ المدينة عن طريق تحليل الاتجاه وكثافة الحركة، وهذا النوع من التحليل يقوم على فكرة أن العلاقات المتبادلة تجد صداها ينعكس في اتجاه النقل والمواصلات وحركتها وكثافتها.
ومما تقدم، يتبين أن الأسس الضرورية لاستقراء المجال الجغرافي تهتم بمبدأ الترابط أو التجانس الوظيفي، ومدى حدة التفاعل والتبادل الاقتصادي في الحيّز الجغرافي، أي الحركة mobility في المكان الجغرافي.



957 Views