صفات الرسول المذكورة في القرآن

كتابة somaya nabil - تاريخ الكتابة: 16 نوفمبر, 2021 2:16
صفات الرسول المذكورة في القرآن

صفات الرسول المذكورة في القرآن، وصفات الرسول الأخلاقية، وصفات النبي الخُلقية والخلقية مختصره، ومعجزات الرسول، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

صفات الرسول المذكورة في القرآن

1. أن الله – سبحانه- خص الرسول صل الله عليه وسلم بمزايا عديدة، ونوع أشكال المدح له، وذكره في قرآنه بـ أجل الصفات، فوصفه ربنا بالرحمة فقال: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، وقال: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ».
2. وصفه ربنا- سبحانه- بأنه النور الهادي للحق فقال -تعالى-: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا»، وقال -سبحانه- : «يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ».
3. أن الله أثني على أخلاقه فقال -تعالى- : «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، وكما أخبر هو بنفسه -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقال : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، [أحمد والبيهقي والحاكم في المستدرك ومالك في الموطأ].
4. أن الله فضله على الأنبياء قبله في النداء، فالناظر في القرآن الكريم يرى أن الله قد نادى الأنبياء -عليهم السلام- قبله بأسمائهم المجردة، فقال- تعالى -: «يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ» وقال: «يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا»، وقال -سبحانه- : «يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ»، وقال-تعالى -: «يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ»، وقال أيضًا: «يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ»، أما النبي عليه الصلاة والسلام- فما ناداه الله- تعالى- في كتابه العزيز باسمه مجردًا قط، بل كان دائما يناديه بقوله : «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ»، أو «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ»، أو «يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ»، أو «يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ».

صفات الرسول الأخلاقية

1. الصبر
تميز صلى الله عليه وسلم بالصبر، فقد توفي عمه أبو طالب فصبر، وتوفيت زوجته الوفية خديجة وأبناؤه فصبر، ونعته الكفار بالشاعر والكاهن والمجنون والكاذب فصبر عليهم، كما أنهم آذوه وشتموه وحاربوه فصبر، فكان صلى الله عليه وسلم مثالًا يحتذى به بالصبر وعظم التحمل، فهو إمام الصابرين وقدوة المسلمين.
2. الشجاعة
فقد كان صلى الله عليه وسلم قدوة الخلائق في الشجاعة، لا يبلغ مبلغه في قوة الجأش والقلب أحد، كُملت فيه صفات الشجاعة، وسجايا الإقدام.
3. التواضع
فقد كان صلى الله عليه وسلم يكره المدح وينهى الناس عن إطرائه، كما كان يحمل حاجة أهله، ويكنس بيته، ويحلب شاته، ويقرب الطعام لضيفه، ويأكل الشعير، وينام في المسجد، ويعاون الضعيف، ويتفقد السَرية ويكون في آخرها.
4. دائم الذكر لربه
فقد كان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس ذكرًا لله، مواعظه ذكر، وجهاده ذكر، وليله ونهاره يملئاهما بالذكر، بل إن أنفاسه كانت ذكرًا لله جل وعلا، فقد كان قلبه معلقًا بالله في كلّ أحواله وفي حله وترحاله.
5. الرحمة
فقد كان صلى الله عليه وسلم رحيمًا بالقريب والبعيد، يعزّ عليه أن يصيب الناس مشقة، كما كان يخفف عليهم مراعاة لأحوالهم، وكان رحيمًا في دعوته ورسالته وعباداته وحله وترحاله، بل إن دعوته دعوة الإسلام مبنية على التيسير على الخلائق.

صفات النبي الخُلقية والخلقية مختصره

أولًا: الخُلقية:
1. الصدق
كانت أخلاق الرسول صلّى الله عليه وسلم كريمة وعظيمة، فكان صادقًا أمينًا، بشوشًا طلِق الوجه، لينًا كثير الحياء، مُتعبّدًا لربه، وكان القرآن الكريم نهجًا له، ممتثلًا لما جاء فيه ومبتعدًا عما نهى عنه كما أمره الله تعالى، وقالت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئلت عن أخلاقه: (كان خُلقه القرآن)، ومن صفاته الخُلقية أيضًا الرحمة وطيب القلب، قال الله تعالى تصديقًا على ذلك: {وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين}؛ فكان عليه الصلاة والسلام متسامحًا حتى مع من آذوه، ودليلًا على ذلك رفضه الدعوة على المشركين؛ حيث قال عليه الصلاة والسلام: “إني لم أُبعثُ لعّانًا، وإنما بُعثتُ رحمةً”.
2. الكرم
كان عليه الصلاة والسلام كريمًا معطاءً؛ فما طلب منه أحدٌ حاجةً إلّا منحه إياها وسعى لتلبيتها. جاء في صحيح الإمام مسلم، أن رجلًا طلب من الرسول صلّى الله عليه وسلم أن يمنحه غنمًا بين جبلين فمنحه إياها، فعاد الرجل لقومه قائلًا لهم: (أيّ قومُ أسلموا، فوالله إن محمدًا ليعطي عطاءً ما يخاف الفقر)، ومن الصفات التي تحلّى بها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، العدل في كل الأمور صغيرها وكبيرها، وخير شاهدٍ على ذلك رفضه لبعض الذين تدخلّوا للشفاعة للمرأة المخزومية عندما سرقت، قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: “والذي نفس محمدٍ بيده، لو أن فاطمة بنتُ محمدٍ سرقت لقطعتُ يدها”.
3. الشجاعة
واحدة من بين الصفات الكريمة التي كان متحليًّا بها نبيّنا محمد، الشجاعة؛ فهو بطلً شجاعً في أكثر المواقف صعوبة، مغوارًا في الحروب، ثابتًا لا يخشى شيئًا، وقال الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم كانوا يحتمون بالنبي عليه الصلاة والسلام إذا اشتدّت المعركة وحمي وطيسها، كما أنه كان متواضعًا ينام على حصيرة حتى تركت في جنبه آثارًا، قال رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلم: “لا تطروني، كما أطرت النصارى ابن مريم، فأنما أنا عبده، فقولوا: عبدُ الله ورسوله”، وكان عليه الصلاة والسلام صبورًا وزاهدًا في متاع الدّنيا، حتى أن ربط الحجر على بطنه تخفيفًا لآلام الجوع.
ثانيًّا: الخلقية:
1. القامة المعتدلة
فحسب الروايات لم يكن النيي صلى الله عليه وسلم طويل القامة ولا حتى قصيرًا فقد كان معتدلًا متوسط الطول والهيئة.
2. البشرة البيضاء
فتقول الروايات أن النبي كان أبيض صبوح الوجه والله تعالى أعلم.
3. الوجه المستدير واللحية الكثيفة
فقد كان وجهه كالبدر في استدارته ونوره.
4. البنية القوية
فقد كان النبي بجسد قوي ومتماسك مقارنةً بمن هم في نفس سنه.

معجزات الرسول

1. انشقاق القمر له
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فَأَرَاهُمْ الْقمر شِقَّتَيْنِ حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن القمر انْشَقَّ عَلَى زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لقد شاهد الناس هذه المعجزة في أنحاء الجزيرة العربية.فإن اهل مكة لم يصدقو وقالوا: سحرنا محمد ﷺ ؛ ثم استدركوا قائلين:انظروا ما يأتيكم به السفار فإن محمد ﷺ لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم وفي اليوم التالى سألوا من وفد إليهم من خارج مكة فأخبرو أنهم قد رأوه.
وقد شاهد الناس انشقاقه خارج الجزيرة العربية. قد يقال “إن انشقاق القمر ليس شيئا مستحيلا فالعالم قد شاهد انشقاق مذنب بروكس؛ شقين سنة 1889م. وكذلك انقسام مذنب (بيلا)إلى جزئين سنة 1846 م.كما ذكر الفلكى (سبنسر جونز) في فصل المذنبات والشهب من كتاب ((عوالم بلا نهاية)).. وفي الإجابة يقال ((الفرق بين انشقاق القمر وانشقاق هذين المذنبين أنهما لم يلتئما بعد الانشقاق؛ (والقمر التأم) وهو الفرق المنتظر بين الظاهرة الفلكية في الفطرة والمعجزة الفلكية على يد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأن المعجزة تزول بزوال وقتها وتحقق الغرض منها؛ ولو استمرت لكانت ظاهرة طبيعية صرفة ولخرجت من دائرة المعجزات.
2. سماعه لأهل القبور
عن أنس بن مالك قال :” بينما الرسول محمد ﷺ وبلال يمشيان بالبقيع فقال الرسول محمد ﷺ: يا بلال تسمع ما أسمع ؟ قال: لا والله ما أسمعه قال : ألا تسمع أهل القبور يعذبون “.
3. حنين جذع النخلة
كان النبي محمد ﷺ يخطب على جذع، فلمَّا صُنِع له منبراً ترك الجذع وصعد المنبر وراح يخطب، فإذا بالجذع يئن أنيناً يسمعه أهل المسجد جميعاً، فنزل من على خطبته وقطعها وضمّ الجذع إلى صدره وقال: هدأ جذع، هدأ جذع، إن أردتَ أن أغرسك فتعود أخضرَ يؤكل منك إلى يوم القيامة أو أدفنك فتكون رفيقي في الآخرة، فقال الجذع : بل ادفني وأكون معك في الآخرة “.
يقول أنس بن مالك: “حينما توفي النبي محمد ﷺ كنا نقول: يا رسول الله إنَّ جذعاً كنتً تخطب عليه فترَكتَه فَحَنَّ إليك، كيف حين تركتنا لا تحنّ القلوب إليك ؟.



1103 Views