صناعة الحرير من دودة القز نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل تاريخ اكتشاف دودة القز ودورة حياة دودة القزثم الختام مواصفات دودة الحرير تابعوا السطور القادمة
محتويات المقال
صناعة الحرير من دودة القز
-يُصنع الحرير عادةً في مزارع لتربية يرقات القَز، حيث تقوم اليرقات الناضجة بإفراز مادة من غُدتين ضخمتين بجانب عيناها، وهذه المادة عبارة عن ألياف طويلة مستمرة على شكل خيوط، تتصل مع بعضها بواسطة صمغ سيريسين تنتجه غدتين أخريين، حيث يصل طول الخيط الذي تلف اليرقة به نفسها ما يقارب (600-900) متر. يتم وضع الشرنقات في الماء الساخن أو تعريضها لبخار ساخن ليتم قتل اليرقات بداخلها كي لاتتلف الخيوط، ثم تنتقل الخيوط المُحتوية على مادة السيريسين والتي تدعى بخيوط الحرير الخام لمرحلة الغزل، حيث تزال هذه الطبقة بالماء والصابون تاركةً خيوط الحريربشكلٍ أملسا، ناعم ولامع لايحتفظ بالتربة عليه. يتم تهجين دودة القز ببعض جينات العنكبوت للحصول على خيوط متينة وأكثر قوّة، بالإضافة لتمتعه بمرونة عالية.
-وقد تم اكتشاف إنتاج الحرير بواسطة بي موري (B. mori) يعود تقريبًا إلى عام 2700 قبل الميلاد، على الرغم من أن السجلات الأثرية تشير إلى أن زراعة الحرير تعود إلى فترة اليانغشاو المبكرة في الفترة من (5000 – 3000 قبل الميلاد). وفي حوالي النصف الأول من القرن الأول الميلادي، وصل إنتاج الحرير إلى كوتان القديمة، وبحلول عام 140 ميلاديًا كان قد تم تأسيس هذا النشاط في الهند. وفي وقت لاحق، تم تقديم هذا النشاط إلى أوروبا ودول البحر الأبيض المتوسط ودول أسيوية أخرى. وقد أصبح إنتاج الحرير واحدًا من أهم الصناعات الحرفية المنزلية في عدد من الدول مثل الصين واليابان والهند وكوريا والبرازيل وروسيا وإيطاليا وفرنسا. واليوم، تعد الصين والهند هما المنتجتان الرئيسيتان للحرير، فإنتاجهما معًا يمثل أكثر من 60% من الإنتاج العالمي السنوي.
تاريخ اكتشاف دودة القز
– تم اكتشاف دودة القز وبداية صناعة الحرير في الصين في سنة 2700 قبل الميلاد، ويرجع الفضل في اكتشاف هذه الدودة إلى زيلتس زوجة الإمبراطور الصيني هوانجدي، حيث طلب الإمبراطور من زوجته معرفة سبب تلف أشجار التوت الخاصة بحديقته.
– قامت زوجة الإمبراطور بمراقبة أشجار التوت في الحديقة، ومن خلال هذه المراقبة اكتشفت ديدان بيضاء تميل إلى اللون الرمادي يصل طولها إلى حوالي 7.5 سم، وتتغذى على أوراق التوت وتقوم بإنتاج شرنقة لامعه.
– قامت الإمبراطورة بالتخلص من مجموعة من الشرانق عن طريق اسقاطها في ماء ساخن، وبالصدفة لعبت الإمبراطورية بالشرنقة فاكتشفت خيوط تنفصل من الشرنقة فسحبت الخيط فاكتشفت خيط ذو ملمس ناعم جدا ومن هنا كانت بداية اكتشاف الحرير.
– فكرت زيليتش بصناعة بعض الملابس من هذا الخيط الناعم، مما جعلها تقنع الامبراطور بمنحها جزء من اشجار التوت لتربي فيها الكثير من ذلك الدود الذي يصنع ذلك الخيط، وقامت زيلتش بتجميع كرات من ذلك الخيط الرفيع لتنتج خيط أكثر قوة لتتمكن من نسجها، لذلك يرجع الفضل لاكتشاف و صناعة الحرير إلى الإمبراطورة زيلتش.
– ظل الصينيون محافظين على سر صناعة الحرير لحوالي 3000 سنة، واستفادت الصين اقتصاديا من عملية صناعة الحرير وبيعه لدول الغرب، وبلاد فارس، وآسيا ، ودمشق ثم إلى الإمبراطورية الرومانية.
– لم يكن يعرف أحد غير الصينين عن دودة القز التي تصنع الحرير، حتى سمع العالم الغربي في القرن الرابع قبل الميلادي عن دودة الحرير، لكنهم لم يستطيعوا الحصول عليها ولا حتى رؤيتها، وعندما بدأت بلاد الفرس في احتكار كل كمية الحرير الواردة من الصين وبيعها بسعر مرتفع جدا مما أدى إلى اعتراض الإمبراطور الروماني على دفع ذلك المبلغ.
– حاول الإمبراطور الروماني ايجاد طريقة لدخول الصين لمعرفة سر صناعة الحرير والحصول على هذه الدودة، عن طريق بعثة من الرهبان الذين تخفوا واختلطوا بالصنين حتى استطاعوا الحصول على مجموعة بيض دودة القز والشرنقة التي تصنعها الدوردة ، مما انهى احتكار الصين لهذه الصناعة.
– في خلال القرن الثالث قبل الميلاد تعلم الكثير طرق تربية دودة القز، كما عرفوا طريقة انتاج الحرير وطريقة خروج خيط الحرير من الشرنقة، وانتشر دود القز إلى الكثير من البلاد فقد نقلها العرب المسلمين إلى البلاد التي تم فتحها خلال الفتوحات الإسلامية مثل اسبانيا وجزيرة صقلية.
– وفي القرن الثالث عشر الميلادي أصبحت ايطاليا هي مركز صناعة الحرير في أوروبا، وفي القرن السادس عشر الميلادي بدأت فرنسا في انتاج الحرير وتربية دودة القز، وفي أواخر القرن السادس عشر الميلادي بدأن انجلترا في صناعة الحرير وأصبحت من أهم الصناعات المهمة بها.
– تطورت صناعة الحرير حتي الحرب العالمة الثانية وأصبحت تدخل في الكثير من الصناعات كصناعة الجوارب، والملابس، والستائر والمفروشات. كما دخل الحرير مع بعض الخيوط الطبيعية والصناعية مما انتج عن ذلك نسيج جديد.
دورة حياة دودة القز
– البيوض :
حيث أن إناث دود القز يضع ما بين 200 إلى 500 بيضة وتكون صغيرة الحجم، وبعد مرور عشرة أيام تخرج اليرقات من البيض وتفقس.
– اليرقات :
وتمر اليرقات بالكثير من المراحل والتي تصل نحو خمسة مراحل فبداية اليرقات تكون شاحبة وصغيرة الحجم وبعدها تصبح مشدودة ويوجد قرن على الذيل.
– الشرنقة :
حيث تقدم الدودة على بناء الشرنقة حول نفسها من الحرير من خلال غدد متواجده بها وتمكث داخل الشرنقة لمدة ثلاثة أسابيع.
– الفراشة :
وهي المرحلة الأخيرة لتلك الدودة والتي لا تمكث كثيرا في الحياة فحياتها تتوقف بعد 5 أيام على الأكثر وبعد أن تقوم بوضع البيض وحجم الإناث كبير عن الذكور.
مواصفات دودة الحرير
تتميز دودة القز بلونها الأبيض المائل للصفار وجسمها الرطب الندي. كما تملك قرونًا مشطية الشكل، وشفعين من الأجنحة، حيث يمتاز الجناحان الأماميان بخطوط عريضة رمادية اللون. ولكنها لا تستطيع الطيران على الرغم من امتلاكها لجناحين. وهي حشرة ليلية النشاط وتتميز بأن الأنثى أكبر حجمًا من الذكر، ولكن الذكر أكثر نشاطًا من الأنثى. وفي الختام، لابد أن هذه الحشرة قد نالت إعجابك، باعتبار أن هذا المخلوق الصغير ينتج ما يلبسه السلاطين والأمراء، وينتج ما تحتاجه المشافي والأطباء لخياطة الجروح. هذا فضلًا عن صناعة المواد التجميلية. فالحرير الطبيعي غالي الثمن، وما يزال هناك عجز في إنتاجه، لذلك تزداد الحاجة إلى افتتاح المزيد من المشاريع الحيوانية لتربية دودة القز، وإنتاج الحرير الطبيعي.