ضوابط الحرية في الإسلام

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 9 أبريل, 2022 2:47
ضوابط الحرية في الإسلام

ضوابط الحرية في الإسلام نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل مفهوم الحرية في الإسلام و الطّريق إلى الحريّة ثم الختام تعريف الحريّة لغةً واصطلاحاً تابعوا السطور القادمة لتفاصيل أكثر.

ضوابط الحرية في الإسلام

الحرية إذن مطلب لا يختلف فيه اثنان, ولا يتناطح عليه عمدان ؛ إلا أن تلك الحرية لا تؤتي ثمارها الحقيقة إلا في ظلال الممارسة الصحيحة لها. بما لا يتعارض مع الدين. أو الأخلاق. أو قوانين الدولة. أو حقوق الآخرين وحرياتهم,وكما قيل : إن حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين , فلا تعني حرية الرأي ما يذهب إليه بعض الناس من أن يعلن إلحاده، ويهاجم العقيدة الإسلامية، بحجة تحرير الفكر من الجمود أو الخرافة أو الطغيان، وليس للكاتب أو الأديب أن يفهم الحرية بأن يقول ما يقول؛ فالحرية تُمارس لكن في إطار النظام العام وميزان الشريعة ولا تعني الحرية التعدي على ثوابت الدين ومسلمات الشريعة ’ قال الله تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ) [القصص: 50] ولا يعني بطبيعة الحال إقرار الإسلام للحرية أنه أطلقها من كل قيد وضابط، لأن الحرية بهذا الشكل أقرب ما تكون إلى الفوضى، التي يثيرها الهوى والشهوة ، ومن المعلوم أن الهوى يدمر الإنسان أكثر مما يبنيه ، وتتمثل الضوابط التي وضعها الإسلام للحرية في :
أ- ألا تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى تهديد سلامة النظام العام وتقويض أركانه.
ب- ألا تفوت حقوقاً أعظم منها،وذلك بالنظر إلى قيمتها في ذاتها ورتبتها ونتائجها.
ج – ألا تؤدي حريته إلى الإضرار بحرية الآخرين.

مفهوم الحرية في الإسلام

-عباد الله: لقد خلق الله الإنسان حراً، وخلق بني آدم أحراراً، ليسوا بعبيد للعبيد، وهذا هو الأصل فيهم، والله أعطى الإنسان إرادة، ومشيئة، واختياراً، فليس العبد مجبوراً على عمل، وإنما هو حر في اختياره ومشيئته، وبناء على هذه الحرية في الاختيار والمشيئة؛ يحاسبه الله ، فلو كان العبد مكرهاً مجبراً لا حرية له في الاختيار، فإن الله لا يؤاخذه على أفعاله: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليهفإذا فقد العبد حريته في العمل، ومشيئته في الاختيار، فصار مجبراً مكرهاً، لا يؤاخذه الله، فيكون الإكراه عذراً له في هذه الحالة فلا يأثم، وأما ما عمله باختياره، وحريته، ومشيئته، فإن الله تعالى يحاسبه عليه، وقد جاء الشرع بتحريم بيع الحر، ومن الكبائر أن يبيع الإنسان حراً فيأكل ثمنه.
-وقد جعلت الشريعة للرق أسباباً معينة، ومسارات خاصة، فمن تعداها فباع حراً فإنما يأكل في بطنه نار جهنم، وقد استعبد بعض البشر بعضاً عبر التاريخ، كما فعل فرعون مع بني إسرائيل، وقد امتن الله على بني إسرائيل لما نالوا الحرية بعد استعبادهم، وقد ذاقوا ذل العبودية لفرعون وقومه فقال سبحانه: وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌسورة البقرة49، وكان فرعون يمن على موسى أنه لم يستعبده كما استعبد قومه، فكان رد موسى، وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَسورة الشعراء22 فأنا واحد، وقومي هؤلاء جميعاً، فأين منتك عليَّ في أن لم تستعبدني، وأنا فرد واحد، واستعبدت قومي على كثرتهم وعددهم.
-وجاءت الشريعة الإسلامية بوضع الآصار والأغلال، فهي شريعة تخفيف، ورفع للقيود الشاقة، ولذلك نجد فيها تخفيفاً في أحكام المكره كما قال : مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِسورة النحل106 ولا تستقيم حياة الإنسان إلا إذا كان عبداً لشيء واحد وهو الله ، قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِسورة الأنعام19 وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِسورة الذاريات56 فالعبودية لله تعالى فقط، وعندما يصبح الإنسان عبداً لله يتحرر من أسر المخلوقات، وعندما يصبح عبداً لله فإنه يكون في غاية الحرية في نفسه، وكذلك فإن الصحابة لما خرجوا لفتوحات البلدان كان قائلهم يقول: “لقد ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام”، وقال عمر : “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً”، وقال علي : “لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً”.

الطّريق إلى الحريّة

-حتّى يحصل الإنسان على الحريّة لا بد له من السّعي جاهداً في طريقها، فطريقها طويل لا يمكن الوصول إليه بالكلام أو الأمنيات، وهنالك خطوات أساسيّة تصل بالإنسان نحو الحريّة، ومن هذه الخطوات:
-ضرورة تعويد العقل على التّفكير بشكل مستقل وبحريّة، إذ إنّ قيام الإنسان بالتّفكير وبممارسة الحريّة في عقله ونفسه بشكل مستمر تحرره من القيود وتعطي فكره مرونة في النّقد الذّاتي والحوار الدّاخلي وكذلك تقبل النّقاش، ويعتبر التّفكير في الحريّة من أولى المطالب الإنسانيّة الأساسيّة التي تقود نحو الحريّة.
-من المهم التّغيير في منهجيّة التّربيّة سواء أكانت في الأسرة أم المجتمع، إذ لابد من أن يتعلم الصّغار معنى الحريّة وكيفيّة استخدام عقولهم دون أن يكون هنالك قيود عليهم.
-إنّ حركة الحريّة حركة نشطة فيها سعي وجهد فالطريق نحوها صعب، وحتّى يصل الإنسان إلى حريّته عليه أن يسعى ويجتهد ويكتسب التّجارب.
-ضرورة أن يؤمن الإنسان بأن حريّة الآخر تأتي قبل حريّته، وإنّ حريّة الإنسان لا تتحقق إلا إذا تعايش مع حريات الآخري

تعريف الحريّة لغةً واصطلاحاً

الحريّة لغةً: هي المصدر من حرّ، وهو نقيض العبد، والجمع منه حرائر، أمّا الحرّ من الناس: فهو أفضلهم وأخيرهم، والحرّ عند العرب: هو أشرفهم، أمّا مفهوم الحريّة اصطلاحاً فقد تعدّدت تعاريفه واختلفت اختلافاً كبيراً؛ حيث ورد تعريفها في إعلان حقوق الإنسان والذي صدر في عام 1789م على أنّها: حقّ الشخص في فعل ما لا يضرّ بالأشخاص الآخرين.



414 Views