عادات وتقاليد تركيا في العيد نقدمها اليكم من خلال هذه المقالة المميزة التي نعرض من خلالها الكثير من المعلومات عن عادات وتقاليد تركيا في العيد.
محتويات المقال
تُرْكِيَا
ي دولة عابرة للقارات يقع أغلبها في شبه جزيرة الأناضول في غرب آسيا، والجزء الأصغر في شبه جزيرة البلقان في جنوب شرق أوروبا. تراقيا الشرقية، وهي الجزء الأوروبي من تركيا، مفصولة عن الأناضول ببحر مرمرة، ومضيقي البوسفور والدردنيل. إسطنبول، التي تمتد بين أوروبا وآسيا، هي أكبر مدينة في البلاد، بينما أنقرة هي العاصمة. وتحد تركيا من الشمال الغربي اليونان وبلغاريا،. ومن الشمال البحر الأسود؛ ومن الشمال الشرقي جورجيا؛ وشرقا أرمينيا، والمستحاطة الأذربيجانية نخجوان وإيران؛ ومن الجنوب الشرقي العراق؛ ومن الجنوب سوريا والبحر الأبيض المتوسط؛ ويطل الغرب على بحر إيجه. ما يقرب من 70 إلى 80 في المائة من مواطني الدولة يُعرفون أنفسهم بأنهم أتراك، في حين أن الأكراد هم أكبر أقلية، ويمثلون ما بين 15 إلى 20 في المائة من السكان.
العيد في تركيا
يعتبر العيد عطلةً رسميّةً لكافة الدوائر الحكومية والرسمية في البلاد، يُسمى العيد في تركيا باسم Bayram، ويُعبر عن كلّ أنواع العيد تقريباً، أمّا عيد الفطر فيسمى بـ Ramazan Bayram، أو بـ Seker Bayram، ولكن أصدر رئيس الجمهوريّة رجب طيب أردوغان قراراً باتخاذ المصطلح Ramazan Bayram اسماً رسمياً لعيد الفطر، لأنّه يُعبّر عن المعنى لحقيقي لهذه المناسبة، أمّا مصطلح الآخرين فهو يُستعمل لتهنئة غير المسلمين بأعيادهم.
يُحضّر التركيون للعيد من خلال ارتداء أفضل وأجدد الملابس، وشراء الملابس الجديدة للأطفال، وزيارة الأصدقاء والأقارب والجيران بعد أداء صلاة العيد التي تَجمع كلّ المسلمين الموجودين في المنطقة نفسها في المسجد، ومن هناك تبدأ أيام عيد الفطر والأضحى، ويقوم الأشخاص بزيارة المقابر مصطحبين معهم باقات من الزهور على مدى أيام العيد، ويدعون لميّتيهم بالرحمة. يخرج الأطفال في العيد مع أصدقائهم وأبناء عمومتهم للجمع الحلوى والنقود من جميع البيوت الموجودة في الحي، ويشترون بالأموال التي جمعوها الألعاب والحلويات الطيبة.
تركيا بلدٌ جميل، وتوجد فيها الكثير من الأماكن الذي يُمكن أن يزورها الناس في العيد، فيمكن للأسرة أن تذهب في رحلة إلى أي الأماكن السياحية، أو يُمكن أن تذهب إلى المطاعم الشعبية التي تقدم الأكلات التركية التقليدية في العيد.
كأيّ من البلاد الإسلامية التي تحتفل في الأعياد فإنّ الأكلات والحلويات لها القسم الأكبر من التجهيزات تحضر قبل العيد وفي يوم العيد، مثل الحلويات التقليدية كالبقلاوة والكنافة المقدّمة مع البوظة وكافة أنواع الحلويات المحضرة بعجينة الرقائق والمحشية بالمكسرات والتي تُسقى بالقطر، ومن الحلويات التركية التي توزع في العيد حلوى راحة الحلقوم التي تتمتع بطعمها الرائع وقوامها الطري.
للأكلات المطبوخة نصيبٌ وافر من التقاليد المتوارثة في العيد، فأكلة الـ Kavurma تُعتبر من الأكلات التي تُحضر في يوم العيد، وهي عبارة عن أكلة تُحضر من لحوم الأضاحي المذبوحة في العيد؛ إذ تُقطّع إلى مكعّبات متوسطة الحجم وتقلى مع القليل من السمن والملح والفلفل الأسود، وتؤكل مع الأرز المفلفل أو مع الخبز التركي.
الأعياد في تركيا
يحتفل الأتراك بعيدَي الفطر والأضحى ويتجهزون للاحتفال قبله بفترة، فيتم تجهيز أصناف الطعام وحلوى العيد وتنظيف البيت والتسوق له مخصوص. في السابق كان من المعتاد أن يخرج الأهل لشراء ملابس العيد للأطفال، وحتى في الوقت الحاضر وإن لم يستطِع البعض شراء ملابس جديدة، فإنه يعتني جيداً باختيار الملابس التي سيتم ارتداؤها في العيد.
يذهب الصغار لزيارة الكبار في العيد، وتجتمع جميع العائلة في بيت كبير العائلة، ومن لم يستطِع القدوم لظروف خارجة عن إرادته يتصل بالتأكيد في الهاتف ويعايد الجميع.
صباح العيد يستيقظ الجميع مبكرين، ويذهب الرجال فقط لصلاة العيد، بعدها تجتمع العائلة للمعايدة؛ يقبّل الصغار أيدي الكبار، والكبار يقبلون أيدي الأكبر، فهي عادة تركية لإظهار الاحترام والتقدير للكبار، وتتم طوال السنة وليس فقط في الأعياد، ويتم أولاً تقبيل الجد والجدة ثم الأب والأم وهكذا.
طقوس زيارات العيد
تعد زيارة العيد من أهم طقوس العيد، فمن أجلها يتم التجهيز مسبقاً لأيام، لا تتم فقط بين العائلات، بل تكون أيضاً بين الجيران والأصدقاء والمعارف؛ ليتعايدوا ويتبادلوا الزيارات.
أهم ما يميز تلك الزيارات أنها قصيرة، فالكل يريد أن يُهنّئ أكبر عدد ممكن من الأصدقاء والمعارف خلال فترة العيد، وتستمر الزيارات من صباح يوم العيد حتى المساء.
تبدأ الزيارة بالتهنئة بالعيد وبعض الأدعية، كـ»تقبل الله صالح الأعمال»، ثم تبدأ الضيافة بالكولونيا والشيكولاتة ثم القهوة التركي وحلوى العيد، وغالباً ما يتم تقديم المعجنات والمحاشي وغيرها من الأطعمة.
ماذا تفعل عندما يدق الأطفال بابك؟
يحمل العيد مفهوماً مختلفاً لدى الأطفال، خاصة أنه في الماضي كانت من العادة شراء ملابس جديدة وهدايا للأطفال قبل العيد. وفي صباح العيد يرتدي الصغار ملابسهم الجديدة ويقومون بتقبيل أيدي الكبار ويهنئونهم بالعيد، ومن يقبّل يد الكبير يحصل على العيدية (نقود العيد).
بعدها يقوم الأطفال بالتجوّل الأطفال ويقرعون الأبواب باباً باباً ويهنئون الجميع بالعيد، وعندما يفتح أصحاب البيت الباب، ويجدون أطفالاً يعطونهم حلوى أو شيكولاتة أو كعكاً وأحيانا يعطي البعض نقوداً، ويظل الأطفال يتناولون ما جمعوه طوال اليوم ويدخرون المال الذي جمعوه أو يشترون به هدايا لمن يحبون.
أهم طقوس الأتراك في عيد الأضحى
تتنوع عادات وتقاليد الأعياد في تركيا، البلد مترامي الأطراف، وتتباين بين منطقة وأخرى؛ إذ تختلف عادات الاحتفال بالعيد في وسط الأناضول عن عادات وتقاليد المنطقة الغربية أو منطقة البحر الأسود في شمال البلاد، وتتصدر الأضحية وصلاة العيد والحرص على قضاء أيام العيد وسط الأهل أهم العادات التي يحرص عليها الأتراك بشكل عام.
وقبيل بدء إجازة عيد الأضحى التي تمتد لتسعة أيام والتي بدأت اعتبارا من يوم الأحد بشكل رسمي، شهدت المطارات ومحطات حافلات النقل بين المحافظات والطرق السريعة ازدحاما شديدا اعتبارا من يوم الجمعة الماضي، حيث يترك المواطنون المدن ويتجهون إلى محافظاتهم وقراهم لقضاء العيد مع أسرهم بينما تهدأ الحركة داخل المدن الكبرى، ولا سيما إسطنبول التي تعاني ازدحاما شديدا خلال العام.
وكالعادة في بلاد المسلمين، يشتري الأتراك أضحية العيد على أن تتناسب مع حالته المالية، فمنهم من يشتري خروفًا، ومنهم من يشتري بقرة، ويتم الشراء بعد مساومة طويلة على الثمن بين البائع والمشتري، وفي أول أيام العيد تمتلئ المساجد بالمصلين وعند انتهاء صلاة العيد يذهب جميع أفراد الأسرة إلى المقابر لقراءة القرآن الكريم على أرواح موتاهم، داعين لهم بالرحمة والغفران، بعدها تبدأ المعايدة في المنزل إذ يقبّل الصغير يد الكبير وتقوم النساء بطبخ المأكولات والأطعمة المختلفة، وتنتشر بصورة خاصة «صاج قاورما» مع البقلاوة ومحشي ورق العنب.
وصاج قاورما عبارة عن لحم مقطع، يطهى في وعاء مدهون بالسمن وتوقد النار تحته، وغالبا يصنع من لحم الأضحية.
وتحتل الحلويات مكانة خاصة عند الأتراك في الأعياد، حيث تقدم في طبق وبجانبها الشوكولاتة والبقلاوة، مع الشاي التركي المعروف بنكهته المحببة، ويحتسي الكل الشاي كبيرهم وصغيرهم في أكواب صغيرة، كما يحافظ الأتراك على عادة وضع «كولونيا» الليمون على أيدي ضيوفهم، وهي من العائدات التركية القديمة والمستمرة حتى يومنا هذا.
وزيارات الأقرباء والجيران والأصدقاء، من أهم الأمور والعادات التي يحرص عليها الأتراك، وهذه الأمور جميعها تلفت نظر الأجانب والسياح في تركيا.