عادات وتقاليد تركيا في الولادة وماهي اهم الطقوس التركية التي تتم ممارستها في الولادة كل ذلك في هذه السطور التالية.
محتويات المقال
المولود
الطفل الرضيع هو الهيئة الأولية من الإنسان، والمولود هو الرضيع البالغ من العمر ساعات أو أيام أو حتى أسابيع قليلة من الولادة. في المجال الطبي تشير كلمة المولود إلى طفل رضيع في خلال الثمانية والعشرون يوما الأولى من عمره. مصطلح “المولود” يشمل الأطفال الخدج والأطفال المتأخر أوانها والأطفال كاملة المدة.
عادات الاتراك عند تسمية المولود
لدى الاتراك وخاصة في تركيا تقليد شائع وهو تسمية المولود بعد ثلاثة الى خمسة ايام من الولادة, تبدأ التقاليد بقيام الشخص الذي سيقوم بالتسمية بالوضوء, ثم يأخذ الطفل ويضعه في حضنه ويتوجه صوب القبلة, يقوم بعد ذلك بقراءة الأذان في أذنه اليمنى بصوت منخفض ويقوم بقراءة الإقامة في أذنه اليسرى, وهي عادة مأخوذة من السنة النبوية الشريفة.
بعد ذلك يكرر الأسم في أذن الطفل اليمنى ثلاث مرات ثم يقول “نحن نعطيك الأسم والله يعطيك العمر, فلتكن ولداً صالحاً” بعد قراءة الدعاء تنتهي المراسم.
يكتب أسم الطفل مع تاريخ وساعة الولادة على الغلاف الداخلي لمصحف من مصاحف المنزل يكتب فيه جميع ولادات العائلة ليكون أشبه بتاريخ نسب العائلة.
عادات استقبال المولود الجديد في تركيا
غيرت تركيا من توجهاتها نحو ولادة الأطفال، فمنذ عقدين أو ثلاثة، كانت القابلات تشرفن على أغلب عمليات الولادة، خصوصاً في المناطق الريفية، حيث لا يوجد عدد كاف من الأطباء، واتجه الموجودون منهم إلى الحضر في أنقرة وإسطنبول، للتدريب. وبعد إنشاء العديد من كليات الطب، وزيادة أعداد الأطباء، تحولت بوصلة الاهتمام بعيداً عن القابلات واتجهت صوب طب النساء والتوليد. ونشأ اهتمام بين السيدات بالولادة القيصرية، فأشارت دراسة مسحية حديثة إلى أن 75% من عمليات الولادة تُجرى قيصرياً داخل المشافي الخاصة، وأرجعت الدراسة السبب إلى ميل عدد قليل من الأطباء إلى التخصص في التخدير الموضعي.
وتعتاد المرأة التركية أن تبقى ووليدها في المنزل لعشرين يوماً بعد الولادة يستقبلون خلالها الأصدقاء لاحتساء مشروبات أعدت خصيصاً للمناسبة تعرف باسم «lohusa serbeti». وبعد انقضاء ال 20 يوماً، تزور الأم وطفلها من زارهما. وتتلقى الأم أثناء هذه الزيارة منديلاً ورقياً به بيضة واحدة (ترمز إلى طفل صحيح)، وقطعة حلوى (ترمز إلى طفل دمث). ويفرك أصحاب المكان الدقيق في حاجبي الطفل، وعند خط شعره، لمنحه، بحسب معتقداتهم، حياة مديدة.
عادات الأتراك عند الولادة
تقدم حماة المرأة سواراً ذهبياً للأم عند إعلان عن حمل ذلك بوضع الرموز على ملابسها في المناطق الريفية، وعندما يولد الطفل فإنهم يضعون العين الزرقاء على صدر الطفل لحمايته من الأذى والحسد، وتُزرع شجرة باسم المولود في بعض المناطق في تركيا حيث تُزرع أشجار الكستناء والتوت والتفاح للبنات والصنوبر للبنين.
اعتادت النساء أن يلدن في المنازل بمساعدة الأخريات من خلال:
-تفكيك الشعر.
-فتح الأبواب والنوافذ المغلقة.
-إطعام الطيور.
-إشعال النار في الهواء.
-وضع المرأة الحامل على ظهر شخص آخر وهزها.
-جعل المرأة تستلقي على قطعة قماش وهزها.
-جعل المرأة تقفز قفزات كثيرة حتى تنبسط عضلات الرحم.
يعتقد الشعب التركي بوجود العلاقة بين مستقبل الطفل والحبل السري لذلك لا يمكن التخلص من الحبل السري عشوائياً بل هناك اماكن تؤثر على مستقبل الطفل:
-دفنه بفناء الجامع لكي يكون الطفل متديناً.
-دفنه بقرب حائط المدرسة ليكون الطفل متعلماً.
-إلقائه في الماء ليتمكن الطفل من العيش في أماكن مختلفة.
يلجأ الناس في منطقة الأناضول إلى عدد من الممارسات للحماية الطفل من ما يسمونه بخاطف الأطفال، الذين يعيشون بين الحيوانات والبيوت المهجورة، مثلاً إدخال إبرة تحت وسادة الأم او الطفل أو وضع فتات الخبز على عتبة الباب أو وضع الأدوات الحادة مثل السكاكين تحت وسادة الأم. لا يسمح للأم والطفل بالخروج من البيت لمدة 40 يوم كما يتم استحمام الأم والطفل خلال 40 يوماً للحيلولة دون إصابتهما بالمرض خلال تلك الفترة وفقاً لوزارة الثافة والسياحة التركية.
عادات وتقاليد من المجتمع التركي
احترام الكبير
ربما احترام كبار السن من العادات التي يأمر بها الدين الإسلامي وموجودة في كل الدول الإسلامية إلا أن هذا الأمر له بُعْد مختلف في تركيا، حيث يجب عليك إن كنت تمشي مع شخص أكبر منك أن تطلب منه السماح في أي مكان قبل الإقدام على عمل أي شيء.
كما إن الأتراك ينادون من باب الاحترام أي شخص أكبر منهم إن كان ذكرا بلقب “آغا بي” أي السيد الآغا، كما ينادون الفتيات الأكبر منهم بلقب “أبلا”.
وتتنوع العادات التركية وترمز بعض الأشياء في تركيا إلى أمور مخصصة، نوجز هنا بعضا منها:
الاعتزاز بالوطن
يُعرف الشعب التركي أنه من أكثر الشعوب اعتزازا بوطنهم وحبا له، وتوجيه أية إساءة أو إنتقاد إلى العلم التركي، أو إلى التاريخ التركي، يعتبر إهانة كبيرة، كما أن الشعب التركي يتابع السياسة بحب كبير، لذا إن كنت لا تفضل النقاشات الساخنة فابتعد عن السياسة.
الزيارات والضيافة
هناك عادات مختلفة قليلا في تركيا في مسألة الضيافة، فالزيارات تتم في المرحلة المسائية عادة وتمتد إلى منتصف الليل، والاستئذان للانصراف قبل منتصف الليل دون سبب طارئ قد يعني أنك لم تعجب بطريقة إكرامك في بيت مضيفك، ويجلس الأتراك بعد صلاة العشاء إلى منتصف الليل وهم يحتسون الشاي الذي يعد الشراب المفضل رقم 1 في تركيا.
عادات الضيافة ودخول المنزل
في تركيا عليك أن تحرص جيدا ألا تذهب إلى بيت الضيافة ويدك فارغة، بل عليك أن تأخذ أي شيء كهدية حتى لو كان هذا الشيء مزهرية جميلة “انتبه وأنت تختار الأزهار حتى لا تكون أزهار عزاء”، وكذلك من العادات أن تحضر الهدية من الأمور المصنعة في بلدتك مثل المعجنات، أو الحلويات المصنوعة في البيت، وعليك أن تراعي الأمور التي يحبها أهل البيت، أو يكرهونها وأنت تختار الهدية.
وهناك عادات لطيفة في دخول البيت، مثل خلع الحذاء في الخارج قبل الدخول، وحتى لو طلب منك صاحب البيت عدم خلعه فإن هذا الأمر لا يليق عند الأتراك عادة، وهناك عادة عند المضيفين أن يقدموا لك “شبشبا” بيتيا لتلبسه بدلا من حذائك.
وطبعا إن كانت الدعوة في مطعم فإن الفاتورة يتم دفعها من المضيف ولا يمكن أن يتم تقاسم الفاتورة، فهذا مبدأ مستبعد في تركيا، وإذا أردت أن ترد جميله فإن عليك أن تقدم له دعوة لتردها له.
مشاركة الجيران
تعتبر عادة المشاركة وتقاسم الموجود مع الجيران من أجمل العادات التركية التي يأمر بها الإسلام أيضا، وتقديم الطعام في تركيا له دلالاته، فإن كان لك جار مريض مثلا فعليك أن ترسل له صحن حساء، وإذا شفي جارك فإن عليه أن يملأ نفس الطبق بالطعام ويعيده لك وهو ممتلئ.
وهذه العادة موجودة في كل المدن التركية حتى تلك التي يغلب عليها الطابع الأوروبي مثل إسطنبول.
عادات الزواج
يتميز الشعب التركي بمجموعة عادات في الزواج عن الشعوب الثانية، وتتم عملية الإرتباط بين الشاب والفتاة بعد الموافقة المبدئية حيث يذهب الشاب مع عائلته إلى بيت عائلة الفتاة، ويقوم كبير العائلة من طرف الشاب بطلب يد الفتاة، ويتم القبول على الفور إن لم تكن هناك أية موانع أمام الطرفين.
وإن لم يكن هناك أية معرفة مسبقة بين الطرفين، فإن طرف العروس يطلبون مهلة للبحث والتفكير في طلب الزواج.
والخطوة الثانية هي الخطبة، حيث يزور أهل العريس بيت العروس ومعهم الهدايا مثل الورود والشوكولا، ويتحدثون عن التفاصيل للمرحلة المقبلة، وتقدّم العروس القهوة للضيوف وتكون جميع فناجين القهوة عادية، إلا قهوة العريس التي يضاف إليها الملح وعلى العريس أن يشربه دون أن يبدي انزعاجا أو حتى أي تأثر.
وتقرأ الفاتحة بعد ذلك، ويتم الاتفاق على تفاصيل حفل الخطبة ومكان إقامتها، وفي الحفل يأتي أحد أقارب العريس ويلقي كلمة صغيرة، وتوضع خواتم الخطوبة في صينية مزخرفة صغيرة ويربط الخاتمان مع بعضهما بشريط أحمر، ويقوم المتحدث بقطع الشريط وإلباس الخواتم للعريسين، ثم يقوم والدا العريس بإلباس العروس الشبكة.
والخطوة التي تليها هي ليلة الحناء، والتي تكون قبل ليلة الزفاف مباشرة، ولايشارك فيها إلا النساء، وتلبس العروس الزي المخصّص للحناء وتجلس على الكرسي وتتم تغطية رأسها بغطاء أحمر مزخرف ومزين، ويجتمع النساء حولها على شكل دائرة، ويغنوا الأغنية الخاصة بالحناء، وعادة ما تتم مراسم رمزية حيث تمتنع العروس عن فتح يدها إلا بعد أن تقوم والدة العريس بوضع قطعة ذهبية فيها، ويتم وضع الحناء للعروس بشكل دائرة في كف اليد، وعلى العقدة الأخيرة من كل إصبع.
أما الخطوة الأخيرة فهي حفل العرس، حيث يذهب العروس والعريس في الصباح مع أمهاتهم لشراء مستلزمات العرس لكليهما، حيث يتم تقاسم التكاليف، فيشتري العريس كل مستلزمات العروس بينما تشتري هي كل مستلزمات العريس، ويكون العروسان قد تقاسما تكاليف البيت وتجهيزه بالتساوي.
ويقام حفل الزفاف الذي يكون مع طعام غداء أو عشاء في المدن في صالات الزفاف، بينما يقام في القرى في المضافات أو البيوت، ويقوم أهل العروس بحمل مرآة للعروس أثناء خروجها من بيتها في إشارة رمزية لينور لها طريقها، بينما يقوم أهل العريس بمسح سقف الباب بالزيت أو العسل في إشارة رمزية لتسهيل تعامل العروس مع أهل البيت.
وهناك الكثير من التقاليد الجميلة التي تجري في العرس، مثل أن يقوم موكب العرس برمي الحلويات على الأطفال في الشوارع، كما أن من العادات أن تكتب العروس أسماء صديقاتها أسفل حذائها والصديقة التي يمحى أسمها أولا تكون هي من ستتزوج أولا.