علاج الطلاق ماهي افضل طرق علاج الطلاق وكيفية التغلب على المشاكل الزوجية حتي لاتقودنا الى الطلاق من خلال بعض النصائح.
محتويات المقال
مشكلة الطلاق
يعد الطّلاق من أكثر المشاكلِ انتشارا في وقتنا الحالي؛ حيث يشكّل الطّلاقُ خطرا كبيرا على تفكك الأسرة، وضياع الأطفال، ويقع الطّلاق بعد الخصامِ الشّديد بين الزّوجين، واستحالةِ الحياةِ الزّوجيةِ
انتشرت ظاهرةُ الطّلاق في وقتنا الحالي بشكلٍ كبير، كما قلّت حالات الزّواجِ بسبب الخوفِ من الانفصال فيما بعد، فلا يوجدُ الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون تحمل المسئولية، وخاصةً عند الزواجِ بعمرٍ مبكّر. أسباب الطّلاق تقع أغلب مشاكل الطّلاقِ بسبب عدم الصّبر، وتحملِ العبءِ؛ فتخرج العديد من النّساء من بيت زوجها مهما كانت المشكلةُ بسيطةً، وتدخلِ الأهل في المشاكل، وعدم التّردد في طلب الطّلاق، والخيانة الزّوجية التّي يلجأ إليها العديدُ من الأزواج دون الخوفِ من الله تعالى، وعدم وجود
وازعٍ ديني عند الزّوج أو الزّوجة، والتّقصير في أحد واجبات المنزلِ أو استخدام الزّوج لأسلوب العنف في بيته، أو البخل.
وقد زاد في وقتنا الحاضرِ طلبُ الزّوجةِ من الزّوج الطلاق مقابل إبراء ذمته ليتم الطّلاق بسهولةٍ أكبر.
تعريف الطلاق وحكمه
الطلاق في اللغة: التخلية، وإزالة القيد والإرسال، يقال: انطلق الرجل ينطلق انطلاقًا.. وامرأة طالق: طلقها زوجها، جاء في اللسان: أطلق زوجته إذا رفع عنها قيد الزواج.
وقال القرطبي: «الطلاق هو حل العصمة المنعقدة بين الأزواج بألفاظ مخصوصة»، فقد اعتبر القرطبي -رحمه الله- الطلاق حلًا وفكًا للعصمة الزوجية، ثم ذكر بعد ذلك ما تنحل به تلك العصمة، وهي ألفاظ الطلاق المخصوصة، وعرَّفه بعض فقهاء الحنفية بـ: «رفع قيد النكاح في الحال أو المآل بلفظ مخصوص»
وفي حكم الطلاق قال الفقهاء: إنَّ الأصل فيه الكراهة؛ وهو خلاف الأولى، وأبغض الحلال إلى الله؛ لما فيه من قطع الألفة والمودة والرحمة، وضرره لا يقف عند المطلقين؛ بل يمتد إلى العائلات، فيكون سببًا لتنافرها وتدابرها؛ ناهيك عن آثاره السلبية على الأولاد، فهو من أخطر الأسباب المؤدية إلى الانحراف والإجرام، وكثير من الأمراض؛ منها الأمراض النفسية والبدنية.
حل مشكلة الطلاق
يمكن حل وتجنب مشكلة الطلاق باتباع النصائح الآتية:
عدم التفكير بالطلاق
إن التفكير بأن الطلاق والخروج من القفص الذهبي هو حلٌ وسيحسّن وضع الطرفين يعد مشكلةً بحد ذاتها، وقد يسبب فتوراً وتراجعاً في رغبتهما؛ والتي تحسّن وضع زواجهما، بينما الإقرار منذ البداية بأن الطلاق ليس خياراً متاحاً، يُسهّل تركيز الطرفين على التفكير في الحلول التي تفيد علاقتهما.
التواصل معاً
لا يوجد ما هو أفضل من تحدث ومشاركة طرفي العلاقة الزوجية لأمور حياتهما اليومية، وذلك لأن الزوجات تشعر بالحب والاقتراب من أزواجهنّ عند مشاركتهم لتفاصيل حياتهم، واهتماماتهم، وأحلامهم، وتوقعاتهم، وقد نصح معالجٌ نفسيٌّ أن يخصص كل من الزوج والزوجة مدة نصف ساعة يومياً دون مقاطعةٍ للتحدث، ومشاركة أحاديث بنّاءة.
المسامحة
عادةً ما تفشل العلاقة الزوجية عندما يحمل أحد طرفيها ضغينةً تُجاه الطرف الآخر، والتصرف الأصح هو أن يتعلم كليهما مسامحة الآخر دون حمل الضغينة، إذ يعد التسامح هديةً يهديها الشخص لنفسه قبل أن يهديها للآخرين.
الحفاظ على المظهر
قد يكون للمظهر الخارجي تأثيراً كبيراً ودوراً فعالاً في إيقاف قرار الطلاق، لذا يُنصح بمراجعة كل من طرفي العلاقة الزوجية مظهرهما، ويحاولان بجدٍّ التغيُر نحو الأفضل.
تحديد دور كل من الطرفين في المشكلة
من الضروري أن يجلس كل من طرفي العلاقة الزوجية، ويسجّلا كافة المواقف السلبية التي مرت بهما والتي قد تكون السبب وراء تفكيرهما في الطلاق، دون نسيان أي موقف مهما بدا بسيطاً، وفهم دور كل منهما في إفسادهما للعلاقة، والتفكير في التصرف السليم للمستقبل لتفادي المشاكل
مبادلة التصرفات العاطفية
إن التصرفات العاطفية في العلاقة الزوجية تشبه إلى حد كبيرٍ حساب البنك، كلما أخذ طرف جزءاً منه كلما قل واتجه نحو الفراغ، ولذا لا بد أن يبادل الطرفين في العلاقة التصرفات العاطفية من دون تركها مهمةً لشخص واحد.
الحكمة من تشريع الطلاق
-الحد من النزاع والخلاف الذي يقع بين الأسر والجماعات، لما قد يترتب عليه من قطيعة رحم.
-دفع ما قد يترتب من أضرار، وبخاصة على الأولاد.
-إعطاء المطلقين فرصة أخرى لبناء أسرة توفر لهم ما فقدوه في الزواج السابق.
-وقبل الكلام عن أسباب ودوافع الطلاق، أذكر باختصار أن الشارع الحكيم وضع حواجز وحلولًا وبدائل أولية، ينبغي المرور بها قبل اللّجوء إلى الطلاق، ومنها:
-ترغيب الزوج في الصبر على الزوجة ومعاشرتها بالمعروف، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء: 19)، ومن الآثار قول عمر رضي الله عنه للذي جاء يريد طلاق زوجته لأنه لا يحبها، قال له: «وهل كل البيوت تبنى على الحب، وأين الرعاية والذمم».
تشريع خطوات لحل النزاع القائم بين الزوجين، كما في قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} (النساء: 34).
-وإن سدت منافذ الصلح في إطاره الضيق بين الزوجين يُلجأ حينها إلى الحل الخارجي وهو بعث الحكمين، في قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} (النساء: 35).
-ولم يقف الأمر في توسيع دائرة الصلح وإبعاد شبح الطلاق والتضييق من دائرته عند هذا الحد؛ بل أعطى الشارع الحكيم فرصة أخرى للإصلاح حتى بعد وقوع الطلاق، حيث جعل الطلاق على مرَّات في قوله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ …} (البقرة: 229).
-كما يمكن الرجوع إلى الحياة الزوجية وإصلاح ما وقع بين الزوجين ما دامت المرأة في عدتها، لقوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} (البقرة: 228).
عوامل وقوع الطلاق
-لا بد للطلاق من مقدمات وأسباب وعوامل تؤدي إليه، ومنها:
-غياب المقاصد الأساسية والأصلية للزواج.
-استحضار دافع الإشباع الجنسي في الزواج وغياب دوافع الزواج الأخرى.
-عدم التأهيل والإعداد للحياة الزوجية.
-الجهل بحقيقة الزواج ومقاصده.
-ضعف الوازع الديني.
-سوء أخلاق المرأة أو الرجل.
-إهمال الواجبات الزوجية والتخلي عنها.
-سوء الاختيار.
-عدم تكافؤ الزوجين.
-اختلاف نظرة الزوجين إلى الحياة.
-الغيرة المفرطة بين الزوجين.
-غياب السكن والحوار والتواصل السليم بين الزوجين.
-الإصابة بمرض خطير؛ جسمي أو عقلي.
-المخدرات وحبوب الهلوسة.
-الخيانة الزوجية.
-اعتداء أحد الزوجين على سلطة الآخر.
-غياب الحوار واتساع دائرة الخلاف بين الزوجين.
-عمل المرأة خارج البيت.
-تحكيم المصلحة الدنيوية في الزواج.
-فقدان معاني الرجولة الحقيقية.
-عدم التوافق العاطفي والجنسي.
-تحكم بعض العادات والأعراف الفاسدة.
-الجهل بحقيقة الدين الإسلامي الحنيف، والحِكم المنطوية تحت أحكامه أو معرفتها مع عدم الالتزام بها.
الإجراءات الوقائية قبل إيقاع الطلاق
ألا يُلجأ إلى الطلاق إلا عند الضرورة وعند استفحال خطر الشقاق والنزاع، بحيث لو استمرت الحياة الزوجية لأدت إلى شرور وعداوة وبغضاء.
جعل الطلاق بيد الرجل، لأنه مكلف بتحمل تكاليف الزواج من مهر ونفقة على الزوجة والعيال، ولأنه أكثر تحكمًا في عواطفه.
تقييد الطلاق بوقت الطهر، لقوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} (الطلاق: 1).
جعل الطلاق مفرقًا، والحكمة في ذلك حتى تكون للرجل فرصة في العودة إلى الحياة الزوجية إذا ما ندم عن الطلاق فيراجع زوجته ويصحح خطأه.
مكث المرأة المطلقة في بيتها بعد وقوع الطلاق، وهذا من شأنه أن يعطي للزوجين فرصة للإصلاح والمراجعة، عكس ما لو خرجت من بيتها واتسعت دائرة الخلاف، ووصل ما بين الزوجين إلى غيرهما من الأسرتين فتتسع دائرة الخلاف، ويتأزم الوضع الذي ينتهي في غالب الأحيان بالطلاق.
الإشهاد على الطلاق، لقوله تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} (الطلاق: 2).