علم النفس الاجتماعي فى تعريفه الشامل وماهى اهم اقسامه وما هو الهدف العلمى له واهميته كل ذلك فى هذا الموضوع.
محتويات المقال
علم النفس الاجتماعي
علم النفس الاجتماعي هو فرع من فروع علم النفس يدرس السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة، كاستجابات لمثيرات اجتماعية، وهدفه بناء مجتمع أفضل قائم على فهم سلوك الفرد والجماعة.
وبمعنى آخر فإن علم النفس الاجتماعي عبارة عن الدراسة العلمية للإنسان ككائن اجتماعي. يهتم هذا العلم بالخصائص النفسية للجماعات وأنماط التفاعل الاجتماعي والتأثيرات التبادلية بين الأفراد مثل العلاقة بين الآباء والأبناء داخل الأسرة والتفاعل بين المعلمين والمتعلمين.
ومن مكونات علم النفس الاجتماعي هو “السلوك الاجتماعي وديناميات الجماعة” فالجماعة هي وحدة اجتماعية مكونة من مجموعة من الأفراد تربط بينهم علاقات اجتماعية ويحدث بينهم تفاعل اجتماعي متبادل فيؤثر بعضهم في بعض.
تعريف علم النفس الاجتماعي
من المعروف أنّ علم النفس الاجتماعي من فروع علم النفس العام، وفي نهاية العشرينيات من القرن العشرين تبلور ظهور الكثير من التعاريف الإجرائية له، واختلفت هذه التعاريف باختلاف الاتجاه الذي كان يُدرس من خلاله، فمنها ما كان يدرس ويركّز على الجماعة أكثر من الفرد، ومنها ما اشتغل بدراسة الفرد دون إهمال الجماعة، ومنها ما عالج السلوك التفاعلي للجماعة بشكل عام، ومن أبرز هذه التعاريف ما يلي:
-هو العلم الذي يعالج ويدرس السلوك العام للجماعة والتفاعل المتبادل بين الفرد والجماعة.
-وكان تعريف بويينج لعلم النفس الاجتماعي: دراسة تفاعلات الأفراد مع البيئة وفهم الآثار الإيجابيّة والسلبيّة الناتجة عن هذا التفاعل على الفرد واتجاهاته.
-وعرفه العالم مصطفى فهمي على أنّه العلم الذي يدرس سلوكيات واستجابات وتفاعلات الفرد أثناء تواصله مع الجماعة.
-وعرفه كريتش وكريتشفيلد على أنّه هو العلم الذي يهتم بدراسة سلوكيات الفرد واستجاباته ضمن جماعة معيّنة.
-هو دراسة الخصائص النفسيّة للجماعات، والأنماط السلوكيّة التفاعليّة الاجتماعيّة التي تربط الفئات المجتمعيّة المختلفة، كدراسة العلاقة بين الآباء والأبناء داخل الأسرة.
-هو دراسة الأنماط السلوكيّة للأفراد والجماعات وتفاعلها أثناء الأحداث والمواقف الاجتماعيّة المختلفة، بالإضافة إلى أشكال هذه الاستجابات والآثار المترتبة المتوقع حدوثها
حقائق في علم النفس الاجتماعي
– تأثرنا في شكل كبير بكل ما يحيطنا:
ذكر كتاب “أنت لست بهذا الذكاء” أنه خلال إحدى الدراسات طلب الباحثون من المشاركين في التجربة تقسيم مبلغ 10 دولارات مع شريك.
وعندما جلس المشاركون في غرفة تحتوي على حقيبة ومحفظة مصنوعة من الجلد وقلم حبر، تضاعفت قابليتهم لجعل نصيبهم من المال أكبر، مقارنة بما لو جلسوا في غرفة خالية من هذه الأغراض.
– جهل الأسباب الكامنة وراء تصرفاتهم:
قال الخبير في علم النفس الاجتماعي تيموثي تاكيموتو: “تؤثر العوامل الاجتماعية والبيئية المتعددة على تصرفاتنا في شكل كبير، ولكن الناس لا يدركون أن هذه التأثيرات تلقي بصداها عليهم”.
وأشار تاكيموتو إلى الدراسة التي أجراها ريتشارد نيسبت وتيموثي ديكامب ويلسون في عام 1977، والتي توصلت إلى عدم قدرة البشر على تحديد الدوافع الكامنة وراء تصرفاتهم.
وفي إحدى الدراسات، أُعطي المشاركون حبوباً على أنها أدوية، بينما هي غير حقيقية، وقيل لهم إنها قادرة على خفض الأعراض الجسدية المرتبطة بتلقي الصدمات الكهربائية.
وعقب تناولهم تلك الحبوب، وافق المشاركون على تلقي صدمة كهربائية تعادل أربعة أضعاف ما يمكن احتماله من دون تناول هذه الحبوب.
وعند سؤالهم عن السبب، أرجع ربع المشاركين السبب إلى الحبوب، وذلك عوضاً عن قولهم أشياء مثل أن اعتيادهم تلقي الصدمات الكهربائية ناجم عن عملهم بصناعة أجهزة المذياع منذ سن مبكرة.
– تصرّفنا في شكل أخلاقي أكثر من المعتاد عندما تتم مراقبتنا:
توصلت دراسة حديثة تهدف إلى معرفة تأثر المراقبة على تصرفات الناس، إلى أن المشاركين فيها كانوا يميلون في شكل أكبر إلى تنظيف المقصف بعد استخدامه، عند رؤيتهم ملصقات لصور أعين.
وأشار مؤلفو الدراسة إلى رمزية الأعين على اعتبار أنها عادةً ما تشير إلى التدقيق الاجتماعي، وقد يكون هذا السبب وراء ميل المشاركين إلى السلوك التعاوني.
– افتراضنا أن أشخاصاً آخرين سيقدمون المساعدة:
يظهر تأثير المجموع أو تأثير المارة Bystander Effect عندما يتخاذل شخص ما عن التدخل وتقديم المساعدة في الحالات الطارئة، اعتماداً منه على وجود أشخاص آخرين.
وجذبت هذه الظاهرة اهتمام عالمَي النفس بيب لاتان وجون دارلي بعد مقتل كيتي جينوفيزي في عام 1964، حين سمع الكثيرون صراخ جينوفيزي، ولكن لم ينقذها أحد.
وخلال تجربة لاتان ودارلي، تطلع الباحثون إلى قياس الفترة التي يستطيع خلالها المشاركون البقاء داخل غرفة مملوءة بالدخان. جلس بعض المشاركين بمفردهم داخل الغرف، فيما جلس البعض الآخر داخل الغرفة برفقة اثنين أو 3 رفقاء مجهولين.
أظهرت النتائج أن أولئك الذين يجلسون بمفردهم كانوا أكثر جدية في الإبلاغ عن مسألة الدخان، مقارنة بالآخرين.
ومع ذلك، يشير أحد التحليلات الحديثة إلى أن ظاهرة تأثير المارة تتضاءل خلال المواقف الشديدة الخطورة، ما يعني أن الأشخاص حتى وإن كانوا داخل جماعة، يكونون أكثر قابلية لتقديم المساعدة إذا ما أحسوا بأن حياة شخص ما في خطر حقيقي.
– اعتقادنا أن الأشخاص الجذابين موهوبون:
أجريت دراسة متعلقة بتأثير الهالة Halo Effect، الذي يحدث عند افتراضنا أن بعض الأشخاص الجيدين في شيء ما، يجيدون أموراً أخرى أيضاً.
وخلال الدراسة، طُلب من طلاب جامعيين، ذكور، قراءة مقال يُفترض أن الذي كتبته طالبة مستجدة، أنثى، وذلك لتقييم جودة المقال وقدرات كاتبه.
واطلع ثلث المشاركين على صورة فتاة جذابة يُعتقد أنها هي كاتبة المقال، فيما اطلع ثلث آخر من المشاركين على صورة فتاة ليست جذابة، أما الثلث الأخير فلم يطلع على أية صورة.
أظهرت النتائج أن حكْم مَن اعتقدوا أن الكاتبة فتاة جذابة جاء في شكل إيجابي أكثر من أولئك الذين اعتقدوا أنها ليست جذابة، فيما قيّم الآخرون الكاتبة ومقالها في شكل وسطي.
مصادر علم النفس الاجتماعي
تعود أساسات علم النفس الاجتماعي وأبحاثه ودراساته إلى عدة مصادر منها:
علم النفس:
يُعتبر علم النفس المرجع الأساسيّ لعلم النفس الاجتماعي في دراسة الآثار المترتبة على كافة الدوافع النفسيّة والاتجاهات التي قد يظهر تأثيرها في السلوك الاجتماعي ككل، مثل دراسة روح المنافسة والتعاون كسلوكَين اجتماعيَّين، وأثرهما في إنتاج الأفراد في بيئة معينة، أو مدى خضوع سلوكيات الفرد واستجاباته لعادات وقوانين المجتمع.
علم الاجتماع والاقتصاد والسياسة:
يبرز الدور المهمّ لعلم الاجتماع في توجيه العلماء والباحثين في علم النفس الاجتماعي إلى أهميّة دراسة سيكلوجيات وأنماط الجماعات الصغيرة، وقضايا الرأي العام، وغيرها من الأمور المهمة، كما تبرز أهميّة علم الاقتصاد والسياسة في أنّ علم النفس الاجتماعي يعالج ويحلل المؤشرات السلوكيّة الاجتماعيّة في المواقف المختلفة؛ كأنماط واستجابات قابلة للتحليل والدراسة والمعالجة، مثلاً الأنماط العامة للفرد والمجتمع في مواقف البيع والشراء، أو أثناء قيام الانتخابات والحركات الانتخابيّة، بالإضافة إلى الخصائص التي تميّز بعض الجماعات الكبرى، ووضع الناس ضمن تصنيفات معيّنة.