علم نفس الشخصية وانواعها وماهى عدد الشخصيات فى علم النفس وخصائص كلاً منها كل ذلك فى هذه المقالة.
الشخصية هي مزيج محدد خاص من نماذج العاطفة، أنماط الاستجابة، والسلوك للفرد. منظري الشخصية المختلفین یقدمون تعاريفهم الخاصة بهم لهذه الكلمة بناء على مواقفهم النظرية.
بداية دراسة الشخصية
بدأت دراسة الشخصية مع أبقراط ب الأخلاط الأربعة وأدت إلى المزاجات الأربعة. تم التعمق والتفسير من قبل خلفه جالينوس خلال القرن الميلادي الثاني. تقول نظرية الأخلاط الأربعة بأن شخصية الفرد تعتمد علي توازن الأخلاط الجسدية؛ المرارة الصفراء، المرارة السوداء، البلغم، والدم . تميزت الشخصية الصفراوية بوجود فائض من المرارة الصفراء، مما يجعلها غضوباً. ارتفاع مستويات المرارة السوداء يدل على الحزن والتشاؤم. الناس الهادئون يعتقد بأن يكون بسبب وجود فائض من البلغم، مما يؤدي إلى المزاج اللامبالي والهادئ. أخيرا، الناس الذين كان يعتقدأن لديهم مستويات عالية من الدم يتميزون بتصرفاتهم المتفائلة ذات المرح العاطفي.
أنواع الشخصيات وصفاتها
الشخصية الاجتماعية
يُعرف أصحاب هذا النوع من الشخصيات بحبّهم للاهتمام والتواصل مع أفراد المجتمع، ولذا فهم يستخدمون مهارات الاتصال، وعلاقاتهم بالناس في الوصول إلى نجاحاتهم، ومن المعروف لدى هؤلاء الأشخاص حبّهم للكلام والثرثرة، وهم قادرون جداً على جذب الآخرين إليهم، كما أنّهم يتميزون بالنشاط ويمتلئون بالطاقة عند العمل مع الآخرين، وغالباً ما تبدو عليهم علامات التفاؤل، والمزاج الحسن.
الشخصية الانطوائية
يُعتبر الانسحاب والانطواء أحد أبرز سمات هذه الشخصية، والتي يمتاز أصحابها بالميل إلى العزلة والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية التي تشكّل بالنسبة إليهم أمراً مزعجاً وغير مريح، وفي الوقت الذي يخلط فيه البعض بين الشخصية الانطوائية وصفة الخجل، إلا أن الشخص الخجول قد يكون انطوائياً أو اجتماعياً، ومن جانب آخر فإنّ الانطوائيين يختارون الأنشطة بدقة، وبعد التفكير العميق، ويفضلون العمل الفردي على الجماعي.
الشخصية النرجسية
تبدو الشخصية النرجسية على أنّها نموذج يصوّر حب الذات المفرط لدى الأشخاص، إلّا أنّها تعكس في حقيقتها الصورة الداخلية المتمثلة بتدني الشعور بالذات، واحترام النفس لدى صاحبها، وتعتبر هذه الشخصية من أنواع الاضطرابات النفسية الخطيرة التي تجعل من المصاب بها يعتقد على أنّه على درجة عالية من الكمال والتفوّق، ويتصّف هؤلاء الأشخاص برفضهم المطلق للنقد البنّاء، إضافة إلى التفكير المبالغ فيه، وهم يشعرون بالعظمة التي تعطيعهم شعوراً وهمياً بالتفوق، وأنهم فريدون ولا يمكن فهمهم من قبل الأشخاص العاديين، ورغم ما يظهر عليه هؤلاء الأشخاص إلاّ أنّهم حساسون جداً، ويفسّرون بأنّ ما يُوجّه إليهم من اهتمام أو رعاية على أنّه مهاجمة لهم.
الشخصية الحسّاسة
قد يكون الأشخاص الحساسون منفتحين في شخصياتهم أو منغلقين، وهم يمتازون بالعديد من الصفات الإيجابية؛ كالقدرة على الاستماع، والتعاطف، وتفهّم الآخرين، ومن جانب آخر فهم يمتازون بصفات أخرى سلبية؛ كالتوتر، الدائم تجاه مواقف الحياة التي يرونها غير عادلة، إضافة إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين؛ مما يؤدي إلى شعورهم بالحزن وفقدان السعادة نتيجة لتلك المقارنات الاجتماعية السلبية.
الشخصية العصبية
يتصّف أصحاب الشخصية العصبية بمجموعة من الصفات التي تميّزهم عن غيرهم، وهذه الصفات هي:
-شدة التفاعل.
-سرعة الانفعال.
-الهياج عند تلقّيهم أخباراً مزعجة.
-عدم الاستقرار، وانعدام الطمأنينة والأمان
هل الشخصية هي الخلق؟
يعتبر الخلق جانب من جوانب الشخصية ولا يعبّر عن شخصية الإنسان في المجمل حيث أن الخلق لا يرتبط بالقدرات العقلية أو السمات النفسية للإنسان فلا يمكننا الحكم على الشخصية في ضوء المعايير الأخلاقية.
هل الشخصية هي المزاج؟
إن الصفات الانفعالية للفرد هي صفات وراثية المنشأ غير أنها تعتمد اعتمادا كليًّا على حالة الجهاز العصبي والجهاز الغدي الهرموني وهي صفات صعبة التغير وتعتبر جانبا فقط من جوانب الشخصية.
هل الشخصية هي الذكاء؟
يرى فريق من علماء النفس أن الذكاء هو جانب من جوانب الشخصية، أما علماء النفس المحدثين فقد أقروا باستبعاد الذكاء والقدرات العقلية من بناء الشخصية، حيث أن الذكاء ليس له علاقة بالتوافق الاجتماعي فقد يكون الفرد ضعيف العقل ولكن له من قدرات التكيف الاجتماعية ما يتفوق به على شخص غاية في الذكاء، كما أن الأمراض النفسية والعقلية قد تصيب كلاً من الأذكياء وغير الأذكياء. فعامل الارتباط بين القدرات العقلية والسمات الخلقية ضعيف.
سمات الشخصية في علم نفس الشخصية
لا يمكننا الحكم على سمات الشخصية من المظهر الخارجي بل يجب أن نأخذ نظرة تحليلية لمعرفة نعمات الشخصية Personality Traits وأبعاد الشخصية مثل وجود عقدة نقص أو القدرة على تحمل الشدائد وغيره. والسمة هي استعداد ميلي ثابت نسبياً إلى نوع معين من السلوك الذي يبدو أثره في كثير من المواقف. فمثلا المثابرة هي الاستعداد للاستمرار في العمل رغم صعوبته، والسيطرة هي استعداد وميل للتحكم والظهور الدائم.
وقد تتغير السمة حسب الحاجة إلى سلوك معين ولكن هذا لا ينفيها عن الشخص فقد يكون هناك رجل هادئ في العمل عدواني في منزله ولكن هذا لا ينفي عنه سمة العدوانية. يرى فريق من علماء النفس أن هناك سمات عامّة ثابتة ثباتاً مطلقاً بشكل مستقل عن المواقف، ويرى فريق آخر بأن الشخصية لا تتكون من سمات عامة ثابتة ثباتاً مطلقا أو حتى نسبياً، بل سمات وعادات نوعية تتوقف على نوع الموقف.
وقد أجرى عالم يسمى Hartshorne تجربة في علم نفس الشخصية لإثبات ذلك، أجريت هذه التجربة على ثمانية آلاف طفل لمعرفة بعض السمات في شخصياتهم، ووجد أن هناك أطفالا قد يغشون في الامتحان ولكنهم لا يغشون في اللعب ومن هنا استنتج بأن السمة تعتمد اعتمادا كلية على نوع الموقف فهي ليست ثابتة إطلاقاً.
ولكن في الغالب كلا الرأيين متطرفين، فبعض السمات تأخذ وقتاً حتى تثبت في الشخصية مثل صفة الأمانة، بالإضافة إلى أن إثبات عدم وجود سمة واحدة عامّة ثابتة لا يعني بأنه لا يوجد أي سمة يمكنها أن تكون ثابتة ثباتاً نسبياً. وقد دلّت التجربة بأن سمة حب الاجتماع بالناس من السمات التي تكون ثابتة ثباتاً نسبياً عند الصغار والكبار.