عناصر الإبداع في التفكير الناقد وكذلك مراحل التفكير الإبداعي، كما سنقوم بذكر أهمية التفكير الناقد، وكذلك سنتحدث عن مهارات التفكير الإبداعي، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعونا.
محتويات المقال
عناصر الإبداع في التفكير الناقد
1- الطلاقة:
وتعني القدرة على إيجاد عدد كبير من البدائل والحلول والأفكار أو الاستعمالات عند البحث في موضوع معين، ويكون الفرد قادرًا على إيجاد هذه الاقتراحات بشكل سريع وسهل، وتعتمد الطلاقة على عملية التذكر واسترجاع معلومات وخبرات ومفاهيم تعلمها الفرد بالسابق، وهناك أنواع من الطلاقة مثل الطلاقة اللفظية، والطلاقة الفكرية و طلاقة الأشكال.
2- المرونة:
وهي القدرة على إيجاد أفكار جديدة ومبتكرة وفريدة ينتج عنها حلول غير متوقعة للمشكلة، والقدرة على ابتكار وتغيير طريقة التفكير حسب ما يستدعي الموقف، والمرونة عكس مصطلح الجمود الذهني الذي يعتمد على نمط ذهني محدد سابقًا، ولا يسمح بتغييره حسب ما تقتضي الحاجة، وهناك عدة أشكال للمرونة منها المرونة التلقائية، والمرونة التكيفية.
3- الأصالة:
وتعد المرونة من أكثر عناصر التفكير الإبداعي ارتباطًا بمفهوم الإبداع، وتعني الإتيان بكل ما هو جديد وفريد، والأصالة هي العامل المشترك بين تعريفات التفكير الإبداعي، وينصب اهتمامها على الناتج الإبداعي كمحك يمكن من خلاله الحكم على درجة الإبداع، ومن معوقات الأصالة عدم وجود مرجع أو أسس واضحة يتم من خلالها الحكم على النواتج الإبداعية، أو الحكم على فكرة أو حل مشكلات معينة أنّها حققت شرط الأصالة.
4- الإفاضة:
وتعني إضافة أفكار وتفاصيل جديدة لفكرة موجودة مسبقًا، تساعد هذه العملية في تطوير هذه الفكرة أو اللوحة السابقة، وجعلها أكثر فعالية من السابق، والمساهمة في إثرائها وتنفيذها، ولهذا فهي إحدى عناصر التفكير الإبداعي التي يجب معرفتها.
5- الحساسية للمشكلات:
وتعني الإحساس بوجود المشكلة، أو اكتشاف عناصر الضعف في البيئة، وهو ما يشير إلى أن بعض الأفراد يستطيعون الإحساس بالمشكلة وملاحظتها والتحقق من وجودها بسرعة تفوق غيرهم، ويعد اكتشاف المشكلة هو الخطوة الأولى في التفكير والبحث عن حلٍ للمشكلة، ثمّ إضافة أفكار جديدة أو تبديل أو إجراء تعديلات على المعارف والأفكار الموجودة.
مراحل التفكير الإبداعي
1- مرحلة التحضير:
يتم فيها تعلم الحقائق والمهارات الضرورية، وكذلك يتم خلالها إجراء المشاهدات اللازمة والتي سيتم التفكير المبدع على أساسها.
2- مرحلة الحضانة:
هي المرحلة التي لا يتم فيها تقدم ملموس نحو الهدف، والتي يمكن للمفكر خلالها أن يشعر بالإحباط أو الكسل.
3- مرحلة الإيحاء:
وهي المرحلة التي تتولد فيها الفكرة الإبداعية أو الانتاج الإبداعي، وتأتي في غالب الأحيان بشكل فجائي.
4- مرحلة التحقق:
وهي المرحلة التي يتم فيها التحقق من صحة الفكرة الموحى بها كما يتم تعميقها والبناء عليها.
وهذه الخطوات يسبقها تحديد الهدف الذي يسعى المبدع للوصول إليه.
أهمية التفكير الناقد
تكمن أهمية التفكير الناقد في كونه يعتمد على بناء طريقة سليمة في الحكم على الأشياء من خلال طرح الأسئلة للمساعدة على توضيح الصورة الكلية، ومن ثم عقد المقارنات بين الخيارات المتوفرة عن طريق دراسة جميع الحقائق التي تخص القضية، وتصنيفها لتحديد الاستنتاج الأنسب والأكثر صحة لحل المشكلة، بالإضافة إلى ما يأتي:
– يُعدّ التفكير الناقد ميزة مهمة في مختلف المجالات العلمية، فالقدرة على التفكير بوضوح وتسلسل منطقي تساهم في حل المشكلات بشكل منهجي وعقلاني، وهو الأمر الذي يشكل إضافة تنافسية في أي مهنة.
– يشكَّل التفكير النقدي عاملًا رئيسًا في ظل تطور الاقتصاد المعرفي الجديد الذي يعتمد على المعلومات والتكنولوجيا بشكل أساسي، إذ إنه يساهم في التعامل مع التغيير السريع في مختلف المجالات بشكل مرن وفعّال، بناءً على المهارات الفكرية التي تشمل تحليل المعلومات ودمج مصادر المعرفة المتنوعة في حل المشكلات.
– يساهم التفكير الناقد في تحسين مهارات اللغة والإلقاء، إذ يؤدي التفكير بوضوح ومنهجية إلى تعزيز مهارات التعبير عن الأفكار وتحسين طريقة التفكير، من خلال تعلم تحليل بنية النصوص بمنطقية وعمق، والذي بدوره ينعكس بإيجابية على قدرات الفهم الفردي والتعبير عن الذات.
– يساعد التفكير الناقد على تعزيز الإبداع والابتكار في حل المشكلات من خلال القدرة على طرح أفكار جديدة متعلقة بقضية البحث واختيار الحلول الأنسب، وتعديلها إن لزم الأمر للوصول إلى المنفعة القصوى.
– يُعدّ التفكير الناقد وسيلة لتطوير وصقل الذات، من خلال توفير أدوات تساهم في تأمل القيم والأفكار، والقرارات الشخصية والاستفادة منها مستقبلًا.
– يُعدُّ التفكير النقدي أساسًا للعلم والديمقراطية، إذ يعتمد العلم على التحليل والتجريب لتأكيد النظريات وإثباتها أو نفيها، ويساهم التفكير الناقد بتفعيل الديمقراطية من خلال التأكيد على الحكم السليم دون تحيز أو تحامل.
مهارات التفكير الإبداعي
1- التفكير التحليلي:
قبل أن تبدأ بالتفكير بشكل إبداعي في أمر أو قضية ما، عليك أولاً أن تفهمها. ويتطلّب ذلك القدرة على تمحيص جميع جوانب المشكلة بعناية لفهم ما تعنيه كلّ جزئية. سواءً كنت أمام نصّ، مجموعة من البيانات، مخطط منهج دراسي، أو معادلة علمية، عليك دومًا أن تبدأ بتحليلها قبل الشروع في التفكير في حل إبداعي لها.
2- الانفتاح:
تنطوي الإبداعية على التفكير في أمور لم يأخذها أحد بعين الاعتبار من قبل وهنا لا بدّ لك من أن تضع جانبًا أي افتراضات أو تحيّزات تمتلكها، وتنظر للأمور من حولك بطريقة جديدة تمامًا. وهكذا فالتطرق لمشكلة ما بعقل منفتح، سيتيح لك الفرصة للتفكير بشكل إبداعي.
3- حل المشكلات:
لا يبحث أرباب العمل عن الأشخاص المبدعين المثيرين للإعجاب وحسب بل إنهم يرغبون في توظيف أشخاص مبدعين قادرين على حلّ المشكلات المرتبطة بالعمل، لذا عند التقدم لأي وظيفة، لا تكتفِ بذكر قدراتك الإبداعية، وإنّما وضّح كيف ساهمت قدراتك هذه على حلّ قضايا ومشكلات سابقة.
4- التنظيم:
قد يبدو هذا الأمر متعارضًا بعض الشيء مع ما هو متعارف عليه من أنّ الأشخاص المبدعين هم في الغالب أشخاص فوضويون، لكن لابدّ من التنويه إلى أنّ التنظيم يعدّ عاملاً مهمًا من عوامل التفكير الإبداعي، قد تجد نفسك فوضويًا بعض الشيء عند تجربة فكرة جديدة، لكنك تحتاج بعدها إلى ترتيب أفكارك وتنظيمها حتى يفهمها الآخرون ويتمكّنوا من السير وراء رؤيتك. أن تكون قادرًا على هيكلة خطة عمل ذات أهداف ومواعيد نهائية واضحة أمر في غاية الأهمية.
5- التواصل:
لن يقدّر أحد أفكارك الإبداعية أو الحلول الإبداعية التي أتيت بها إلاّ إذا امتلكت القدرة على إيصالها بفعالية للأشخاص الذين تعمل معهم أو أولئك المعنيين بهذه الحلول. لذا لابدّ لك من امتلاك مهارات تواصل قويّة سواءً شفويًا أو كتابيًا ليس هذا وحسب، بل يتعيّن عليك أيضًا أن تكون قادرًا على فهم الموقف جيدًا لتتمكن من التفكير فيه بشكل إبداعي، وهذا الأمر لا يتأتّى إلاّ إذا كنت مستمعًا جيدًا وقادرًا على طرح الأسئلة الصحيحة التي تقودك في النهاية إلى فهم المشكلة المطروحة أمامك ومن ثمّ حلّها.