غرس قيمة التعاون

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 30 سبتمبر, 2021 10:53
غرس قيمة التعاون

غرس قيمة التعاون نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم وسيلة تعليمية عن التعاون للاطفال وطرق تنمية المشاركة لدى الطفل والختام أهميَّة مشاركة الطفل في الحياة العامّة.

غرس قيمة التعاون

-تكمن سعادة الأسرة دائما في ترسيخ قيم التعاون المبني على الحب بين أطفالنا، وتنمية هذا الحسّ يكون بإرشاد الأطفال إلى التعاون و المشاركة وتعليمهم هذا الخلق الجميل وغرسه في نفوسهم سيعكس على سلوكهم إيجابيا ويجعلهم متعاونين مع الآخرين ليس أنانيين وعدوانيين.
-وحول طرق تعليم الاطفال قيم التعاون والعطاء تقول الاخصائية الاجتماعية سوزان خير: «هناك طرق كثيرة لتعليم الأطفال هذه والأهم في هذه الطرق أن يكون الوالدين قدوة لأبنائهم في التعاون والعطاء، لأن الأطفال بالفطرة يقلدون آبائهم، فعلى سبيل المثال يجب على الاهل جميعا المشاركة والتعاون في الأعمال المنزلية فهذا يعمل على ترسيخ فكرة التعاون لدى الأطفال ».
-وتضيف: «هناك طريقة يجب على الآباء البدء بها، وهي ضرورة الحوار والنقاش مع اطفالهم بكافة المواضيع ومشاركتهم بها وتعويدهم على التعاون والتشارك في وجود حلول لها فهذا بحد ذاته درس من دروس التعاون والتشارك من خلال الحوار البناء ».
-وتبين أيضا أن من الأساليب التي يجب أن يتبعها الوالدين العمل على تعزيز الاعتماد عن النفس وتحمل المسؤولية لدى الأطفال من خلال حثهم على الاهتمام بغرف نومهم وترتيب ألعابهم وأغراضهم، وأن كل فرد في العائلة له دور مسؤول عنه وهذا من شأنه يعزز روح التعاون والتشارك الأسري ».
-وتشير خير إلى أن: «هناك طرق أخرى لترسيخ قيم حب التعاون بين الأطفال، وضرورة أخذ الأسرة والمدرسة بأساليب التربية الحديثة والفعالة في ترسيخ قيم التعاون من خلال اللعب ويكون لكل طفل دورة في اللعبة، وهذا من شأنه يدربهم على نظام الأدوار والذي بحد ذاته يرسخ قيم التعاون فيما بينهم.
-وتنوه إلى أهمية الرياضة فهناك أنواع من الرياضة تعتمد على اللعب من خلال الفريق مما يؤدي إلى بث روح التعاون والتشاركية لديهم مما يلقي صفة الأنانية لديهم ».
وتبين أنه: «يمكن ترسيخ قيم التعاون بين الأطفال من خلال تعليمهم المحافظة على النظافة وعدم إلقاء القمامة في الطريق والحدائق العامة».
-وتنوه إلى: «ضرورة أن يحرص الوالدان على أهمية مشاركة أطفالهم في الانشطة اللامنهجية في المدرسة والتي تنمي مهاراتهم وتغرس في نفوسهم التعاون من خلال الأعمال الإنسانية والخيرية».
-ويقول محمد الخالدي ماجستير الفقه وأصوله إن:«التعاون من الأخلاق الحميدة التي يجب أن تترسخ في نفوس أطفالنا وقد حث الله عز وجل في قوله: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)».
-ويبين أن: «خُلق التعاون يعمل على تماسك الأسرة والروابط الأجتماعية العظيمة والألفة والمودة والرحمة فيما بينها وعدم الفرقة والخصام، فقد حث رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على التعاون في قوله: «المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا».
-ويوضح الخالدي أن: «خلق التعاون يساهم في صفاء النفس والبعد عن الأنانية بين الأطفال، ويغرس في نفوسهم الألفة والمحبة فيصبحون أفرادا صالحين يتسابقون على فعل الخير ومساعدة الآخرين من أجل رضا الله».

وسيلة تعليمية عن التعاون للاطفال

1-لوحة الصديقين:
أما هذا النشاط فإنّه يحسن مهارات الطفل الحركية والدقيقة بتناوب الطفلين على دور القائد والرسام، إذ يطلب القائد منه رسم لوحة بتفاصيل معينة وضمن وقت محدد كذلك، ثم يقاس مدى تعاون الطفلين بناءً على دقة وصحة الرسمة الناتجة.
2-جحر الأرنب:
يطبق هذا النشاط بتعيين طفل على أنه الثعلب والبقية أرانب، وهنا يتوجب عليهم الهروب من الثعلب إلى جحرهم الخاص، وتفيد هذه اللعبة في تحسين قدرات السيطرة والتخطيط لدى الأطفال، كما أنها تركز على مفاهيم المساحة الشخصية الخاصة بهم، وتهدف إلى تعليمهم أفضل مهارت التعاون والمساعدة في الاختباء أو الهروب بما لا يمكِّن الثعلب من اصطيادهم.
3- السباق التتابعي:
وذلك باشتراك الطفلين في حمل أي أشياء بشكل مزدوج أو سحبها لأطول فترة ممكنة كأن يحملا الكرة بأصابعهما السبابةِ فقط، إذ توفر هذه الأنشطة متعةً عاليةً للأطفال.
4-رسمُ كتابِ قصصٍ:
فهو نشاط فنيٌ وحرفةٌ تعاونيةٌ يبني فيه الأطفال تحفةً إبداعيةً خاصةً بهم، فمن المعروف امتلاك الأطفال لخيال واسع يمكنهم من سرد القصص، وتبدأ التحفة برسم الطفل الأول لأي شيء على الورقة، ثم يضيف طفل ثانٍ رسمةً أخرى لتتوسع، ويستمر الأطفال بالتناوب إلى حين الحصول على القصة النهائية، وهذا النشاط الحركي التعاوني والجميل يمكِّن الأطفال من التعاون معًا في تنمية مهارات الإبداع.
5- اللعب الأعمى:
وذلك بتغطية أعين الأطفال بالتناوب وإخضاعهم لسماع بعض الأوامر لاستكشاف البيئة حولهم، وهذا النشاط يعلم طفلك مهارة الاستماع بمتعة ومرح كما يدربهم على التعاون في تقاسم الأدوار والاستماع للقائد، ويعلم القائد كيفية مساعدة أقرانه وتبسيط التعليمات لهم لإنجاح اللعبة أو المهمة.
6-طريق العقبات:
وذلك بتشكيل طريقٍ ذي عقبات تقليدية أو مهمات معينة مع إمساك كل طفلين بأيدي بعضهما البعض، ويحدد مستوى الشريكين في التعاون على تجاوزِ تحديات الحركة دون التخلي عن بعضهما وإفلات أيديهما من خلال ذلك.

طرق تنمية المشاركة لدى الطفل

1- يمكنك استخدام المؤقت:
بمعنى أن على الطفل إعطاء اللعبة لشريكه في اللعب؛ مجرد أن يدق المنبه وفقاً للوقت الذي حددته أنت، بهذا يجري تبادل الألعاب بينهما مع كل تنبيه من المؤقت، مما ينمّي لدى الأطفال أهمية الالتزام بالمشاركة.
2- المديح الوصفي للطفل عندما يتقن فعلاً تشاركياً:
فلا تكتفِ بقول “أنت طفل بطل أو أنتِ طفلة جميلة…. الخ”.. يمكنك بدلاً من ذلك أن تقول: “هل رأيت الابتسامة على وجه أخيك عندما أعطيتَه اللعبة؟ كم جعلتَه سعيداً.. هل رأيت؟”… إن هذه العبارات تلفت نظر الطفل إلى الأثر الإيجابي الملموس الذي تركه لدى الآخر.
3- ابدأ بتعليم الطفل قيم المشاركة في عمر مبكر:
منذ اللحظة التي يبدأ فيها الطفل بإدراك وفهم الأشياء؛ علّمه أهمية المشاركة من خلال تمرير الأشياء بينك وبينه مع تكرار قول: “دورك.. الآن دوري” وهكذا، إذ أن تعلم أخذ الأدوار هو الخطوة الأولى في المشاركة.
4- استخدم الألعاب التي لا تقرر الفائز بشخص واحد:
لا سيما قبل سن دخول المدرسة للطفل، إن مشاركتك له في ممارسة هذه الألعاب غير التنافسية تنمي لديه روح العمل الجماعي بالتالي المشاركة، مثل: لعبة البحث عن الكنز (حاول أن تخفي هدايا واستخدم الألغاز البسيطة وساعده مع أخوته أو أصدقائه على حلّها للعثور على كنوزهم)، طبعاً هذا لا يعني أن الألعاب التنافسية سيئة، لكن يوصي الخبراء بممارستها وتنميتها بعد سن السادسة ودخول الطفل إلى المدرسة (سنتناول موضوع التنافسية لدى الطفل بشكل موسع في مادة قادمة).
5- كن القدوة والمثل الأعلى لطفلك:
مارس المشاركة في المنزل بشكل ممتع، مثلاً اجلس معه على الأريكة لمشاهدة التلفاز، أو تحدث معه عن أهمية تناوله دوائه أثناء مشاركتكما الطعام الذي يحبه كالآيس كريم (المثلجات).

أهميَّة مشاركة الطفل في الحياة العامّة

1-تحقيق بعض المكاسب في المجتمع، من خلال شريحةٍ من أبنائه.
2 -تشجيعه على الخير والعطاء والتنافس في ذلك. تشجيعه على تنمية مهاراته وتطويرها باستمرار.
3- تعويده وتشجيعه على تأمين مستقبله والتخطيط له.
4-إكسابه صفات قيادية، وهي صفات لا يكتسبها الطفل إلّا بالمراس العملي.
5-دمجه في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه. الاستغلال والاستثمار الإيجابي لطاقاته المتعددة، فالطفل مليء بالطاقات الإبداعية التي تحتاج إلى تعزيز وتشجيع.
6-التوجيه الحسن لسلوكه، وإعطائه القدرة على تعديله ذاتيّاً باستمرار.
7 -بناء شخصيَّته السويّة، حيث يتمّ تنمية كافة اتجاهاته الإيجابية في الحياة، وإكسابه بعض الصفات الهامّة في الشخصية وتعزيزها، كالجرأة، والمبادرة، وتحمُّل المسؤولية، والثقة بالذات، والإيثار.



782 Views