فن تعامل الرسول مع الناس تعامل الرسول مع الكفار وسوف نتحدث عن تعامل الرسول مع الأطفال كيف تعامل الرسول مع المنافقين تجدون كل تلك الموضوعات من خلال مقالنا هذا
محتويات المقال
فن تعامل الرسول مع الناس
1-الرسول صلى الله عليه وسلم هو الإنسان الذي اختاره الله تعالى ليبعث رسالة الإسلام إلى الإنس والجن وليكون قدوة للناس جميعا في خلقه، فقد مدحه الله تعالى في لاقرآن الكريم فقال تعالى:” وإنك لعلى خلق عظيم”، فقد كان عليه الصلاة والسلام هو مثالا للإنسان إذا بلغ الكمال البشري، فلم يثني الله تعالى على الرسول صلى الله عليه وسلم بصلاته أو صيامه، وإنما أثنى عليه بخلقه العظيم الذي تحلى به والذي يعد الأمر الأهم، فالناس لن يهتموا بصلاتك وإنما سيهتم الناس بخلقك وطريقة تعاملك معهم، ولا يمكن لشخص أن يرضي الله تعالى إن كان يغضب الناس على الدوام بخلقه السيىء.
2- كان عليه الصلاة والسلام عادلا كل العدل سواء كان الحق لضعيف أو شريف أو قوي، فكل الناس سواء عنده صلى الله عليه السلام فهو من قال صلى الله عليه وسلم:” إنما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”، وقد كان عليه الصلاة والسلام صفته الرحمة، فكان رحيما بأهل بيته وبالضعفاء والأغنياء سواء كانوا مسلمين أو غير ذلك، فهو عليه الصلاة والسلام من عفا عن أهل مكة جميعا عندما فتحها بعدما ذاق من ألوان العذاب منهم ما لا يقدر بشر على تحمله، وها هو لا يرضى العذاب على أهل الطائف بعدما ذهب إليهم داعيا إلى الله وعذبوه لذلك رحمة بهم وبأطفالهم.
3- لم يكن عليه الصلاة والسلام يعامل المسلمين فقط بخلقه الرفيع، فقد كان يعامل الرسول صلى الله عليه والسلام الإنسان بإنسانية وبخلق الإسلام ولم تكن معاملته مقتصرة على المسلم فقط أو قومه من المهاجرين كما نرى في أيامنا هذه من التعصب للقومية أو الدين أو العرق، فقد أتى الرسول صلى الله عليه وسلم ليلغي جميع الفروق في المعاملات الأخلاقية بين الناس ويبنيها على جانب واحد فقط وهو الجانب الإنساني فهو من ذهب ليتفقد اليهودي الذي كان يرمي القمامة على باب بيته عندما مرض.
تعامل الرسول مع الكفار
1-بعد أن هاجر سيدنا محمد عليه السلام إلى المدينة، أصبح سيدًا عليها وأصبحت قريش اليهود من الأقليات في المدينة المنورة، وبعد توسع الدولة الإسلامية صار فيها أيضا أقليات من النصارى، وتمتعت جميع هذه الأقليات بحريتها الدينية، فكانت كل أقلية تمارس شعائرها الدينية كما تحب، والحرية الدينية هي مبدأ أقره الإسلام منذ نزول الوحي، لترتقي بها الإنسانية وتسعد في ظلها البشرية، وكانت سيرة نبينا عليه السلام خير شاهد على الحرية الدينية، فبرغم ما عاناه رسول الله والمسلمون من تعذيب وقسوة من قريش ليغيروا دينهم، إلا أن الرسول عليه السلام لم يعاملهم بالمثل، ولم يفرض عليهم عقيدة لم يقتنعوا بها، وذلك تطبيقًا لقول الله تعالى: { أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}، كما أقر الرسول عليه الصّلاة والسلام لليهود بأنهم يُشكلون مع المسلمين أمة واحدة في أول دستور للمدينة.
2-وكان عليه السلام يعامل غير المسلمين كمعاملة الرجل لأهله، وكان يحترمهم، وكان النبي عليه السلام يعود المرضى منهم ويخاف عليهم من نار جهنم، وكان يأمر المسلمين بأن يصلوا أهلهم من المشركين، وقد ورد في سيرته العطرة عليه السلام [أنَّ قَيْسَ بنَ سَعْدٍ، وَسَهْلَ بنَ حُنَيْفٍ، كَانَا بالقَادِسِيَّةِ فَمَرَّتْ بهِما جِنَازَةٌ فَقَامَا، فقِيلَ لهمَا: إنَّهَا مِن أَهْلِ الأرْضِ، فَقالَا: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَرَّتْ به جِنَازَةٌ، فَقَامَ فقِيلَ: إنَّه يَهُودِيٌّ، فَقالَ: أَليسَتْ نَفْسًا. [وفي رواية]: كُنَّا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ ع عليه وَسَلَّمَ فَمَرَّتْ عَلَيْنَا جِنَازَةٌ]،وهذه من أبلغ وأروع المواقف التي علمنا إياها رسولنا الحبيب في احترام غير المسلمين حتى الموتى منهم.
تعامل الرسول مع الأطفال
1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم العشاء؛ فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذًا رفيقًا ويضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا، حتى إذا قضى صلاته أقعدهما على فخذيه.
2- وكان يداعب رسول الله الأطفال حتى في طرقاته، يقول يعلى بن مُرَّة: خرجت مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على طعام، فإذا الحسين بن علي يلعب في الطريق، فأسرع النبي أمام القوم، ثم بسط يديه ليأخذه فطفق الغلام يفر هنا ويفر هنا، ورسول الله يلاحقه ويضاحكه، بل كان يأخذ أسامة بن زيد والحسن بن علي فيقعدهما على فخذه كل على ناحية ثم يضمهما ويقول: «اللهم ارحمهما فإني أرحمهما».
كيف تعامل الرسول مع المنافقين
1-مع أن المنافقين ـ الذين يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر ـ أشد كفراً وأكثر خطراً من المشركين، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤاخذهم إلا بما ظهر منهم, مع علمه بما هم عليه من النفاق الأكبر، وكان من هديه وسيرته صلوات الله وسلامه عليه معهم محاولة إصلاحهم، حتى يكونوا لبنة صالحة في المجتمع، قال ابن القيم: “أما سيرته صلى الله عليه وسلم في المنافقين, فإنه أُمر أن يقبل منهم علانيتهم, ويكِل (يترك) سرائرهم إلى الله, وأن يُجاهدهم بالعلم والحجة”.
2-لقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم عقاب المنافقين لمصلحة تأليف القلوب، وإخماد الفتن، ولعدم تنفير الناس عن الإسلام، فقد كان المجتمع الخارجي المحيط بالمسلمين في المدينة المنورة، ينظر إلى هذا الدين الجديد ـ الإسلام ـ، وهذه الدولة الوليدة في المدينة المنورة، بنظرة حذر وترقب وترصد لقرارات قائدها، وتعاملاته وأخلاقه، بل وصل الحد بهم إلى أن بحثوا وسألوا في سيرة هذا النبي الجديد، وفي نسبه ومولده، ونشأته وأخلاقه، كما جاء في الحوار المشهور الذي دار بين أبي سفيان زعيم قريش ـ قبل إسلامه ـ وهرقل ملك الروم.