نقدم لكم ابرز فوائد اخراج الزكاة وماهو مفهوم الزكاه الشامل وكيفية تحقيق اركان الزكاة .
زكاة
الزكاة في اللغة بمعنى: النماء والزيادة والبركة والمدح والثناء والصلاح وصفوة الشيء، والطهارة حسية أو معنوية، وبمعنى: زكاة المال.
وتطلق الزكاة على ما ينفقه المتصدق من مال، وتستعمل في ديانات التوحيد بهذا المعنى الذي يقصد منه العبادة التي هي بمعنى: التصدق بالمال. والزَّكاةُ في الإسلام: المال اللازم إنفاقه في مصارفه الثمانية وفق شروط مخصوصة، وهي حق معلوم من المال، مقدر بقدر معلوم، يجب على المسلم بشروط مخصوصة، في أشياء مخصوصة هي: الأموال الزكوية، وزكاة الفطر. فهي في الشرع الإسلامي نوع من العبادات بمعنى: إنفاق المال على جهة الفرض، حيث تعد أحد أركان الإسلام الخمسة، وتطلق الصدقة على الإنفاق المفروض وغيره.
وأما في الديانات الأخرى فيوجد ما يفيد معنى إنفاق المال، أو دفع قدر من المال إلى ذوي الاحتياجات، على اختلاف في تفاصيل الأحكام، وكذلك الاختلاف في مصطلحات التسمية، ففي المسيحية مثلا توجد كلمة صدقة. ويتفق الدين الإسلامي مع المسيحية واليهودية في المفهوم العام للصدقة، من حيث أنها عبادة وقربة يتقرب بها الإنسان لله، وأنها باب من أبواب الخير، وأن على الأغنياء بذل قسط من مالهم للفقراء والمحتاجين وسد حاجاتهم، مع اختلافهم في تفاصيل الأحكام. والزَّكاةُ في الشرع الإسلامي: «حِصّةٌ من المال ونحوه يوجب الشرعُ بذلها للفقراءِ ونحوهم بشروط خاصة».
أو هي: «اسم لمال مخصوص، يجب دفعه للمستحقين، بشروط مخصوصة». سميت زكاة؛ لأنها شرعت في الأموال الزكوية لتطهير المال، وفي زكاة الفطر لتطهير النفس، كما أن دفع الزكاة سبب لزيادة المال ونمائه، وسبب لزيادة الثواب في الآخرة بمضاعفته للمتصدق. وتسمى الزكاة صدقة، إلا أن الصدقة تشمل: الفرض والنفل، بخلاف الزكاة فإنها تختص بالفرض.
نبذة عن الزكاة
تحتل الزكاة مكانة عظيمة في الإسلام فهي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة ،و هنا نتذكر الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم . ،و للزكاة معاني عديدة فهي في اللغة تعني الزيادة ،و البركة ،و في الشرع يقصد بها ما يدفعه المزكي ،و يتم إنفاقه على المصارف الخاصة بالزكاة ،و تعتبر من العبادات التي فرضها الله سبحانه ،و تعالى على عباده ،و هنا نتذكر قول الله تعالى في كتابه العزيز .. بسم الله الرحمن الرحيم (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ) صدق الله العظيم .
منزلة الزكاة
إنّ للزكاة خصائصاً منحتها منزلةً عظيمةً في الإسلام، منها:
أنّها الرّكن الثّالث من أركان الإسلام، وذلك لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت “، متفق عليه، وقد ورد في لفظ لمسلم:” بني الإسلام على خمس: على أن يعبد الله ويكفر بما دونه، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وحجّ البيت، وصوم رمضان “.
أنّها ذكرت مقرونةً بالصّلاة في القرآن الكريم، وهذا يدلّ على ارتفاع شأنها وعلوّ مكانتها، قال تعالى:” وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ “، البقرة/43، وقال تعالى:” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ “، البقرة/83.
أنّها ذكرت في السّنة النّبوية بشكل مخصّص، وهذا يدلّ على علوّ شأنها في الإسلام، فقد وردت الأحاديث التي تحثّ على إخراجها، وتبيّن وجوبها، وتوضّح إثم من يتركها، وتبيّن صنوف من تجب فيهم الزّكاة.
أنّها ذكرت في الشّرائع السّابقة، فقال الله عزّ وجلّ حينما تكلم عن إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب:” وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ “، الأنبياء/73.
أنّها جلبت مدح الله عزّ وجلّ للقائمين بها، قال تعالى:” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا “، مريم/54-55.
شروط الزكاة
إنّ من أهمّ الشروط التي يجب أن تنطبق على المال الذي تجب فيه الزّكاة، ما يلي:
أن يكون المال مملوكاً لمعيّن.
أن تكون مملوكيّته مطلقاً، أي كونه مملوك رقبةً ويداً.
أن يكون نامياً.
أن يكون زائداً عن الحاجات الأصليّة.
أن يمرّ عليه الحول.
أن يبلغ النّصاب، فالنّصاب في كلّ نوع من أنواع المال يكون مختلفاً.
أن يكون سليماً من وجود المانع، مثل أن يكون عليه دين ينقص من النّصاب
من فوائد الزكاة والصدقات :
1. امتثال أمر الله تعالى ورسوله علية الصلاة والسلام.
2. التنزَه عن صفة البخل المُهلك .
3. التعاون على البر والتقوى
4. الصدقة برهان على ايمان صاحبها
5. الزكاة والصدقات تطهر النفوس وتزكيها
6. مضاعفة الحسنات
7. الزكاة والصدقات دليل على شكر نعمة المال
8. مغفرة الذنوب ، وتكفير السيئات ، وإطفاء نار الخطايا.
9. السلامه من وبال المال بالاخرة
10. نيل درجو البر، قال تعالى ( لن تنالو البر حتى تنفقوا مما تحبون ) آل عمران – 92
11. الانفاق من صفات المتقين
12. تنمية الاخلاق الحسنة والأعمال الصالحة
13. الامان من الخوف يوم الفزع الاكبر.
14. تحصين المال وحفظة وزيادته
15. الصدقه دواء كثير من الامراض
16. وهى سبب لدفع البلايا وجميع الاسقام
17. وهى سبب لجلب المودة بين الناس
18. وصاحب الزكاة والإنفاق موعود بالخلف والتوفية : ( وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) الانفال – 60
19. وهو ايضاموعود بالزيادة على ما انفق (يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) البقرة – 276
20. والزكاة والصدقات سبب لإضعاف مادة الحسد والحقد والبغضاء بين الناس.
21. وبالصدقة والانفاقيتصف العبد باوصاف الكرماء وأهل الفضل ، ويتخلص من الاوصاف والأسماء الريلة كالشحيح والبخيل والمقتر …..
22. والزكاة والصدقات سبب لنزول القطر ، ومنع الزكاة سبب لمنع القطر.
23. الفوز بالجنة والنجاة من النار.
24. النجاة من عذاب القبر.
25. الاستظلال بظل الله وظل الصدقة يوم القيامة.
26. استحقاق الثناء من الله.
27. والصدقة سبب في زيادة الاعمار
28. وهى سبب فى دفع ميتة السوء.
29. وهى سبب فى التواضع وهاب الكبر والفخر والخيلاء.
30. وهى تطفئ غضب الرب.
31. وهى سبب لمحبة الله عز وجل.
32. وهى سبب للسلامة من كفر نعمة الله.
33. وهى تفك صاحبها من النار
34. وهى تسد سبعين بابا من السوء
35. وهى سبب لدعاء الملائكة للمتصدق.
36. وهى سبب لاستجابة الدعاء وكشف الكربة.
37. وهى سبب لسعة الرزق
38. وهى سبب للنصر على الاعداء
39. وهى سبب للفرج بعد الشدة.
40. وهى سبب للخيرية كما قال صلى الله علية وسلم ” اليد العليا خير من اليد السفلى” متفق عليه
41. وللمتصدق على المجاهدين فى سبيل الله اجر المجاهد.
42. والصدقة سبب في اعانة المتصدق علىالطاعة وتيسيره لليسرى.
43. وإخراج الزكاة والصدقات سبب فى حصول البركة فى مال المتصدق وعمره وريته.
44. واخراج الزكاة سبب فى النجاة من الهلاك العام والابتلاء بالسنين.
45. المتصدق على الايتام بكفالتهم يفوز بمجاورة النبى صلى الله عليه وسلم فى الجنة.
46. أن الصدقة سبب في اطعام الله للمتصدق وسقيه وكسائه.
47. أن ثواب الصدقة فى بناء المساجد سبب في بناء بيت للمتصدق في الجنة.
48. ان الصدقة من اسباب سكنى الغرفات في الجنة
49. أن اجرالصدقة ثابت ولو كان على البهائم والطيور.
50. ان الصدقه خير ما يهدى للميت.
51. أن الزكاة والصدقة من اسباب حل الازمات الاقتصادية ، ومن أسباب ترابط الامة الاسلامية.
52. انها علاج لقسوة القلب
53. أن الزكاة تنجى العبد من الاتصاف بخصال المنافقين
54. أن الزكاة تنجى العبد من الشجاعالاقرع يوم القيامة ، والشجاع الاقرع ثعبان قوي.
55. ان اخراج الزكاة والصدقات يؤلم الشيطان ويغيظه ويكيده.
56. انها سبب لمعية الله عز وجل : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) النحل – 128
57. ان ثواب الصدقة الجارية يبقى للعبد بعد موته.
مصارف الزكاة
إنّ أهل الزّكاة هم الجهات التي تُصرف فيها الزّكاة، وقد بينهم الله عزّ وجلّ في قوله تعالى:” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “، التوبة/60.
ومصارف الزّكاة ثمانية أصناف، وهي:
الفقراء: والفقير هو من لا يجد من كفايته إلا شيئاً قليلاً أقلّ من النّصف، فلو كان الشّخص لا يجد ما ينفق على نفسه وعلى عائلته مقدار نصف سنة فهو فقير، ويُعطى ما يكفيه هو وعائلته قدر سنة.
المساكين: والمسكين هو من لا يجد من كفايته النّصف فأكثر، ولكنّه لا يجد ما يكفيه سنةً كاملةً، فيكمل له نفقة السّنة، ولكن في حال لم يكن لدى الرّجل نقود، ولكن لديه مورد آخر، مثل: حرفة، أو راتب، أو أي شيء يستغلّ، فإنّه لا يمنح من مال الزّكاة، وذلك لقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم:” لا حظَّ فيها لغني ولا لقوي مكتسب “، سنن أبي داوود.
العاملون عليها: وهم من توكلهم الدّولة بجباية الزّكاة من أهلها، وإيصالها إلى مستحقّيها، فهم يعطون من الزّكاة بقدر عملهم حتّى وإن كانوا أغنياء.
المؤلفة قلوبهم: ويقصد بها رؤساء العشائر الذين لا يكون إيمانهم قويّاً، فإنّهم يعطون من الزّكاة حتى يقوى إيمانهم.
الرّقاب: يدخل في هذا الباب شراء الرّقيق من أموال الزّكاة، وإعتاقهم، وفكّ الأسرى، ومعاونة المكاتبين.
الغارمون: وهم الأشخاص المدينون، وذلك في حال لم يكون لديهم ما يوفون به دينهم، وبالتالي يعطون من أموال الزّكاة ليسدّوا ديونهم سواءً أكانت قليلةً أم كثيرةً.
في سبيل الله: ومعنى ذلك أنّ المجاهدين يعطون من الزّكاة قدر ما يكفيهم لجهادهم، ويشترى من أموال الزّكاة آلات الجهاد في سبيل الله تعالى.
ابن السّبيل: وهو من كان مسافراً وانقطع به السّفر، فهو يعطى من الزّكاة ما يوصله لبلده.
نصيب مصارف الزكاة
إنّ لكلّ مصرف من مصارف الزّكاة نصيباً على سبيل الإجمال على الشّكل التالي:
يدفع لكلّ صنف من مصارف الزّكاة ما تُدفع وتُقضى به حاجته من غير زيادة، فمثلاً يُعطى ابن السّبيل ما يبلغ ويصل به إلى بلده، ويعطى الغازي ما يكفي لغزوه، ويعطى العامل بمقدار أجر عمله.
يأخذ أربعة أصناف أخذاً مستقرّاً، وبالتالي فلا يُراعى حالهم بعد الدّفع، وهؤلاء هم المساكين، والفقراء، والمؤلفة قلوبهم، والمساكين، فمتى ما أخذوا الزّكاة فإنّهم قد ملكوها ملكاً دائماً، ولا يجب ردّها بأيّ حال من الأحوال.
يأخذ أربعة أصناف أخذاً مراعىً، وهم الغارمون، وفي الرّقاب، وابن السّبيل، وفي سبيل الله، فإنّهم إن صرفوه في الجهة المستحقّة لأجلها، وإلا فإنّه يسترجع منهم.
يأخذ أربعة منهم مع غناهم، وهم الغزي، والعامل، والمؤلّف، والغارم للإصلاح، وذلك لأنّهم يأخذون لحاجة المسلمين إليهم.
يأخذ من اجتمع فيه سببان للزكاة بكلّ واحد منهما منفرداً، مثل الفقير الغارم، حيث أنّه يعطى ما يقضي دينه، ثمّ يعطي ما يسدّ حاجته به ويغنيه.
من المستحبّ صرف الزّكاة للمحتاجين من الأقارب، والذين لا تلزم نفقتهم صاحب المال.