فوائد الاحتباس الحراري

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 25 مايو, 2022 9:03
فوائد الاحتباس الحراري

فوائد الاحتباس الحراري نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل الأسباب البشرية للاحتباس الحراري و مفهوم الاحتباس الحراري وكيف يحدث ثم الختام الحلول الفردية للاحتباس الحراري تابعوا السطور القادمة.

فوائد الاحتباس الحراري

-على المدى القصير، قد يستفيد المزارعون فى بعض المناطق من بداية الربيع مبكرًا ومن موسم دافئ أطول مناسب لزراعة المحاصيل، وتظهر الدراسات أيضًا أنه، حتى نقطة معينة، تنمو المحاصيل والنباتات الأخرى بشكل أفضل فى وجود مستويات أعلى من ثانى أكسيد الكربون ويبدو أنها أكثر تحملاً للجفاف، لكن هذه الفائدة هى سيف ذو حدين: الأعشاب، والعديد من أنواع النباتات الغازية، والآفات الحشرية ستزدهر أيضًا فى عالم أكثر دفئًا.
-وسيتأثر توافر المياه فى المناطق الزراعية الأكثر جفافًا التى تحتاج إلى الري. فى مرحلة ما، من المحتمل أن تطغى الآثار السلبية للإجهاد الحرارى والجفاف على الفوائد التى تعود على المحاصيل من زيادة ثانى أكسيد الكربون.

مفهوم الاحتباس الحراري وكيف يحدث

-تُعرّف ظاهرة الاحتباس الحراري، أو ظاهرة الاحترار العالمي (بالإنجيزيّة: Global Warming) أو ظاهرة الدفيئة (بالإنجليزية: Greenhouse)، على أنّها ارتفاع في معدّل درجة حرارة الهواء الجوّي الموجود في الطبقة السفلى من سطح الأرض، وذلك خلال القرن أو القرنين الماضيينوتحدث هذه الظاهرة عند حبس أو احتباس حرارة الشمس في الغلاف الجوي للأرض بعد دخولها إليه، ممّا يرفع درجة حرارة الأرض ويجعلها أكثر دفئاً، ويتم ذلك من خلال امتصاص غازات الغلاف الجوي كثاني أكسيد الكربون لطاقة الشمس وحبسها بالقرب من الأرض ممّا يساهم في ارتفاع حرارة الأرض.
-بعد مقارنة مجموعة من البيانات المتعلّقة بمختلف الظواهر الجويّة كدرجة الحرارة، ومعدلات هطول الأمطار مع التغيّرات الحاصلة في المناخ كالتركيب الكيميائيّ للغلاف الجوي، والتيارات البحريّة، تبيّن أنّ تلك التغيُّرات المناخيّة تحصل كل فترة زمنيّة معينة منذ بداية العصر الجيولوجيّ بشكلٍ طبيعي، لكن خلال الثورة الصناعيّة زادت التغيّرات المناخيّة بفعل الأنشطة البشريّة فخلال القرن الماضي ارتفع متوسط درجة الحرارة السطحيّة العالميّة من (0.3 إلى 0.6) درجة مئوية، وهي تمثّل أكبر زيادة في درجة حرارة سطح الأرض خلال الألف عام الماضية، ومن المتوقع زيادة أكبر في درجات الحرارة خلال هذا القرن، إذ أنّ متوسط درجة الحرارة العالميّة في الوقت الحالي تبلغ 15 درجة مئوية، ويتوقع علماء الطقس زيادتها من 2-4 درجة مئوية بحلول عام 2100.
– إنَّ ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالميّة لا يعني بالضرورة أنّ جميع مناطق العالم ستصبح أكثر دفئاً، فالاحتباس الحراري لا يدل على ارتفاع درجة الحرارة بنفس المقدار في كل مكان، لكنّه يدل على ارتفاعٍ عام في متوسط درجة الحرارة العالميّة وما تجدر الإشارة إليه انّ الاحتباس الحراري العالمي يقدّم وصفاً للزيادة في درجات الحرارة العالميّة فقط، بالرغم من وجود دراسات تبيّن أنّ أثر الاحتباس الحراري يتعدّى مجرد الارتفاع في درجات الحرارة، إذ إنّ له أثراً رئيسياً في حصول التغيّرات المناخيّة في جميع أنحاء العالم، وفي أنماط الطقس العالميّة ممّا يؤثر على عناصر الطقس كمعدلات هطول الأمطار.

الأسباب البشرية للاحتباس الحراري

-تصنيع الإسمنت
تساهم عملية تصنيع الإسمنت في زيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وذلك أثناء مرحلة تسخين كربونات الكالسيوم، حيث ينتج من هذه العملية غاز ثاني أكسيد الكربون والجير، من جهة أخرى يساهم حرق الوقود الأحفوري المُستخدَم لتوفير الحرارة اللازمة لإتمام عملية التصنيع في زيادة نسبته أيضاً، وتُشكّل مساهمة الإنسان بانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في عملية تصنيع الإسمنت حوالي 5%، أمّا باقي ما تبقى فينتج من عملية حرق الوقود الأحفوري والعمليات الكيميائية المصاحبة لعملية التصنيع، إذ ينتج حوالي 900 كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون عند إنتاج 1,000 كغ من الإسمنت.
النفايات الصناعية ومكبّات النفايات
تُنتج المصانع والعمليات الصناعية عموماً العديد من الغازات الضارة والتي يتمّ إطلاقها إلى الغلاف الجوي ممّا يؤدي إلى زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، كما تزيد مكبّات ومدافن النفايات من انبعاث غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون اللذَين يساهمان بشكل كبير في زيادة تأثير غازات الدفيئة.
-الزيادة في عدد السكان
يزداد عدد سكان العالم من عام إلى آخر، فيزيد الطلب على الطعام، والمأوى، واللباس، والعديد من المنتجات الصناعية، وهذا بدوره يزيد من عدد المصانع والعمليات الصناعية المرافقة لها، مما يساهم في ارتفاع نسبة انبعاث الغازات الضارة في الغلاف الجوي، وبالتالي يزداد تأثير الغازات الدفيئة، ومن جهة أخرى تؤدي الزيادة في عدد السكان إلى زيادة استخدام الوقود الأحفوري الذي يساهم بشكل كبير في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
– إزالة الغابات
تغيّرت طرق الاستفادة من الأراضي بشكل كبير خلال السنوات الماضية، إذ يتمّ حالياً إزالة الغابات خصوصاً في المناطق المدارية والاستفادة منها في استثمارات أخرى، وتساهم هذه العملية في زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مقدار الثُلث، والذي بدوره يؤدي إلى حدوث الاحتباس الحراري.
– الأنشطة الزراعية
تؤدي الأنشطة الزراعية كاستخدام الأسمدة، وزراعة حقول الأرز، وطرق الري المُتَّبعة، وغيرها إلى زيادة تركيز غاز الميثان في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى أنّ الاستخدام المفرط للأسمدة يزيد من نسبة أكسيد النيتروس (N2O) في الغلاف الجوي، كما أنّ عملية إزالة الغطاء النباتي يُغيّر من وضاءة الأرض (بالإنجليزية: Albedo) من خلال التغيُّر في كمية الأشعة الممتصة من سطح الأرض وكمية الأشعة المنعكسة.
– تربية الحيوانات
تلعب تربية الحيوانات دوراً مهماً في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، فهي مسؤولة عن 18% من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم وفقاً لتقرير الأمم المتحدة، حيث تحتاج تربية الحيوانات إلى إزالة الغابات من أجل استخدام تلك الأراضي كمراعٍ للماشية، وهذا حصل في غابات الأمازون، حيث إنّ حوالي 70% من عملية إزالة الغابات كان سببها تربية المواشي، كما يُساهم انبعاث غاز الميثان الذي ينتج بشكل طبيعي من الماشية في زيادة نسبة الغازات الدفيئة، والتي بدورها تُفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.
-حرق الوقود الأحفوري
أدّت الثورة الصناعية التي بدأت في منتصف القرن الثامن عشر إلى زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل كبير جداً من 280 إلى 387 جزءاً من مليون (ppm)؛ وذلك بسبب زيادة استخدام الوقود الأحفوري وزيادة احتراقه، ويزداد تركيز هذا الغاز في الغلاف الجوي بنسبة تتراوح بين 2-3 جزء من مليون/عام، ومن المتوقَّع أن تزداد نسبته مع نهاية القرن الحادي والعشرين بشكل أكبر لتترواح بين 535-983 جزءاً من مليون، وبسبب زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة الكرة الأرضية بين 1.4°-5.6° درجة مئوية بحلول عام 2100م.

الحلول الفردية للاحتباس الحراري

يُمكن اتخاذ العديد من الممارسات الفردية للمساهمة في التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة، وبالتالي الحد من ظاهرة الاحتباس الحراريّ، وفيما يأتي ذِكر لها:
-استخدام كميات أقل من الماء الساخن:
يتمّ ذلك من خلال عدد من الإجراءات كضبط سخان المياه الكهربائي على درجة حرارة معينة وتثبيته على تلك الدرجة، واستخدام رؤوس الدوش ذات التدفّق القليل ممّا يساعد على توفير المياه الساخنة، وتساهم تلك الممارسات في توفير ما يقارب 159 كغ من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومن جهة أخرى فإنّ استخدام المياه الدافئة أو الباردة في الغسيل بدلاً من المياه الساخنة يُقلل من الحاجة إلى تسخين المياه، وبالتالي توفير الطاقة اللازمة لتسخينها، وتساهم هذه الممارسة في الحد من انبعاث حوالي 227 كغ من ثاني أكسيد الكربون سنوياً في حال تمّ تطبيقها في معظم المنازل.
-إعادة التدوير:
تساعد عملية إعادة التدوير على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، إذ يُمكن توفير حوالي 1089 كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً في حال تمّ إعادة تدوير نصف نفايات المنزل.
-التقليل من استخدام مكيّف الهواء:
يُمكن التقليل من استخدام المكيّفات من خلال إضافة مواد عازلة في جدران المباني، وعزل الأبواب والنوافذ، ما يساهم في الحفاظ على درجة الحرارة معتدلة داخل المبنى في جميع الأوقات، ويُقلل من كمية الطاقة اللازمة لتدفئة وتبريد المبنى، وبالتالي خفض تكاليف التدفئة إلى 25%، كما يُمكن استخدام منظِّمات حرارة مبرمجة على المكيّفات توفّر حوالي 907 كغ من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
– استخدام منتجات موفّرة للطاقة:
يساعد استخدام الأجهزة الكهربائية المنزلية الموفّرة للطاقة على التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة.
– استخدام المصابيح الموفرة للطاقة:
يساعد استبدال المصابيح الموفِّرة للطاقة كمصابيح الفلورسنت بالمصابيح العادية المتوهجة على توفير الطاقة، إذ تستهلك مصابيح الفلورسنت مقداراً أقل من الطاقة المُستهلَكة من المصابيح المتوهجة بمقدار الثلثين، كما أنّها تصدر حرارة أقل بنسبة 70% من المصابيح العادية المتوجهة، وتدوم لفترة تصل إلى 10 أضعاف المصابيح العادية المتوجهة، وفي حال تمَّ استبدال مصابيح الفلورسنت بالمصابيح العادية في كلّ منزل سيتمّ التخلّص من حوالي 40.8 مليار كغ من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وهذا يُعادل التخلُّص من 7.5 مليون سيارة من الشوارع.



330 Views