قصة الجمل والثعلب

كتابة امل المهنا - تاريخ الكتابة: 13 يونيو, 2022 5:36
قصة الجمل والثعلب

قصة الجمل والثعلب وقصة الجمل للاطفال و قصة الجمل الأعرج و قصة الجمل والحمار، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.

قصة الجمل والثعلب

يحكي ان ذات يوم سأل الثعلب جميلاً واقفاً علي الضفة الاخري من النهر : هل تعرف إلي اين يصل عمق ماء النهر ؟ فأجابة الجمل قائلاً : الي الركبة، فقفز الثعلب علي الفور في النهر ظناً منه ان الماء سوف يصل الي ركبته، ولكنه تفاجئ بالماء يغطيه وأصبح يحاول جاهداً أن يخرج رأسه من الماء، وما إن استطاع ان يقف علي صخرة في النهر حتي صرخ بأعلي صوته في وجه الجمل قائلاً : ألم تقل لي أن الماء يصل الي الركبة فقط ؟ فقال الجمل : نعم ولكنه يصل الي ركبتي أنا .
العبرة من القصة : حين تستشير احداً ما في امور حياتك فإنه يجيبك طبقاً لتجاربه هو وحياته ، وفي كثير من الاحيان يمكن ان تكون حلوله مناسبة له فقط وغير مناسبة لك أو لغيرك، فتجنب أن تأخذ تجارب غيرك حلولاً قطعية لك، لانها يمكن ان تغرقك، والافضل ان تستشير اهل العلم ثم تأتي باتخاذ قرارك الخاص طبقاً لظروفك انت.

قصة الجمل للاطفال

كانت مجموعة من الجمال تعيش في منطقة صحراوية، وتتحمل مشقة العيش فيها، فتاكل النباتات الجافة، وتشرب القليل من الماء، وکان من بينهم جمل صغير متمرد، لا يريد الحياة في الصحراء، ويتمنى أن يعيش وسط الخضرة الدائمة والماء الوفير، فذهب إلى والدته وأخبرها بما يدور في نفسه.. حاولت الناقة الأم أن تقنع الصغير بحب العيش في الصحراء وعدم الابتعاد عنها، وقالت له: يا بني، ليس لك حياة إلا وسط أهلك وعشيرتك. ولكن الجمل لم يقتنع بذلك، وأصر على موقفه. وفي يوم، كانت الجمال مارة بجوار الغابة، فلما رآها الجمل الصغير أعجبته أشجارها العالية، فابتعد عن الجمال ودخل وسط الأشجار.
ظل الجمل الصغير بمبیلر وسط الأشجار داخل الغابة، فقابله الأسد ملك الغابة، فطلب منه الجمل أن يساعده، وقال له: أيها الملك العظيم، لقد مللت حياة الصحراء، وأريد أن أعيش معكم في الغابة، وقال له: لك الأمان، ابق معنا وسأضمك لحاشيتي..كانت حاشية الأسد تتكون من غراب وذئب وثعلب، فأخبرهم الأسد أن الجمل الصغير سوف يعيش معهم في الغابة، وأمرهم ألا يتعرضوا له بسوء ؛ لأنه في حمايته وفي أمانه، فقالوا: سمعا وطاعة. واستمر الجمل يعيش في أمان، وياکل من الحشائش الخضراء، ويشرب من الماء الوفیر … حقی کبر، وزاد وزنه، و کثر لحمه.
علم الذئب أن سكوت الأسد يعني الموافقة، فذهب إلى الغراب والثعلب، واتفقوا أن یعرض کل واحد منهم نفسه طعاما للأسد، فيقوم الآخران ويرفضان ذلك. ثم ذهبوا إلى الأسد، ودخلوا عرينه، وكان الجمل معه حينئذ، فقال الغراب : لقد احتجت يا ملك الغابة إلى طعام يقويك، لذلك فأنا أقدم نفسي لك لتأكلني..فقال الثعلب: لا خير فيك أيها الغراب، فحجمك صغير لا يغني من جوع، أما أنا فلحمي کثیر، فلیأکلني الاسد. فقال الذئب: لحمك كريه، لن ينفع الأسد بل يضره، أما أنا فلحمي طيب، فليأكلني مولاي الأسد. فرد الغراب: عجبا لك أيها الذئب، فقد قيل: من أراد أن يقتل نفسه في التو والساعة فليأكل لحم ذئب.
ظن الجمل المسكين أنه إذا عرض نفسه على الملك سيدافع عنه الاخرون كما فعلوا مع بعضهم، فقام وقال: فليأكلني الأسد، فقد رضیت نفسي بذلك، فلحمي ودمي فداء مولاي الأسد، فصاح الذئب والثعلب والغراب : صدقت . تم هجموا عليه، وأكلوه، و کانت هذه نهاية من لا يرضى بقدره، ويصاحب الأشرار.

قصة الجمل الأعرج

في يوماً من ذات الأيام سمع الجمل الأعرج عن سباق للجمال، فقرر أن يشارك فيه ويحاول الفوز به على الرغم من عرجته .تقدم الجمل الأعلاج إلى مكان التسجيل وطلب تسجيله في السباق، فاستغربت لجنة التسجيل من طلب الجمل فأدرك الجمل الذكي ما يفكرون به .فقال لهم : ما سبب الغرابة، إنني سريع العدو وقوي البنية رغم علتي .خافت اللجنة أن يتعرض هذا الجمل المسكين إلى سوء ،أو يصيبه أي خطر خلال السباق، فطلبوا منه أن يوقع لهم عن دخول السباق على مسؤوليته، فوافق الجمل وتجمعت الجمال في نقطة انطلاق السباق .
أخدت جميع الجمال المشاركة في السباق تسخر من الجمل الأعرج، ولكنه عبر عن هذه السخرية بابتسامة بسيطة وقال لهم : سوف نرى في نهاية السباق من هو الجمل الأقوى والأسرع بيننا .
أطلق الحكم صافرة بدء السباق، وانطلقت جميع الجمال كالسهام بسرعة شديدة، وكان الجمل الأعرج آخر المتسابقين، وعلى الرغم من شعوره بالألم الشديد عند ركضه السريع إلا أنه صبر وتحمل .كان على الجمال أن تتسلق الجبل ثم تعود من جديد إلى نقطة البداية، كان الجبل عالياً جداً ووعراً والطريق طويلة ومتعبة والشمس حارقة، حاولت الجمال الفتية أن تصعد بسرعة شديدة فأصابها الإنهاك والتعب بسرعة وسقط بعضها من شدة التعب، وقرر البعض الآخر العودة خوفاً من إكمال هذا الطريق الصعب .
أما الجمل الأعرج فكان يسير ببُطء وقوة وثبات بعد أن تراجعت أكثر الجمال قبل الوصول إلى قمة الجبل، والجمال التي وصلت إلى القمة كانت قليلة جداً، وكانت متعبة بشدة فاستلقت حتى تستريح قليلاً.
أما الجمل الأعرج فكان يسير بإصرار شديد حتى وصل إلى القمة، ولم يكن قد شعر بالتعب مثلهم لأنه كان يسير ببُطء، فعاد مهرولاً بعجرته والجمال المستريحة لم تنتبه إلا بعد وصوله إلى أسفل المنحدر، حاولت الجمال اللحاق بالجمل الأعرج ولكنها لم تستطع، وكان هو أول الواصلين إلى نهاية السباق، ونال كأس البطولة وكان فخوراً بعرجته .باركت له باقي الجمال على فوزه وتعلموا منه درساً عن الاستهزاء بالآخرين وقدراتهم .

قصة الجمل والحمار

كان سعد الدين يتاجر في التوابل والحرير يأتي بها من الهند ، ويقوم بتوزيعها على صغار التجار ، وأراد أن يوصل الكمية لأحد زبائنه في منطقة شبه صحراوية ، تبعد عن بلدته مسيرة يوم وليلة ، وقد صحب معه الجمل والحمار ، ووضع على الجمل حملاً خفيفاً ، والباقي وضعه على ظهر الحمار .
بعد يوم :
وبعد مسيرة يوم أصبح الحمار يسير بصعوبة ، لعدم استطاعته مواصلة السير ، لحمله الثقيل ، شكى الحمار همه للجمل من ثقل الحمل .
بعد نصف يوم أخرى :
وبعد مسيرة نصف يوم ، ملأ سعد الدين عدداً من قرب الماء ، من بئر يقع على الطريق ووضعها على ظهر الحمار ، فضاعف الحمل عليه ، وأصبح يترنح دون أن يشعر به سيده .
الحمار وسيده :
قال الحمار : يا سيدي أنا متعب بما على ظهري من أحمال ثقيلة ، وقمت بتحميلي فوق طاقتي ، لو وزعت قرب الماء بيني وبين الجمل .. قال له : على ظهر الجمل أضعاف ما تحمله آلاف المرات ، سكت الحمار على مضد وهو يعاني من التعب والإرهاق الشديد .
شكوى الحمار :
فقال الحمار : لم تقدم لي منذ الصباح إلا وجبة واحدة ، أريد أن تقدم لي شيئاً من الطعام حتى أقوى على المسير ، فقال له : قريباً سنصل إلى مكان تتجمع فيه قوافل التجار ، فنأخذ حاجتنا من الطعام والماء ، لم يبقى إلا القليل حتى نصل ، فما عليك إلا الصبر ، لقد كثر تزمرك وشكواك هذه المرة ، هل كبرت وضعفت ، هذه آخر مرة أصحبك معي ، سأختار حماراً قوياً نشيطاً ، في المرة القادمة.
الكارثة :
بدأ الحمار يترنح يمنة ويسرة ، حتى وقع على الأرض مع أحماله الثقيلة ، تقدم منه سعد الدين يتفحصه ، فوجده ميتاً ، فكانت الكارثة بوقوعه على سعد الدين حيث تفجرت القرب ، وسال منها الماء ، وشربتها رمال الصحراء العطشى ، وبدأ يندب حظه حيث لا ينفع الندم.
الجمل :
كان الجمل صابراً على مضد ، فقال لسيدة : أنت السبب بموت الحمار بهذه الطريقة البشعه ، لو كنت عادلاً لوزعت الأحمال بيننا ، أنا لست بحاجة للعيش معك بعد اليوم ، ليس في قلبك رحمة ولا شفقة ، أريد العيش في الصحراء بعيد عنك وعن أمثالك من التجار ، الذين لا يفكرون إلا في جمع الأموال بأي طريقة ، وأراد سعد الدين أن ينقل البضاعة التي كانت على الحمار إلى الجمل ، وبدأ الجمل أن يخرج الزبد من فمه ، ويرغي في وجه صاحبه معلناً رفضه .
الجمل وسيده :
وحاول أن يمسك الحبل الذي فى عنق الجمل ، فلم يستطيع ، وقال له الجمل : ابتعد عني أيها الظالم الجشع ، لو اقتربت مني سأدوسك تحت خفي ، وسوف أتركك في الصحراء هنا ، حتى تلاقي نفس المصير الذي حل بالحمار .
هروب الجمل :
أطلق الجمل لنفسه العنان مسرعاً وسط الصحراء ، حتى غاب عن الأنظار ، وترك صاحبه في الصحراء ، والبضاعة ملقاة عن الرمال .
الجشع والخسارة :
وهكذا خسر التاجر سعد الدين تجارته وجمله وحماره ، بسبب طمعه وعدم الرفق بالحيوان .



670 Views