قصة العصفور والشجرة المغرورة كما سنتحدث كذلك عن قصة العصفور والشجرة المغرورة و قصة العصفور مع الله وقصة العصفور والحرية والموعظة من قصة العصفور والحرية كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
محتويات المقال
قصة العصفور والشجرة المغرورة
في غابة خضراء جميلة واسعة عاشت شجرة كبيرة ثخينة الأغصان وارفة الظلال كثيفة الأوراق وكانت عصافير الغابة كلها تتمنى أن تبني أعشاشها فوق أغصان تلك الشجرة وبين أوراقها
لكن الشجرة كانت أنانية ولم تسمح للعصافير المسكينة أن تبني الأعشاش عليها لأنها كانت لا تريد أن تشعر بالإزعاج من المنظر الكئيب للأعشاش المصنوعة من القش الجاف . ولا تريد أن يزعجها صغار العصافير بأصواتهم الحادة ولا ضجيجهم الذي لا يهدأ .
وفي يوم من الأيام اقترب عصفور ملون جميل منها وحط على أحد أغصانها يريد أن يبني عشه هناك فصرخت قائلة : أيها العصفور ماذا تفعل؟ ألا تعلم أنه من غير المسموح لك أن تتخذ من أغصاني سكناً؟ رد العصفور الصغير قائلا : ولكنني متعب جدا ولا أريد سوى الراحة والسكينة أرجوك أيتها الشجرة امنحيني الأمان لأعيش هنا بين أغصانك الوارفة ولكن الشجرة الأنانية رفضت ذلك وطردته بعبارات قاسية فما كان منه إلا أن رحل عنها متجها من مكان الى آخر ومرت الأيام وبقيت الشجرة الحمقاء وحيدة فأحست بالوحشة والضيق وابتعد الجميع عنها بسبب أنانيتها وبخلها .
ثم جاء فصل الشتاء فسقطت أوراقها الجميلة وابتعدت عنها وصارت عارية وحيدة ترتعد من البرد والخوف والوحشة ومن صوت الرياح وعواء الذئاب في الوديان المجاورة وما عاد أحد يسأل عنها ولا يزورها فشعرت بالندم الشديد وراحت تذرف الدموع بحرارة أنستها برد الشتاء وعندما أقبل الربيع عادت الأطيار تغرد في الغابة سعيدة فما كان من الشجرة إلا أن صاحت بأعلى صوتها : هلموا 00إليّ يا أصدقائي العصافير فأنا اليوم لن أبخل عليكم هذه غصوني وأوراقي وثماري وظلالي سأقدمها لكم هلموا 00إليّ يا رفاقي بسرعة كي أنسى أيام الوحدة والوحشة فالأحمق الذي يحيا وحيدا ولقد خلقنا الله معا كي ننعم بهذه الحياة التي لا طعم لها إلا إذا عشنا معا بمحبة وسلام وهنا أقبلت العصافير إليها بقلوب دافئة ومحبة وصارت الشجرة منذ ذلك الحين عامرة بالأطيار والأزهار والثمار وعادت ترتدي ثوب الحياة الجميل .
قصة العصفور مع الله
إلى كل من لم يرضى بنصيبه من الدنيا أقرأ هذه القصة الجميلة كان هناك عصفور صغير يسبح ربه كل يوم … مرت أيام لم ينطق فيها العصفور … فتسائلت الملائكة … لما لم يحدثك العصفور يا رب ؟ قال تعالى ” سيأتى لا محالة فليس له غيرى ليشكوى له ” … وفى يوم وقف العصفور على غصن الشجرة وترقبت الملائكة كلامه … لكنه ظل صامتاً … قال تعالى “تحدث بما أضاق صدرك … قال كان عندى عش صغير هو ملجىء وقد أخذته منى يا رب … لماذا أرسلت العاصفة … وأختنق العصفور بدموعه … وحل السكوت فى الملكوت … قال تعالى ” كانت هناك حية تتجه لعشك وكنت نائماً … فأمرت الريح أن تقلبه لتفيق وتطير وتنجو … كم من بلاء أبعدته عنك “… تجمعت الدموع فى عين العصفور وملأ بكائه السماء … ما ألطفك يا رب … فلا تحزن إذا منع الله عنك شيئاً تحبه … لو علمتم كيف يدبر الله أموركم لذابت قلوبكم من محبته … ما أعظمك يا الله … ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺪ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻭﻗﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﻳﻮﻣﺂ ﻣﺎ … تذﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺨﺮﻩ ﻟﻴﻘﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﻟﻴﺨﻔﻒ ﻋﻨﻚ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ … ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻻ ﺃﺣﺪ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ..ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ ﻟﻴﺨﻔﻒ ﻋﻨﻚ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻓﻴﻪ … ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﺃﻗﺪﺍﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﺛﻘﻮﺍ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ … “اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِك” “يافارج الهمّ … وكاشف الغم… فرّج همي.. ويسرّ أمرى … و أرحم ضعفى … وقلة حيلتى … وأرزقنى من حيث لا أحتسب يارب العالمين “.
قصة العصفور والحرية
كان القفص معلقا على الجدار .. داخل القفص كان العصفور ذو الريش الحلو الجميل يقف حزينا كئيبا .. بين الحين والحين كانت نظراته ترحل في الفضاء الواسع باحثة عن صديق .
وفي كل مرة كان هناك عصفور يمر معلنا عن فرحه بالانطلاق والحرية .. ولأن العصفور كان حزينا فلم ينتبه لتلك التحيات التي كانت العصافير تلقيها مزقزقة من بعيد .. قال يخاطب نفسه : رحم الله ذلك الزمن الذي كنت فيه حرا طليقا مليئا بالنشاط ، لكن هذا الصياد الذي لن أنسى وجهه ، سامحه الله ، تسبب في وضعي حبيسا هكذا .. ماذا جنى من كل ذلك؟ تابع العصفور يحدث نفسه : لكن هذه البنت ليلى، لا أنكر أنها طفلة محبوبة ، إنها تعاملني أحسن معاملة ، ولكن تبقى الحرية هي الأغلى في العالم كله ..
في هذا الوقت تحديدا أتت ليلى ووقفت أمام القفص وقالت :
– كيف حالك يا صديقي العزيز .. أتدري لقد اشتقت إليك ، تصور لا تمر دقائق إلا وأشتاق إليك ، أنت أغلى الأصدقاء أيها العصفور الحبيب .. ما رأيك أن أقص عليك اليوم قصة الملك ديدبان والأميرة شروق؟ ..
كان العصفور في عالم آخر ، لم يجب بحرف واحد …. استغربت ليلى وقالت :
– ماذا جرى أيها العصفور ، كأنك لم تسمع شيئا مما قلت ، أنت الذي طلبت مرات ومرات أن تعرف شيئا عن الأميرة شروق ، تقف الآن ولا تقول أي شيء .. ماذا بك أيها العصفور ، هل أنت مريض أم ماذا؟..
نظر العصفور إليها مهموما حزينا وقال :
– أتدرين يا صديقتي ليلى إنني أكره حياتي السجينة في هذا القفص.. ما هذه الحياة التي لا تخرج عن كونها قفصا صغيرا ضيقا .. أين الأشجار والفضاء والأصدقاء من العصافير .. أين كل ذلك؟ كيف تريدين أن أكون مسرورا ، صحيح أنني أحب سماع قصة الأميرة شروق ، لكن حريتي أجمل من كل القصص ..
قالت ليلى حائرة :
– نعم يا صديقي لا شيء يعادل الحرية .. لكن ماذا أفعل .. أنت تعرف أن الأمر ليس بيدي !!.
قال العصفور غاضبا :
– أعرف يا ليلى ، لكن أريد أن أسألك ماذا يجني أبوك من سجني؟ أنا أحب الحرية يا ليلى ، فلماذا يصر والدك على وضعي في هذا القفص الضيق الخانق؟.. إنني أتعذب يا ليلى ..
بكت ليلى ألما وحزنا ، وركضت إلى غرفة والدها .. دخلت الغرفة والدموع ما تزال في عينيها .. قال والدها :
– خير يا ابنتي .. ماذا جرى؟
قالت ليلى :
– أرجوك يا أبي ، لماذا تسجن العصفور في هذا القفص الضيق؟..
قال الوالد متعجبا :
– أسجنه؟ .. ما هذا الكلام يا ليلى ، ومتى كنت سجانا يا ابنتي؟..كل ما في الأمر أنني وضعته في القفص حتى تتسلي باللعب معه .. لم أقصد السجن ..
قالت ليلى :
– صحيح أنني أحب العصفور ، وانه صار صديقي ، لكن هذا لا يعني أن أقيد حريته .. أرجوك يا أبي دعه يذهب ..
الموعظة من قصة العصفور والحرية
قال الوالد ضاحكا :
– لا بأس يا ابنتي سأترك الأمر لك .. تصرفي كما تشائين .. لا داعي لأن أتهم بأشياء لم أفكر بها.. تصرفي بالعصفور كما تريدين.. لك مطلق الحرية .. أبقيه أو أعطيه حريته .. تصرفي يا ابنتي كما تشائين ..
خرجت ليلى راكضة من الغرفة .. كانت فرحة كل الفرح ، لأن صديقها العصفور سيأخذ حريته .. وصلت وهي تلهث ، قالت:
– اسمع أيها العصفور العزيز . اسمع يا صديقي .. سأخرجك الآن من القفص لتذهب وتطير في فضائك الرحب الواسع .. أنا أحبك ، لكن الحرية عندك هي الأهم ، وهذا حقك ..
أخذ العصفور يقفز في القفص فرحا مسرورا .. قال :
– وأنا أحبك يا ليلى ، صدقيني سأبقى صديقك الوفي ، سأزورك كل يوم ، وسأسمع قصة الأميرة شروق وغيرها من القصص ..
صفقت ليلى وقالت :
– شكرا يا صديقي العصفور .. لك ما تريد .. سأنتظر زيارتك كل يوم .. والآن مع السلامة ..
فتحت باب القفص ، فخرج العصفور سعيدا ، وبعد أن ودع ليلى طار محلقا في الفضاء ..
وكان العصفور يزور ليلى كل صباح وتحكي له هذه القصة أو تلك، ويحكي لها عن المناطق التي زارها وعن الحرية التي أعطته الشعور الرائع بجمال الدنيا ..