قصة العصفور والقفص كما سنتحدث كذلك عن قصة البنت والعصفور أيضًا سنتحدث أيضا عن قصة العصفور والشجرة وما هي قصة العصفور المجروح كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
محتويات المقال
قصة العصفور والقفص
-كنتُ أتمشى في ساحةِ بلدتي، فرأيتُ قفصًا في واجهةِ أحدِ المحالِ وفي داخلِهِ عُصفورٌ صغيرٌ. وقفتُ أتأملهُ وهو يقفزُ على قضبانِ القفصِ، ثمّ ينتقلُ إلى العودِ الموضوعِ في وسطهِ.
-إقتربتُ مِنهُ وحدّقتُ فيهِ، فرأيتُ ريشَهُ المُلوّنَ الجميلَ، كما رأيتُ الحُزنَ في عينيهِ. تأثّرتُ لحالتِهِ وقُلتُ في نفسي: إنّ لِلطائِرِ جناحينِ ليطيرَ ويُحلّقَ بِهما في الفضاءِ الواسعِ ، فكيفَ يسجُنهُ الإنسانُ في قفصٍ؟وتصوّرتُ نفسي سجينًا في غُرفَةٍ صغيرةٍ وأنا مُقيَّدُ اليدينِ والرّجلينِ. كيفَ يُمكنُ أن أتحملَ الضّجرَ والعذابَ؟
-وكم إزدادت شفقتي عليهِ عِندما أطلَّ بمنقارِهِ من بينَ قُضبانِ القفصِّ، ونظرَ إليَّ نظرَةَ عطفٍ ، وكأنّهُ يقولُ لي : ’’ أنا صديقُكَ . أنقذِني من هذا السّجنِ. أعِدْ إليَّ حُرّيتي‘‘ .
-كنتُ كُلّما تأملتُهُ ازددتُ عطفًا عليهِ. وصارتِ الصّورُ والأفكارُ تتسارَعُ في رأسي : أليسَ لهُ إخوةٌ ورِفاقٌ؟ أليسَ لهُ أمٌّ ؟ كيفَ تكونُ حالَتُها ؟ وكم يكونُ مُشتاقًا إليها ! هل يلتقيانِ بعدُ؟
-نسيتُ كم انقضى من الوقتِ، وأنا واقِفٌ أتأمّلُ هذا العصفورَ المسكينَ. كانَ النّاسُ يمرونَ بالقُربِ مِنّي وأصواتُهم العاليةِ تختلِطُ بهديرِ السّياراتِ. وأنا لا أرى إلا عصفوري الصّغيرَ، ولا أسمعُ إلا زقزقتَهُ النّاعمةَ الحزينةَ.
-فجأةً وجدْتُ نفسي داخلَ المحلِّ أسألُ صاحِبَهُ أن يبيعني العُصفورَ، وأنا خائفٌ أن يقولَ لي: ’’ لا، ليسَ العُصفورُ للبيعِ‘‘ . لِحُسنِ حظّي قَبِلَ أن يبيعَهُ. دفعتُ لهُ الثّمنَ من نقودي القليلةِ الّتي جمعتُها خلالَ أُسبوعٍ.
-حملتُ القفصَّ وأنا أعدو مُسرعًا . كأنَّ العُصفورَ استأنسَ بي، فأصبحَ يقومُ بحركاتٍ تدلُّ على المرحِ والنّشاطِ.
-عِندما ابتعدّتُ عن أنظارِ النّاسِ فتحتُ بابَ القفصِّ، فانطلقَ العُصفورُ كالسّهمِ. بقيتُ أتأمّلُهُ حتّى غابَ عن عينيِّ. أكملتُ طريقي إلى البيتِ وأنا أحملُ القفصَ فارِغًا ولكنّني أحملُ السعادةَ في قلبي.
قصة البنت والعصفور
كان القفص معلقا على الجدار .. داخل القفص كان العصفور ذو الريش الحلو الجميل يقف حزينا كئيبا .. بين الحين والحين كانت نظراته ترحل في الفضاء الواسع باحثة عن صديق ، وفي كل مرة كان هناك عصفور يمر معلنا عن فرحه بالانطلاق والحرية .. ولأن العصفور كان حزينا فلم ينتبه لتلك التحيات التي كانت العصافير تلقيها مزقزقة من بعيد .. قال يخاطب نفسه : رحم الله ذلك الزمن الذي كنت فيه حرا طليقا مليئا بالنشاط ، لكن هذا الصياد الذي لن أنسى وجهه ، سامحه الله ، تسبب في وضعي حبيسا هكذا .. ماذا جنى من كل ذلك .. تابع العصفور يحدث نفسه : لكن هذه البنت ليلى، لا أنكر أنها طفلة محبوبة ، إنها تعاملني أحسن معاملة ، ولكن تبقى الحرية هي الأغلى في العالم كله ..
في هذا الوقت تحديدا أتت ليلى ووقفت أمام القفص وقالت :
– كيف حالك يا صديقي العزيز .. أتدري لقد اشتقت إليك ، تصور لا تمر دقائق إلا وأشتاق إليك ، أنت أغلى الأصدقاء أيها العصفور الحبيب .. ما رأيك أن أقص عليك اليوم قصة الملك ديدبان والأميرة شروق ؟؟ ..
كان العصفور في عالم آخر ، لم يجب بحرف واحد …. استغربت ليلى وقالت :
– ماذا جرى أيها العصفور ، كأنك لم تسمع شيئا مما قلت ، أنت الذي طلبت مرات ومرات أن تعرف شيئا عن الأميرة شروق ، تقف الآن ولا تقول أي شيء .. ماذا بك أيها العصفور ، هل أنت مريض أم ماذا ؟؟..
نظر العصفور إليها مهموما حزينا وقال :
– أتدرين يا صديقتي ليلى إنني أكره حياتي السجينة في هذا القفص.. ما هذه الحياة التي لا تخرج عن كونها قفصا صغيرا ضيقا .. أين الأشجار والفضاء والأصدقاء من العصافير .. أين كل ذلك ؟؟ كيف تريدين أن أكون مسرورا ، صحيح أنني أحب سماع قصة الأميرة شروق ، لكن حريتي أجمل من كل القصص ..
قالت ليلى حائرة:
– نعم يا صديقي لا شيء يعادل الحرية .. لكن ماذا أفعل .. أنت تعرف أن الأمر ليس بيدي !!.
قال العصفور غاضبا :
– أعرف يا ليلى ، لكن أريد أن أسألك ماذا يجني أبوك من سجني ؟؟ أنا أحب الحرية يا ليلى ، فلماذا يصر والدك على وضعي في هذا القفص الضيق الخانق؟؟.. إنني أتعذب يا ليلى ..
بكت ليلى ألما وحزنا ، وركضت إلى غرفة والدها .. دخلت الغرفة والدموع ما تزال في عينيها .. قال والدها :
– خير يا ابنتي .. ماذا جرى ؟؟
قالت ليلى :
– أرجوك يا أبى ، لماذا تسجن العصفور في هذا القفص الضيق ؟؟..
قال الوالد متعجبا :
– أسجنه ؟؟ .. ما هذا الكلام يا ليلى ، ومتى كنت سجانا يا ابنتي؟؟..كل ما في الأمر أنني وضعته في القفص حتى تتسلي باللعب معه .. لم أقصد السجن ..
قالت ليلى :
– صحيح أنني أحب العصفور ، وانه صار صديقي ، لكن هذا لا يعني أن أقيد حريته .. أرجوك يا أبي دعه يذهب ..
قال الوالد ضاحكا :
– لا بأس يا ابنتي سأترك الأمر لك .. تصرفي كما تشائين .. لا داعي لأن أتهم بأشياء لم أفكر بها.. تصرفي بالعصفور كما تريدين.. لك مطلق الحرية .. أبقيه أو أعطيه حريته .. تصرفي يا ابنتي كما تشائين ..
خرجت ليلى راكضة من الغرفة .. كانت فرحة كل الفرح ، لأن صديقها العصفور سيأخذ حريته .. وصلت وهي تلهث ، قالت:
– اسمع أيها العصفور العزيز . اسمع يا صديقي .. سأخرجك الآن من القفص لتذهب وتطير في فضائك الرحب الواسع .. أنا أحبك ، لكن الحرية عندك هي الأهم ، وهذا حقك ..
أخذ العصفور يقفز في القفص فرحا مسرورا .. قال :
– وأنا أحبك يا ليلى ، صدقيني سأبقى صديقك الوفي ، سأزورك كل يوم ، وسأسمع قصة الأميرة شروق وغيرها من القصص ..
صفقت ليلى وقالت :
– شكرا يا صديقي العصفور .. لك ما تريد .. سأنتظر زيارتك كل يوم .. والآن مع السلامة ..
فتحت باب القفص ، فخرج العصفور سعيدا ، وبعد أن ودع ليلى طار محلقا في الفضاء ..
وكان العصفور يزور ليلى كل صباح وتحكي له هذه القصة أو تلك، ويحكي لها عن المناطق التي زارها وعن الحرية التي أعطته الشعور الرائع بجمال الدنيا
قصة العصفور والشجرة
-التقى عصفوران صغيران على غصن شجرة زيتون كبيرة في السن، كان الزمان شتاء، الشجرة ضخمة ضعيفة تكاد لا تقوى على مجابهة الريح، هزّ العصفور الأول ذيلة وقال: مللت الانتقال من مكان إلى آخر، يئست من العثور على مستقر دافئ، ما أن نعتاد على مسكن وديار حتى يداهمنا البرد والشتاء فنضطر للرحيل مرة جديدة بحثاً عن مقر جديد وبيت جديد.
-ضحك العصفور الثاني، وقال بسخرية: ما أكثر ما تشكو منه وتتذمر، نحن هكذا معشر الطيور خلقنا الله للارتحال الدائم، كل أوطاننا مؤقتة.
قال العصفور الأول: أحرام عليّ أن أحلم بوطن، لكم وددت أن يكون لي منزل دائم وعنوان لا يتغيّر، سكت قليلاً قبل أن يتابع كلامه: تأمل هذه الشجرة أعتقد أنّ عمرها أكثر من مائة عام، جذورها راسخة كأنها جزء من المكان، ربما لو نقلت إلى مكان آخر لماتت قهراً على الفور لأنّها تعشق أرضها.
-قال العصفور الثاني: عجباً لتفكيرك، أتقارن العصفور بالشجرة؟ أنت تعرف أن لكل مخلوق من مخلوقات الله طبيعة خاصة تميّزه عن غيره، هل تريد تغيير قوانين الحياة والكون؟ نحن – معشر الطيور– منذ أن خلقنا الله نطير ونتنقل عبر الغابات، والبحار، والجبال، والوديان، والأنهار، لم نعرف القيود يوماً إلا عندما يحبسنا الإنسان في قفص، وطننا هذا الفضاء الكبير، الكون كله لنا، فالكون بالنسبة لنا خفقة جناح.
-رد العصفور الأول: أفهم.. أفهم، أوتظنني صغيراً إلى هذا الحد؟ أنا أريد عنواناً، وطناً، أظنك لن تفهم ما أريد.
-تلفّت العصفور الثاني فرأى سحابة سوداء تقترب بسرعة نحوهما فصاح محذراً: هيا .. هيا .. لننطلق قبل أن تدركنا العواصف والأمطار، أضعنا من الوقت ما فيه الكفاية.
-قال العصفور الأول ببرود: اسمعني، ما رأيك لو نستقر في هذه الشجرة، تبدو قوية صلبة لا تتزعزع أمام العواصف؟
-رد العصفور الثاني بحزم: يكفي أحلاماً لا معنى لها، سوف أنطلق وأتركك.
بدأ العصفوران يتشاجران، شعرت الشجرة بالضيق منهما، هزّت الشجرة أغصانها بقوة فهدرت مثل العاصفة، خاف العصفوران خوفاً شديداً، بسط كل واحد منهما جناحيه، وانطلقا مثل السهم مذعورين ليلحقا بسربهما.
قصة العصفور المجروح
-النافذة في حجرتي تطل على الحديقة وفي كل صباح يأتيني صوت عصفور يغني فاستيقظ مبكرًا وأنهض وأفتح النافذة فيدخل ضوء الصباح الخافت وهوائه الرطب وأظل لحظات لأرنو عبر الشباك واستمتع بغناء العصفور الجميل ، كان العصفور يغني بخفة بين أغصان شجر اللوز وكان سعيدًا بمطلع النهار وكنت سعيدًا بمساعده متفائلًا برؤيته وهو يطير .
-ذهبت إلى الحمام لكي أنظف أسناني وأغسل وجهي وأتوضأ ثم عدت إلى حجرتي لأجد العصفور مازال يغني ويبدع وألحانه العذبة تغمر حجرتي وتطربني ، أصلي صلاة الصبح ثم أرتدي ملابسي المدرسية وأعد حقيبتي -ولحن ذلك العصفور الصغير يرن في أذني هكذا تعودت عليه وصار هذا الطائر الجميل الصغير صديقي أحبه وأشعر أنه يحبني كذلك وأن حياته وذات صباح لم توقظني صوته وظللت نائمًا حتى طلعت الشمس ، فجاءت أمي توقظنني بسرعة وتلومني على هذا الكسل لقد تأخرت في النوم فنهضت منزعجًا ولم أسمع صوته .