قصة تعاون النحل

كتابة هدى المالكي - تاريخ الكتابة: 16 سبتمبر, 2021 12:43
قصة تعاون النحل

قصة تعاون النحل، في هذا المقال سوف نقوم بسرد بعض قصص النحل وهم قصة تعاون النحل، وقصة خلية النحل والدبور، وقصة النحلة العجيبة والفراشة الجميلة، وقصة النحلة ميمي وملكة النحل.

قصة تعاون النحل


– ذات صباح باكر انطلقت النحلة النشيطة مي مع صديقتيها النحلتان مها وريم إلى الغابة الصغيرة المجاورة للخلية التي يعشن فيها، وهن يأملن بجني الكثير من الرحيق لصنع العسل المفيد، وما إن اقتربت النحلات الثلاث من الغابة حتى سمعن صوتا قويا يقول: ابتعدن أيتها النحلات ولا تقربن هذه الغابة أبدا، توقفت النحلات مكانهن وأخذن يبحثن بخوف عن مصدر الصوت، وفجأة ظهر صقر كبير ينظر إليهن نظرات مخيفة، وقال: لن أسمح لأحد بعد الآن أن يقترب من هذه الغابة فقد أصبحت ملكي منذ اليوم، ابتعدن من هنا وإلا أكلتكن واحدة تلو الأخرى.
– دب الرعب في قلب مي وصديقتيها وانطلقن مسرعات إلى الخلية وتوجهن إلى الملكة فورا لإخبارها بما حدث معهن.
– حزنت الملكة كثيرا حين سمعت، ثم طلبت من جميع سكان الخلية أن يجتمعوا ليقرروا ماذا عليهم أن يفعلوا ؟
– بعد دقائق قليلة حضر الجميع أمام الملكة وهم يتساءلون عن سبب هذا الاجتماع، فأخبرتهم الملكة بما حدث في الغابة وطلبت منهم مساعدتها على إيجاد حل لهذه المشكلة.
– فقالت إحدى النحلات: إذا كان الصقر كبيرا وقويا كما قالت مي، فليس أمامنا سوى أن نبتعد عن هذه الغابة ونبحث عن غابة أخرى نقصدها يوميا لجني الرحيق.
– فردت عليها مها قائلة: هذا حل صعب، فهذه الغابة هي الوحيدة القريبة من خليتنا أما باقي الغابات فهي بعيدة جدا وسنتعب كثيرا ونحن نتوجه إليها ثم نعود إلى بيتنا كل يوم.
– فقالت الملكة: مها على حق، علينا إيجاد فكرة أفضل من هذه.
– قالت ريم : ما رأيكن في أن نترك بيتنا هذا ونبني لنا بيتا قرب إحدى الغابات المجاورة فنرتاح من عناء الطيران لمسافة بعيدة ؟
– فردت عليها مي بشدة وقالت : هذا حل مستحيل يا ريم، فنحن لا يمكننا أن نتخلى بسهولة عن البيت الذي ولدنا ونشأنا فيه، كما أن غابتنا هذه من أكثر الغابات جمالا وغنى بأنواع الزهور والرياحين ومن الصعب علينا أن نجد غابة بحسنها وجمالها.
– فابتسمت الملكة ابتسامة كلها رضى وقالت: أحسنت يا مي، إن كلامك صحيح، علينا أن نتمسك ببيتنا، وأن نحافظ عليه، كما أن هذه الغابة ملك للجميع وليست ملك شخص واحد، ومن حق الجميع أن يدخل إليها ويتمتع بجمالها، لذلك علينا أن ندافع عن حقنا، وأن نواجه الصقر المعتدي، لا أن نخاف ونهرب بسرعة.
– فقالت إحدى النحلات: كلامك رائع يا مولاتي، ولكن نحن صغار الحجم والصقر كبير، فكيف لنا أن نواجهه وحدنا ؟
– فقالت الملكة : إذا تعاونا واتحدنا ووضعنا أيدينا بأيدي بعضنا أصبحنا قوة تفوق قوة الصقر وتنتصر عليه.
– أعجب الجميع بكلام الملكة وأيدوا رأيها.
– فقالت لهم الملكة: هيا أيها الشجعان، جهزوا أنفسكم فأمامنا مهمة خطيرة، تتطلب منا شجاعة وتضحية بالنفس، فهل أنتم مستعدون للدفاع عن حقكم ؟
– فأجابها الجميع بصوت واحد: نعم نحن مستعدون.
– فقالت لهم الملكة: إذن لننظم أنفسنا في صفوف متتالية، ولننطلق متوكلين على الله تعالى راجين أن يقوينا وينصرنا على عدونا.
– انطلقت مجموعة النحل دفعة واحدة وتوجهوا بسرعة نحو الغابة لمواجهة الصقر المعتدي.
– وما إن أبصرهم الصقر ينطلقون نحوه بسرعة وقد جهز الكل نفسه للانقضاض عليه، ورأى في عيونهم نظرة ملؤها الشجاعة والتصميم والغضب، حتى تجمد في مكانه خائفا لا يدري ماذا يفعل.
– وما كان منه إلا أن فرد جناحيه وطار عاليا مغادرا الغابة دون رجعة.
– فرح الجميع بالنصر الكبير الذي حققوه وشكروا الله تعالى على ذلك.
فقالت لهم الملكة : أرأيتم أنه علينا أن نتعاون ونناضل ونكافح ونضحي في سبيل الحصول على حقوقنا، وأن بالتوكل على الله تعالى والعمل والتعاون والإصرار يكمن السبيل الأفضل للنصر.
وأدرك جميع سكان الخلية أهمية التعاون والاتحاد في تحقيق النصر والنجاح، وبأن الأنانية وحب النفس قد يؤدي إلى الخسارة والضياع وظلم القوي للضعيف.

قصة خلية النحل والدبور


– كان هناك ملكة تحكم مملكة النحل، وكانت ابنتها نحلة جميلة كانت تعمل بجد مع اخواتها النحلات، وذات يوم أتى الدبور لكي يتزوج ابنة الملكة، لكنه كان بخيل جدا فلم تقبل الملكة ان يتزوج منها، لان الدبابير عدوة لمملكة النحل، ولأنهم يخدعون النحل لسرقة العسل.
– وفي اليوم التالي كانت ابنة الملكة تذهب لاخذ القليل من العسل من الازهار، فاقترب منها الدبور، وقال لها: اترضين بزواجي ايتها النحلة الجميلة ؟
– فقالت له قالت أمي أن لا أتحدث معك، فالدبابير عدوة للنحل، وهي تخدعهم لتناول العسل.
فقال لها الدبور: أمك جاهلة لا تعرف ان الدبابير هي اصدقاء النحل ألا ترين كم اصبح عمرها انه الستين وربما قد تفقد جزءا من ذاكرتها.
فقالت النحلة: حقا فقال الدبور: أجل، فقالت انا لا اصدقك ان تخدعني لكي تذهب وتسرق العسل وتستولي على العرش، فقال لها: من قال لك هذا الكلام ؟ قالت: كل النحلات، حتى أمي قالت لي أن الدبابير مخادعة، لهذا لا أثق بك ابدا، ولن أدعك تدخل إلى الخلية أبدا وسترى ماذا سوف يحدث لك إن دخلت إلى الخلية وسوف أضع حراسا أمام باب الخلية، والآن ابتعد عن وجهي أيها الدبور المخادع.
– ذهب الدبور إلى منزله، ولكنه كان يعيش في زهرة، أما النحلة فعادت إلى الخلية محملة بالعسل اللذيذ.
– وفي اليوم التالي، هجم الدبور ومعه عشرة دبابير، فرآه مستشار النحل وأخبر الملكة بما حدث، وقال لها: هناك عشرة دبابير تهجم على المملكة، وجهزت عشرة من النحل كي تتصدى لهم، وقالت إن شاء الله سوف ننتصر عليهم، ولكن المستشار كان يراهم صغار جدا من بعيد، وعندما اقتربوا وجدهم ذو أجسام ضخمة.
– بدات الملكة تستعين بربها أن تهزم الدبابير وبدأت الدبابير تهجم وتقتل النحل ولكن غيرهم قد توجه إلى ساحة المعركة، وحاولوا التصدي لهم ولكنهم قتلوا خمسة منهم فقاتل المستشار معهم، وضحى بحياته من أجل الملكة والمملكة، وابنتها الجميلة.
– وقد هزم المستشار جميع الدبابير ماعدا واحد قد تمكن منه فخرجت الملكة مسرعة، وقالت له: إن اقتربت مرة أخرى من المملكة ساقطعك إربا إربا ،ارحل عن مملكتي أيها الوغد.
– خاف ذلك الدبور من كلام الملكة، لكنه تمسك بالشجاعة وبدأ يقاتلها بالكلام القاسي، فتحول من الكلام إلى العراك فتم قتل الدبور الأخير على يد الملكة، وعادت السعادة إلى المملكة.

قصة النحلة العجيبة والفراشة الجميلة


– في كل صباح كانت النحلة العجيبة تقوم بترتيب منزلها و تقوم بإحضار وجبه الإفطار الخاصة بها، ثم بعد ذالك تغلق منزلها جيدا وتذهب إلى حيث يتواجد مكان عملها، وتعمل وتجتهد إلى أن يحل المساء و تعود إلى منزلها وتقوم بإحضار وجبه الطعام لكي تستطيع التحرك بدون تعب أو إرهاق لليوم الثاني، فكانت النحلة العجيبة محافظة على وجباتها اليومية.
– وفي ذات صباح كانت النحلة العجيبة تعمل كعادتها، وأثناء وقت عملها أتت إليها فراشة حزينة و كانت مرهقه كثيرا، فقالت لها النحلة العجيبة: ماذا بك أيتها الفراشة الجميلة ؟ فقالت الفراشة: قد مررت منذ قليل من أمام الأرنب و إذا به مرض ولا يستطيع تناول طعامه فحزنت من أجل صديقي.
– فقالت النحلة العجيبة: ألف لا بأس على صديقك أيتها الفراشة الجميلة، ولكن نحن نستطيع مساعدة صديقك الأرنب.
– فقالت الفراشة باندهاش: حقا، هل سيكون باستطاعتنا مساعدته وجلب طعاما له ؟
– فقالت النحلة العجيبة: بالطبع نستطيع أن نفعل ذلك معا.
– فقالت الفراشة: إذا هيا بنا.
– ذهبت كل من الفراشة الجميلة والنحلة العجيبة وذهبوا سويا إلى حديقة ممتلئة بالجزر و ظلوا يعملوا إلى أن أخرجوا جزرة و قاموا معا بحملها ووضعوها أمام بيت الأرنب المريض، فطرقت الفراشة الجميلة الباب.
– أجاب الأرنب وفتح: أهلا يا صديقتي اعذريني ليس لدى ما أقدمه لكي.
– ابتسمت الفراشة وقالت: إذا أنا أتيت لك بطعام لكي تأكل وتشبع وتقوم إلى عملك مرة أخرى.
قالت النحلة العجيبة: أهلا بك أيها المريض الكبير.
– ابتسم الأرنب: أهلا أيتها النحلة العجيبة، شكرا لمساعدتك.
– قالت النحلة العجيبة: لم أفعل شيء بمفردي فقد اشتركت معي الفراشة الجميلة إلى أن جلبنا لك طعاما.
– فقالت الفراشة الجميلة: بالأصل أنت من لم يتركني بمفردي شكرا لك أيتها النحلة العجيبة.
فقالت النحلة العجيبة: لقد قمت بعملي فقط لا شكر على واجب، سوف أذهب لأكمل عملي، إلى اللقاء.
– فقال الأرنب والفراشة الجميلة: إلى اللقاء.

قصة النحلة ميمي وملكة النحل


– في إحدى الحقول الواسعة و المليئة بالزهور تعيش أعداد كبيرة من النحل التي تظل تنتقل بين الزهور كي تمتص الرحيق وتعطينا عسلا شهيا، كان من بين هذا العدد الهائل من النحل نحلة اسمها ميمي، كانت ميمي نحلة نشيطة ولكنها لم تكن تجمع الرحيق من كل الأزهار بل كانت تحب أن تجمعه من نوع واحد من الزهور.
– وفي إحدى الأيام سألت ملكة النحل النحلة ميمي وقالت: يا ميمي لماذا تجمعين الرحيق من نوع واحد من الأزهار؟ والحقول مليئة بأنواع مختلفة وجميلة من الزهور الملونة.
– ردت النحلة ميمي على سؤال الملكة بأدب واحترام فقالت: يا سيدتي الملكة أنا أريد أن يكون العسل الذي انتجه من أشهى وأجود أنواع العسل.
– ابتهجت الملكة مما سمعت من كلام النحلة ميمي وأعجبها طريقة تفكيرها وقالت لها: يا صغيرتي ميمي رائعة جدا طريقة تفكيرك لكنك تجمعين الرحيق من نوع واحد من الزهور ماذا لو لم تجدين العدد الكافي من الزهور التي تفضلينها يا ميمي؟
– ردت النحلة ميمي على الملكة وقالت: يا سيدتي سوف استمر في البحث عن نوع الأزهار الذي أريده ولن أتوقف مهما بذلت في ذلك جهدا كثيرا.
– فرحت الملكة كثيرا بردود النحلة ميمي و سألتها سؤالا آخر: ولكن يا ميمي ماذا لو قلدتك باقي النحل وقرروا جمع الرحيق من نفس الزهرة التي تجمعين منها وحينها لن يصبح لدينا ما يكفي جميع النحل؟
– فأجابت ميمي: إذا حدث ذلك سوف انتقل إلى بساتين أخرى يا سيدتي الملكة.
– أعجبت الملكة كثيرا بالنحلة ميمي وطرحت عليها سؤالا كي تختبرها فقالت: حسنا ألم تيأسي يا ميمي وتقرري أن تجمعي الرحيق من زهور مختلفة وستحصلين على نفس جودة العسل تقريبا؟
– أجابت النحلة ميمي: إذا جنيت الرحيق من زهور متنوعة فلن يكون عسلي بالجودة التي أريدها وصحيح أن أحدا لن يلاحظ أنني جمعت الرحيق من زهور مختلفة لكن هذا يعتبر غش وأنا لا أحب أن أخدع الآخرين.
– ازداد إعجاب ملكة النحل وفخرها بالنحلة ميمي وقالت لها: أنت يا ميمي من أكثر النحل تميزا في الخلية، وكم أتمنى أن يصبح الجميع مثلك، وسوف أكافئك وأعينك مشرفة على باقي النحل كي تختبر جودة العسل الذي ينتجونه فأنا أريد أن يصبح عسل مملكتي من أجود أنواع العسل.
– فرحت النحلة ميمي كثيرا بكلام ملكة النحل وقرارها بتعيين ميمي مشرفة على جودة العسل، ولولا أمانة ميمي واجتهادها ما كانت الملكة منحتها هذه المنزلة.



843 Views