قصة جحا والفيل

كتابة هدى المالكي - تاريخ الكتابة: 23 سبتمبر, 2021 3:36
قصة جحا والفيل

قصة جحا والفيل، وقصة جحا والقدر العجيب، وقصة جحا والتاجر العجوز، وجحا والمسمار، نقوم بسردهم في هذا المقال.

قصة جحا والفيل


– كان جحا وولده والفيل في سفر طويل، وقد ركب جحا الفيل بينما سار ابنه خلفهما، وما إن أبصر الناس مشهد جحا ممتطيا الفيل تاركا ولده الصغير يمشي خلفه حتى استنكروا ما رأوه فهتفوا يالقسوتك يا جحا كيف يركب الكبير الفيل ويمشي الصغير المسكين على قدميه هل هذه أخلاق أب يحنو على ولده ؟
– يبدو أن الرحمة قد نزعت من قلب جحا وحين سمع جحا كلام الناس قال في نفسه أن الحق معهم، فنزل عن الفيل وركب ابنه مكانه فمروا بطائفة من الناس، فاستغربوا مشهد ابن غير مهذب يستأثر بركوب الفيل لوحده ويترك أباه العجوز ماشيا على قدميه؟ فقال قائلهم: أين البر بالوالد من تصرف هذا الولد العاق؟ أيسير الأب و يتعب و الابن مستمتع على الفيل؟
– خشى حجا على ولده من كلمات الناس ونظراتهم، و بدأ يفكر في طريقة يسكت بها الناس.
– فقرر أن يركب خلف ابنه على الفيل، فهي الطريقة الوحيدة التي سترضي الناس.
– وسار الفيل بجحا وولده شوطا آخر من الطريق وكان الفيل ينوء من ثقل الخرج الذي يحمله وثقل الأب وابنه، فشاهد الناس منظر الفيل المسكين وهو ينوء من حمله الثقيل فصرخوا أين الرحمة ياشيخ جحا بهذا الفيل؟ لقد أهلكت أنت وابنك وخرجك هذا الحيوان المسكين؟ عندها فقط أيقن جحا وولده وربما أيقن معهما الفيل أن فضول الناس لايمكن تدجينه، فكل محاولاتهما في إرضاء الناس لم تجد نفعا.
– نزل الاثنان عن ظهر الفيل وتركا المسكين يلتقط أنفاسه حرا طليقا، ولكن من أين للناس أن يرتضوا بتصرف جحا وولده؟ فقالت الناس: يا لحماقة جحا ويا لتفاهة ولده، كيف يمشيان و يشقيان من التعب ومعهما فيل؟
– وعندها قرر الاثنان جحا وولده ان يركبا على الفيل ويعودا به إلى البيت، وليحتج من يحتج وليغضب من يشاء، فالناس فضوليون بالسليقة وهم مختلفون بالفطرة فكيف لأحد أن يرضيهم.

قصة جحا والقدر العجيب


– اشترى جحا لحما و خضارا، وقال لزوجته: هيا يا زوجتى العزيزة، اطبخي لنا هذا اللحم والخضار، لنوسع على أولادنا.
– قالت زوجته: كيف اطبخ يا جحا، وليس عندنا قدر اطبخ فيه؟
– فكر جحا هنيه، ثم قال لزوجته: لا تحملي هما، سأرسل فى طلب قدر كبيرة من جارنا البخيل فإن عنده قدورا كثيرة.
– ذهب جحا إلى جاره البخيل، و طلب منه قدرا يطبخ فيها اللحم والخضار.
– فقال الجار: ومتى ترد لي القدر يا جحا؟
– قال جحا: أردها إليك عندما نفرغ من أكل ما بها.
– فأعطى الجار جحا قدرا كبيرة.
– مرت أيام ولم يرد جحا القدر إلى جاره، فارسل الجار ابنه الصغير يطلب القدر من جحا، فأحضر جحا القدر، ووضع فيها أخرى صغيرة جدا، وقال للولد: قل لأبيك إن القدر قد ولدت عندنا هذه القدر الصغيرة فهي حق لكم.
– رجع الولد، و قدم لأبيه القدر الكبيرة، وبداخلها القدر الصغيرة، و قص عليه الخبر.
– تعجب الجار البخيل وفرح، وذهب إلى جحا يشكره على أمانته.
– ذاعت قصة القدر في القرية، وتعجب الناس لهذا الحدث العجيب، وراحوا يهنئون الجار البخيل بالمولودة الصغيرة.
– بعد أيام ، علم أهل القرية أن جحا يريد أن يستلف قدرا كبيرة يطبخ فيها طعامه.
– فحمل كل منهم قدره، و ذهبوا إلى جحا. وهم يتمنون أن يقبلها جحا منهم.
– أخذ جحا كل القدور التي أحضرها أصحابها، وشكرهم لكرمهم، وقال لزوجته: عندك الآن يا زوجتى قدورا كثيرة، تطبخين فيها كما تشائين.
– بعد يومان، سمع أهل القرية صوت بكاء، ونحيب ينبعثان من بيت جحا، فذهبوا يستطلعون الأمر، فوجدوا جحا و امرأته يبكيان أحر بكاء.
– قال الجار البخيل: لماذا تبكي هكذا يا جحا؟
– قال جحا: ألم تعلم بعد؟ لقد ماتت كل القدور التى أحضرها أهل القرية فسبحان من له الدوام.
– راح الجيران ينظرون بعضهم إلى بعض، وتساءلوا: هل يعقل أن القدور تموت؟ إنها حكاية عجيبة، اخترعها جحا اللئيم.
– قال الجار البخيل: كيف هذا يا جحا، وقد أحضرت إليك أكبر قدر عندي، على أمل أن تلد لي توأمان؟
– وقالت امرأة: وأنا اشتريت هذه القدر خصيصا لتلد عندك.
– قال جحا: يا ناس! كيف تصدقون أن القدر تلد ولا تموت؟
– إن كل من يلد، لا بد أن ينتهي أجله ويموت.
– خرج أهل القرية من عند جحا، وهم يبكون لموت قدورهم؟
– وأصبح جحا عنده عدد وفير من القدور.

قصة جحا والتاجر العجوز


– عُرف جحا بشجاعته وإقدامه على العمل بهمة ونشاط بين أهل قريته، لما كان يحكيه عن نفسه في مجلسه مع الأصدقاء من بطولات وشجاعة وهمية، وكلما جلس في مكان تجمع حوله الأصدقاء حبا في الاستماع إلى طرائفه ونوادره، وكان جحا في ذلك الوقت خاليا من العمل.
– وفي يوم أتى إلى القرية تاجر عجوز يبحث عن رجل للعمل لديه، فأخبره الناس بأن جحا هو الرجل المناسب، ذهب التاجر إلى جحا وسأله في أن يكون في عونه في عمله، وقال له: لقد سمعت عن شجاعتك وحبك للعمل، وإذا رغبت في العمل معي فإني سأجزل لك العطاء، فوافق جحا على العمل معه.
– قال التاجر: غدا سنحمل بعض البضائع ونرحل معا إلى البلدة المجاورة فاعد نفسك للسفر، ثم أعطى جحا بعض الدراهم ليتركها لأهل بيته وفي اليوم التالي رحل التاجر ومعه جحا.
– في الطريق كان جحا يقص على التاجر أخبار شجاعته ومواقفه الوهمية حتى ضاق به الرجل، وفي منتصف الطريق أراد التاجر أن يجلس في ظل شجرة ويستريح بجوار نبع من الماء، فقال: هيا يا جحا أنزل الأحمال من فوق ظهر الحمار ليأخذ راحته، قال جحا: آسف يا سيدي لأن ذراعي تؤلمني.
– وبعد قليل قال التاجر لجحا: إذن هيا اطه لنا الطعام لنأكل، قال جحا: للأسف أنا لا أحسن الطهي، فطهى التاجر الطعام ووضعه في الأطباق، وقال لجحا: هيا أحضر لنا بعض الماء من النبع، فرد جحا: أخشى يا سيدي أن تبتل ملابسي فأصاب بالبرد.
– أحضر التاجر الماء وقال: تعال لتناول الطعام يا جحا، قال جحا: سأفعل ذلك حتى لا تظن أنني لا أستطيع عمل شئ! ولما انتهيا من الطعام ظهر لهما فجأة دب كبير فزع التاجر العجوز وقال: هيا يا جحا أظهر شجاعتك التي يحكي عنها أهل قريتك، هيا أنقذنا من ذلك الدب المفترس.
– قال جحا وهو يرتجف خوفا: ماذا أفعل؟ أنني لا استطيع أن أنقذ نفسي من فأر صغير ولكن عليك أن تفعل مثل ما أفعل.
– قال التاجر: وماذا أفعل؟، قال جحا: هكذا، ثم جرى هربا من الدب، أسرع الدب خلف جحا وترك العجوز وحماره، اعتقد جحا أنه ابتعد عن الدب فنظر خلفه فوجد الدب يسرع إليه، فظل يجري ويجري، بينما أخذ العجوز حماره وهرب.
– وأخيرا وصل جحا إلى قريته منهوك القوى يلتقط أنفاسه، تجمع الأصدقاء حوله، وسألوه عما جرى، قال جحا: لقد أنقذت الرجل من الدب، ولكن الدب جعلني أدفع ثمن ذلك جريا وفزعا.

قصة جحا والمسمار


– كان جحا معروفًا بغبائه وخبثه، وفي يوم ما اضطر إلى أن يبيع منزله، ولكنه اشترط على المشتري أن يترك له مسماراً في حائط داخل المنزل، فوافق المشتري دون أن يلاحظ الغرض الخبيث لجحا من وراء ذلك الشرط، لكنه فوجئ بعد أيام بجحا يدخل عليه البيت، فلما سأله عن سبب الزيارة أجاب جحا: جئت لأطمئن على مسماري.
– ولكن جحا بدأ يتخذ مسماره حجة ليتردد على المنزل في كل وقت دون استئذان أو ميعاد مسبق، بدأ صاحب المنزل يغضب ولكنه كان يستحي أن يحرج جحا، وفي يوم جاء جحا مبكرًا ليفرش فرشته على الأرض وتهيأ للنوم ففاض صبر صاحب المنزل وسأله عن ماذا ينوي أن يفعل؟ فأجاب جحا: سأنام في ظل مسماري.
– وبدأ هذا الموقف يتكرر كثيرًا حتى نفذ صبر الرجل وقل جلده وترك المنزل وهرب.



1227 Views